أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين : بويب السيّاب وطائر طاغور














المزيد.....

الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين : بويب السيّاب وطائر طاغور


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 10 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


من الكتب التي لا تتوقف نزهتي في حدائقها مؤلفات الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين فهو شاعر في قصائده وفي سردياته ِ في كل ما يكتب هناك ثروة هائلة من الماء الحي والوارف الأخضر.. ويتمايل ُ ذهبٌ غزيرُ في سنابل ِ سطوره . في مقالاته ِ يثري القارىء بتصنيع أسئلة ٍ فالشاعر محمد علي شمس الدين من مشعلي حرائق الدهشة وهذه هي البصمة ُ الفارقة المشعشعة في ما يكتبُ من سرود ما تعة ٍ
(*)
كم هي المسافة بين الميداني ومؤثرية الزمن على الطبقات الجيولوجية؟
مِن المؤكد لا مجاورة بين جواب عالم المستحثات والشاعر المكتنز بالرهف.
(*)
بويب : من أجمل قصائد الشاعر الخالد بدر شاكر السياب. وكلما قرأنا قصيدة (النهر والموت ) صيرتنا القصيدة ُ: من الغواصين الباحثين عن لؤلؤ السياب في أجراس البرج.. وبويب حزين ُ كالمطر – بشهادة السياب- وطريق وصول السياب إلى القمر يكون من خلال بويب وبويب فقط (أودّ ُ لو أخوض فيك، أتبع القمر) و بويب من مشتقات الدموع :(أغابة ٌ من الدموع أنت أم نهر؟) وبالنسبة لي أرى بويب السياب من أشجار جيكور الدائمة الخضرة (لا عُري يعروها ولا صفرة/ قصيدة(جيكور وأشجار المدينة)...)..ومن شدة تعلق العاشق بالمعشوق : السيّاب وبويب يودّ الشاعر السياب المغمور بيقظة أحلام الماء أن يشيّد له بيتا من ما يحتويه بويب من محار(أودّ ُ لو غرقتُ فيك، ألقط المحار أشيدُ منه دار) هذه القصيدة عنوانها (النهر والموت) من قصائد ديوانه (أنشودة المطر).. الذي طبعته دار مجلة شعر اللبنانية في 1960 لكن مشاعر السياب كانت مغمورة في مياه بويب منذ طفولته في أبي الخصيب وتنامت هذه المشاعر وازدادت ثراء من خلال وعيه الجمالي المتقدم. مقارنة ً بقصيدته (يا نهر) وهي من بواكير قصائده. ضمن (قيثارة الريح )المجموعة الشعرية التي طبعتها وزارة الإعلام العراقية في 1971وقصيدة (يا نهر) مكتوبة في (7/6/ 1944) ومن قصائده العمودية ذات المضمون الرومانسي الملائم للذات الفتية لدى الشاعر السياب وفي قصيدة (يا نهر) لا يذكر اسم بويب.. لكن القصيدة تنوب عن الجهر بالتسمية...
(*)
للآن بالنسبة لي حين أقرأ قصائد السياب يتفعّل لديّ تماه ٍ مع سنواته تلك.. وحين زرتُ جيكور في المرة الأولى مع صحبتي منذ سنوات خلت،وضعنا في الحسبان مؤثرية الزمان على الأمكنة، لذا استعدت بويب السّياب بفاعلية تبئير فرأيتُ نهرا كما رأه السياب وهكذا نتعلم أن للشعر وظيفة جمالية هامة وهي معاداة التعري والتآكل
(*)
زار الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين أثناء مهرجان المربد الثالث في
1974مدينة البصرة . ومع الشعراء العرب قصد َ قرية جيكور: (كان قلبي الصغير ممتلئا آنذاك، برغبة جامحة إلى رؤية شيء وحيد فيه، هو نهر بويب/ 325 / كتاب الطواف ) ثم يخبرنا عن صدمة التلقي لديه : (رحلت ُ إلى بويب.. رحيل العاشق المفتون إلى حبيب غامض... وسألت فيها عن،، بويب،، الهادر العظيم.. فأ ُخذتُ إلى مجرى صغير جاف.. لا أثر للماء فيه، والأعشاب قد يبست على ضفتيه لانقطاع الماء عنهما... وقيل لي: هذا هو بويب.) هنا يصعق الشاعر شمس الدين
فيحدث أرتطام مدوٍ: بين ما تدفق في زمنه النفسي عن بويب كما رسمه السياب في قصيدته وبين ما جرى على بويب من مؤثرية الزمان فيسأل الشاعرشمس الدين نفسه (وقفتُ مفجوعا ً أمام نهري العظيم، وسألت نفسي: أهذا حقا هو النهر الذي عرفنّي به السيّاب 327 )
(*)
من أخي الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين أقترضُ قبساً من مقالته(طائر طاغور) يخبرنا : أنه ُ حين زار بيت الشاعر الهندي طاغور، رأى طائرا مرسوما لا يشبه الطيور إطلاقا (إنه وُلِد َ وعاش في نفس طاغور/337) إذن هو ثمرة خياله وهنا يستدرك الشاعر شمس الدين : لو لم ير طاغور أبدا طيوراً حقيقية،على هذه الأرض، لما أستطاع أن يخلق صورة طائره البديع.. وهكذا يقول شمس الدين أيضا : (ثم أدركت أن بويب،لم يكن نهراً يجري في أرض أبي الخصيب، بل كان نهراً يجري في وجدان السيّاب / 328 ).
(*)
زار الشاعر محمد علي شمس الدين : نهر بويب في 1974 وكتبَ مقالته عن الزيارة في 1982هل هذه المسافة الزمنية : فترة نقاهة الشاعر شمس الدين من صدمة العين حين رأت نهر بويب ؟
*محمد علي شمس الدين/ كتاب الطواف/ دار الحداثة / بيروت/ ط1/ 1987



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقلم الدكتور علاء العبادي: قراءة في قصيدة (ولا أخوته ) للشاع ...
- ليس من الإبل
- برق البزرنكوش
- زكاة البدن
- ولا أخوته
- رأي وامض في( مشهد عاطفي) للشاعر مقداد مسعود .. بقلم الدكتور ...
- مشهد عاطفي
- صمخ الصنوبر
- الأخضر بن يوسف
- رهف الرائحة
- حوارية الرتم
- شجيرات الرتم
- الروائي أحمد علي الزين .. ومعروف الرصافي
- أنشطارات السرد: (غدي الأزرق) للروائية ريما بالي
- قراءة في قصيدة (سيرة قصيدة) للشاعر والناقد مقداد مسعود ... ب ...
- سيرة قصيدة
- صيد الحمام : حياة خرج البيت / الأنشطار الروائي وسرد الشيئية ...
- بين صحوين : القاص والروائي علي جاسم شبيب
- رامة الرتم
- تأملات في (جورج البطل : أنا الشيوعي الوحيد) حاوره : فوّاز ال ...


المزيد.....




- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين : بويب السيّاب وطائر طاغور