أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - حتى لا تنشف طفولتنا : نحكيها














المزيد.....

حتى لا تنشف طفولتنا : نحكيها


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


أسعد خلف في مجموعتهِ القصصية :(الطريق إلى جيكور)

التناول البسيط للموضوعات جعلَ فعل َ القص،أقرب إلى الحكي الشفاهي وفي بعض النصوص يتجاور مع الخاطرة وهو قربٌ يمنحَ السرد أحياناً نكهة ً خاصة ً تجعلنا متشاركين مع السارد في تذكرات طفولتنا التي أفلّها الوعي وشوّكتها مصداتُ حياتنا اليومية، السارد هنا يستعيد طفلاً ليتذكر مِن خلالهِ، : ثراءَ الرهف قبل أن تقصيه أنظمة الوعي الجمعي .
(*)
الحس الطفولي يفنّد بخفوتٍ سردي، نظاما جمعيا، لوّث الطفولة بثوابته الرافضة للغير ومقاطعة التعلم من رقة الآخر مع الأشياء، كما هو الحال في قصة (تاو).. تعيدني كقارىء إلى ثراء كرنفالات شط العرب التي توارت الآن في حلم صار ينأى ويغطس في ضباب يتلاشى مع بقية أجيال ستغادر. في تلك الأيام كان للبصرة حجيجيها من كل أصقاع الأرض، الحجيج غرسوا فيها ما في داخلهم من محبة للبصرة، يستغرب الطفل وهو يرى رجلاً يابانيا، ينحني أمام نخلة ميتة، كأنه يستأذنها ليأخذ سعفة ً يبيسة ً منها ويطعمها للنار التي أوقدها صبية ٌ بصريون، ثمة طفل أنشّد لمشهد الانحناء وحين أراد محاكاة الياباني في يوم آخر، نالته عصا الملا...لنرّكز معا عصا الملا وليس عصا المعلم .
هنا صدمة التلقي الأولى أما ..الثانية فهي أثناء صيد السمك، والصيادون اليابانيون بحنوٍ يتعاملون مع الكائنات النباتية والحيوانية.. لكن سارد النص المشارك لا يستطيع أن يبادل الياباني تحية الإنحناءة، لأن عصا الملا جعلت الصبي السارد : وبأعترافه (مستقيما لا يود الانحناء..).. في هذه القصة القصيرة تتعايش في ذاكرة السارد جهتين :
*جهة ذاتية : تجسدهُ تجربةُ الطفل بين التعلم والقمع
*جهة ماضوية : هي بصرة ذلك الربيع، الذي قرفص في ذواكرنا ونحاول سرده الآن،ربما تستضيء به ذواكر أحفادنا.. في هذه القصة وفي (الطريق إلى جيكور) وغيرها من قصص المجموعة .
(*)
هناك تابوات العائلة تجسدها قصة (الرقيب)، والسارد هو ذلك الطفل في قصة (تاو) وكذلك في قصة (الغراب)..هل هو المؤلف أسعد خلف الآن وهو يستعيد ذلك الطفل الذي كانه؟ وحتى لا تنشف مياه الطفولة، أو تركد في قعر زمنه النفسي، بادرَ يغترفها ويسكبها قطراتِ ندى، وهكذا لا نصحو من طفولتنا وعلينا أيضا أن لا نسقط في قعرها، بل نتنفسها أريجا يكون كمامة ً ضد مسيل الدموع الذي انتزع الطفولة َ بالرصاص الحي ، مع من يجيئون يطلبون مرادا تحت نصب الحرية، في قصة ( شعاع ) يريدون وطنا يرسمونه كما تخيلته طفولته لا كما صنعته الحكومات المتعاقبة ليس فقط تحت نصب الحرية بل في كافة محافظاتنا المقموعة بالتوارث
(*)
يواصل القاص أسعد خلف: تناوله الشعري للحياة ويتجسد ذلك في (الطائر) إذ يكتسح تغريد الطير، دوي القنابل (لم تعد قذائف المدفعية توقظنا من النوم، صارت أصواتها أشبه بالشخير الذي ينفذ بين فتحات أكياس التراب..) أنشداد السارد وصديقه يجعلهما يتماهيان في حرية الطير للتملص من ضنك لحظة النار المدوية. وسرعان ما يتشظى التماهي وحرية الطير أيضا : هي الحرب لا تستحي من الحياة
(*)
هي محاولة رقم (1) للقاص أسعد خلف: في تسريد التذكرات، واستعادة المفتقد
لا تخلو المحاولة من شوائب، ومن المؤكد أن أسعد عليه الإصغاء الدؤوب للجنس السردي الذي يروم التواصل معه، من أجل تعميق خبرته القصصية.. شخصياً أرى أن أسعد خلف أهلاً لذلك..
2/2/ 2020 البصرة
*مقدمة المجموعة القصصية للقاص البصري أسعد خلف/ الطريق إلى جيكور/ دار المجتبى للطباعة والنشر/ البصرة/ 2020



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاي بالقرنفل
- بقلم الدكتور علاء العبادي : قراءة في قصيدة (زكاة البدن) للشا ...
- الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين : بويب السيّاب وطائر طاغور
- بقلم الدكتور علاء العبادي: قراءة في قصيدة (ولا أخوته ) للشاع ...
- ليس من الإبل
- برق البزرنكوش
- زكاة البدن
- ولا أخوته
- رأي وامض في( مشهد عاطفي) للشاعر مقداد مسعود .. بقلم الدكتور ...
- مشهد عاطفي
- صمخ الصنوبر
- الأخضر بن يوسف
- رهف الرائحة
- حوارية الرتم
- شجيرات الرتم
- الروائي أحمد علي الزين .. ومعروف الرصافي
- أنشطارات السرد: (غدي الأزرق) للروائية ريما بالي
- قراءة في قصيدة (سيرة قصيدة) للشاعر والناقد مقداد مسعود ... ب ...
- سيرة قصيدة
- صيد الحمام : حياة خرج البيت / الأنشطار الروائي وسرد الشيئية ...


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - حتى لا تنشف طفولتنا : نحكيها