أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بعض التلخيص للحركة الماركسيّة – اللينينيّة التي نشأت في ستّينات القرن العشرين و العامل الذاتي في ضوء الوضع الراهن و المتطوّر و الظرف التاريخي الآخذ فى التشكّل















المزيد.....



بعض التلخيص للحركة الماركسيّة – اللينينيّة التي نشأت في ستّينات القرن العشرين و العامل الذاتي في ضوء الوضع الراهن و المتطوّر و الظرف التاريخي الآخذ فى التشكّل


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6757 - 2020 / 12 / 10 - 11:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 36 / فيفري 2020
تقييم علمي نقدي للتجربتين الإشتراكيّتين السوفياتيّة و الصينيّة :
" كسب العالم ؟ واجب البروليتاريا العالميّة و رغبتها "
تأليف بوب أفاكيان

مقدّمة الكتاب 36

ما من ظلّ للشكّ في أنّ التاريخ الاجتماعي عامة و تاريخ الحركة الشيوعيّة العالمية خاصة كان و لا يزال محور صراع طبقي و صراع بين الخطّين صلب الشيوعيين و الشيوعيّات . و الدلائل على ذلك لا حصر لها و لا عدّ .
و فضلا عن ما يدلّل عليه واقع الصراع الطبقي و الصراع الإيديولوجي و السياسي يوميّا و عبر العالم ، على سبيل المثال لا الحصر ، أثبتت هذه الحقيقة قراءة ماركس لكمونة باريس ، أوّل دكتاتورية بروليتاريا حسب إنجلس ، و الدروس المستخلصة منها و الفائقة الدلالة بالنسبة للثورة البروليتاريّة العالميّة . و أكّد لينين صحّة إستنتاجات ماركس و ثوريّتها في مقابل إستنتاجات آخرين تصبّ في خانة خدمة البرجوازية ، كما أكّد في مقدّمة كتابه الذى لن يكفّ ، في عصرنا هذا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، عن أن يكون منارة من أعظم المنارات المناهضة للتحريفيّة ، و نقصد كتاب " الدولة و الثورة " ، أنّ تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و رموزها موضوع صراع طبقي لا هوادة فيه . و مثلما كانت كمونة باريس موضوعا خلافيّا كذلك كانت الثورة الروسيّة لسنة 1905 فبينما أدان بليخانوف و أمثاله رفع الجماهير للسلاح ما جعلهم يقفون موقفا برجوازيّا حيال نضالات الجماهير الشعبيّة ، كان لينين و أنصارالبلاشفة يستخلصون الدروس الحيويّة من ما إعتبروه تميرنا جيّدا جدّا على الثورة القادمة ...( و " الباقي تاريخ "... ).
و إثر وفاة ستالين ، جدّ صراع طبقي كبير بحجم أعظم الجبال في العالم ، و صراع خطّين لا يقلّ عنه عظمة صلب الحركة الشيوعية العالمية بشأن تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة في ظلّ قيادة لينين و ستالين و العبر المستشفّة منها . و في الوقت الذى كانت فيه التحريفيّة السوفياتيّة على رأس التحريفيّة المعاصرة الفرنسيّة منها و الإيطاليّة ... تهشّم تهشيما رمز تلك التجربة الإشتراكية ، ستالين ، و من ورائه الماركسيّة – اللينينيّة ، إنبرى ماو تسى تونغ على رأس الحزب الشيوعي الصيني ينافح بما أوتي من جهد نظري و عملي عن هذه التجربة الرائدة و رموزها البروليتاريّة ، و يطبّق عليها المنهج المادي الجدلي و النظرة الشيوعيّة الحقيقيّة لتقييمها تقييما علميّا نقديّا فرزا للصحيح عن الخاطئ فيها و إحقاقا للحقّ و إستشفافا لما أمكن من الدروس لتطوير النظريّة و الممارسة الشيوعيّة الثوريّة و المضيّ قدر الإمكان قدما على الطريق المؤدّية إلى المجتمع الشيوعي العالمي ، كهدف أسمى للشيوعيين و الشيوعيّات . فهزّ هذا الصراع المبدئي من طرف الشيوعيين الثوريّين بقيادة ماو تسى تونغ ضد التحريفيّة المعاصرة العالم قاطبة من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه و صار معروفا بالجدال العظيم الصيني – السوفياتي و وثائقه غاية في الأهمّية التاريخية إذ هي دافعت عن المبادئ الثوريّة للشيوعيّة و نقدت الأخطاء و قدّمت سبلا لتجاوزها ما فتح المجال لمزيد تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية . و بطبيعة الحال ، خلال ستّينات القرن الماضى و سبعيناته و ، بعد ذلك أيضا ، كانت تلك الوثائق بدورها محور صراع طبقي و صراع خطّين محتدمين عالميّا و داخل الحركة الشيوعية و خارجها ما أفرز من ضمن ما أفرز إنشقاقا بين التحريفيين المعاصرين و على رأسهم السوفيات من جهة و الشيوعيين الثوريّين و على رأسهم الماويّون الصينيّون ليشكّل الشيوعيّون الثوريّون المدافعون عن الإرث الثوري للتجربة السوفياتيّة – وهو جانبها الرئيسي- و الخطّ العام الذى رسمه الماويّون للحركة الشيوعية العالميّة ما أطلق عليه حينها الحركة الماركسيّة – اللينينيّة في مقابل التحريفيّة .
و عقب وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي في الصين سنة 1976 و إعادة تركيز الرأسماليّة هناك على أنقاض الصين الإشتراكية الماويّة ، وجد الشيوعيّون الثوريّون لا سيما أولئك صلب الحركة الماركسية – اللينينيّة أنفسهم مجبرين على خوض معارك صراع طبقي و صراع خطّين ، دارسين و محلّلين و ناقدين و مقيّمين تقييما علميّا و نقديّا التجربة الإشتراكية الصينيّة و ما طوّره ماو تسى تونغ في خضمّها و بناء على الدروس المستقاة من التجربة السوفياتيّة ، من مساهمات عظيمة تنكّر لها التحريفيّون الصينيّون بزعامة دنك سياو بينغ و كذلك حزب العمل الألباني بزعامة أنور خوجا الذى صاغ خطّا دغمائيّا – تحريفيّا من أبرز ميزاته أنّه ينسف نسفا التجربة الإشتراكية الماويّة في الصين و من أساسها و يدافع دفاعا أعمى عن ستالين ، و صار هذا الخطّ معروفا عالميّا بالخوجيّة ؛ فيما أضحى أنصار التجربة الإشتراكية الماويّة في الصين و مساهمات ماو تسى تونغ في تطوير علم الشيوعية يعرفون بالماويين الذين تجمّع معظم أحزابهم و منظّماتهم ضمن الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة من 1984 إلى 2006 لتنهار بفعل خيانة الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) للشيوعيّة و الثورة الديمقراطية الجديدة و حرب الشعب في النيبال و الخلافات المنجرّة عن ذلك . و مرّة أخرى ، كان تقييم تلك التجربة التاريخيّة موضوع صراع طبقي و صراع خطّين و تطوّرت الجدالات النظريّة في صفوف الماويّين أنفسهم بشأن عدّة مسائل ما أفرز إنقساما للماويّة أمسى جليّا على النطاق العالمي منذ أكثر من عقد الآن ، بين أصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة التي طوّرها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة ، أحزابا و منظّمات و أشخاصا من جهة ، و أحزاب و منظّمات و أشخاص يناصرون في الأساس مضمون مقال " ضد الأفاكيانيّة "...
كلّ هذا ، و غيره كثير ، أوردناه بصورة شديدة الإقتضاب لنشدّد بدورنا على أنّ التجارب التاريخيّة للصراع الطبقي و لصراع الخطّين تشكّل لا محالة محور صراع طبقي و محور صراع خطّين أيضا .
و ننصح من ترنو / يرنو إلى التعمّق في مدى إنسحاب هذه الحقيقة على كمونة باريس و الثورتين الروسيّتين بالعودة إلى ماركس فلينين و أمّا من ترنو/ يرنو إلى تفحّص ما بعد ذلك ممّا ألمحنا له بعجالة ، فعلها / عليه بكتبنا السابقة المتوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن . ففي الكتاب الأوّل من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " تلفون بيان الحركة الأمميّة الثوريّة لسنة 1984 وهو يتضمن ملخّصا لتقييم شيوعي ماوي لتاريخ الحركة الشيوعية العالميّة . و في الكتاب 4 ، و عنوانه " الثورة الماوية في الصين : حقائق و مكاسب و دروس " ، بوسعكم العثور على نصوص تقييميّة قصيرة و طويلة تسلّط الضوء على عدّة أوجه من تلك التجربة الإشتراكية . و في الكتاب 20 ، تعثرون على نصوص من الجدال الكبير الصيني – السوفياتي في منتهى الأهمّية . و في الكتاب 22 ، " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " ، ( فصول من كتاب لبوب أفاكيان يحمل العنوان نفسه ) ، تجدون عرضا نقديّا لمساهمات ماو تسى تونغ في الفلسفة و الاقتصاد السياسي و الإشتراكية بما هي المكوّنات و الأقسام الثلاثة للماركسيّة . و في الكتاب 23 ، الحامل لعنوان " لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفون " ... الثورة الشيوعيّة و الطريق الحقيقيّ للتحرير : تاريخها و مستقبلنا " ، يقدّم ريموند لوتا تلخيصا اما نقديّا لتاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة إلى حدّ اليوم ، إنطلاقا من الخلاصة الجديدة للشيوعيّة. و في كتاب بوب أفاكيان " ماتت الشيوعيّة الزائفة ... عاشت الشيوعيّة الحقيقيّة ! " ( الكتاب 28 )، ثمّة تناول نقدي لمحطّات معيّنة من التجربتين الإشتراكيّتين السوفياتيّة و الصينيّة و حتّى لكمونة باريس . و بالكتب المفردة للماويّة في النيبال و في الهند و في الفليبين ، هناك نصوص و فقرات تلمس بقليل أو كثير من العمق مسائل متعلّقة بتاريخ التجارب الإشتراكيّة العالميّة ...
و لسائل أن يسأل ، و كلّ هذا الكمّ الذى لا بأس به من الوثائق القيّمة متوفّر باللغة العربيّة ، لماذا إذن هذا الكتاب الجديد عن تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة ؟
و نجيب في الحال و مباشرة ، بلا لفّ و لا دوران ، بأنّنا قمنا بترجمة مضامين هذا الكتاب إلى العربيّة لعدّة أسباب تراكمت و تداخلت ففرضت علينا هذا الواجب فرضا . ذلك أنّنا ، و الحقّ يقال ، لمسنا مدى أهمّية هذه المضامين مذ إطّلعنا عليها قبل سنوات و أعدنا قراءتها لمّا عقدنا العزم على خوض تجربة ترجمة و نشر الأدب الشيوعي الماوي ضمن مجلّة إصطفينا لها من العناوين عنوان " الماوية : نظريّة و ممارسة " و كدنا نشرع في ترجمتها لولا أنّنا قدّرنا في وقت ما ، بعد إصدارنا للعدد الأوّل من تلك المجلّة / الكتاب الأوّل " علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة " ، أنّ النضال على الجبهتين النظريّة و السياسيّة عربيّا في حاجة ماسّة إلى وثائق أخرى تتناول مواضيع أخرى أكثر ممّا هو في حاجة إلى الوثائق التي تشكّل مضمون كتابنا الجديد هذا ، خاصة و أنّ ما ورد في بيان الحركة الأمميّة الثوريّة ، بيان مارس 1984 ، بالكتاب الأوّل ، يمكن إعتباره مدخلا كافيا حينها . و بالتالى تأجّل الإشتغال و ظلّ إنجاز المشروع إيّاه على أنّ قرار الترجمة لاحقا ينتظر الظرف المناسب للتنفيذ .
و في إعتقادنا اليوم أنّه آن أوان المرور لمرحلة التنفيذ ، بعد المشوار الذى قطعناه ، و للأسباب الآتى ذكرها :
- لاحظنا و نحن نتصفّح مواقع الأنترنت الشيوعيّة الثوريّة أن " كسب العالم : واجب البروليتاريا العالمية و رغبتها " لبوب أفاكيان أخذ يحتلّ مكانة مرموقة كأحد أهمّ الوثائق المرجعيّة المتّصلة بتقييم تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة .
- و لمسنا لمس اليد ، أثناء إنكبابنا على تعريب مقال " ضد الأفاكيانيّة " لآجيث ( الكتاب 15 ) و " من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على مقال " ضد الأفاكيانيّة لآجيث " ( الكتاب 18 ) أنّ " كسب العالم ..." من أهمّ الوثائق المعتمدة في الصراع حول تقييم عدد من القضايا التاريخيّة الشائكة الإيديولوجية منها و السياسيّة بوجه خاص ، ذات الصلة بصراع الخطّين صلب الحركة الشيوعية العالمية و صلب الماويين أيضا.
- و منذ بضعة سنوات ، عربيّا ، تابعنا على صفحات الحوار المتمدّن صراع الخطّين بين مناهضي الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها الذى جُمّعت وثائقه في كتاب ناظم الماوي المتوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن و عنوانه " صراع خطّين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيّا " و قد كان " كسب العالم ..." مصدرا و مرجعا من أهمّ المصادر و المراجع المعتمدة .
- و في المدّة الأخيرة ، حينما كنّا منكبّين على ترجمة كتاب بوب أفاكيان " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة "، قفز إلى نظرنا و إدراكنا مجدّدا أنّ مهندس الشيوعيّة الجديدة ذاته كما يسمّيه أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، قد أولى عناية خاصة لمؤلّفه ذاك ، " كسب العالم ..." ، فقد كتب يقول في شأنه بالصفحة 18 من كتابنا عدد 35 على وجه الضبط :
" قبل عدّة سنوات من الآن ، في " كسب العالم ؟... " ، في بدايات ثمانينات القرن العشرين ، و في غيره من الأعمال الأخرى مذّاك ، تعمّقت كثيرا في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و المجتمع الإشتراكي ، منذ زمن ماركس ( و إنجلز ) ، و تحدّثت عن واقع أنّ ماركس و إنجلز كانا يملكان نظرة ثاقبة إلى أقصى حدّ ، و في عديد الطرق و بالمعنى الجوهري ، كانا ، في الآن نفسه ، و ليس هذا مفاجئا ، محدودين و حتّى بأشكال معيّنة ساذجين ، في بعض الجوانب الثانوية على دلالتها - و هذا إن أعملتم فيه الفكر ، صحيح بشأن جميع المقاربات و المناهج العلميّة ، في تعارض مع النظرات الميتافيزيقيّة كالدين . و متحدّثا عن النظرات الميتافيزيقيّة و الدينيّة ، عندما نُشر أوّل ما نُشر " كسب العالم ؟... " ، وُجد البعض داخل الحركة الشيوعية العالمية الذين قالوا إنّ هذا يقدّم الشيوعيّة كراية ممزّقة ؛ و وُجد حتّى موقف أنّ الحديث ليس عن الأخطاء فحسب التي إقترفت و إنّما أيضا عن بعض المشاكل في جزء من مفاهيم و مقاربات القادة العظام الحقيقيين للحركة الشيوعية بمن فيهم مؤسّساها ، ماركس و إنجلز ، نوعا من الممنوعات - كان يتمّ التعاطى معه كأنّه كفر . حسنا ، هذا الصنف من المواقف و المقاربات يمضى تماما ضد ، و كان سيلقى الإشمئزاز من ماركس و إنجلز أنفسهما ، قبل أي شخص آخر . و على أيّة حال ، وُجدت الموجة الأولى من الثورة الشيوعية و أدّت إلى التجربة الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي ( من 1917 إلى أواسط خمسينات القرن العشرين ) ثمّ في الصين ( من 1949 إلى 1976 ) و التي وقع الإنقلاب عليها مع صعود القوى البرجوازية إلى السلطة و إعادة تركيز الرأسماليّة ، أوّلا في الإتّحاد السوفياتي و تاليا في الصين عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 . و تحتاج هذه الموجة الأولى من الثورة الشيوعية و التجربة الإشتراكية إلى التعلّم منها بعمق ، بيد أنّنا نحتاج التعلّم منها بتوجّه علمي و منهج و مقاربة نقديّين ، في تعارض مع التوجّه و المنهج و المقاربة الدينيّين . وهذا بالذات ما شرعت في القيام به في " كسب العالم ؟... " و واصلت القيام به في أعمال متنوّعة مذّاك . فكان هذا هو المكوّن الأكبر و قوّة الدفع الأكبر في تطوير الشيوعية الجديدة .
و التعبير المكثّف للكثير من الجديد في الشيوعية الجديدة متوفّر في " الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة – خطوط عريضة "... "
و بكلمات مقتضبة لبوب أفاكيان ذاته :
" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 )
و من يتطلّع لدراسة هذه الشيوعية الجديدة و الإلمام بالسيرة الذاتيّة لبوب أفاكيان ، لا مناص له من إعمال الفكر و التعمّق في كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " ، متنا و ملاحقا و هو متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن ، أمّا من يتطلّع لتكوين فكرة أوّليّة و تلخيص للأعمدة التي تقوم عليها هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، فنوفّر له نصّا لبوب أفاكيان ذاته في الغرض ، و ذلك بملاحق هذا الكتاب و عنوانه " الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة – خطوط عريضة " ف " التعبير المكثّف للكثير من الجديد في الشيوعية الجديدة متوفّر" فيه ، حسب ما صرّح به أعلاه صاحب الشيوعيّة الجديدة .
و إذا أضفنا إلى هذه الأسباب التي مرّ بنا ذكرها و التي رأيناها غاية في الوجاهة في حثّها على الإسراع في إنجاز العمل الذى ظلّ ينتظر على الرفوف منذ سنوات ، ملاحظتنا أنّ جماعات تعدّ نفسها شيوعيّة، إلى جانب أعداء الشيوعية المفضوحين، أخذت تنشر هنا و هناك نصوص تقييمات للحركة الشيوعية العالميّة ماضيا و حاضرا فيها ما فيها من تشويه متعمّد للوقائع و تزوير للأحداث التاريخيّة و قلب للحقائق رأسا على عقب و تلاعب صبياني بالمعطيات الماديّة الموضوعيّة و بالمنهج المادي الجدلي الواجب إعتماده في هكذا أعمال – مجمل القول نصوص تحريفيّة و دغمائيّة - ، ندرك لماذا كان لا بدّ لنا من النهوض بالمهمّة الملقاة على عاتقنا و دون تأخير .
و إنّنا لعلى وعي تام أنّنا لا نزال محتاجين إلى المزيد من الترجمات بهذا المضمار و طبعا إلى مزيد التصدّى لمشوّهى تاريخ الحركة الشيوعية الثوريّة خدمة أساسا لإعلاء راية الحقيقة التي دونها لن نستوعب حقّ الإستيعاب علم الشيوعيّة و لن نطبّقه و نطوّره فلن نفسّر العالم تفسيرا علميّا و لن نتمكّن من تغييره تغييرا ثوريّا من منظور شيوعي . وعليه ، من موقع المسؤوليّة الشيوعيّة الثوريّة ، نتعهّد ، دون تحديد تواريخ و لا سقف زمني فكثير من الأمور قد تتجاوزنا ، بأن نثابر على الإضطلاع بالمهام التي آلينا على أنفسها النهوض بها و بأن نبذل من الجهد طاقتنا كي نوفّر المزيد من الوثائق باللغة العربيّة تساهم في الإرتقاء بمستوى التسليح الإيديولوجي و السياسي لمن يبحثون عن الحقيقة و يسعون بدأب و تصميم إلى تحرير الإنسانيّة والكوكب من سطوة النظام الإمبريالي العالمي و تشييد عالم آخر، أفضل ، ضروري و ممكن ، عالم شيوعي .
و قد أثمر جهدنا المبذول هنا عددا جديدا من " الماوية : نظريّة و ممارسة " / الكتاب عدد 36 الذى نضع بين أيدى القرّاء آملين أن يدرسوا محتوياته دراسة نقديّة و يعتمدوا الحقائق التي تنطوى عليها في قادم تنظيراتهم و ممارساتهم الثوريّة .
و محتويات الكتاب ، فضلا عن مقدّمة المترجم هي :
الجزء الأوّل :

" كسب العالم : واجب البروليتاريا العالميّة و رغبتها "
لبوب أفاكيان / العدد 50 من مجلّة " الثورة "

1- المزيد عن الآفاق التاريخيّة للخطوات المتقدّمة الأولى في إفتكاك السلطة و ممارستها – دكتاتوريّة البروليتاريا - و الإبحار على طريق الإشتراكية .
2- المزيد عن الثورة البروليتاريّة كسيرورة عالميّة .
3- اللينينيّة كجسر .
4- بعض التلخيص للحركة الماركسيّة – اللينينيّة التي نشأت في ستّينات القرن العشرين و العامل الذاتي في ضوء الوضع الراهن و المتطوّر و الظرف التاريخي الآخذ فى التشكّل .
5- بعض المسائل المتعلّقة بخطّ حزبنا و نشاطه و مهامنا الأمميّة الخاصة .

الجزء الثاني :

( 1 ) عرض موجز لوجهات نظر حول التجربة التاريخيّة للحركة الشيوعيّة العالمية و دروسها اليوم
( مجلّة " الثورة " عدد 49 / 1981 )
( 2 ) مسألة ستالين و " الستالينيّة " - مقتطف من خطاب " نهاية مرحلة و بداية مرحلة جديدة " لبوب أفاكيان
( مجلّة " الثورة " عدد 60 ، سنة 1990 )
الملاحق - 4 – ( من إقتراح المترجم )

1- الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة – خطوط عريضة
( وثيقة نشرت سابقا في كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة-
خلاصة أساسيّة " )
2- ستّة قرارات صادرة عن اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية
( وثيقة نشرت سابقا في كتاب " عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للشيوعية
تحدّث قادة من الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " )
3- إطلالة على موقع أنترنت مذهل يديره ريموند لوتا : " هذه هي الشيوعية " - إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح
أ- مجاعة 1933 في الإتّحاد السوفياتي : ما الذى حصل فعلا و لماذا لم تكن " مجاعة متعمّدة "
ب- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة
ت- إطلالة على صفحات / مداخل من موقع " هذه هي الشيوعيّة " - إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح
4- فهارس كتب شادي الشماوي
---------------------------------------------------------------------------
بعض التلخيص للحركة الماركسيّة – اللينينيّة التي نشأت في ستّينات القرن العشرين و العامل الذاتي في ضوء الوضع الراهن و المتطوّر و الظرف التاريخي الآخذ فى التشكّل

من الأشياء التي يكثر حولها الإضطراب و بالتالى تتسبّب في الإحباط لعديد الثوريّين – أكثر ممّا هو ضروري موضوعيّا – هي مسألة لماذا إنتكست حركة الستّينات من القرن العشرين إلى جزر في السبعينات ، بصفة عامة ، و لماذا و كيف أنّ النهوض الذى ميّز الستّينات عامة في العالم و خاصة في " العالم الثالث " تحوّل إلى ضدّه ليس في بلدان معيّنة فحسب بل في عدّة مظاهر منه عالميّا .
لا يمكن فهم هذه المسألة الحيويّة لما حدث للحركة الثوريّة خاصة من أواسط السبعينات فصاعدا نو لماذا لم تستمرّ التمرّدات و لم تنجح تماما و لم تحقّق افمكانيّات التي كانت تملكها عند نقطة معيّنة ، و لماذا عموما تمكّنت مختلف القوى الإمبرياليّة و التحريفيّة و الإمبرياليّة الإشتراكيّة من إعادة تجميع القوى و تحقيق بعض المكاسب بينما شهدت الحركة الثوريّة في مجملها إنتكاسا ، لا يمكن فهم هذه المسألة تمام الفهم أو معالجتها بالنظر فيها بلدا فبلد و محاولة تصوّر ما حدث للحركة في هذا البلد و لماذا لم نمض إلى أبعد هنا ن أو لماذا تراجعنا هناك و ما إلى ذلك . مجدّدا إنّه مثال آخر لكيف أنّ الأشياء يُنظر إليها بداية و قبل كلّ شيء و جوهريّا على أساس عالمي .
هنا أودّ فقط تسجيل نقطة جانبيّة في علاقة بالرفاق في الصن الذين مفترضين أنّهم أصيلون و شرعيّون ، قد أصدروا على ما يبدو كرّاسين . (43) و في الكرّاس الأوّل ن يلخّصون فهمهم ن على حدّ الآن ، لأسباب إنتصار التحريفيّة و الإنقلاب الذى شهدته الصين : " الإنقلاب علينا هو الإنقلاب على مثابرة الحزب الشيوعي الصيني على طريق الخطّ الماركسي – اللينيني ، إنّه إنقلاب على خطّ ماو الثوري الصيني و عالم قتال التحريفيّة و الحيلولة دون ظفرها بالسلطة . و كذلك بسبب هذا ، بقدر ما يمكن أن نكتشف الأخطاء عن وعي و نشير إليها بطريقة ملموسة أكثر ، بقدر ما سيكون ذلك مفيدا لنا في الإتّعاض بالماضي لنكون أكثر حذرا في المستقبل . و هكذا يمكن تجنّب هذه الأخطاء و تجاوزها و إصلاحها ، الخطأ تلو الخطأ ، كي تتمكّن قضيّتنا الثوريّة من المرور عبر آلاف المطوقات و مئات المسبوكات و أن نثابر بعناد عل ى المضيّ بها على النهاية ".
بذات الروح هذه ، أرغب في أن أثير أنّى أعتقد أنّ جوهر المشكل لم يقع التطرّق إليه في هذا الكرّاس الخاص ، و أنّه جرى التركيز جوهريّا على المسائل الثانويّة ،و حتّى في بعض الحالات على التحليل الخاطئ و إستخدام ذلك في محاولة تلخيص هذه الأخطاء . و تقدّم على وجه الخصوص حجّة خاصة دائريّة و تبسيطيّة حيث يقترح أنّ الثوريّين كانوا مبالغين في التسامح مع المعادين للثورة و تركوهم يخرجون من الشبكة عندما كان بوسعهم الإجهاز عليهم بصفة واحدة . طبعا ، كان الأمر سيكون جيّدا أن نفكّر أنّه كان بهذه البساطة و أنّ ذلك كان الخطأ الأساسي الذى نحتاج إلى تلخيصه – و في المرّة القادمة تمسك فيها البروليتاريا بالسلطة سنتعلّم فقط كيف نقطع المزيد من الرؤوس و الإجهاز على المزيد من المعادين للثورة بضربة واحدة .لكنّه في تقديري أنّه تحديدا دون كسر هذا إفطار لا يمكن فهم الإنتصار التحريفي .
و الآن غاية في الأهمّية أنّه قيل في هذا البيان أنّ الخسارة هناك ليست مجرّد خسارة للماركسيّين – اللينينيّين الصينيّين أو الشعب الصيني ، بل للشعوب الثوريّة عالميّا ، البروليتاريا العالميّة ،و لا أريد أن أستهين بالأهمّية العظيمة لموقف و خطّ ماركسي – لينيني يتخذ و يُعلن حتّى للعالم ، و بمحاولة تشكيل مركز ماركسي –لينيني هناك . ما أقوله يتّفق مع تلك الروح، لكن ينبغي لفت النظر إلى المسائل الأعمق للماذا لم يكن من الممكن أن نكون أقلّ تسامحا مع المعادين للثورة ، لماذا لم يكن ممكنا أكثر أن نتخلّص و أن نلحق الهزيمة اكثر بهؤلاء بضربة واحدة ، لماذا كان يجب القيام بتسويات ( و أعتقد أنّه من الضروري القيام بتسويات في عديد الحالات ) مع العناصر المتذبذبة أو العناصر الوسطيّة أو أناس ، على أيّ حال ، عندما بلغ الصراع أزمة أخرى أو نقطة تمركز لاحقا ، تبيّن أنّهم معادون للثورة و أحيانا حتّى يقودون المعادين للثورة . و مجدّدا، أعتقد أنّ الجواب على هذا لا يكمن في التسامح الخاطئ للثوريّين أو في نقص يقظتهم أو في نقص الإعداد العسكري من جانب الثوريّين – بعض هذه الأشياء ، البعض اكثر من الآخرين ، قد تكون لهم صلوحيّة و فائدة حقيقيّتين ،و بعضها في الأساس ليس كذلك ، لا سيما تهمة التسامح من قبل القادة الثوريّين .
على أي حال الإجابة على الإنقلاب في الصين ينبغي رؤيته أجل ، بمعنى العامل الذاتي كما العامل الموضوعي ، و لا يمكن ببساطة أن يكون تحليلا يقول : " حسنا ، أضحى الوضع العالمي أكثر عدم مواتاة لذا إضطرّت الثورة إلى النزيف ." لكن لا أعتقد كذلك أنّه بالإمكان إنكار المجال العالمي ؛ فبالفعل ينبغي النظر بالأساس في المجال العالمي بمعنى فهم العوامل الموضوعيّة المساهمة في هذا التراجع ، و بمعنى العامل الذاتي أيضا ، يجب النظر في الطرق التي لم يجر بها الدفاع عن أفاق كامل الصراع العالمي كافية بصفة شاملة و كيف أثّر هذا الخطأ في الأرضيّة التي عليها و القاعدة التي منها خيضت هذه المعركة . و لا يعنى هذا قول إنّ قادة هذا النضال لا سيما ماو و الأربع و خاصة أولئك في صفوفهم الذين واصلوا رفع الراية الثوريّة لم يكونوا بالمعنى الأساسي و الشامل ، أمميّين . لكن إلى درجة أنّهم إقترفوا أخطاء فهي لا تكمن في مجال التسامح مع المعادين للثورة ، بل تكمن في نقائص في كيف كان يُنظر إلى العلاقة بين المضيّ قدما بالثورة الإشتراكيّة في الصين و الوضع العالمي عامة و النضال العالمي ، و كيف تمّ التعاطى معها .
و إلى ذلك ، أضيفت نقطة أخرى في علاقة بهذا لأجل مزيد التفكير فيها . و لوضع ذلك بشكل نوع ما إستفزازيّا في صيغة سؤال : ما المشترك بين كتاب " عاش إنتصار حرب الشعب " (44) أواسط ستّينات القرن العشرين و نظريّة " العوالم الثلاثة " كما عُرضت في مجلّة بيكين عدد 45، الموقف النظريّ العالم ، إن أمكن لنا تسميته كذلك ، سنة 1977 ؟ و بالأخصّ ، ما هي بعض النقاط المشتركة الكامنة فيهما ؟ في أحد المقتطفات المنشورة في جريدة " العامل الثوري " (45) من شيء كتبته في علاقة ببعض هذه المسائل المثارة مشدّدا على الحاجة إلى التعلّم من تطلّع ماو ، كما تطلّع لينين و ماركس قبله ، نقطة أنّ الكثير من وجهات النظر المعروضة في " عاش إنتصار حرب الشعب "، بما فيها بعض الأخطاء ، تعكس ليس فقط نزعات لدى لين بياو لكن ن إلى درجة كبيرة – و إن لم تكن من أسوأ التعبيرات – الكثير من تفكير ماو زمنها . و أعتقد ، من الناحية الأخرى ، أنّه بينما يوجد إختلاف نوعيّ في كلّ مجال ، بما في ذلك الخطّ العالمي ، من الصحيح أيضا كما أشرنا إلى ذلك قبلا أن بعض عناصر التحليل – و عن لم يكن الخطّ السياسي و الخطّ الإيديولوجي العامين – المعروضة في وثيقة " العوالم الثلاثة " تعكس كذلك إلى درجة معيّنة ، بعض تفكير ماو و بعض مقاربة ماو لهذه المشاكل .
إن قرأنا " عاش إنتصار حرب الشعب " ، نجد أنّه يقول حرفيّا أن المحكّ ، الخطّ الفاصل بين الثوريّين و المعادين للثورة في العالم زمنها ، هو ما إذا كان المرء يتجرّأ أم لا على خوض حرب الشعب ضد الإمبرياليّة و ما إذا كان فعلا أم لا يساندها. ذلك ما جُعل الخطّ الفاصل ، الذى هو في الظروف الخاصة حينها كان حقّا الخطّ الفاصل ( ما إذا كان يجب جعل ذلك الخطّ الفاصل الجوهريّ على ألقلّ موضع سؤال ، لكنّه كان حقّا خطّا فاصلا ). لكن بعد ذلك ، تغيّر العالم و أعتقد أنّ من الأشياء التي جدّت هو أنّ كامل التيّار الثوري كان نوعا ما متمحورا حول و مركزه القيادي كان في الصين و حول ماو كان صراحة قد خفض الحراسة و لم يتفاعل بصفة صحيحة بطرق هامة مع التحوّل في موازين القوى العالميّة العامة . (و ليس هذا للحديث عن الصيغة التحريفيّة ، ل " ميزان القوى " ، لكن هناك شيء من " ميزان القوى العالمي " منظور إليه جدليّا و ماديّا ). لقد فُوجئ الثوريّون بالتحوّل في الموقف و الإستراتيجيا و التكتيك و المناهج لدى قوى متنوّعة . لم يكن الأمر فى السبعينات أنّ طريقة معارضة الإتّحاد السوفياتي للثورة في العالم كانت صريحة ، أو حتّى عادة ، معبّر عنها برفض مساندة النضالات المسلّحة و حروب التحرير ضد الإمبرياليّة . في الواقع ، لا سيما خلال السبعينات مع تغيّر الأشياء في العالم ، اضحوا يزوّدون بالسلاح و يقدّمون المساندة الماديّة على نحو كبير لحروب التحرّر الوطني – ليس دون السعي وراء مصالحهم البرجوازيّة الخاصة حتّى بالطرق الماليّة الضيّقة في عدّة حالات ، على أنّه في بعض الحالات ، قاموا بذلك حتّى بخسائر ماليّة مباشرة ، مالكين سعة النظر الإمبرياليّة . لكن لمّا قرّر التحريفيّون السوفيات الدخول في هذا المجال و غيّروا سياستهم السابقة ، سياسة تجنّب المواجهة مهما كلّف الثمن مع الولايات المتّحدة ، حتّى متخلّين عن مساندة حروب التحرير من أجل تفادى مثل هذه المواجهات ، فقد أضحوا قادرين بطريقة معيّنة على توفير المزيد من المواد و التجهيزات لمزيد التقدّم تجاه الكثير من القيادات غير البروليتاريّة في عدد من هذه الحركات ، أكثر من ما كانت الصين تفعله ، على الأقلّ على المدى القصير . و مع شروع الولايات المتّحدة في الإنسحاب من الفيتنام و في إعادة تجميع القوى ، و مع شعور السوفيات بالحاجة إلى و كذلك إمكانيّة التقدّم في العالم ، وُجد تحوّل حتميّ في الحركة الثوريّة في العالم .
و كان لهذا إنعكاسات حتميّة خاصة على داخل الصين و في التفاعل معه . و لهذا صلة وثقى بالطريقة التي أتى بها ماو إلى التناقض مع لين بياو ( و التي أتى بها لين بياو إلى التناقض مع ماو ) و بالطرق التي لم تعد وجهات نظر لين بياو إلى العالم قادرة أو وجهات النظر المعروضة في " عاش إنتصار حرب الشعب " لم تعد قادرة على رسم خطّ فاصل حقيقي بين الماركسيّة و التحريفيّة . هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، أصبحت هذه التغيّرات في العالم ،كجزء من تشكّل الظرف التاريخي ، إطارا داخله بعض النزعات الخاطئة من جهة ماو أدّت به على نوع من الأخطاء التي صرنا نعرفها الآن – جعل الإتّحاد السوفياتي العدوّ الأساسي و البحث عن تطوير جبهة متّحدة مشابهة للجبهة المتّحدة المناهضة لليابان ، لكن الان على نطاق أوسع على الصعيد العالمي ، ضد الإتّحاد السوفياتي .
في " عاش إنتصار حرب الشعب " ، يقال إنّ الإمبريالية الأمريكية على الصعيد العالمي تنهض بالدور الذى نهضت به الإمبرياليّة اليابانيّة في الحرب العالميّة الثانية . ليس قفزة بعيدة جدّا عن ذلك ، بالرغم من أنّ المضي بالخطأ إلى أبعد و جعله أسوأ في الظروف الملموسة للسبعينات ، قول إنّ الإتّحاد السوفياتي اضحى العدوّ الأساسي على النطاق العالمي و إنّ القوى الأخرى ينبغي أن تتوحّد ضد الإتّحاد السوفياتي . ما يفتقد هنا ، المشترك بين هذا و " عاش إنتصار حرب الشعب " – وقد غدى أحدّ مرّة أخرى و إشكاليّا أكثر في السبعينات مع إحتدام الأوضاع – هو أنّهم أخفقوا في الإستيعاب الصحيح للحركة اللولبيّة و التطوّر بإتّجاه تشكّل الظروف التاريخيّة . و على ضوء هذا بوجه خاص ، كلّ من وجهات النظر اللاحقة و " عاش إنتصار حرب الشعب " ترى أفق الورة قائم تقريبا كلّيا في " العالم الثالث " و بخاصة لم يستوعبوا أهمّية إحتدام التناقضات و تجمّعها في عقدة في ظرف تاريخي . إنّ الإستهانة بإمكانيّات الثورة في البلدان الإمبرياليّة خطأ من ناحية مشترك بين " عاش إنتصار حرب الشعب " و نظريّة " العوالم الثلاثة " لكن يبرز أحدّ في الإطار الأحدث للتطوّر الفعلي نحو ظرف تاريخي عالمي و بإتّجاه إمكانيّات مرتفعة للثورة في البلدان الإمبرياليّة التي لا تظهر بصفة غالبة وهي بمعنى معيّن تكتسى أكثر أهمّية في أوقات كهذه ، و من الغلط الإستهانة بها .
لكن بعد قول هذا ، من الهام أيضا أن نعيد تأكيد ما قيل في ذلك المقتطف المحال عليه قبلا و المعنون " مال الخطأ في التطلّع إلى خدمة البروليتاريا العالميّة " – و هذا ينسحب بالتأكيد على ماو في ستّينات القرن العشرين ، كما ينعكس حتّى في " عاش إنتصار حرب الشعب " ، و ينسحب كذلك على لينين و ماركس قبله . و أكثر من ذلك ، يجب بداهة سحب هذا و تطبيقه على كلّ الذين يدافعون عن و يكرّسون و يطوّرون الماركسيّة – اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ الآن ، إذ هناك حاجة إلى التشديد مجدّدا على أنّ الوضع الراهن و المتطوّر و تفاقم التناقضات بإتّجاه تشكّل ظرف تاريخي على الصعيد العالمي ، يوفّرون فرصا كبرى و كذا صعوبات و ضرورات كبرى .
و هذا ليس كما لو أنّنا نتحدّث في فراغ أو ببساطة نتمنّى ظهور عناصر ثوريّة ! هذه العناصر بعدُ تؤكّد نفسها و تتطوّر. فمن جهة ، الحال هي كذلك حتّى بمعنى إضطراب القوّتين الأعظم و الكتلتين الإمبرياليّتين في التوجّه للمواجهة . و يظهر هذا بصورة متكرّرة مثلا بأشكال منها حدّة فرض الموضوع النووي نفسه في أوروبا و طبيعة الحركة التي يفرزها ز حتّى و إنّ أخذنا بعين النظر أنّ التحريفيّين يحاولون الصيد في هذه المياه ، فالمقاومة أشمل من ذلك بكثير . و لننظر الآن إلى الطرق التي يواجه بها الإمبرياليّون الأمريكيّون صعوبة حقيقيّة في الإبقاء على وحدة كتلهم و تجاوز أو تقليص حدّة التناقضات المحتدّة في صفوفها . و هكذا التناقض بين الدول العربيّة الرجعيّة و إسرائيل تناقض لا يؤكّد نفسه بإستمرار فحسب بل يتّخذ دائما أشكالا جديدة و متباينة . طبعا ، المنطق المنحرف لأناس من صنف " عاجلا أو آجلا " الذين كانوا يخطون ضد كيف انّ الإتّحاد السوفياتي كان يحقّق كلّ شيء و الولايات المتحدة تعيش كلّ هذا الإضطراب ، سيقولون الآن، و الإتّحاد السوفياتي يشرع في معرفة صعوبات أجلى ، ببساطة " حسنا ، هذا يجعل الأمر أفضل بكثير بالنسبة للجبهة المتّحدة ". لكن من وجهة نظر ماركسيّة – لينينيّة و أمميّة بروليتاريّة ، من الجيّد جدّا أنّ كلا الكتلتين الإمبرياليّتين ،و كلا هتين القوّتين الأعظم ، تشهد صعوبات هائلة حتّى قبل أن يبلغ الأمر ذروته .
و ليس الأمر كما لو أنّه علينا أن نخترع أو نبحث بيأس عن العناصر المناسبة المتطوّرة بعدُ أبعد من الجانب السلبي ( التطوّرات الإيجابيّة بالمعنى السلبي ) ، أي ، صعوبات العدوّ بمجرّد دفع و توحيد كتلهم . و هناك أيضا العنصر الإيجابي الأكثر مباشرة للتمرّدات الجماهيريّة و المقاومة و حتّى الحركات و النضالات الثوريّة في كلّ من الكتلة الغربيّة و الكتلة الشرقيّة . فللولايات المتحدة من جهة السلفادور ، و للاتحاد السوفياتي بولونيا و أفغانستان .
و ضد هذه التطوّرات بالخصوص ، كما زيادة تأزّم الوضع العام ، فإنّ نقاط الضعف في العامل الذاتي على الصعيد العالمي و داخل البلدان تبرز. لكنّي أسرع إلى إضافة أنّه ليس وقت فرك اليدين و التنهّد و البكاء و ما إلى ذلك حول ازمة الحركة الماركسيّة – اللينينيّة . فمثلما تشدّد على ذلك وثيقة " المبادئ الأساسيّة ..." ، إنّه زمن مضاعفة الجهود على جميع المستويات و في جميع المجالات ، النظريّة منها و العمليّة و العلاقة الجدليّة بينهما – لرفع التحدّيات و إغتنام الفرص . و ليس هذا مجرّد لغة خطابيّة أو روتين و إنّما يرقى إلى واجب شيوعي .
و لنأخذ ببساطة أمثلة من التحدّيات الحقيقيّة أمام الحركة عالميّا و في بلدان مختلفة ، التمرّدات في بريطانيا العظمى و شمال إيرلندا ؛ إضافة إلى تمرّدات الشباب و حتّى التمرّدات تقودها تيّارات فوضويّة غرب أوروبا بصورة خاصة ، جميعها في آن تحمل إلهاما و تحدّيا . و ليس تحديدا من اليسير توفير قيادة ماركسيّة - لينينيّة لحركات و نضالات من هذا القبيل و كذلك من غير اليسير تشكيل و تطوير و صهر قوّة ماركسية – لينينيّة ، أي ، حزب ماركسيّ- لينيني .
و ينبغي أن نقول في ما يتّصل بتوفير قيادة ماركسيّة – لينينيّة ، إنّ من أسباب عدم سهولة ذلك تحديدا أنّها تعنى عدم خنق و إنّما توجيه المشاعر و التمرّدات الثوريّة المنعكسة هنا ، توجيه و تطوير وقيادة كافة هذه النزعات صوب الثورة البروليتاريّة. لكن توجّهنا الأساسي ينبغي أن ينصهر مع نوع التفكير الذى يدفعنا إلى إثارة سؤال : كيف تمكّن الفوضويّون من ان يكونوا أكثر ثوريّة من الماركسيّين – اللينينيين ؟ ليس أنّ هؤلاء الناس بشكل ما خارجون عن السيطرة جدّا و ثوريّون جدّا . فى الواقع ، لا يوجد شيء أكثر ثوريّة من الماركسيّة – اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ ، إن كان فعلا كذلك و كان فعلا تلك الخلاصة .
لينا أن نجد طُرق الربط مع و توفير القيادة الماركسيّة – اللينينيّة ، طُرق التوفير الحقيقيّ و الشامل لأعمق المشاعر الثوريّة لهذه التمرّدات و القوى الحديثة الولادة و التي تولد الآن . و بينما لا ننظر إلى الماضي و نركّز إنتباهنا عليه ن مع النظر على المستقبل على وجه التحديد ، من واجبنا كذلك أن نجد طرق توجيه نداء و دع إلى الأمام أفضل ، و كلّ من أفضل الناس و أفضل النزعات التي تمّ التعبير عنها في ستّينات القرن العشرين ، و مجدّدا على وجه التحديد ، في ضوء الحاضر و الوضع المتطوّر . و يرتبط كلّ هذا بنظرتنا ، لوضع ذلك على هذا النحو ، و للإشتراكيّة و الإنتقال إلى الشيوعيّة ، و كذلك تلخيصنا – ليس النفي الإحادي الجانب و في الواقع الدفاع عن نظرة تاريخيّة شاملة للمكاسب العظيمة و في الوقت نفس إستيعاب الدروس الإيجابيّة و السلبيّة للتجربة السوفياتيّة و التجربة الصينيّة و تجربتنا التاريخيّة في الثورة البروليتاريّة و التحويل الإشتراكي ، ككلّ و لهذا صلة بالقدرة على أن ندع على الأمام الأفضل في ما يتعلّق بالناس و بالقوى و بالمشاعر و التعبير السياسي الذى ظهر في تلك الفترة من النهوض في الستّينات ، و المهمّة الضروريّة لمزج كلّ هذا و دمجه في الحاضر ، و ربطه بالنهوض الحالي و القوى الحديثة الولادة .
و كلّ هذا حيوي بالنسبة إلى الإعصار القادم نّ هذا الإعصار القادم لن يكون تحديدا رؤية مثاليّة أو رعويّة او حلم ؛ مهما كانت مظاهره الخاصة ، ستنجم عنه الكثير من الدمار و الفظائع – و بالأخصّ ، يجب أن نقول ذلك ، إن لم تتطوّر الخطوات الثوريّة المقطوعة إلى الحدّ الكافي و بالسرعة الكافية لتمنع عمليّا الحرب العالميّة . و ما تمّ التشديد عليه في ذلك المقال " ستتدحرج التيجان على الرصفة "(46) هو على وجه الضبط ما سيكون عليه الوضع . لسنا نتحدّث عن شيء جميل ، لكن لا تزال هناك مسألة المسك بالمستقبل و وجعه – او بقدر ما تقطع خطوات إلى الأمام بإتّجاهه كما هو ممكن تماما - خارج كلّ الجنون و الدمار الذى سيحدث . هذا بالتحديد ، إن كنّا سننمو ، هذا هو بالتحديد هدف نموّنا .
و يتطلّب هذا – و ينبغي حقّا أن ندرك هذا عموما كما في مجال الثقافة – خلاصة للرومنطيقيّة الثوريّة والواقعيّة الثوريّة ، خلاصة تكمن بالذات في العلم الحيّ للماركسيّة – اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ . و بصورة ما ، يترتّب علينا أن نجد طرق الخروج بهذا إلى كلّ من القوى الحديثة الولادة و كذلك على أفضل التيّارات ن أفضل التعبيرات ، أفضل القوى و أرقى الطموحات التي إزدهرت في تمرّدات الستّينات في شتّى البلدان و على المستوى العالمي ، و دمجها في مضمون علمي حيويّ حقّا و على هذا النحو نلخّصها و نقود الناس صوب الثورة البروليتاريّة ، للخروج تماما من كلّ هذا الجنون و هذه الفظائع بالقدر الممكن مستقبلا . هذا هو صنف التحدّى ، هذا هو صنف المهام التي تواجه العامل الذاتي ، أي ، القوى الثوريّة الواعية : المضي قدر الإمكان و دفع العامل الذاتي إلى أقصى حدّ ممكن في تناغم مع تطوّر الوضع الموضوعي و الإمكانيّات و الفرص التي يوفّرها صلب مختلف البلدان وخاص على المستوى العالمي .
و للعودة إلى أحد مظاهر هذا ، للحظة ، أعتقد أنّ النقطة تحتاج إلى الرجوع بها إلى الستّينات وخاصة إنتكاسة السبعينات، فخلاصة هذا ليست مجرّد مسألة و لا ينبغي النظر إليها كمسألة مواساة للناس الذين يتساءلون أين ذهب كلّ ذلك، أو يحاولون نزع شجاعة الذين لا يزالون بصفة ما يجرّون القاطرة إلى الأمام بفضل طاقة الدفع التي حصلوا عليها حينها ، و مع ذلك دوافعهم الآن تتضاءل ن غير أنّه من الحيويّ من ناحية أخرى ، إنجاز خلاصة علميّة لذلك بالتركيز على الدروس التي إستخلصناها و سعينا إلى التعمق فيها هنا ، و بخاصة النظر على المجال العالمي ، و تطوّر هذه التناقضات على الصعيد العالمي ،و التحوّل الذى حصُل في المجال العالمي في تلك المرحلة و كيف أثّر في حركة و نزعات زمنها .لماذا إستطاع الإتّحاد السوفيتي التقدّم بطريقة معيّنة و المضيّ قدما حيث خسر أرضيّة قبلا ؟ و من ناحية ثانية ن لماذا إصطدمت الصين و الخطّ الذى كانت تحثّ عليه ، و إصطدم الثوريّون في الصين بصعوبات مؤقّتة و جديدة و كيف نفهم الإجابات الخاطئة المقدّمة ؟ كيف أنّه في بلدان معيّنة كالولايات المتّحدة ، مثلا – و أكيد أنّ هذا لا يمكن فهمه خارج هذا السياق – تمكّنت البرجوازيّة من مواجهة التمرّدات وقتها التي إنفجرت حول حرب الفيتنام ؟ كيف تمكّنت البرجوازية من المناورة ، ليس عبر القمع فحسب ، بل أيضا عبر دفعها إلى الأمام قوى برجوازيّة صغيرة مثلا في صفوف حركة تحرير السود ( وهي عنصر لم نركّز عليه كفاية في تلخيص هذه الحركة ).
يجب علينا أن نحلّل كيف أنّ هذه الأشياء المختلفة – ليس داخل بلدان معيّنة فحسب ،بل بالتركيز قبل كلّ شيء و جوهريّا ، على المجال العالمي ثمّ النظر ضمن ذلك داخل البلدان المختلفة – كيف تجمّعت من جهة الأشياء بطريقة معيّنة لتؤدّى عامة إلى إنتكاسة مؤقّتة ( ليس بشل موحّد و في كلّ الأماكن بالطريقة نفسها و إلى الدرجة نفسها ،و إنّما إنتكاسة عامة )؛ و مع ذلك ، كيف لم توجد أبدا من جهة ، حتّى في الستّينات ، لحظة هدوء أو زمن فيه جزء من العالم لم يجرى فيه تمرّد و نضال، و كيف بعدُ في نهاية السبعينات وُجدت تحرّكات ثوريّة ملرّة أخرى مزعزعة لأسس الإمبرياليّة في أنحاء مفاتيح مختلفة من العالم .
تصوّروا مثلا، كيف كان سيكون الوضع لو كان الخطّ الثوريّ في الصين أمميّا بشكل أوضح وأصلب وعلى ذلك الأساس ، لو تمكّنت القيادة الثوريّة من إستنهاض البروليتاريا للحفاظ على السلطة في الصين – مع أنّ مثل هذا الخطّ ما كان ليضمن بل كان سيجعل ممكنا أكثر– ثمّ إنفجرت الأشياء ملما إنفجرت في إيران ، تصوّروا أين كنّا سنكون على ذلك الأساس الآن! لكن حتّى دون ذلك ، حتّى مع خسارة الصين ، فكّروا في غيران و نيكاراغوا و السلفادور و بولومنيا و أفغانستان و أنجلترا و إيرلندا و غيرها من أنحاء أوروبا ، و التمرّد الذى بدأ في الولايات المتحدة و حتّى في زيلندا الجديدة ! و أرجو أن لا يتّخذ هذا على أنّه شوفينيّة ضد زيلندا الجديدة لكن ...ما من أحد و لا حتّى الناس في زيلندا الجديدة ، كان يتوقّع ذلك و هذا ببساطة يشرح مقصودنا . و ما يتبيّن بالذات هو أنّ تلخيصا للماذا حصلت إنتكاسة مؤقّتة سيسلّحنا لنكون قادرين بصورة أفضل بكثير على إغتنام الفرص التي تتشكّل و بعد تطفو إلى السطح ، ليس في مكان فحسب بل في المكان تلو الآخر ، حتّى و إن لم يكن ذلك بالتأكيد دون تناقضات .
و إلى المحور الأخير .
--------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمبرياليّة – ما هي و ما ليست هي – و الحزب الديمقراطي كمؤسّ ...
- الطفيليّة و إعادة التشكّل الاجتماعي و الطبقي في الولايات الم ...
- المزيد عن الآفاق التاريخيّة للخطوات المتقدّمة الأولى في إفتك ...
- المزيد عن الثورة البروليتاريّة كسيرورة عالميّة
- الهراء الخطير لآيس كيوب أو ... أسطورة التمكين الاقتصادي للسو ...
- ما تكشفه و ما تخفيه مزاعم دونالد ترامب بصدد بطالة السود ... ...
- لا يمكن لكوكب الأرض أن ينجو من أربعة سنوات أخرى من رئاسة ترا ...
- يجب أن نظلّ في الشوارع إلى أن يرحل ترامب / بانس ! ليرحل ترام ...
- مفترق الطرق الذى نواجه و النضال من أجل ترحيل النظام الفاشيّ ...
- بوب افاكيان ناضل و يناضل من أجل تحرّر السود و تحرير الإنساني ...
- - يقظة - السير أثناء النوم و كابوس ترامب / بانس
- الخطر الفاشيّ الشديد و تخطّى - اليساريّة - الصبيانيّة و التح ...
- بوب أفاكيان : التصويت في الانتخابات الأمريكيّة لن يكون كافيا ...
- فاشيّة ترامب - أكثر بروزا و أخطر يوما بعد يوم : كيف يمكن لنض ...
- دونالد ترامب – عنصريّ إباديّ
- تقييم نقدي لتجارب بارزة : بين الإصلاح و الثورة - الفصل الثان ...
- 5 سبتمبر 2020... بداية 60 يوما من النضال للمطالبة ب : ليرحل ...
- إضطهاد السود و جرائم هذا النظام و الثورة التى نحتاج - الفصل ...
- ترامب ينسّق إعتراف الإمارات العربيّة المتّحد بإسرائيل : ضوء ...
- البطرياركيّة و الوطنيّة – التفوّق الذكوري العدواني و التفوّق ...


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بعض التلخيص للحركة الماركسيّة – اللينينيّة التي نشأت في ستّينات القرن العشرين و العامل الذاتي في ضوء الوضع الراهن و المتطوّر و الظرف التاريخي الآخذ فى التشكّل