شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 12:56
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
، 7 نوفمبر 2020 موقع أنترنتrevcom.us
ملاحظة الناشر : عشيّة السبت ، وردت أخبار بأنّ بيدن حصل على 270 صوت من المعهد الإنتخابي المطلوبة لكسب هذه الانتخابات و ذلك بفضل فوزه في ولاية بنسلفانيا . و هذه أخبار جيّدة جدّا ! فمثلما أشار بوب أفاكيان في بيان غرّة أوت ، يمثّل فوز بيدن في الانتخابات " سيخلق ظروفا أفضل بكثير لمواصلة خوض النضال ضد كلّ شيء يمثّله نظام ترامب/ بانس و كلّ إضطهاد و ظلم هذا النظام ، و سيكون هديّة كبرى لشعوب العالم ."
----------------------
الظرف الراهن و الصراع الذى نواجه
و نحن نتوجّه إلى الطباعة ، جو بيدن يتقدّم و يفوز بكلّ من التصويت الشعبيّ و تصويت المعهد الإنتخابي . و في حين تظلّ نتائجعدد من الولايات " أرض معركة " مفاتيح غير معلنة ، إن كانت انتخابات سليمة ، و بإستبعاد الإنعطافات الكبرى في الأحداث ، سيكون بيدن على طريق الفوز .
أوّلا ، إن كان بيدن ليكسب عمليّا تصويت المعهد الإنتخابيّ ، سيمثّل ذلك تطوّرا إيجابيّا جدّا له دلالته إعتبارا لما كان سيعنيه تواصل نظام ترامب / بانس الفاشيّ بالنسبة إلى شعوب العالم و لشعب هذه البلاد . و مثلما أكّد بوب أفاكيان في غرّة أوت في بيانه التايخيّ ، " بيان لبوب أفاكيان حول الوضع الدقيق راهنا و الحاجة الملحّة إلى الإطاحة بنظام ترامب/ بانس الفاشيّ و التصويت في هذه الانتخابات و الحاجة الأساسيّة إلى ثورة "، فإنّ فوز بيدن في الانتخابات " سيخلق ظروفا أفضل بكثير لمواصلة خوض النضال ضد كلّ شيء يمثّله نظام ترامب/ بانس و كلّ إضطهاد و ظلم هذا النظام ، و سيكون هديّة كبرى لشعوب العالم ."
و حتّى و إن كان التفاوت في تصويت المعهد الإنتخابي ضئيل و موضع نزاع و حتّى بواقع 70 مليون شخص صوّتوا لعنصريّ إيبادي ، فإنّ الإطار و السياق ، بإنتصار بيدن ، سيكونان مخلفين و أفضل بالنسبة للنضال الذى نحتاج للمضيّ قُدما . فقد كان و لا يزال النضال لإلحاق الهزيمة بترامب نضالا ضد الفاشيّة كشكل حكم مغاير نوعيّا ، كشكل حكم يعتمد بسفور على الإرهاب و العنف ضد من يعارضون هذا النظام و كلّ من يعدّه هذا النظام تهديدا له ، دون إدّعاء السماح بالمعارضة .
إنّ إنتصارا إنتخابيّا شرعيّا يخلق ظروفا أكثر مواتاة للمقاومة السياسيّة الجماهيريّة و لفضح الفاشيّة و إستنهاض الجماهير ضد إستمرار النظام الفاشيّ غير الشرعيّ . و تنبع لا شرعيّة الفاشيّين من إستيلائهم على افنتخابات و ن تواصل تهديداتهم بالعنف و إستخدامهم له لدعم ذلك ، و تنبع حتّى أكثر من فظائع البرنامج الفاشيّ .
انتخابات غير عادية – و إنتقال سلطة غير عادي
ثانيا ، هذه ليست انتخابات عاديّة ب" إنتقال عادي " للسلطة – انتقال سلميّ للسلطة مثّل قوام الديمقراطيّة الأمريكيّة في القرن الأخير . " لقد صرّح ترامب على الملأ بأنّه لا يخطّط لتسليم السلطة " ،هذا ما أعلن عنه موقع هام للسى أن أن في عنوان له بحروف كبيرة .
و هذا ليس بالأمر المفاجئ . فقد رفض ترامب بصورة متكرّرة ، حين كان يسأل عن ذلك ، أن يعدَ ب" إنتقال سلميّ للسلطة". و قد أعلن بعدُ بشتّ الطرق أنّه لن يعترف بنزاهة هذه الانتخابات و سيحاول التصدّى لذلك مستخدما جميع الوسائل القانونيّة و شبه القانونيّة و اللاقانونيّة . و هذا يشمل تقييد المحاكم بجملة من الدعاوى القضائيّة و إستنهاض أتباعه من قطّاع الطرق و ربّما غير ذلك ممّا لم نتوقّعه بعدُ .
من خطاب " خطيب معتوه " قائم على الأكاذيب و تشويه المعطيات ، إلى معارك قضائيّة و تجمّعات قطّاع الطرق الفاشيّين لهرسلة الناس و تهديدهم ، و خاصة منهم الناس الذين يتطوّعون للعمل لإنجاز الانتخابات ، و يهدف ترامب إلى نزع الشرعيّة عن نتائج الانتخابات و مخرجاتها . و قد شكّل قاعدة إجتماعيّة فاشيّة أقسى و أكثر قتاليّة من التي كانت لديه سنة 2016 حول مثلّث تفوّق البيض و معاداة النساء و أمريكا أوّلا . و يشعر أتباعه بأنّ هذه الانتخابات " تختطف " قبل أن يملكوا فرصة التطبيق الكامل لبرنامجهم الفاشيّ . و مستشارو ترامب و الفاشيّون منذ زمن بعيد أمثال نبوت جنغريتش توجّهوا إلى فوكس نيوز لتوحيد أتباع ترامب المتزمّتين واعدين ( و في الحقيقة منادين ب ) " إنفجار للغضب ". و على عدّة مستويات و بعدّة طرق يخطّط الفاشيّون للقتال حفاظا على السلطة مع نظام ترامب / بانس – في هذه اللحظة .
مجرّد التعويل على القنوات " العاديّة " سيجعل السيرورات و المؤسّسات تجرى على الأرجح بصورة كارثيّة
لذا ، بالنسبة لكلّ الذين يرغبون في رؤية نهاية لكابوس نظام ترامب / بانس ، هناك نضال ينتظر أن نخوه ، هناك إحتجاجات جماهيريّة غير عنيفة ينبغي أن تستمرّ إلى أن تتمّ الإطاحة بهذا النظام الفاشيّ ! هذا ما نحتاج إليه ! لا يجب السماح للفاشيّين بالهيمنة على " الساحات العامة " و على الرأي العام ؛ ذلك أنّ هذه الهيمنة ممزوجة بالهيمنة الفاشيّة على المحاكم و بعض السلط التشريعيّة في بعض الولايات المفاتيح بعدُ قد تكون مميتة . تحالف الشرفاء لا يمكن أن ينسحب الآن من المعركة السياسيّة – بالعكس ، علينا أن ندفع معا إلى الأمام و أن ننظّم و نظهر أمام الرأي العام لمتابعة النهوض بالمهمّة الأساسيّة أمامنا و إنجازها على الوجه التام :مهمّة ترحيل هذا النظام الفاشيّ .
أفق إستراتيجي أبعد
حتّو لو إضطرّ ترامب إلى الرحيل ، لن تتبخّر هذه الفاشيّة فهي ليست نزعة عميقة الجذور و جيّ>ة التنظيم فحسب في هذه البلاد ، بل هي كذلك قد سرت و " قطعت أشواطا " في الفترة الأخيرة منمّية صفوفها و رافعة في قسوتها . و من الأكيد تقريبا أنّها ستحاول العودة بتصميم أقوى . و جذور و طبيعة هذه الظاهرة الفاشيّة ، هذه الحركة و هذه الإيديولوجيا قد وقع بحثها و قد عرّاها علميّا بوب أفاكيان في سلسلة من أعماله متميّزة عن ما ألّفه أيّ شخص آخر بهذا الصدد .
و قد أثارت هذه الانتخابات مسائلا عميقة تخصّ المجتمع . وهذا أمر مروع بما أنّ الجماهير كانت تتألّم أشدّ الألم بشأن كيف أنّ 70 مليون شخص قد صوّتوا لفائدة ترامب و منهم عدد غير قليل من السود و اللاتينو . إنّ الجماهير تواجه شبح حرب أهليّة وهي تتساءل لماذا يظلّ الديمقراطيّون يلعبون حسب " كتاب القواينين " بينما يمزّقه و يدوسه الفاشيّون ؛ و هي تبحث عن أجوبة .
ثمّة أجوبة بيد أنّها ليست سهلة الإدراك . ما هي جذور تفوّق البيض ، و جذور التفوّق الذكوريّ و الذكوريّة المسمومة و الشوفينيّة الأمريكيّة و " فكر التعجيل " والتخبّط في الجهل الذين يؤثّرون طولا و عرضا في هيكلة المجتمع ... و كيف يقف هذا كلّه حجر عثرة أمام عالم حيث يتفاعل الناس بحرّية و بوعي مع بعضهم البعض و مع الطبيعة ؟ و كيف نتجاوز نظاما و مجتمعا يمكن أن يولّد أمثال دونالد ترامب و يشكّل الناس و المجموعات الإجتماعيّة ليتمكّن هذا الشخص الخبيث من كسب أتباع متعصّبين فاقدين للعقول ؟
جميع هذه القضايا تطرّق لها بوب أفاكيان و قدّم لها القيادة في أعمال أصيلة على غرار شريط فيديو " يجب على نظام ترامب / بانس أن يرحل ، باسم الإنسانيّة نرفض القبول بأمريكا فاشيّة – عالم أفضل ممكن " و كذلك فيض الأعمال الحديثة . و قد تعمّق بوب أفاكيان في جذور المشكل و في الحلّ : ثورة حقيقيّة و نضال لترحيل هذا النظام الفاشيّ و إلحاق الهزيمة بالحركة الفاشيّة كجزء من القيام بهذه الثورة . إن كنتم قد أنجزتم عملا تنظيميّا في السنة الأخيرة بشأن هذا الجنون الفاشيّ ، إن كنتم ناضلتم في الشوارع من أجل العدالة – هذا هو المكان الذى ينبغي أن تمضوا إليه ، هذا هو من تحتاجون إلى الإطّلاع على أعماله (1) .
عودة إلى المعركة السياسيّة الراهنة أمامنا
هناك صراع شرس و شرس للغاية يتشكلّ في المجتمع – على المدى القصير و المتوسّط و البعيد . فعلى مستوى التأثّر بديناميكيّة التقدّم و التوطيد الفاشيّين ، قد تصدر نداءات لمزيد التسوية معهم ، لإتباع سياسة " المرور عبر الجزر " و البحث عن " فهمهم و فهم " قلقهم " الاقتصادي " و عدم " إستفزازهم " إلخ .
لا !
مثلما قال بوب أفاكيان : " لا يمكن أن يوجد " توافق " مع هؤلاء الفاشيّين – فكافة " مظالمهم " قائمة على الحقد المتعصّب ضد أيّة تغيّرات تقوّض حتّى أدنى تقويض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و رهاب الأجانب و الشوفينيّة الأمريكية المسعورة و النهب بلا حدود للبيئة ، وهي تجد التعبير عنها تماما بطرق جنونيّة . لا يمكن أن يوجد " توافق" مع هذا ، عدا ضمن الإطار الذى يحدّده هؤلاء الفاشيّين بكافة التبعات و الإنعكاسات الرهيبة لذلك ! " (2)
فيما المدّ و الجزر لدي أتباع الديمقراطيّين و توجّههم قويّان عفويّا في المجتمع ، لن يؤدّى ذلك إلاّ إلى مزيد تقوية الفاشيّة و في النهاية توطيدها . و كمثال واضح و بسيط ، الإعتراف ب " إنسانيّة " الذين وقعوا و يقعون في أحابيل هذا الإطار الفاشيّ التفوقيّ للبيض و المعادي للنساء ينبغي أن يعني الصراع بشدّة معهم ليقطعوا مع الفاشيّة و ليس " تفهّمهم " أو " الدخول " في نقاش " واحد لواحد " مثالي معهم . إنّه يعنى الإستقطاب و إعادة الإستقطاب في المجتمع بواسطة الصراع الحاد ضد هذا الطاغوت الفاشيّ و تفوق البيض و عداء النساء و أمريا أوّلا و مسيحيّته الفاشيّة .
و مجدّدا ، ما نحتاجه ، مثلما نادت بذلك منظّمة " لنرفض الفاشيّة " : من الملحّ – و المهمّ أكثر من أيّ زمن مضى – أن ننبذ هذا النظام الفاشيّ بقوّة و بجماهيرنا من خلال النزول إلى الشوارع في تحرّكات غير عنيفة و خلاّقة و مصمّمة ، دون إنقطاع إلى أن يرحل هذا النظام و ينتهي الكابوس .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هوامش المقال :
1. In this context, we would particularly highlight the following works:
• Statement by Bob Avakian, August 1, 2020
ON THE IMMEDIATE CRITICAL SITUATION, THE URGENT NEED TO DRIVE OUT THE FASCIST TRUMP/PENCE REGIME, VOTING IN THIS ELECTION, AND THE FUNDAMENTAL NEED FOR REVOLUTION
• Voting Will Not Be Enough—We Need to Take to the Streets, and Stay in the Streets Demanding Trump/Pence Out Now!
o Part 1: The Democrats Can’t Fight Trump the Way He Needs to Be Fought
o Part 2: Trump Is Already Stealing the Election and Threatening Even More Violence to Stay in Power
o Part 3: Trump’s Fascism—More Blatant and Dangerous Every Day: How a Determined Fight and Massive Mobilization Could Defeat This
• Donald Trump—GENOCIDAL RACIST
• Racial Oppression Can Be Ended—But Not Under This System
• Patriarchy and Patriotism—Aggressive Male Supremacy and American Supremacy—The Danger and the Immediate Challenge
• Patriarchy and Male Supremacy,´-or-Revolution and Ending All Oppression?
• Kanye West, Ice Cube—Fools, and Worse Than Fools
2. From Voting Will Not Be Enough—We Need to Take to the Streets, and Stay in the Streets Demanding Trump/Pence Out Now! Part 2.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
