أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - حجاب الطفلات وصاية قهرية وليس اختيارا حرا














المزيد.....

حجاب الطفلات وصاية قهرية وليس اختيارا حرا


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 19:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الطفلة الصغيرة التي في سن الثانية عشرة ، والتي منعت من دخول مؤسسة تعليمية بالقنيطرة بسبب تلبيسها غطاء الرأس، هي وسيلة يزايد بها الكبار لتصفية حسابات إيديولوجية مع مؤسسات تربوية. ذلك أن الأطفال ليسوا في وضعية اختيار مظهر إيديولوجي وعقدي يتعلق أساسا في مفاهيمه ومعجمه بالكبار تحديدا ولا علافة له بالأطفال مطلقا، فجميع النصوص التي يعتمدها المتشدّدون الدينيون لتبرير ما يسمونه "حجابا" يتعلق بـ"النساء" وليس بالطفلات، ولا يوجد نص واحد في الدين الإسلامي يتحدث عن تحجيب الطفلات أو يعتبر شعرهن "عورة".
إن المبدأ العلماني الذي يعتبر اللباس حرية شخصية إنما يتعلق بالكبار البالغين العاقلين، حيث لكل واحد ـ رجلا كان أم امرأة ـ الحق في اختيار اللباس الذي يرتاح إليه ويتوافق مع نظرته لذاته وللعالم، ولا دخل للآخرين ولا لأية سلطة في ذلك عندما يبلغ الشخص سنّ الرشد الذي يتحدد عادة في 18 سنة، ما دام العري التام وحده الممنوع في جميع دول العالم، باعتباره خدشا للحياء في الفضاء العام.
طبعا قد تفرض المؤسسات التربوية بعض الشروط على الشباب البالغين 18 سنة والذين في مستوى الباكالوريا مثلا كالالتزام بهندام معين تمييزا للفضاء الدراسي عن الشارع أو شاطئ السباحة، وقد تتدخل بعض الدول لمنع "النقاب" و"البرقع" في الشارع بسبب العمليات الإرهابية وتهديد الأمن العام، وهذا كله يتعلق بحيثيات استثنائية ومؤقتة لا تلغي القاعدة التي تقول إن اللباس حرية شخصية ومسؤولية فردية، بالنسبة للأشخاص البالغين سن الرشد والمستقلين والذين لهم حق تبني نمط حياة خاص بهم في أذواقهم وحياتهم الشخصية. ولقد انتقدنا لهذا السبب السياسة الفرنسية التي تمنع غطاء الرأس وقلنا إن ذلك لا علاقة له بعلمانية الدولة التي عليها التزام الحياد واحترام حرية المعتقد والضمير واللباس.
أما الإصرار على تحجيب الطفلات الصغيرات فينمّ عن اضطراب نفسي لا غبار عليه لدى بعض الكبار الذين يُسقطون حالاتهم وهواجسهم وأوهامهم على أطفالهم الذين لا دخل لهم في كل ذلك، بل من حقهم على آبائهم وأولياء أمرهم أن يعيشوا طفولتهم البريئة مثلهم مثل جميع أطفال العالم، وأن يُنظر إليهم بوصفهم أطفالا أبرياء لا أي شيء آخر.
إن النقاش الحقيقي إذن ليس هو ما إذا كان من حق مدرسة ما تابعة لبعثة أجنبية أن تمنع تلميذة من الدخول إليها بغطاء الرأس، بل هو مدى أحقية الأسرة في تحجيب طفلة صغيرة لا تنطبق عليها أسباب ولا شروط ما يسمى بـ"الحجاب" والذي يعتبره المتشدّدون إخفاء لـ"مفاتن" المرأة، ذلك أن من يجد في جسد طفلة صغيرة "مفاتن" ينبغي إخفاؤها، يستحق أن نجد له مكانا في عيادة الأمراض النفسية والعقلية.
أما عن تفاصيل الاضطراب النفسي الكامن وراء التحجيب القسري للطفلات الصغيرات فتجدونه في مقالنا "حجاب الطفلات أو هذيان الجنسانية السلفية" المنشور منذ سنوات في عدد من المنابر الوطنية والدولية.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعمل أوروبا على تغيير قوانينها بسبب الإسلام الراديكالي ؟
- رسالتان من صديقين جزائريين
- عناصر لفهم معضلة المسلمين في السياق الغربي
- -آلية التبرير- في النقاش العمومي
- ما أغفله النقاش حول -آيا صوفيا-
- رد لطيف على كلام عنيف (من أجل تجاوز الماضي والعودة إلى الراه ...
- في معنى النزاهة، ومعنى الشفافية
- ظاهرة تخريب الآثار وإحراق المكتبات في تاريخ المسلمين
- بين الواجب والصدقة
- هوية البطاقة وهوية المواطنين
- حول عنف ال-فيسبوك-
- إنكار -السببية- من عوامل تراجع العلوم عند المسلمين
- الأسباب الحقيقية لهجرة الأدمغة
- حول مكانة العلوم العقلية في الحضارة الإسلامية
- حزب بألف قناع
- أسباب التوتر النفسي للإسلاميين
- تضمانا مع الأطباء وكل العاملين في قطاع الصحة
- ظاهرة الدكاترة ـ المشايخ
- حتى لا نظل فئران تجارب
- الحجر الصحّي وحقوق الإنسان


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - حجاب الطفلات وصاية قهرية وليس اختيارا حرا