أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - العراق .. تجريم التطبيع!؟














المزيد.....

العراق .. تجريم التطبيع!؟


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 6688 - 2020 / 9 / 26 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعيش اليوم أسوء وأسود فترة تاريخية عاشها جيلنا ـ جيل نكبة فلسطين والنكبات المتولدة عنها ـ والتي لم ولن تحسها الأجيال التي أتت بعدنا والأجيال الآتية بعدها ، لأن ظروف هذه الأجيال مختلفة عن بعضها ومختلفة عن جيلنا جوهرياً! لأنا أجيال عاشت قضية فلسطين كــ (رواية تروى) بينما عاشها جيلنا كقضية حياة ووجود ، وكجدار عالٍ يمنع عن الأمة نهضتها ووحدتها وتقدمها وتطورها باتجاه العصر وقيمه وحضارته التكنلوجية ، فيجب هدم هذا الجدار من أساسه كي تخرج الأمة إلى الحياة الحقيقي ، بينما عاشت الاجيال التالية قضية فلسطين كقضية إنسانية عادلة ، والبعض اعتبرها كقضية لا تجني من ورائها إلا المتاعب ووجع الرأس والحروب المدمرة ، بعد أن تعرضت هذه الأجيال لغسيل مخ وتزوير وتشويه كبير ومتعمد لكل الماضي النضالي لشعبهم العربي ، ولجميع شعوب الإنسانية وللتجارب الوطنية والأممية الاشتراكية العظمى التي انجزتها تلك الشعوب!
وقد عاش جيلنا في عصر الثورات الوطنية الكبرى وحركات التحرر الوطني وزعمائها العظام : كعبد الناصر ونكروما وسوكارنو وتيتو ونهرو وباتريس لومبا وكاسترو.....الخ ، بينما عاشت الأجيال التي تلتها عصر الردة الكبرى ورمزها الذي مثله السادات وامتداداته مبارك والسيسي وعصر الهيمنة والتفرد الأمريكي بقيادة العالم ، وخضوع أغلب الانظمة السياسية في العالم والعربية منها بالخصوص ، وتبعيتها المطلقة لسياساتها واراداتها وإملاءاتها ، وكان (التطبيع) الحالي بين دويلات الخليج والكيان الصهيوني واحداً من أكبر تلك الاملاءات الأمريكية!
*****
ومن كل هذه التباينات الموضوعية جاءت الفروقات النوعية بين جيلنا والاجيال العربية التي تلته في كل شيء تقريباً ، ومنها النظرة إلى قضية فلسطين بالخصوص ولكل ما يتعلق بها ، وفي قضية "الــتــطــبــيـــــــع" منها بصورة أخص!
فجيلنا الماضي لم يكن ليتصور حتى في أحلامه ولا حتى في أسوء كوابيسه قضية "الــتــطــبــيـــــــع" الجارية حالياً مجرد تصور ولم تكن لتخطر بباله كمجرد خاطرة.. بينما هذه الأجيال التي تلته تباعاً فتحت عيونها ووجدت الأنظمة المصرية المتتالية قد (طبعت) ومملكة الهاشميين طبعت بعدها مع العدو الصهيوني ، سبقتها إلى ذلك التطبيع المشين "منظمة التحرير الفلسطينية"!
وفي أيامنا السوداء هذه جاءت دويلات الامارات والبحرين لتطبعا أمام ناظريه علناً ، والسودان (بلد اللاءات الثلاث) ومعه عُمان في طريقهما إلى (التطبيع) ، وهناك خمس أنظمة عربية في طريقها إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني ، كما أعلن النتنياهو بنفسه!

لقد سرت (جائحة التطبيع) هذه بين الأنظمة العربية بسرعة جريان (جائحة كورونا) أو (كوفيد 19) وتسبقه أحياناً ، ولا عاصم اليوم منها إلا الشعب العربي وجماهيره وأحزابه ومنظماته المختلفة ، ووعيها جميعها بمدى خطورته على الأمة ومستقبلها ووجودها ومستقبل جميع أجيالها!
*****
لكن أين موقع العراق ـ عراق 2003 وموقفه الحقيقي وليس الاعلامي ـ من قضية فلسطين ، وبصورة خاصة من قضية التطبيع الجارية الآن على قدم وساق ؟
لقد أصبح العراق ـ عراق 2003 ـ غير عراق السبيين البابلي والآشوري ، وغير العراق المعروف بمشاركاته في كل حروب فلسطين وتبنية لقضية فلسطين في كل تاريخه؟
لقد قسم الغزاة الأمريكيون العراق إلى حصص وغنائم ومكونات [شيعية وسنية وكردية]* انقسمت على نفسها ، فانقسم السياسيون العراقيون وفق خريطتها في كل شيء أيضاً مدعين تمثيلهم لمصالحها ، وانقسموا أيضاً من قضية "التطبيع" في المواقف والبرلمان والاعلام ، فكان السياسيون (السنة والأكراد) ـ نقول السياسيون وليس الشعب ـ مع التطبيع ، بينما أصبح (الشيعة) ضد التطبيع ويحاربونه بكل قواهم!!

وما دامت الأمور تجري وفق هذا الوضع وسياقاه التقسيمي لمكونات العراق ولكل شيء فيه ، فإن اسقاط مشروع (التطبيع) مع الكيان الصهيوني أصبح بيد الشيعة وحدهم ، لأنهم يملكون الأغلبية في مجلس النواب وفي الشارع وحتى في عدد الفصائل المسلحة ، وبكل هذا يستطيعون ـ اليوم قبل الغد ـ طرح (مشروع قانون لتجريم التطبيع) في مجلس النواب ويكسبونه وتمريره بسهولة تامة ، لأنهم الأغلبية في هذا المجلس!
وبهذا الفعل التاريخي يقطعون الطريق على الكاظمي وعلى غيره وعلى كل من له ارتباط بالأمريكان الآن ومستقبلاً!
لأن إذا ما تم التصويت على هذا المشروع وأصبح قانوناً لا تستطيع أية حكومة قائمة أو قادمة تجاوزه ، إلا بقانون آخر يصدر عن مجلس النواب القائم أو القادم!
وبهذا يسجل (الشيعة) لأنفسهم أعظم دور تاريخي لعبوه في العراق .. فهل هم فاعلون؟؟

وكإجراء شعبي مساند لــ (مشروع قانون تجريم التطبيع) الرسمي هذا ، يجب انشاء (منظمة لمحاربة التطبيع) تتكون من احزاب ومنظمات حكومية وشعبية وشخصيات عامة ........الخ ، لأن التطبيع يشمل الثقافة والفن والأدب وجميع مناحي الحياة في العراق والوطن العربي والاسلامي ، فيجب أن تكون (منظمة محاربة التطبيع العراقية) المقترحة قوية وفاعلة وكفوءة ومسنودة مادياً ورسمياً ، لتؤدي هذا الدور الكبيرَ على كل تلك الجبهات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
* مع الأسف اصبحنا محبرين على استخدام هذه المصطلحات الطائفية الكريهة ، ولهذا وضعنا أسماء الطوائف هذا بين قوسين!!



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيانات من ورق .. وحكام من حُبَق*!؟
- جرائم الاستشراق... (8) … ما أخفاه المستشرقون من حضارات شمال ...
- القمة الثلاثية في عمان: هل هي تطبيع عراقي غير مباشر؟؟
- جرائم الاستشراق... (7) … هل كان عرب الجزيرة العربية بدون حضا ...
- ((إذا كنت لا تعرف كيف تمنح البركة فتعلم كيف تنزل اللعنات))
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (6) …الاستشراق ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (5) تفكيك الأمم ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (4) محو الذكرة ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (3) ما زرع بالأ ...
- يا ساعات النوم العشرة!
- الاستشراق الإيديولوجي .. الأصل والصدى (2)!!
- الاستشراق الإيديولوجي .. وصداه العربي!! !
- عودة المسيح / هرمجدون / الإنجيليون / المحافظون الجدد / المصا ...
- أهو ربيع أمريكي؟ .. وجورج فلويد هو بوعزيزي الأميركان!؟
- سورية والسيليكون والحرب الكونية؟؟!!
- جائحات العرب كثيرة.....وجائحة كورونا أقلها فتكاً!!.
- رأيٌ في .. ماهية النهضة؟!..... (الجزء الثالث والأخير)... محر ...
- كورونا العنصرية!!
- رأيٌ في .. ماهية النهضة؟!... (الجزء الثاني) : مراحل التاريخ ...
- رأيٌ في ..... ماهية النهضة؟!... (الجزء الأول).. دور النهضة و ...


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - العراق .. تجريم التطبيع!؟