أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول














المزيد.....

بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 14:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


زيارة المريض حقّ وواجب للمرضى على أقاربهم وأصدقائهم، وهذه من معتقداتنا وعاداتنا الحميدة، وقد وردت أحاديث نبويّة شريفة كثيرة في التّرغيب بزيارة المرضى، وبيان ثوابها وأنّها من الحقوق المؤكّدة. لكن يغيب عن كثيرين منّا بأنّ لزيارة المريض أصول وقواعد تضمن سلامة المريض وتساعد على شفائه، فمثلا عندما يرقد مريض في مستشفى وبغضّ النّظر عن مرضه، فإنّ كثيرين يتوافدون على المستشفى بطريقة تثقل على المريض، وعلى الأطبّاء، وعلى المرضى الآخرين، وبالتّالي فإنّ الغاية من زيارة المريض تنعكس سلبا وتصبح ضارّة لا نفع فيها.
وعندما يتحرّر المريض من المستشفى، وفي بعض الحالات خصوصا بعد إجراء عمليّات جراحيّة، ويحتاج إلى الرّاحة حتّى يستعيد عافيته، فإنّ كثيرين يزورونه ويمكثون عنده ساعات طويلة ممّا يضرّ به، ويعيق شفاءه، ويسبّب له ألما وأوجاعا.
أذكر مهندسا صديقا، أجريت له عمليّة "ماسور" في سبعينات القرن الماضي، ولم يكنّ الطّبّ متقدّما كما هو اليوم، وبعد تحرّره من المستشفى، انهال عليه الزّائرون، وكلّ شخص أو مجموعة يمكثون عنده لساعات، وقبل مغادرتهم يأتي زائرون آخرون، والرّجل يجلس معهم مكرها وموجوعا، وبعد ساعات انطلقت منه آهة ألَمٍ من شدّة الأوجاع، فسأله أحد الزّائرين الذي يعرف كنه العمليّة التي أجريت له: لماذا تتأوّه ألَما؟ ماذا يؤلمك؟ فأجابه المريض ساخرا: أُذني تؤلمني!
في الأيّام القليلة الماضية أجريت عمليّة جراحيّة في العمود الفقريّ لصديق واعٍ وعزيز على قلبي، فهاتفته للإطمئنان على صحّته قبل أن يجري العمليّة، وسألته عن القسم الذي يرقد فيه، وفي خاطري أن أزوره، فلم يجبني على سؤالي وأضاف: لن أقبل أن يزورني أحد حرصا على حياتهم بسبب "الكورونا"، وأجريت له العمليّة بنجاح، وتحرّر من المستشفى، لكنّه بحاجة إلى الرّاحة ليتعافى، لكنّ الزّائرين لم يرحموه، وتوافدوا إليه دون استشارته ودون ترتيب معه، واضطرّ لمجالستهم مكرها وموجوعا، فالعادات لا تسمح له بعدم استقبالهم، أو بعدم مجالستهم، فتحمّل الأوجاع وهو يجالسهم لساعات طويلة، وهم ينتقلون من موضوع إلى آخر لساعات طويلة. وعندما بدأت حالته في التّحسّن، عاود البعض منهم ومن غيرهم زيارته والمكوث عنده لساعات طويلة، لتنتكس حالته الصّحّيّة من جديد.
ولم يبق أمام صاحبنا إلّا أن يكتم صرخة محمود درويش "ارحمونا من هذا الحبّ القاسي"، مع الاختلاف في الأسباب. فهل نرحم مرضانا؟ وهل نساعدهم على الشّفاء بالبعد عنهم حتّى يتعافوا من مرضهم؟
27-12-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-عيد الميلاد مرّة أخرى
- الأديب جمال بنورة كما عرفته
- الاحتفال بعيد الميلاد
- قصص الخالة مريم والعودة إلى براءة الطفولة
- قصّة الأطفال -الأمير المدلّل- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-بين وعد بلفور ووعود وترامب
- بدون مؤاخذة-المغرب لم يفاجئ أحدا بالتّطبيع
- قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء
- قصة الأطفال -بوبي وبوسي- والصداقة
- قصّة الأطفال-السّنجابة والعقاب- وخلط المعلومات
- قصة الأطفال -الطاؤوس الحزين- وسيادة القانون
- بدون مؤاخذة-ماراثون السّباق نحو الهاوية
- بدون مؤاخذة-عندما تصبح الخيانة عقيدة
- بدون مؤاخذة-أمريكا تحتل فلسطين
- بدون مؤاخذة-تيتي تيتي مطرح ما رحتِ جيتِ
- بدون مؤاخذة-صائب عريقات رجل استثنائي في مرحلة استثنائية
- بدون مؤاخذة- سقوط الطاؤوس وخيبة الأتباع
- بدون مؤاخذة- خسارة ترامب فوز لشعبه
- رواية سرّ الزّيت والتّفاؤل بالمستقبل
- بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول