أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - كيانات من ورق .. وحكام من حُبَق*!؟














المزيد.....

كيانات من ورق .. وحكام من حُبَق*!؟


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 6675 - 2020 / 9 / 13 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التداعي يعني أن الأحداث المتشابهة تجر بعضها بعضاً إلى الذهن ، وما فعله صبيان زايد قبل مدة وتبعهم يوم أمس ملك البحرين بالفعلة ذاتها ، تداعى إلى الذهن فوراً ما فعله "الرئيس المؤمن أنور السادات" قبلهم جميعهم وكبيرهم الذي شق لهم طريقهم ، عندما زار القدس المحتلة عام 1977 ، ودماء شهداء مصر وسورية والعراق والجزائر والأمة العربية بأسرها لم تجف بعد ، وبلاده في حالة حرب شاملة مع الصهاينة !
في ذلك التاريخ ـ أي عام 1977 ـ الذي زار السادات به فلسطين المحتلة ، كنا وآلاف مؤلفة من الحركة الوطنية العراقية في واحد من سجون البعث الصدامي "سجن أبو غريب" الرهيب وإعداماته اليومية ، وقد تفضل النظام علينا في ذلك الحين ونقل لنا تلك الزيارة نقلاً مباشراً بالصوت والصورة (1) ، وكان كل واحد منا أثناء مشاهدته يتمنى أن يتحول إلى "قنبلة نووية" ويفجر نفسه في ذلك (السادات الخائن العميل) ونظامه كله ، ولا يبقي له أثر!
وقد لازمنا ذلك الشعور اتجاه السادات ونظامه وفعلته الشنيعة سنين طويلة ، حتى تمت تصفيته وتنفيذ حكم الشعب به في "حادث المنصة" الشهير!
*****
منذ ذلك التاريخ المشؤوم وتلك "السُنة السيئة" التي سنها السادات "عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين" ، بدأت الجدران العربية تتهاوى الواحد تلو الآخر ، وكانت أسرعها إلى التهاوي جدران " الثورة الفلسطينية" بقيادة عرفات عام 1993 ، تبعهما ملك الأردن عام 1995 ، وبعد ربع قرن بالتمام والكمال من ذلك التاريخ لآخر "عملية تطبيع" بين الأردن "وإسرائيل" ، أقدم صبيان زايد على عملية " التطبيع" الرابعة بين العرب والصهاينة ، تبعهم بعد أيام قليلة ملك (مملكة البحرين العظمى) وسجل باسمه عملية "التطبيع" الخامسة ، والتي أعلنها (دونالد ترامب) سمسار "إسرائيل" ووكيلها والناطق أو المتحدث الرسمي وعوضاً عنها في كل المحافل الدولية!

وطبعاً لن تكون هذه آخر عملية تطبيع عربية صهيونية ، فــ "قطار التطبيع" المنطلق بكل سرعته هذه الأيام ، سيحمل في عرباته ـ الخمس نجوم ـ جميع أعضاء "حضيرة مجلس التعاون الخليجي" بتطبيع مماثل مع العدو الصهيوني ، بعد أن أعطتهم "جامعة الدول العربية" (صكاً مفتوحاً) للتطبيع مع الصهاينة بكل أشكاله!
وحتماً ستتبع الإمارات والبحرين عمان وربما السودان أيضاً خلال هذا العام ، وقبل الانتخابات الأمريكية القادمة بوقت مناسب ، ليسجلها ترامب جميعها بحسابه في الانتخابات المقبلة!
لكن مملكة "خادم الحرميين الشريفيين/ والأميركان!!!" قد تتأخر عن قطار التطبيع هذا برهة من الزمن لأسباب (نفعية) ، تتعلق بقوتها الاسلامية الناعمة وبقيادتها (الحكيمة جداً للعالم الاسلامي) ، ودراسة ردود الأفعال على عملية "التطبيع الإماراتي البحريني" ، بعد أن جعلت منهما "كاسحة ألغام" تمشط طريق التطبيع أمامها ، رغم أنها هيأت شعبياً ورسمياً ـ طيران وزيارة وفود وعلاقات ـ جميع مستلزمات التطبيع هذا .. ويمكن للكويت أن تتأخر عن قطار التطبيع السائر بسرعته القصوى ـ لإنجاح ترامب في الانتخابات وانقاذ النتنياهو من مأزقه ـ لأسباب مختلفة عن أسباب السعودية ، أهمها أن الكويت فيها مجلس نواب منتخب ورأي عام قوي ومجتمع شبه حديث وشبه مسيس شارك بالكثير من القضايا العربية ، وتربى على قيم فلسطين والعروبة وعداء الصهاينة!
*****
إن هذه (الكيانات الورقية.. وحكامها الذين من حُبق) ـ الإمارات والبحرين بالأخص ـ لم يصل عمرها إلى خمسين عاماً ولم تبلغ سن الرشد بعد ، فقد أخذت استقلالها الشكلي عن بريطانيا في العام 1971، وكان الجنرال "بيرسي كوكس" قد خط قبل هذا حدوها ـ كقبائل ومشايخ ـ على الرمال ، وصنًع لبعضها أعلاماً ـ البحرين وقطر مثلاً ـ لا معنى لها تشبه المنشار في مؤخرتها ، لكن للإمارات علم منسوخ عن العلم الفلسطيني وضعت ألوانه بأشكال مخالفة للأصل الفلسطيني له ، ومع هذا كانوا هم أول من خان فلسطين وعلمها وقضيتها في هذه الألفية الثالثة!

ولأنها "كيانات ورقية" ودويلات لم تبلغ سن الرشد بعد ، فإنها قد وضعت نفسها في (مأزق وجودي) بجعلها بلدانها (ساحة حرب مجانية) للكيان الصهيوني والولايات المتحدة ، في أية حرب محتملة مقبلة مع إيران ، متصورة ـ لسذاجتها ـ أن هئولاء سيحمونها .. لكن في الحرب كما في "يوم القيامة" كلٌ يريد أن يحمي نفسه وبلده وقواعده ، وحتى إذا أرادوا حمايتها بالفعل ، فعندها ستتحول هذه الكيانات الورقية إلى رماد تذره الرياح ، لصغر مساحاتها ولكثرة القواعد الصهيوأمريكية فيها!!

إنها حقاً (كيانات من ورق .. وحكامها من حُبَق*!؟)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الحُبَق بالضم: الريح الخبيث الذي يخرج من البشر والحيوان ، والحُبق العذق الفاسد من التمر.
(1) كنا والعراقيين جميعاً قبل زيارة السادات المشؤومة لا نعرف مثل هذا النقل المباشر عبر هذه المسافات البعيدة ، لأننا لم نكن نعرف ولم نتعرف بعد على الساتلايت والموبايل والأنترنيت والحاسبة الشخصية .....الخ لأن النظام لم يسمح بدخولها إلى البلاد ، ومن يمتلك أحد هذه الأجهزة سيحاكم وفق [المادة 56أ بتهمة التخابر مع دولة أجنبية] وعقوبتها الاعدام ، لكننا عرفنا كل هذه المنتجات بعد غزو الأمريكان لبلادنا!!



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الاستشراق... (8) … ما أخفاه المستشرقون من حضارات شمال ...
- القمة الثلاثية في عمان: هل هي تطبيع عراقي غير مباشر؟؟
- جرائم الاستشراق... (7) … هل كان عرب الجزيرة العربية بدون حضا ...
- ((إذا كنت لا تعرف كيف تمنح البركة فتعلم كيف تنزل اللعنات))
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (6) …الاستشراق ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (5) تفكيك الأمم ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (4) محو الذكرة ...
- الاستشراق التقليدي والاستشراق الإيديولوجي .. (3) ما زرع بالأ ...
- يا ساعات النوم العشرة!
- الاستشراق الإيديولوجي .. الأصل والصدى (2)!!
- الاستشراق الإيديولوجي .. وصداه العربي!! !
- عودة المسيح / هرمجدون / الإنجيليون / المحافظون الجدد / المصا ...
- أهو ربيع أمريكي؟ .. وجورج فلويد هو بوعزيزي الأميركان!؟
- سورية والسيليكون والحرب الكونية؟؟!!
- جائحات العرب كثيرة.....وجائحة كورونا أقلها فتكاً!!.
- رأيٌ في .. ماهية النهضة؟!..... (الجزء الثالث والأخير)... محر ...
- كورونا العنصرية!!
- رأيٌ في .. ماهية النهضة؟!... (الجزء الثاني) : مراحل التاريخ ...
- رأيٌ في ..... ماهية النهضة؟!... (الجزء الأول).. دور النهضة و ...
- تآكل الدولة الوطنية العربية..ونهوض القوى الشعبية!!(2)


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - كيانات من ورق .. وحكام من حُبَق*!؟