أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء














المزيد.....

قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6757 - 2020 / 12 / 10 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع في أبوديس-القدس" صدرت هذا الأسبوع سلسلة قصص الأطفال "حبّ الوطن" للأديب الكبير محمود شقير. وتحوي أربع قصص.
محمود شقير أديب كبير غنيّ عن التّعريف، فقد تخطّت شهرته حدود الوطن الذّبيح، وحدود العالم العربيّ، لتصل العالميّة، حيث ترجمت بعض أعماله لعدّة لغات. فقد كتب القصّة والرّواية للكبار وللصّغار، وهو من مؤسّسي فنّ القصّة القصيرة جدّا. كما كتب المسرحيّة، أدب الرّحلات، السّيرة، مسلسلات وسيناريوهات لمسلسلات تلفزيونيّة وغيرها.
ومحمود شقير المتجدّد دائما في إبداعه، يخوض غمار التّجريب، فيبدع لنا جديدا مدهشا. وفي قصصه هذه "حبّ الوطن" يكتب أربع قصص للأطفال، كلها تخدم فكرتها الرّئيسيّة وهي "حبّ الوطن". يمكن قراءتها متتابعة أو منفردة كلّ قصّة على حدة، وهو بهذا يقدّم لنا جديدا لم نألفه من قبل، إن لم يكن غير مسبوق.
ويلاحظ أنّ بطلي هذه القصص هما مهدي وجمانة، ومهدي هو حفيد أديبنا القريب إلى قلبه، بينما جمانة اسم يحبّه الكاتب نفسه، وقد سبق أن استعمل هذين الإسمين في كتابات سابقة.
ففي لقصّة الأولى"طيور السّماء" استفاد الكاتب من الموروث الدّينيّ حول الشّهداء، أرواح الشهداء، وهؤلاء أحياء عند ربهم يرزقون، قال تعالى: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 16]، وقد سأل مسروق عبد الله بن مسعود عن هذه الآية، فقال: "إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: " أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلّقة بالعرش، تسرح من الجنّة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل".
وجاء في القصّة أنّ مهدي وجمانة شاهدا سربا من الطّيور "يحطّ على بلاط السّاحة وعلى شجرة الرّمّان.
قال أحد الطّيور: نحن قادمون من أعالي السّماء.
قال طائر آخر: نحن أطفال غزّة الشّهداء." ص3.
إذن فالشّهداء لا يموتون، وتبقى أرواحهم معلّقة في السّماء.
وعندما سأل مهدي وجمانة الطّيور عن مسيرتها أجابت:"إلى المسجد الأقصى وإلى كنيسة القيامة".ص4. وهنا يرسّخ الكاتب في ذهن الطّفل المتلقّي والقارئ للقصّة، مكانة القدس في عقيدة المسلمين والمسيحيّين من خلال وجود أقدس مقدّساتهم فيها، "طارت الطّيور نحو القدس"وهذه إشارة من الكاتب أنّ الشّهداء في غزّة يرتقون سلّم المجد في طريقهم لتحرير القدس ومقدّساتها.
وفي القصة الثّانية "كلنا شجر". ترى الطفلان جمانة ومهدي قطعان المستوطنين يهاجمون حقول الحيّ لقطع الأشجار، فصاحا:"المستطنون جاءوا لقطع الشّجر"ص6. فخرج أهالي الحيّ جميعهم لمواجهة المستوطنين الذين ولّوا هاربين. لذا قالت جمانة:" أنا شجرة، ومهدي شجرة، وهؤلاء الرّجال شجر، والنّساء شجر، والأولاد والبنات شجر." وهذه دعوة لجميع الفئات العمريّة؛ كي ينغرسوا في أرضهم كالشّجر، وأن يحموها من المعتدين.
وفي القصّة الثّالثة"عهد" رأى مهدي على شاشة التّلفاز فتاة فسطينيّة تتحدّى جنود الاحتلال وتقول لهم:" إن قطعتم شجرة من أشجارنا نزرع مئة شجرة" وظهور "عهد" على شاشة التّلفاز جعلها صديقة للجميع"صارت عهد صديقة لمهدي ولجمانة ولكلّ أطفال الحيّ. صارت صديقة لكلّ أشجار الحيّ." وواضح هنا أنّ المقصود بعهد هي عهد التّميمي من بلدة النّبي صالح قرب رام الله التي تصدّت لجنود الاحتلال بشجاعة، وانتشرت قصّتها في وسائل الإعلام حتّى صارت أيقونة فلسطينيّة.
القصّة الثّالثة"كوكب بعيد في الفضاء" وتدور القصّة حول مدينة القدس حيث "رأى مهدي في المنام مدينة القدس وهي تشكو إليه سوء الأحوال. قالت: تعبت يا مهدي ومن حقّي أن أخرج إلى هذا الفضاء الرّحب في إجازة طويلة."ص11. وعندما استيقظ من أحلامه ورأى القدس في مكانها أحسّ بارتياح، وروى ما شاهده في المنام لوالدته، وحين التقى الخالة مريم ومعه صديقته جمانة قصّ عليهما حلمه "وهما تصغيان له بانتباه. ثمّ تشعران بارتياح لأنّ القدس ظلّت في مكانها، ولم تغادره إلى أيّ مكان.ص12.
والقارئ لهذه القصّة يستشفّ منها "سوء أحوال" القدس، وما أقدم عليه العربان المتصهينون من تطبيع مجانيّ مع المحتلّين قد أبعد الحلّ الذي يعيد القدس إلى سيادة شعبها وأمّتها، لكن ورغم كلّ ذلك فالقدس مكانها، ولن تقبل الرّحيل، وما المحتلّون إلا "عابرون في كلام عابر"كما قال الشّاعر العظيم محمود درويش".
وخلاصة القصص أنّها تدعو إلى الصّمود على أرض الوطن كالأشجار الشّامخة، ورغم عهر المرحلة فإنّ الوطن باق مكانه وينتظر عشّاقة القادمين لا محالة.
الأسلوب واللغة: يمتلك محمود شقير لغة شعريّة وشاعريّة سهلة الفهم طيّبة المذاق، وقد صاغ قصصه بلغة فصحى تناسب الأطفال، وقدّم لهم المضامين بتشويق ملحوظ؟
الرّسومات والإخراج جميلة وتناسب المضمون وتقرب فَهْمَ الأطفال له.
10 ديسمبر 2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الأطفال -بوبي وبوسي- والصداقة
- قصّة الأطفال-السّنجابة والعقاب- وخلط المعلومات
- قصة الأطفال -الطاؤوس الحزين- وسيادة القانون
- بدون مؤاخذة-ماراثون السّباق نحو الهاوية
- بدون مؤاخذة-عندما تصبح الخيانة عقيدة
- بدون مؤاخذة-أمريكا تحتل فلسطين
- بدون مؤاخذة-تيتي تيتي مطرح ما رحتِ جيتِ
- بدون مؤاخذة-صائب عريقات رجل استثنائي في مرحلة استثنائية
- بدون مؤاخذة- سقوط الطاؤوس وخيبة الأتباع
- بدون مؤاخذة- خسارة ترامب فوز لشعبه
- رواية سرّ الزّيت والتّفاؤل بالمستقبل
- بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي
- بدون مؤاخذة-الجنس الآري والحرباء
- بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة
- بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء
- بدون مؤاخذة-كلاب الشّيخ وحمير موسى
- بدون مؤاخذة- ماهر الأخرس وخيار الحياة أو الموت
- فوزي البكري ابن القدس وشاعرها
- رواية-قبل أن يأتي الغرباء- وعودة للتاريخ
- نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ


المزيد.....




- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء