أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - زكي كا ظم و هاشم حمود














المزيد.....

زكي كا ظم و هاشم حمود


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 21:02
المحور: الادب والفن
    


زكي كاظم : هاشم حمود
(زائرُ شهر آب الذي مات َ مِن الفرح)
قصيدة : الشاعر زكي كاظم
مهداة : إلى هاشم حمود الخرسان
القصيدة : منشورة في (طريق الشعب) نيسان 1974
حكاية القصيدة : أرسل الحزب الشيوعي العراقي كوكبة من الشباب الكادح في دورة حزبية إلى الاتحاد السوفيتي . وفي أثناء عودتهم من موسكو إلى العراق، عن طريق تركيا، كانت العلاقة متأزمة بين الحزب الشيوعي العراقي وأطراف من الحركة الكردية، فقام طرف من هذه الأطراف بخطف الكوكبة الشيوعية وتسليمها إلى أزلام (عيسى سوار): وسوار هو نظير( ناظم كزار) في حكومة البعث آنذاك.ومن ضمن الكوكبة الشيوعية المخطوفة التي لا أثرَ لها لليوم هو ابن البصرة الشهيد الشيوعي : هاشم حمود .
(*)
بالنسبة للشاعر زكي كاظم تربطه بالمناضل هاشم حمود صداقة عميقة منذ سنوات الدراسة في الأعدادية المركزية ومن أصدقاء الشهيد هاشم حمود : كاظم اللايذ وهاشم تايه. على ذمة ذاكرتي : هناك أكثر من مرثية عن الكوكبة الشيوعية المخطوفة ومنها مرثية بقلم سعدي يوسف في
(الفكر الجديد)
(*)
القصيدة
وانتظرتُ..
توقعت ُ أن تطرق َ الباب َ
تضحك َ قبل التحية ِ
تسخَر بي مازحاً
ثم نبكي معاً فرحاً وأشتياقاً
وأسألُ : هل عذبوك َ؟
فتصمت ُ
ثم تَشيح ُ بوجهك َ عني..
آه ِ، يا فرح الأغنيات ِ الحبيبه ْ
قتلوكَ ؟
لماذا ؟
ألانّك َ شاطرتهم ْ حزنَهم
ألانك َ وزّعت قلبك َ خبزاً لأطفالِهم
إذن ْ
قتلوك َ لماذا ؟
أو ما خَجلت ْ – حينما فاجأتك َ – الرصاصه ْ
أو لمْ تستحل زهرة ً أو ضماداً
كيف تُمسي الأغاني الجميلة ُ
موتاً، رمادا؟
إن أهلكَ ينتظرون َ رجوعَك مثل الحمائُم
في نصف آب ْ
تترصد ُ أعينُهم كل شارع ْ
تترقب ُ طرقة َ باب ْ
وآبٌ مضى
وآخرُ مرّ، ولا خبرٌ منك َ آب ْ
مَن رأى (هاشماً) في المقاهي القديمة
يشرب
الشاي
والصمت َ
والكتب َ الأزلية
مَن رآه ُ يحاربُ بالحبّ
كل الوجوه العقيمه ْ
من رأى الخطوة َ الثائره ْ
أتوقع ُ أن تطرق َ الباب َ
فالطيبون ْ
قبل أن ْ يعبروا
يستريحون في الذاكره ْ
ها أنت في عتبة البيت واقف ْ
تستفزّك سيّارة الأمن ِ
ثم تزمُّ شفاهك َ
والقلب بين ضلوعِك نازف
ها أنت
في أوّل الليل تحملُ حُزنّك للأصدقاء
وها أنت َ تسقط كالرمح
تعبر فوق جباه الذين تمنيت َ
أن لا يكونوا (هم قاتلوك)
حين يعود أبوك َ مع الليل
متشِحاً بغموض ِ الجرائدِ
حين نقول لأمك : إنك َ مازلت َ تضحك
نكتوي بحديث النذور
وتُمطر أوجاعُنا
أيها الفرح ُ المستباح ْ
أيها الفارس الممتطي صهوات الرياح
أتوقع أن تطرق الباب َ
تسمع صوتي
أتوقع أن نتعانق َ ثانية ً
إن آب َ............ سيأتي ............
زكي كاظم/ (طريق الشعب) نيسان 1974
(*)
وجع ٌ وفرحٌ يتعانقان في بقية روحي سببه هذه القصيدة
التي تعلقت ُ بها منذ قراءتي الأولى في 1974 خصوصا
وأن أشقائي كانوا على معرفة بالمناضل هاشم حمود
وكنت ارددها حتى حفظت معظمها آنذاك ولم أعرفُ شاعرها
وضمن حقبتها فالقصيدة أسلوبيا ً تميزت بحداثيتها واشتهرت
ليس لأنها مرثية ، فقد نشرَ بعض الشعراء
عن هاشم حمود ورفاقه، لكن معظم تلك القصائد لا ترتقي
إلى قصيدة الشاعر زكي كاظم : من ناحية التقنية والأسلوب
والتكثيف.
(*)
يومها ناشد الحزب الشيوعي العراقي كل قوى الخير
في العالم من أجل إطلاق سراح كوكبة الحزب العائدة
من المدرسة الحزبية في موسكو. عادوا بثقافة ماركسية
متقدمة، لا سلاح لهم سوى الوعي النبيل. ولا حلم َ لهم
سوى الفرح العراقي لكل الخيرين.
(*)
في منتصف الثمانينات، كنا مطاردين عسكريا وسياسياً
جمعنا بيت ٌ متوارٍ في قرية نائية يومها مظلة البصرة قصف مكثّف في 1984، وأوصلتنا السوالف الخفيضة النبرة والحجرة المضببة بدخان السكائر إلى الشهداء: هاشم حمود وعبد الزهرة مزبان وعبدالله رشيد وكريم حسين..وإلى غيرهم .. فناشدتُ الجميع لمساعدتي في الحصول على ما ينير لنا أريجهم الطيب. وذكرتُ حاجتي لهذه القصيدة. لكن القصيدة تأخرت أكثر من أربعين عاماً،ولم تصل لي إلاّ بمصادفة سعيدة جمعتني بشاعرها الأستاذ زكي كاظم وهو يهديني مجموعته الشعرية الأولى(في عينيك أبحثُ..عني) الصادرة في 2020 على نفقته الخاصة عن دار كيوان / سوريا. ولي مقالة لم انشرها بعد عن مجموعته الشعرية. جرى ذلك في تشرين الثاني في مكتب الصديق كاظم اللايذ. وحين أخبرني اللايذ أن لديه قصيدة عن هاشم حمود. لا أعرف الآن كيف أصف حالي.. في لقاء آخر سلمّني وبخطه قصيدته عن هاشم حمود وهنا تبسمت روحي فقد اعتادت على مثل النوع من التأخير الذي يسحبه صبري بخيوط ٍ من القنّب وهكذا أنال مرادي
(*)
صوت القصيدة منشطرٌ إلى جهتين
*جهة تخاطب الشهيد هاشم حمود
*وجهة تخاطب الناس: وهذه الجهة تشغل حيزا في القصيدة وهو كالتالي
(مَن رأى (هاشماً) في المقاهي القديمة ْ
يشرب الشاي والصمت َ والكتب َ الأزليه ْ
مَن رآه يحارب ُ بالحبّ
كل الوجوه ِ العقيمة
مَن رأى الخطوة َ الثائره َ)
ثم تعود القصيدة إلى الجهة الأولى حيث تواصل مخاطبة المناضل ثم تنتقل لمخاطبة المناضل من خلال عائلته .
*في المواقع الثقافية الأخرى سأنشر نسخة ً من القصيدة بخط الشاعر زكي وصور فوتوغراف



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطلس : محارس ومسالح
- لطّخ البن ُ بياضَها بالجمال
- هلال
- عليهم السلام
- ثلاثة على الطريق
- السنة ُ كلها كانون الأول
- لا قمرَ الليلة َ
- أنشطارات السرد .. في (1958) للروائي ضياء الخالدي
- نبيل نوري يتأرج في بصرته من خلال روايته (سيدي قنصل بابل)
- بقلم الدكتور علاء العبادي/ قراءة في قصيدة (تقاييد) للشاعر مق ...
- أرامق ُ من نافذتي
- بقلم الدكتور علاء العبادي/ قراءة في قصيدة(شمسه َ) للشاعر مقد ...
- تقاييد
- رفقا أيها المتصفح/ وشكرا جزيلا لموقع الحوار المتمدن
- بقلم الدكتور علاء العبادي/ قراءة في قصيدة مقداد مسعود(شاي با ...
- شمسه َ
- حتى لا تنشف طفولتنا : نحكيها
- شاي بالقرنفل
- بقلم الدكتور علاء العبادي : قراءة في قصيدة (زكاة البدن) للشا ...
- الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين : بويب السيّاب وطائر طاغور


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - زكي كا ظم و هاشم حمود