أهو ربيع أمريكي؟ .. وجورج فلويد هو بوعزيزي الأميركان!؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقولون "التاريخ يعيد نفسه" .. وفي الحقيقة التاريخ لا يعيد نفسه ، إنما عوامل التاريخ الموضوعية إذا ما تحركت في واقع اجتماعي معين أو في مجتمعات متعددة وفي ظروف متشابه أدت إلى نتائج متشابهة ، ومهما تباعدت هذه المجتمعات البشرية عن بعضها في جغرافيتها وتاريخها وثقافاتها وألوانها وألسنتها ، فيتصور البعض أن التاريخ قد أعاد نفسه!!

وهذه الحقيقة النظرية تنطبق على كثير من الأحداث وعلى جورج فلويد الأمريكي ومحمد البوعزيزي العربي بالخصوص ، وتصح معها المقارنة بين الاثنين (أي بين محمد البو عزيزي العربي وجورج فلويد الأمريكي) .. فهناك أوجه تشابه كثيرة تجمعهما:
فمحمد البوعزيزي: قد أحرق نفسه احتجاجاً على فقره وتعسف أجهزة نظام زين العابدين بن علي!
وجورج فلويد: قتل غدراً بعنصرية الأمريكان وحراب الشرطة الأمريكية الديمقراطية جداً!

فالبو عزيزي بعمله ذك:
 قد قلب الأوضاع العربية رأساً على عقب!
 وحرك مياه المجتمعات العربية الراكدة منذ قرون!
 وأسقط عديد الرؤساء العرب ومعهم نظمهم السياسية وطبقتها السياسية الفاسدة!
 وقلب كثيراً من القيم والمفاهيم السائدة في المجتمعات العربية!
 وهز المجتمعات العربية من جذورها بعنف ، وبعضها لا زالت تهتز بعنف!

وكل العالم قد عرف بما فعله البوعزيزي وكل عربي اهتز له بعنف شديد: طرباً أو غضباً!
ولحق كل عربي بعضاً من شرر النار المتطاير التي أحرقت جسد البوعزيزي، واحرقت معه أجساد ومدن وثروات واستقرار وبلدان عربية بكاملها ، وأحالت كثيراً من الأفكار والإيديولوجيات والأحزاب والقناعات على التقاعد ، ولا زالت تلك النار التي أشعلت جسد البوعزيزي الضئيل مشتعلة تأكل وتقتل وتعوق في بعض منا البلدان العربية إلى يوم!

وإذا كان كل العالم قد عرف بما فعله البوعزيزي!
فإن الشخص الوحيد الذي لم يعرف بكل هذا الذي فعله البوعزيزي .. هو البوعزيزي نفسه!
*****
وفــلــويـــد أيضاً :
 قد قلب الأوضاع الأمريكية وربما العالمية لاحقاً!
 وفضح طبيعة النظام الأمريكي الشوفينية والعنصرية!
 وديمقراطيته المزيفة!
 وتعامل أجهزته القمعية!
 وكذبة حقوق الإنسان التي يدعيها!
 وعرّف العالم بجوهر النظام الرأسمالي العالمي وحقيقته الموضوعية ، كنظام قمعي أيضاً يتستر بديمقراطية زائفة!
وجعله يهتز أو وضعه في بداية اهتزازه ، والذي قد يتحول إلى اهتزاز عالمي عنيف مستقبلاً!
 وأن النظام الرأسمالي ممثلاً بالولايات المتحدة لا يختلف كثيراً عن الأنظمة القمعية في دول العالم الثالث المتخلفة والنامية المتخلفة.. فهو:
 يقمع!
 ويقتل!
 ويعتقل الآلاف!
 ويستخدم الجيش ضد الجماهير حينما تصل نارها المتأججة إلى ثيابه الوسخة!
 ويدوس "حقوق الإنسان" بقدميه إذا ما هدد الخطر أسسه!
 والولايات المتحدة التي تضع مقايس "حقوق الإنسان" وتحاسب دول العالم الأخرى على مدى التزامها به ، وتصدر كل عام قائمة بمدى التزام دول العالم بــ "حقوق الإنسان" ، وتحاسب وتعاقب بعضها على مدى التزامها بتلك الحقوق ، فأن جورج فلويد قد بين للعالم كله أن أميركا هي أكبر منتهك لحقوق الإنسان ليس في العالم فقط ، إنما "حقوق الأنسان الأمريكي" نفسه

العالم كله عرف بما فعله جورج لويد بالنظام الأمريكي والرئيس الأمريكي الفاشي اليميني المتغطرس ترامب ، وجعل أميركا بكاملها ومعها ضمير العالم كله يهتز وينتفض ، وربما سيهز ـ بعد حين ـ النظام الرأسمالي العالمي برمته!
وأيــضــاً :
فأن جورج فلويد كمحمد البوعزيزي قد بين للعالم وعرفه بكل هذا العفن الأمريكي ، واهتزت له قلوب وضمائر الإنسانية كلها ، وعرف به كل مخلوق يسكن هذا الكوكب التعيس .. فإن الوحيد الذي لم يعرف بكل هذا الذي حدث في أميركا بسببه أو يتصوره هو : جورج لويد نفسه!!

#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل