أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - المناصفة














المزيد.....

المناصفة


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد من المنظومة الدينية الحالية في إمكانه أن يقوم بعملية إصلاح حقيقية ، وإذا حاول أحدهم ، فإن هذه المحاولات سيتم الطعن فيها أو في أصحابها ، أو يتم إهمالها وتعمد إزاحتها من الذاكرة ، أو يجري اتهامها بالتجديف والخروج عن إجماع العلماء كما حدث مع محاولات الأفذاذ أمثال رفاعة الطهطاوي والشيخ محمد عبده والشيخ علي عبد الرازق وغيرهم.
ولا أظن أن التنوير يمكن إحداثه بذات الطريقة التي حدث بها في أوروبا لأسباب عديدة يعرفها أساتذتنا المهمومين بقضايانا المصيرية ، ، وحتي أختصر الكلام ولا أفتي فيما أعلم فإنني فقط أريد الإشارة إلي تلك المناصفة التي حدثت في السبعينيات من القرن الماضي بين السلطة السياسية والسلطة الدينية ، فحينذاك وعلي إثر الاتفاق الذي حدث بين السادات والإسلام السياسي وما تبعه من تغيير للدستور وفتح الباب علي مصراعيه لمؤامرة الصحوة التي دبرتها المخابرات المركزية مع السعودية انشطرت مصر إلي نصفين ، الأمور السيادية اختصت بها السلطة السياسية ، أما عقل الأمة المصرية وضميرها ووعيها وأنساقها الاجتماعية والأخلاقية هيمن عليها رجال الدين علي اختلاف مذاهبهم ، وأعتقد أن هذه المناصفة سارية حتي الآن ، بل يمكن ملاحظة أن القانون المفترض أنه من اختصاص السلطة السياسية كمفصل سيادي تنظم الدولة به شئون المجتمع وتحدث به التوازن الذي يحقق المساواة والسلام الاجتماعي يمكنك ملاحظة أنه صار منفيا بفعل الفتاوي التي طالت أحيانا أرواح البعض ، ناهيك عن آثارها المدمرة علي مفهوم المواطنة وعلي حرية الفكر والنقد والإبداع.
وأظن أن الكلام عن إصلاح الخطاب الديني في ظل هذه المناصفة التي صارت المنظومة الدينية بموجبها سلطة موازية لسلطة الدولة لها نظام تعليمي مختلف ، ومناهج لا تتآلف مع أي خطة تعليمية للدولة ، ولها تركيبة مؤسسية تختلف عن التركيبة المؤسسية والهيئاتية للدولة ، وتصدر خطابا ليس بينه وبين الأهداف القومية الشاملة أي نوع من التناغم أو الارتباط ، أظن أن الكلام عن الإصلاح في ظل هذه الحقائق محض أوهام .
الأمل الوحيد في ظني هو في إعادة توحيد الدولة مثلما فعل الملك العظيم مينا ، أي في إنهاء هذه المناصفة ، بحيث تكون السلطات السيادية وعقل الأمة وضميرها ووعيها في قبضة الدولة بشرط أن يكون ذلك مبنيا علي هدف إخراج المجتمع المصري من أزمته الحضارية وفتح الطريق أمامه لبناء دولته الحديثة المؤهلة للمشاركة الفاعلة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
أنا لا أعرف كيف تتم عملية إنهاء هذه المناصفة ، لكنني أدرك أن هذه القسمة التي أضرت بالمجتمع المصري وشوهت معارفه وضيعت الطريق تحت أقدامه حدثت حين تم العبث بالدستور لأغراض سياسية خالية من النبل ووفقا لحسابات غاية في الحماقة الأمر الذي أفسح المجال لمؤامرة حقيرة استهدفت إخراج الوعي المصري من التاريخ ، وهكذا فإنه ربما يكون الدستور هو المدخل الأول لإجراء عملية الإصلاح ، ومن ثم تكون فرص عمليات التنوير أكثر رحابة وأكثر فاعلية.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاحة
- الوطن الجمر
- مجرد رأي
- السودان
- غفوة عاشق
- الفأر السمين
- شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة
- الصنف الثالث
- أوهام وكوابيس
- ليلة سوداء في حياة امرأة
- الهوي هوايا
- الحلوة برموشها السودا الحلوة
- ما يحيرني!!
- الغنوشي والفريضة الغائبة
- مسلم بالوراثة
- وجهة نظر
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة
- حزني عليك لن ينتهي إلا بموتي
- هل يستوي الأعمي والبصير؟؟!!
- إبعد شوية يمكن نفوق


المزيد.....




- المرصد الأورومتوسطي : المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في رفح إ ...
- حادث كبير يؤدي إلى توقف السباق في جائزة موناكو الكبرى
- ماذا يحدث في آخر معاقل الجيش السوداني بإقليم دارفور؟
- مدريد تندد بفيديو إسرائيلي نشره كاتس وتصفه بـ-الشائن-
- حماس: نحمل إدارة بايدن مسؤولية المجزرة التي ارتكبها الاحتلال ...
- حماس تقصف تل أبيب وتأسر جنودا إسرائيليين.. مفاجآت لنتنياهو
- شولتس: أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي خلال العقود الم ...
- السوداني يوضح سبب طلب إنهاء مهمة بعثة -يونامي- في العراق
- بيسكوف يصف الاتصالات الشخصية بين بوتين وميرضيائيف بأنها جزء ...
- وزير الخارجية الإسباني يندد بفيديو إسرائيلي على أنغام الفلام ...


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - المناصفة