أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - هل تعرفون الآن لماذا كنا نخسر الحروب وتربحها ((إسرائيل))؟!(ج: 4 دور أنور السادات/ب)















المزيد.....

هل تعرفون الآن لماذا كنا نخسر الحروب وتربحها ((إسرائيل))؟!(ج: 4 دور أنور السادات/ب)


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ج3) السابق :
((فهناك الكثير من خطوات السادات غير المفهمومة التي تضعه في بؤرة الخيانة.. فواحد من تعريفات الحرب يقول: ((أن الحرب هي استمرار لنفس الأهداف السياسة بوسائل أخرى)) .. لكن السادات قلب هذه النظرية أو التعريف ، وجعل الحرب وسيلة لأهداف سياسية أخرى يعرفها هو وحده ، وكان أهمها الاتجاه بمصر نحو الغرب ونحو "الحل المنفرد" وليس لتحرير " الأراضي العربية المحتلة" ومنها أرض فلسطين ، وسلك لهذا الغرض طرقاً ملتوية للوصول لتلك الأهداف التي كان بعضها خطيرة جداً.. منها على سبيل المثال((

ــ قدم السادات تنازلات كبيرة في مفاوضات "فض الاشتباك" مع "إسرائيل" لا ضرورة لها ، مما أبكى اللواء عبد الغني الجمسي (رئيس هيئة العمليات) أبان حرب 1973 ، أما رئيس أركان القوات المسلحة المصرية أثناء الحرب اللواء (سعد الدين الشاذلي) فلم يتحمل ضميره كذب السادات على القيادة السورية شريكة الحرب ، فقرر قول كلمة الحق (1) مما أدى إلى تجريدة من منصبه والحكم عليه بالسجن ، وتم تنفيذ الحكم من قبل خليفة السادات مبارك!

ــ إرسال ((السادات إلى كيسنجر رسالة (بعد مرور 14 ساعة فقط على بدأ الحرب) طالباً فيها فتح قناة سرية مع (غولدا مائير) رئيسة وزراء "إسرائيل" ، وقد أدت تلك الرسالة إلى آثار مدمرة وتنازلات مخزية فيما بعد ، بدءاً مما حصل في [الكيلو 101] ومروراً بزيارة السادات إلى فلسطين المحتلة والاتجاه نحو التسوية الاستلامية وصولاً إلى اتفاقيات "كامب ديفيد" ، التي تخلى السادات بموجبها عن فلسطين والجولان السوري وجميع الأراضي العربية المحتلة ))(2) والتي جمدت أو أنهت دور مصر العربي والإقليمي والدولي!

ــ والأخطر من هذا ما يقوله البعض ويثير سؤالاً كبيراً وخطيراً لا جواب.. وهو: ((قرر السادات إبلاغ إسرائيل بموعد إنطلاق الحرب؟)).. في حين يقول آخرون أن السادات لم يبلغ إسرائيل بقراره بشن الحرب وتوقيتها ، إنما الذي أبلغها هو الجاسوس (أشرف مروان) بأ بدأ الحرب سيكون عند الساعة 6 مساءً ، لأنه لم يكن يعلم بالتعديل الذي أجراه (احمد اسماعيل علي) ـ وزير الحربية الذي أقصاه عبد الناصر وأعاده السادات ـ يوم 3 تشرين الأول/اكتوبر، بالاتفاق مع القيادة السورية!.
ــ ومنها لغز إصرار السادات على عدم ضرب مطار العريش الذي إستقبل الجسر الجوي الاميركي لنجدة إسرائيل ، بالرغم من إمكانية ذلك عسكرياً!
ــ ومنها عدم إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بتصفية ثغرة الدفرسوار ، مع وجود إمكانية عسكرية لتصفيتها في حينها بسهولة!
ــ ومنها إضعاف الجبهة السورية ــ حسب مذكرات الشاذلي ـ والقبول بوقف إطلاق النار وعدم اخبار شركائه السوريين أو مشاورتهم في هذا الأمر ، وهذا القرار هو الذي مكن الصهاينة من تركييز جهدهم العسكري بالكامل نحو الجبهة السورية ، ومكنهم من اعادة احتلال الكثير من الأراضي السورية المحتلة التي حررها السورييون في بداية حرب رمضان 1973 ثم إستدارتهم بعد تأمين الجبهة السورية إلى الجبهة المصرية وتوسيع “الثغرة” الشهيرة في منطقة الدفرسوا ومحاصرة الجيش المصري الثالث ومدينة السويس!
ـــ ومنها إتفاق السادات مع الرئيس السوري حافظ الأسد قبل بدء الحرب على أن خطة الجيش المصري هي (الخطة جرانيت”)، المصدقة من قبل جمال عبد الناصر ، والتي حددت الهدف النهائي للحرب بما يخالف ما فعله السادات جملة وتفصيلاً!
ــ ومنها عدم استكمال عملية (خطة جرانيت) بوصول القوات المصرية إلى ممرات سيناء ، والتوقف عندها!
ــ ومنها إجهاض السادات لقرار حظر النفط وصولاً إلى قرار فك الاشتباك ـ وهي الواقعة التي أبكت الجمسي ـ ودفعت باللواء الشاذلي إلى رفع صحيفة إتهام جنائية بحق السادات واتهامه (بالخيانة العظمى)!!.

ويبدو للمراقب وكأن عدم تصفية "ثغرة الدفرسوار" في بدايتها ، كان لغرض إعطاء الصهاينة فرصة للإستدارة إلى الجبهة السورية وتجريد سورية من أغلب انتصاراتها الكبيرة التي حققتها في بداية حرب رمضان ، ثم رجوعمهم إلى الجبهة المصرية وتوسيع ثغرة الدفرسوار ومحاصرة الجيش الثالث ومدينة الاسماعيلية ، لتكون حجة بيد السادات ومبرره لوقف الحرب ولبدأ "التسوية الانفرادية" مع الصهاينة ، بينما كان الزعيم عبد الناصر يرفض أية حلول انفرادية:
 ((وبقي إلى حين رحيله يرفض الحلول الجزئية للصراع العربي- "الإسرائيلي" ويؤمن بـ ((أن دور مصر العربي هو قدرها ، وأن الفيصل في كل معارك التاريخ: إنتصار أم انكسار هو الإرادة)) ، فأسس لحرب الاستنزاف ، ووضع خطة "جرانيت" التي حققت نصراً في حرب رمضان ، لكن سرعان ما أضاعه السادات!))
ولم يكن هناك مبرراً أو ضرورة عسكرية تجبر السادات على وقف الحرب واللجوء إلى الحلول الانفرادية ـ إلا نوازعه الشخصية وما كانت تضمره نفسه من تغير لمصر ودورها ومستقبلها ، فهذا سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري والعبقرية العسكرية المشهود لها يقول:
 ((فيما عدا القوات الجوية، فلقد كان لدينا قبل حرب أكتوبر أسلحة ومعدات سوفياتية لا تقلّ كثيراً عمّا تملكه إسرائيل. وعندما إندلعت الحرب، أقام الاتحاد السوفياتي جسراً جوياً وبحرياً نقل خلاله 78 ألف طن إلى مصر وسورية، وأقامت أميركا جسراً جوياً وبحرياً نقلت خلاله 61105 أطنان إلى إسرائيل))

وهذا يعني: أن الجيش المصري ـ وكذلك الجيش السوري ـ كانا قادرين على الانتصار وتغير وجه التاريخ في المنطقة والعالم ، لولا ما فعله السادات بقبوله لــ "وقف اطلاق النار" والاتجاه نحو "الحل الانفرادي" والالتحاق سريعاً بالمعسكر الأمريكي الأمبريالي الرأسمالي ، فأفقر مصر وأفقدها دورها الريادي العربي والإقليمي وأوصل العرب لكل ما هم فيه اليوم!

*****
شحصية السادات وأراء الآخرين به:
لقد قال وكتب الكثيرون عن (أنور السادات) وحللوا شخصيته ووصفوفه بعدة أوصاف ونعتوه بعدة ألقاب ـ بعضها إيجابية وأغلبها سلبية ـ لكن أكثر الذين يعرفونه عن قرب أجمعوا على أنه مصاب "بداء العظمة" وبــ "ازدواج الشخصية" وبــ "الكذب" و "التمثيل" ، وبمقدرته الفائقة على إخفاء ما يريده بالفعل وخداع أقرب المقربين إليه وبالتلون حسب الظروف وحسب طبيعة المواقف التي تصادفه ، حتى أن الكاتب الكبير (محمد حسنين هيكل) لخص شصيته السادات بـثلاث شخصيات متداخلة ببعضها ومتشابكة مع بعضها ووصفه له: بــ "السادات الهارب" و "السادات الحالم" و "السادات الممثل" ، وكثير من الشخصيات التي عرفت السادات عن قرب أو اشتغلت معه ، وحتى تلك الشخصيات الأجنبية التي تعاملت معه اكتشفت جملة عيوب ونواقص الضعف الإنساني التي طبعت شخصيته بطابعها:

 ــ فهذا (إسماعيل فهمي) الذي شغل منصب وزير الخارجية بعد حرب 1973كتب في مذكراته المعنونة: بــ "التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط" عن "أحلام السادات بالعظمة" و ((أنه كان تواقاً لأن يوقِّع أية أوراق مع الأميركيين ، ففقد أهم أوراقه.. وأضعف من مقدرة سورية على المساومة في مرحلة لاحقة حول مشكلات أكثر تعقيداً وأهمية))
 ــ أما (شعراوي جمعة) فيقول: ((‏أريد أن أؤكد أن الرئيس السادات كان يبدو في خطاباته متشدداً جداً ومنحازاً لأقصى حد إلى فكرة حتمية الحل العسكري ، لكنه على ما تبدى منه فيما بعد كان يدبر في الخفاء ‏عكس ما يظهر لنا ويبطن خلاف ما يعلنه في خطاباته ‏الجماهيرية))
 ((كما أن السادات ألغى قرار جمال عبد الناصر السابق في شأن تسجيل كل المكالمات الهاتفية للرئيس ، لذا لا توجد وثائق أو تسجيلات لأخطر القرارات والاجتماعات التي قام بها (السادات) خلال فترة حكمه ، وأفضل دليل على ذلك هو اجتماعه المنفرد مع وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبرعام 1973 ، في أول زيارة له إلى مصر بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار في حرب عام 1973. فما دار خلال هذا الاجتماع الخطير لم يسجله أحد غير كيسنجر في مذكراته))
 ــ أما شهادة (الفريق سعد الدين الشاذلي) التي جاءت في مذكراته: [[حرب اكتوبر: مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلى]] ، فتتضمن إشارة ((إلى أن إحدى خصائص شخصية السادات هي "الكذب" ، ويروي كيف مارس السادات الكذب على القيادة السورية من قبل أن تبدأ الحرب عام 1973 ثم في أثنائها ، كما أن الشاذلي يروي علاقة التقارب المصري – الاميركي الذي أدّت السعودية دوراً بارزاً فيها ، بهاجس القضاء على الوجود السوفياتي في مصر، بوصفه من ((أهم أولويات السياسة الأمريكية في المنطقة”)) .. متوقفاً عند دور وزير الدفاع السعودي يومها (الأمير سلطان) و (كمال أدهم) مدير المخابرات السعودية والذي ((تكشّف لاحقاً أن أدهم كان يشغل مهمة المنسق الإقليمي في الإستخبارات المركزية الأميركية في الشرق الاوسط)) بعد انكشاف وثيقة جرى نشرها بعد اقتحام السفارة الأمريكية في إيران عام 1979 ، توضح فيها أن الاستخبارات المركزية الأميركية قد أنشأت مركزاً لها في القاهرة لمكافحة الشيوعية تحت رعاية كمال أدهم ويمعاونه من مصر (حسن التهامي)!
 ــ وقاال‏ (مراد غالب) وزير خارجية مصر الأسبق وسفير مصر لسنوات في موسكو عن كراهية السادات للاتحاد السوفيتي ، وكان يلجأ إلى التمويه والمغامرة ‏وتدبير المؤامرات… بهذه الصفات استطاع دائماً أن ‏يفاجئ أعداءه بحركة غير متوقعة أو محسوبة))!
 ــ أما نائب عبد الناصر السابق (حسين الشافعي) فوصف السادات بالعميل والخائن خلال سللة لقائاته في برنامج "شاهد على العصر" على فضائة الجزيرة ..وبأنه كان يتعامل مع المخابرات المركزية الأمريكية الـCIA منذ ستينات القرن الماضي بوساطة "كمال أدهم" ، وأنه كان موضوعاً على قوائم الذين يقبضون منها مرتبات شهرية ، والذي كشفته "الواشنطن بوست" في سنة 1976.

 ــ وقال عنه كيسنجر ــ الذي يسميه السادات "ضديقي كيسنجر" ــ في وصفه شخصية السادات (لغولدا مائير) ـ رئيسة وزراء الكيان الصهيوني أثناء حرب 1973ــ من أن ((السادات ، في ما يبدو لي ، وقع ضحية الضعف الإنساني. إنه يتصرف بسيكولوجية سياسي يريد أن يرى نفسه وبسرعة راكباً في سيارة مكشوفة داخلاً في موكب منتصر إلى شوارع السويس ، بينما آلاف من المصريين على الجانبين يصفقون له كمنتصر ويهللون))
 ــ وتشير إحدى والوثائق المكتشفة ـ عند محاصر السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 ـ إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية CIA إستخدمت وسائل مراقبة وتنصت على كل من السادات ومناحيم بيغين (رئيس الوزراء الإسرائيلي) وقد وصفت تقاريرها ‏شخصية السادات بأنه: ((كان يريد بشدة أن يظهر كصانع سلام ، وأنه كان له شغف كبير بالظهور والشهرة.))
*****
إن شحصية السادات المركبة والمعقدة بشكل مرضي كانت قادرة على أخفاء شخصيته الحقيقيه ، والضهور بأية شخصية يتطلبها الموقف منه ، فو مثلاً: قد قال وكتب الكثير عن ثورة يوليو 1952 ، وبالغ بالإشادة بها والمديح بخطها ، ثم جاءت مرحلة ما بعد الانقلاب الذي قاده في أيار/ مايو عام 1971 فإنقلبت مواقف السادات من ثورة يوليو 1952 من النقيض إلى النقيض ، وهذا يفسر لنا إقدام السادات على سحب جميع ما كتبه وما نشره في السابق ، فأمر بعد وصوله إلى السلطة بسحب كل كتبه من الأسواق والمكتبات.. وهي : (ثلاثون شهراً في السجن) ، (ثورة على النيل أو قصة الثورة كاملة) ، ‏صفحات مجهولة ، (يا ولدي هذا عمك جمال)!

ويقول هيكل : إن السادات كان قد استن تقليداً جديداً في عيد مولده ـ وقلده صدام حسين فيما بعد ـ وهو الذهاب إلى مسقط رأسه (ميت أبو الكوم) ويرتدي (جلابية) فلاحية فاخرة وعباءة عربية ثمينة ، ويجلس لساعات يعيد فيها قصة حياته أمام الكامرات والنقل التلفزيوني المباشر.. لكن المشكلة أنه في كل مرة كان يعيد قصة حياته بشكل مختلف ، ولا تشبه المرات التي سبقتها!

والسادات في ظل قيادة عبد الناصر مثلاً : كان يبدو وكأنه أخلص المخلصين له والمؤمنين بزعامته وفكره ، وعندما تولى القيادة من بعده وكان عليه أن يقدم برنامجه ، تقدم إلى صورة عبد الناصر الموضوعة في صدر القاعة منحنياً لها بطريقة مسرحية حاملاً "الميثاق" بين يديه وهو يقول بما معناه: هذا هو برنامجي وهذا هو منهجي في الحكم ، لكنه بعد الانقلاب الذي قاده في أيار/ مايو عام 1971وأسماه بـ "ثورة التصحيح"، انقلب على عبد الناصر وعلى فكره وعلى منهجه وعلى كل إنجازاته ، وتدميرها بطريقة منهجية!!
*****
ويبدو للمراقب وكأن السادات لم يتعب نفسه ويختط لها منهجاً خاصاً به في السياسة وقيادة الدولة ، فوجد بالانقلاب على عبد الناصر وعلى فكره وعلى كل ما أنجزة في حياته القصيرة ، هو المنهج الخاص به .. فهو :
 ــ بدلاً من الاقتصاد الموجه وصولاً إلى المرحلة الاشتراكية التي انتهجها عبد الناصر ، انتهج سياسة الاقتصاد الرأسمالي والانفتاح الاقتصادي بدون ضوابط أو كوابح ، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد المصري والصناعات المصرية واشاعة الفقر والفساد والبطالة ، وزيادة بؤس الفقراء وتجريدهم من جميع المكاسب التي حصلوا عليها أثناء الحقبة الناصرية!!
 ــ وبدلاً من التوجه الاجتماعي المنحاز للفقراء وتحسين حياتهم ، حل التوجه المنحاز للأغنياء وخلق طبقة "القطط السمان" وتمكينهم من السيطرة على جمييع مقدرات البلاد الاقتصادية وعلى المال ، على والسياسة والدولة ذاتها!
 ــ وبدلاً من سياسة مناصرة حركات التحرر الوطني والقوى الوطنية والتخالف مع المعسكر الاشتراكي ومعاداة الرأسمالية والصهيونية العالمية ، حلت سياسة معاداة الاشتراكية والمعسكر الاشتراكي والقوى التقدمية وحركات التحرر الوطني ، والالتحاق بصفوف معسكر القوى الرأسمالية والصهيونية العالمية والرجعية العربية!
 ــ وبدلاً من محاربة قوى الظلام والتخلف في مصر ، كانت أخطر ـ كما قلنا سابقاً ـ أعمال السادات وأقذرها وأكثر خدمة للإمبريالية الأمريكية ولـ "إسرائيل" والرجعية العربية.. هي: اطلاق السادات لسراح قوى الظلام والتخلف من (أخوان مسلمين اسلام سياسي وقوى رجعية) من السجون والتحالف معهم ، وجعلهم يعيثون فساداً في أرض مصر ، للاستعانة بهم على محاربة القوى التقدمية من ناصريين وماركسيين وشيوعيين وغيرهم في مصر ، ثم إرسالهم ـ بأوامر أمربكبة وتمويل سعودي ـ إلى أفغانستان لمحاربة السوفيت مع "المجاهدين الأفغان" هناك ، ثم عودتهم إلى أوطانهم باسم "العرب الأفغان" لمحاربة أوطانهم ، فتطور هئولاء "المجاهدون!!" إلى ما يعرف اليوم باسم "القاعدة وداعش" ومئات المسميات الأخرى ، التي خربت جميع الأوطان والمجتمعات العربية والاسلامية واغرقتها بالدماء والدمار باسم "الجهاد في سبيل الله!!" ـ لكنها في الحقيقة ـ كانت جميعها خدمات لصالح الإمبريالية العالمية ، ولصالح "اسرائيل" ولصالح الاعتراف بها و "التطبيع" معها علناً وعلى رؤوس الاشهاد ، الجارية الآن بسرعة الصواريخ!
 ــ وبدلاً من سياسة تحرير فلسطين ومناصرة الفلسطينيين ومحاربة كيان مغتصبيها ، حلت سياسة مؤاخاة "إسرائيل" والصلح معها والاعتراف بها ومحاربة فلسطين والفلسطينيين وفرض حصار قاس عليهم وعلى غزة بالذات ، المستمر إلى اليوم على أيدي خلفائه!!

قد يستكثر البعض نعت السادات بـ "الخائن" ، فإذا كان كل الذي عمله يجعله لا يستحق هذا اللقب المشين ، فإن خيانته لسورية ـ شريكة الحرب ـ وحدها تكفي لتتويجه بهذا اللقب:
لأنه يعلم جيداً بإن سورية بدون مصر لن تستطيع تحرير الجولان وباقي أراضيها المحتلة ، وكذلك يعلم جيداً بأن فلسطين بدون مصر لن تسترجع من أيدي مغتصبيها ، ولن تستطيع تحرير أراضيها وإقامة دولتها المستقلة أو الحصول على أبسط حقوقها السياسية ولا حتى الإنسانية ، ويعلم أيضاً بأن العرب جميعهم بدون مصر لا يستطيعون تحرير فلسطين ولا حماية أنفسهم واستقلالهم أو تجنب الوقوع أو الوصول إلى ما هم فيه اليوم ، من ضياع ودماء ودمار و "تطبيع"!
نعم إن السادات كان يعلم كل هذا الذي حدث والذي سيحدث ، نتيجة إيقافه الحرب وصلحه واعترافه بـ "إسرائيل" ، وكل ماعمله جاء عن "سبق اصرار وترصد".. ولهذا فهو يستحق هذا اللقب المشين عن استحقاق وجدارة تامة!
*****
والنتيجة الحتمية هي:
إذا كان قادة دول المواجهة أو دول الطوق [مصر ، والأردن ومعهم ملك المغرب] كما كانت تسمى بهذا المستوى وعلى هذه الصورة من الخيانة ، وبهذه الدرجة من العلاقات السرية والعلنية فيما بعد مع "إسرائيل" ، والتطوع لخدمتها وتقديمهم لأهم اسار بلادانهم وأمتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية لعدو الأمة التاريخي "إسرائيل" ، فكيف ألا تنتصر "إسرائيل" على العرب جميعهم ويخسر العرب معها جميع حروبهم .. فــ ((هل تعرفون الآن لماذا كنا نخسر الحروب وتربحها ((إسرائيل؟!))

وهل أن هئولاء وحدهم سبب خساراتنا لحروبنا مع "إسرائييل" أم أن هناك كثييرون غيرهم؟؟.. وما هو دور مشيخات الخليج النفطية ـ التي تتسابق مع بعضها اليوم إلى التطبيع! ـ في خساراتنا المتتالية؟ .............. [يــتــبــع]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
(1) محمد حسنيين هيكل:كتابه "خريف الغضب"
(2) الفريق سعد الدين الشاذلي: "مذكرات سعد الدين الشاذلي"
(3) منى سكرية كاتبة وصحافية لبنانية : قرائتها لكتاب "السادات وإسرائيل .. صراع الاساطير والأوهام"
لمؤلفه: الدكتور مجدي حمّاد



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعرفون الآن لماذا كنا نخسر الحروب وتربحها ((إسرائيل))؟!(ج ...
- هل تعرفون الآن لماذا كنا نخسر الحروب وتربحها ((إسرائيل))؟!(ج ...
- هل تعرفون الآن لماذا كنا نخسر الحروب وتربحها ((إسرائيل))؟!(1 ...
- العلم يقول: (إن اللغة ألأكادية هي نفسها اللغة العربية وبلهجة ...
- العراق .. تجريم التطبيع!؟
- كيانات من ورق .. وحكام من حُبَق*!؟
- جرائم الاستشراق... (8) … ما أخفاه المستشرقون من حضارات شمال ...
- القمة الثلاثية في عمان: هل هي تطبيع عراقي غير مباشر؟؟
- جرائم الاستشراق... (7) … هل كان عرب الجزيرة العربية بدون حضا ...
- ((إذا كنت لا تعرف كيف تمنح البركة فتعلم كيف تنزل اللعنات))
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (6) …الاستشراق ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (5) تفكيك الأمم ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (4) محو الذكرة ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (3) ما زرع بالأ ...
- يا ساعات النوم العشرة!
- الاستشراق الإيديولوجي .. الأصل والصدى (2)!!
- الاستشراق الإيديولوجي .. وصداه العربي!! !
- عودة المسيح / هرمجدون / الإنجيليون / المحافظون الجدد / المصا ...
- أهو ربيع أمريكي؟ .. وجورج فلويد هو بوعزيزي الأميركان!؟
- سورية والسيليكون والحرب الكونية؟؟!!


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - هل تعرفون الآن لماذا كنا نخسر الحروب وتربحها ((إسرائيل))؟!(ج: 4 دور أنور السادات/ب)