هل يمكن لنا قياس الحياة !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2020 / 12 / 31 - 00:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هل يمكن لنا قياس الحياة !


قياس الحياة مسالة معقدة بسبب عدم وجود مقياس دقيق لللامر .اى لا يوجد باروميتر يقيس االحياه . هل يمكن قياس الحياة بالنجاح فى المهنة مثلا ؟ و هل يمكن قياسها بالسعادة .و النجاح فى المهنة او العمل امر مختلف عن السعادة حتى و ان وجد رابط بين الامرين.
و الدليل اننا نعرف اشخاص نجحوا تماما و لكنهم انتحروا رغم كل ما اصابوه من نجاح .كما نعرف اشخاص لم ينالوا ما اردوه من نجاح لكنهم سعداء فى حياتهم .الامر فعلا معقد و متشابك حقا .
و اعتقد ان من اسوا ما يقع فيه انسان هو المقارتة مع الاخر .هذا عنده بيت احسن من بيتى و سيارة احسن ووظيفة احسن الخ من المقارنات المدمرة لللانسان .
هل الانسان السعيد من ينتج افضل فى العمل ؟ اضطلعت على بعض الابحاث التى اجريت فى بريطانيه ووجد ان سعادة الانسان قد لا تقود بالضرورة الى انتاج افضل .بل ان احد الدراسات اشارت ان سعادة الانسان فى عمله قد تدفعه للتعامل مع المدير كانه والده الامر الذى يدفعه لللاسترخاء فى العمل .و قابلتها ابحاث اخرى خلصت الى نتيجة مضادة اى ان الانتاج يزيد كلما كان العمال سعداء.
لكن على كل حال يبقى هناك تعريفات عدة لمفهوم السعادة المحير بسبب عدم مكانيات ضبطه بدقة .لا احد يمكن ان يكون سعيدا فى هذه الدنيا قرات مرة لفيلسوف لا اذكر اسمه.
اما جان جالك روسو فله تعريف طريف حيث وصف السعادة بشخض ينام فى قارب بلا هدف .فى حين ربط ارسطو السعادة بالبعد الاخلاقى. الفيلسوف الدانماركى شيركيغور يرى انه لا يمكن فهم الحياة الا من خلال النظر الى الماضى لكى نمضى نحو المستقبل
.لكن فى الوقت الحاضر تم ضبطه من خلال معايير عدة خاصة فى الابحاث التى تنشر من مؤسسات عالميه حول الشعوب الاكثر سعادة و غالبا ما يتم الربط بين السعادة و الاقتصاد و الحريات العامة و الخدمات الجيدة الخ من الامور التى يمكن قياسها الى حد ما .
!
و لكن افضل ما قراته عن الحياة قول منقول من حكيم من السكان الاصليين فى استراليا (الابوروجينو)
نحن جميعا زوار فى هذه الحياة .هدفها ان نتعلم و نننمو و ان نحب .و بعدها نعود من حيث اتينا .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل