أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - روحية الاسيج العاليه ..وشروط الديمقراطيه














المزيد.....

روحية الاسيج العاليه ..وشروط الديمقراطيه


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 6739 - 2020 / 11 / 21 - 12:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


• ان اردنا ان نضع عنوان شامل يصف حال مجتمعنا في الوضع الراهن فلا اجد ان هناك وصف اكثر شموليه دقيقه الا عنوان ( الصراع بين ثقافتنا المحليه وبين معطيات التمدن العالمي من جهه وبين ثقافتنا وبين تثاقفنا السياسي ..ثقافتنا التي استعمرت حتى اللذين استعمرونا سياسيا لتجد نفسها ومنذ عقود مهدده بالاقصاء امام خيار (اما التمدن او الاقصاء الكامل من منافع الحضاره وبكل مفرداتها ) ذلك لان الثقافه بالاضافه الى انها تتضمن الجانب الفكري والروحي فانها ايضا لابد وان تحوي اشكالهما التطبيقيه في الجوانب السلوكيه والاخلاقيه وهذين يتسقان كتقليد معاشي على مستوى المجتمع , فالى الان مازال واحد من اسباب عدم شيوع البناء العمودي في بلادنا وهو واحده من خصيصات العماره المتمدنه , مرتبط بصوره رئيسيه بعدم توافق تقاليد بناؤنا التي ترتبط ارتباط محكم بتقاليدنا العشائريه والاخلاقيه ..(( مثل ما يمكن ملاحظته وبوضوح كيف ان عمارة المساكن صارت تتبنى بصرامه تشييد الجدران الخارجيه العاليه المبالغ في علوها تماشيا مع موجة انبعاث الثقافه الاسلاميه وسطوتها على مناحي الحياة , مقارنة بعماره الستينيات التي كانت قد شهدت انحسارا نسبيا , حيث كانت تميل العماره الى بناء جدران خارجيه واطئه جدا حريصه على اظهار جمالية البناء الداخلي , ان فلسفة هذا التباين تظهر لنا كم ان المجتمع بات يئن تحت وطئه الافكار الباليه التي يشكل الخوف من الاخر والانعزال عنه لتحاشي حسده او تلصصه , الموجه المحوري لسلوكيته , كما انها تشير الى مقدار اهتزاز الامن الاجتماعي وتدهوره ...هذه مداخله بسيطه تؤشر الى جزء مبسط من الصراع بين ثقافتنا وبين معطيات التمدن واشكالها ,وبمعنى التدليل المجرد , والا فان اسلوب هذه العماره في شكله النهائي لايمثل مثلبه اوسلبيه معينه بقدر انه يساعد على اكتشاف السلبيه الكامنه في القيم التي تاسس عليها , الا ان هذا لايشمل تقييم اسلوب العماره المنتهج بكله , لان الاعتماد على البناء الضخم المبالغ فيه والذي يستدعي استخدام مفرط لكثير من المواد وبالاخص الزجاج المعتم يمثل سببا من اسباب تلوث البيئه ....الخ ))وفي كل الاحوال لايمكن الفصل بين الثقافه وبين قيام الشروط الماديه للتمدن لان احدهما وجها للاخر , وما التضارب بينهما عندنا الا نتيجه مبتغاة باتجاه زيادة النزعه الاستهلاكيه والاسراف فيها , وهذا لايمكن ان يتم الا عبر التثاقف وعلى وجه الخصوص التثاقف السياسي , وحتى نمسك بلجام الموضوع فاننا لابد ان نختصر وان نشير بان دمقرطة السلطه هو ما نعنيه بالمقام الاول ..استيرادنا القسري للديمقراطيه لم تكن من نتائجه ظهور تلك النزعه المحافظه المتشدده في العماره , بل العكس هو الصحيح , حيث ان الروحيه التي كانت تقف ذائقتها خلف ظهور عمارة الجدران العاليه , جدران العزل والشك والريبه , انما هي الروحيه التي زادت من فساد الاداء الديمقراطي مع ان الديمقراطيه هي بحد ذاتها لعبه برجوازيه فاسده , لقد حولت روحية القبوع خلف الجدران الاسوار الديمقراطيه الى اداة قتل وارهاب وتدمير وعالم من اللصوصيه والظلم , الا ان هذا لا يعني بان الديمقراطيه تعتاش على الثقافه كمصدر وحيد وهو ما يروج له صنف من صنوف الدعايه البرجوازيه الصغيره , بل الممارسه الديمقراطيه تنبع كحاجه ملحه في مجتمع الى اداة قتل وارهاب وتدمير وعالم من اللصوصيه والظلم , الا ان هذا لا يعني بان الديمقراطيه تعتاش على الثقافه كمصدر وحيد وهو ما يروج له صنف من صنوف الدعايه البرجوازيه الصغيره , بل الممارسه الديمقراطيه تنبع كحاجه ملحه في مجتمع تنمو فيه تقاليد النمو البرجوازي صعودا الى الراسماليه , وهذا ما هو بعيد كل البعد عن واقعنا الاقتصادي الممهور بالريع النفطي , الذي تحولت فيه الارستقراطيه السياسيه الى طبقه مهيمنه تتحرك فوق الضرورات التاريخيه الطبيعيه منتجة شروط فوضى ولغط اجتماعي مستديم على مر الفترات التي تغيرت فيها اشكال السلطه , الغاء ضرورات التاريخ لم يكن ليتم الا من خلال ادامة ثقافتنا المحنطه التي تدجن الاراده المأسوره بمفاهيم العشائريه والقبليه والمناطقيه ومفاهيم الدين والطائفيه التي وجدت نفسها قادره على الانبعاث في محيط علاقات انتاجيه قديمه لم تهتز الا مابين ثلاثينيات القرن المنصرم وخمسينياته , حينما ولجت الدوله حاضره البرجوازيه , وان المتتبع للحراك الاجتماعي الطبقي ليجد ان هذه السنوات كانت زاخره بنشاطات معنونه باكبر الانتفاضات والاعتراضات الطبقيه , ومعها كانت تهتز علاقات الانتاج بكل مداياتها حتى نالت من الاقطاعيه واجهزت عليها , وانه لمن السهل على هذا المتتبع من ان يعقد مقارنه بين هذه الفعاليه في الحركه الاجتماعيه وبين ما يشبه الحركه التنويريه التي اجتاحت مفاصل ثقافتنا , والتي بقت في ازدهار الى ما بعد الستينيات , ولم يكن هذا النشاط التنويري ساند ظهره الى تداعيات الصراع الايدلوجي العالمي كما تريد ان تصوره لنا المنابر الرجعيه بل انه كان يفرض نفسه على كلا من طرفي الصراع (الاشتراكي – البرجوازي الراسمالي ) , لان هذا النشاط التنويري كانت قدماه التثقيفيتان قد لامست ارض الشروط الماديه التي يستند عليها , ارض المعامل والمصانع , التي ظهرت بواكيرها في ذاك العهد



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه السياسي المغيب للماركسيه
- الاداء السلبي لليسارالعراقي ومناصريه ... ومهمة التصدي الثوري ...
- الجدليه الذاتيه للماركسيه : ماركس - لينين , العماليه - البلش ...
- الماركسيه لا أنسانيه ..
- تهنئه مستعجله ..للأميره هبه
- بلى .. دفاعا عن نتاجات منصور حكمت...2
- بلى .. دفاعا عن نتاجات منصور حكمت
- سيد المقاومه ؟
- الوهم الكبير ...النضال الشيوعي للماركسيه..ج3
- الوهم الكبير ...النضال الشيوعي للماركسيه..ج2
- الوهم الكبير ...النضال الشيوعي للماركسيه..ج1
- اتلاف لائحة حقوق الانسان ..مهمه النظام الاشتراكي
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه ..ج5
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه...ج4
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه ..ج3
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه ..2
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه
- الديماغوجيه المبتذله للخطاب القومي..ج2
- الديماغوجيه المبتذله للخطاب القومي..ج1
- مقاربه بين احتجاجات تشرين وبين 14 تموز


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - روحية الاسيج العاليه ..وشروط الديمقراطيه