أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الأديب جمال بنورة كما عرفته














المزيد.....

الأديب جمال بنورة كما عرفته


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


غيّب الموت يوم 16 ديسمبر2020 الأديب الفلسطيني جمال بنّورة، المولود عام 1938 في مدينة بيت ساحور.
وأديبنا الرّاحل رجل عصاميّ من جيل الأدباء الذين عرفوا باسم جماعة "الأفق الجديد"، وهي مجلة أدبية أصدرها أمين شنّار بين 1861-1966 في القدس في ستيّنات القرن العشرين، ومن كتّابها: محمود شقير، خليل السّواحري، الشّهيد ماجد أبو شرار، محمد البطراوي، الشاعر عبد الرّحيم عمر، حكم بلعاوي، صبحي الشّحروري، ابراهيم العلم وآخرون. لكنّ الأديب جمال بنّورة لم ينشر فيها كما قال لي ذات يوم.
عرفت جمال بنّورة منذ ما يزيد على خمسين عاما، وعند التّأريخ للحراك الثّقافي في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة في حرب حزيران 1967 لا بدّ من التّذكير ببعض الأدباء الذين صمدوا على أرض الوطن، وشكّلوا رافعة أدبيّة وقدوة لجيل الشّباب الذين ظهروا في مرحلة بعد الاحتلال، وما صاحبها من صدمة الاحتلال الذي أهلك البشر والشّجر والحجر، ومن هؤلاء الأدباء القدوة محمود شقير الذي نشر قصصه في صحافة الحزب الشّيوعي الإسرائيلي "الإتّحاد والجديد" باسم محمود عبدالحافظ. وذلك بسبب توقّف الصّحافة التي كانت تصدر في القدس عن الصّدور، لكن محمود شقير اعتقل في العام 1969، لمدّة تسعة أشهر، ولاحقا اعتقل في العام 1974، وأبعد إلى لبنان عن أرض الوطن في العام 1975. وكذلك الكاتب خليل السّواحري الذي أبعد في حزيران 1969 إلى الأردنّ. وممّن بقوا في أرض الوطن من الكتّاب جمال بنورة، محمد البطراوي، صبحي الشحروري، د.ابراهيم العلم، وفي قطاع غزّة: عبد الحميد طقش، صالح زقّوت، محمّد أيّوب وابراهيم الزّنط.
عمل جمال بنّورة في التّدريس، وهو قاصّ وروائيّ ملتزم، يكتب القصّة الكلاسيكيّة، وتعرّض للإعتقال والتّعذيب أكثر من مرّة، وهو واحد من مؤسّسي رابطة الكتّاب الفلسطينيّين في الأراضي المحتلّة، والتي اندمجت في اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّين بعد إقامة السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة في العام 1994، وشغل عضوا منتخبا في هيئتها الإداريّة. وقبل تأسيس الرّابطة كان أحد المؤسّسين والمشاركين عام 1977 في تأسيس "اتّحاد كتّاب البيادر"، والبيادر هي المجلّة التي أسّسها جاك خزمو في القدس. وفي العام 1978 تأسّست دائرة الكتّاب في الملتقى الفكري العربي في القدس، وكان جمال بنّورة، واحدا من اللجنّة الإداريّة للدّائرة مع محمد البطراوي وعلي الخليلي. وعندما تأسّست مجلة الكاتب لصاحبها ورئيس تحريرها أسعد الأسعد كنت وجمال بنّورة عضوين في هيئة تحريرها.
وقد صدرت لجمال بنّورة مجموعات منها «العودة» دار القدس 1976 و»الصديق القديم» دار التقدم في القدس 1980 ومجموعة الحصار «القدس» 1980 و»حكاية جدي» دار الكاتب الفلسطيني، «القدس» 1981 و»الشيء المفقود» (1982) و»الموت الفلسطيني» (1986) ومن هذه الأخيرة صدرت طبعة ثانية عن دار الكرمل في عمان عام (1987) وصدرت له ثلاث روايات بعنوان «أيام لا تنسى» 1990 والثانية بعنوان «انتفاضة» و"ما زال الحلّ". وله مسرحيتان أولاهما بعنوان «الموت ونحن على ميعاد» والثانية بعنوان «السجين».
واهتمّ الرّاحل جمال بنّورة بالتّراث الشّعبيّ في مدينته بيت ساحور، وجمع ما استطاع جمعه منه، ومنها أغاني السّامر السّاحوري، وأذكر أنّه أطلعني قبل حوالي عشرين عاما على مخطوطته عن التّراث، ولا أعلم إن كانت صدرت في كتاب أم لا.
عندما كتبت روايتي الأولى "ظلام النّهار" التي صدرت عام 2010 عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس، عرضتها على زميلي جمال بنّورة لإبداء الرّأي والمشورة والتّقييم، فردّ عليّ بعد قراءتها:"لقد كتبت ما لم نستطع كتابته بجرأة متناهية، وروايتك ناجحة بكلّ المقاييس."
والأديب بنّورة انحاز إلى طبقة العمل والفلاحين والكادحين في فكره، وتحلّى بفكر يساريّ مستنير، وشارك في النضّال ضدّ المحتل، وتعرّض للإعتقال. وهو رجل محافظ جدّا في حياته ومسلكيّاته، محبّا لأسرته، ومن شدّة حبّه ووفائه لزوجته الفاضلة، فإنّه لم يتحمّل وفاتها عندما اختطفها الموت قبل حوالي خمس سنوات، حيث عانى أحزانا لا تنتهي، فلم يهنأ بعدها بالحياة، وداهمته الأمراض حتّى وفاته.
والأديب الرّاحل تحلّى بالأخلاق العربيّة الحميدة، فكان كريما مضيافا، شهما ذا مروءة، مستقيما في سلوكه، وكان في فصل الشّتاء يعتمر الكوفيّة باستمرار، ومن شدّة استقامته في سلوكه فإنّي أجد من المناسب في هذه العجالة أنّ أذكر عندما التقيت رجلا في الخمسينات من عمره من بلدة العيزريّة التي درّس فيها الأديب بنّورة ثلاثة وعشرين عاما، وتطرّق بإعجاب في حديثه عن وفاء وقدرات معلّمه جمال بنورة، فقال: درّسنا معلّم مخلص حريص على تعليم تلاميذه من جماعة الإخوان المسلمين، اسمه جمال بنّورة!
فقلت له باسما: جمال بنّورة أديب معروف، وهو مسيحيّ الدّيانة.
لكنّ الرّجل لم يقتنع، وجاءنا رجلان آخران يكبرانه عمرا، وأكّدا معرفتهما بالأستاذ جمال بنّورة الإخوانيّ المتزمّت! ولم يقتنعا أنّه مسيحيّ الدّيانة!
وفي ثمانينات القرن العشرين توفّي والد الأديب جمال بنّورة، فذهبت ومجموعة من الأصدقاء لتقديم واجب العزاء، فقال أحدهم:
عادات مسيحيّي بيت ساحور في العزاء أنّهم يقدّمون قليلا من "العَرَق" للمعزّين، وهذا ما شاهده عندما قدّم العزاء بوفاة أحدهم قبل ذلك التّاريخ بشهر، فتساءلنا عن كيفيّة التّصرّف إذا قدّموا لنا "العَرَق"! فقال أحدنا: هم يعرفون أنّنا مسلمون لا نحتسي الخمور، وسنعتذر عن ذلك وبالتّالي فإنّهم سيقبلون عذرنا. وعندما وصلنا بيت العزاء وجدناهم يقّدمون للجميع القهوة المرّة"السّادة" فانفرجت أساريرنا.
فالرّحمة للفقيد الرّاحل جمال بنّورة الذي ترك إرثا أدبيّا وسيرة حسنة وذكرى طيّبة، والعزاء لأبنائه ولكريماته ولعائلته الكريمة، ولمن عرفوه، ولمن تتلمذوا على يديه.
22-12-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفال بعيد الميلاد
- قصص الخالة مريم والعودة إلى براءة الطفولة
- قصّة الأطفال -الأمير المدلّل- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-بين وعد بلفور ووعود وترامب
- بدون مؤاخذة-المغرب لم يفاجئ أحدا بالتّطبيع
- قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء
- قصة الأطفال -بوبي وبوسي- والصداقة
- قصّة الأطفال-السّنجابة والعقاب- وخلط المعلومات
- قصة الأطفال -الطاؤوس الحزين- وسيادة القانون
- بدون مؤاخذة-ماراثون السّباق نحو الهاوية
- بدون مؤاخذة-عندما تصبح الخيانة عقيدة
- بدون مؤاخذة-أمريكا تحتل فلسطين
- بدون مؤاخذة-تيتي تيتي مطرح ما رحتِ جيتِ
- بدون مؤاخذة-صائب عريقات رجل استثنائي في مرحلة استثنائية
- بدون مؤاخذة- سقوط الطاؤوس وخيبة الأتباع
- بدون مؤاخذة- خسارة ترامب فوز لشعبه
- رواية سرّ الزّيت والتّفاؤل بالمستقبل
- بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي
- بدون مؤاخذة-الجنس الآري والحرباء
- بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الأديب جمال بنورة كما عرفته