أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا السيد أحمد - تفاصيلك طفل الروح دوختني














المزيد.....

تفاصيلك طفل الروح دوختني


رشا السيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 18:52
المحور: الادب والفن
    


تفاصيلك طفل الروح
دوختني
كنت مثل غيث ينهمر بغزارة فوقي في يوم حار حينما قدمت نفسك لي تلك الليلة السماوية التنزيل المحلقة بكل ما فيها و لا أعرف كيف فتح بيننا باب الأعماق
تفاصيل حياتك الكبيرة اربكتني لغرابة تألفها و جعلتني أتوقف أطالع تكوينك الحديدي الفريد الأنيق الغامض جدا ولطفك الرفيع الذي كلل حضورك و صوت داخلك حدثني عنك قبل حتى قبل أن تنطق بكلمة
أشعر أني أعرفك بعمق لدرجة أحفظ بريق عينيك ودعجها و حركة تنفسك الهادئة و رياض فكرك المختلفة بهدأتك وبغضبك و درجة تعلقنا ببعض
أين و كيف و متى و من هو ؟!! صمتُ وبحثتُ عنك داخلي قالت أعماقي
أعرفه جيدا و اسمع لحن صوته من خلف الآفاق !!
في صدره شيء لي دون عن العالمين
توقفت مدهوشة عن الحديث أطالع فرادة التكوين وأغتسل بالغيث وابتسم
كان هناك همر لشذرات دقيقة ومضيئة كانت تنهمر أمام نافذتي ملأ الفضاء حينما نظرت أطالع السماء بينما السماء كانت تشع بلطف مهيب
و ابتسمت لشعور أكتسحني بغرائبيته الجميلة ورحت أغرق بالتفاصيل العميقة شيئا فشيئا دون أن أنتبه
- ما بال فراشة قلبكً صمتت عن الحديث أيتها الهاشمية
استنشقت عطرك بشغف وأخذت نفسا عميقا بطول اشتياق لازمني العمر وكأن أزهار ليمون عانقت الياسمين بالمكان ففاح الأريج
أبدا أيها الهاشمي القادم من عمق تلك الرؤية القديمة
إذ كانت تفاصيلك الكبيرة أوقفتني تحت الغيث فتفاصيلك الصغيرة تلك التي أغرقتني بك حد الوله
والتي غدت فيما بعد عالمي السري الذي أحب التجوال به ولا أمله و الذي أشعر أني أعرفه منذ زمن الذر
كنت أسأل في البداية لماذا غرقت بك وكيف عدت مسافات كونية من خلالك للحظة التكوين الأولى لنا ورأيتها جليا ذات تجلي
لماذا كانت ترفرف فراشات الضوء حولي فيما أشرقت زرقة السماء ذاك النهار بشكل كوني مهيب على روحي
وكيف تجلت لي النفس برهافتها الغضية وتجلت لي الروح بشفافيتها الوضاءة ذاك المساء
فكنت أراني معك امرأة تعبر في كل لقاء لسماوة جديدة و كتاب جديد وجنات أخرى دانيات القطوف
كيف حصل أن استعمرت كل خلية مني منذ اللحظة الأولى ألأن ذكائك و حياتك العسكرية العريضة بتلك الحروب وأيام السلام أكسبتك كل فنون المناورات وكسب المعارك ؟!!!
وزد على ذلك عيون العاشق العارف التي ترى في العمق مني
وتقرؤني بقلب صوفي أخرج العشق من قلبه فاكهة الشعر بينما راح محياه يصلبني بين بيت شعر و أعماقه التي تجذبني إليه بقوة جبارة
و على أعطاف قلبي راح يجلس يطالع التكوين بهدوء بينما كنت أقلب صفحاتك بروية تشكيلية وهدوء فجر
أم لأن الطفلة والعارفة والمرأة والشاعرة والتشكيلية دوختها هذه الخلطة العجيبة داخلك
وراحت تجري تتصفح كتبك واحدا تلو واحد دون أن تخبرك وتنسكب بحب داخلها عناوينك وحروبك وأسفارك واسرارك ورؤاك وقصائدك وتاريخك العميق وتقرنه بتاريخها العريض وتتجول في غرف قلبك حافية القدمين
حتى وجدتني أهاجر وأسكن داخلك أتجول في أرضك و مدائنك وحدائقك مفتونة ألملم دهشتي بعيون عاشقة
تسأل عن سر الطوفان الذي اثملني و فصلني عن الوجود داخلك و أراني حقيقة الكتاب الذي به كتبني القدر عاشقة تعشق كل تلك الحنايا والخفايا والرزايا داخلك وخارجك
ليس ما تقدم فقط
لم تكن ذاك الضابط الوسيم فقط الذي سلبني ذاتي و جعلني عصفورة غريدة منذ زمن
بل و كنت فلاحا بارعا في زراعة حقول قلبي حين ولجتها فكنت كل يوم تزرع كلمة نور فتصير داخلي شجرة شوق وقصيدة حب واسطورة عشق و رؤية تعجنك بذراتي أكثر بل وجدتك داخل قلبي منذ أول لحظة وجودت فيها
الحق أقول ..
كل ما فيك دوخني فيك
وكل ما بك جعلني لك
وكل ما هو منك كنت اراه مني قد ولد
كيف حدث ذاك ؟
لكني في النهاية وجدت الكتاب الذي به ملكتني وملكتك في أعماقي مخبوء منذ الأزل
وجاءتني الرؤية تطير على جنح الآفاق
فاهتزت لها شجرة روحي طربا
تقول هو طفل الروح يا ألرشا وفلقتها هو بعضك وبه كلك وكليكما روح واحدة .
سيدة المعبد
23 . 11 . 2020 م



#رشا_السيد_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدائن الماوراء كانت تقبع في عينيك
- ترانيم شاعرة
- أكبر من وطن
- رَيّحَانُ رُوُحِي
- دراسة نقدية الصورة الشعرية في الشعر السردي عند الشاعر أ . كر ...
- دراسات نقدية الصورة الشعرية في السردية التعبيرية بقلمي رشا ا ...
- آوااه يا من وجهك بوصلتي
- أعلى من الحب
- الينابيع السرية
- شهقة الحياة
- رياش روحي وأثيثها
- ذا قلبي
- هايكو .. ضحكة الياقوت ترفد دمي
- لأنك قلبي - قصيدة سردية تعبيرية -
- قراءة نقدية لقصيدة الشاعر كريم عبد الله أقسمت أن أتوضأ بثغرك
- غمامات المسك
- أنا وأنت ومحمود درويش
- قراءة أدبية لقصيدة عمرها ستون عاما للشريف أسامة المفتي وأول ...
- شادن بالقلب مسكنه
- درويش وعشق


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا السيد أحمد - تفاصيلك طفل الروح دوختني