أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - حتى لا نظل فئران تجارب














المزيد.....

حتى لا نظل فئران تجارب


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصريح العنصري الذي صدر عن طبيبين فرنسيين، والذي تحدثا فيه بدم بارد عن تجريب لقاح جديد على الأفارقة، علاوة على تناقضه مع المبادئ الكونية لعلم الطب، والتي يجسدها القسَم الذي يؤديه جميع الأطباء عند تخرّجهم، يطرح أمامنا معضلة استمرار وهم المركزية الأوروبية لدى العديد من النخب الغربية، كما يطرح مشكلة بلدان الجنوب التي ما زالت عاجزة عن الخروج من الوصاية، وبناء أنظمتها الاقتصادية والسياسية الوطنية المستقلة، التي ستتيح لها من ضمن ما ستتيحه امتلاك أسس البحث العلمي بمعاييره الدولية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطب والعلوم كافة.
فمن المعلوم أن بلدان الجنوب ما زالت تُستعمل بموافقة من الأنظمة السياسية التي تحكمها، على جعل إفريقيا مقبرة لدفن النفايات السامة للبلدان الصناعية، واستعمالها في خطط دولية لحماية مصالح الدول القوية، كما أن الحكومات الأوروبية وعلى رأسها فرنسا ما زالت لا تتورع عن دعم وحماية الأنظمة الاستبدادية التي تحرس شعوبها لفائدة المصالح الغربية، لكن ما الذي يسمح باستمرار هذا الوضع ؟ لماذا لا يغير الغربيون نظرتهم إلينا نحو مزيد من الاحترام ؟ هل يمكن أن يحترمنا الآخر إذا كنا لا نحترم أنفسنا وبعضنا البعض، ولم نعمل على تغيير ما بأنفسنا ؟
نعم لقد قام ديمقراطيو الغرب بنقد الخطاب العنصري الذي صدر عن الطبيبين المذكورين، وهو ما يدلّ على أنّ الضمير العالمي ما زال يقظا ضدّ الفاشية وكل ما يخالف القيم الإنسانية النبيلة المتعارف عليها في العالم، لكن في اعتقادي لا يكفي أن نأمل أن تتغير أفكار الآخر عنا، إذا لم نعمل على دفعه إلى احترامنا، فمن بين أسباب التأخر الذي ما زالت البلدان الإفريقية تتخبط فيه، أن الحركات المعارضة التي انتقدت الغرب وعادته لم تتمكن من تقديم بدائل حقيقية للمضيّ إلى الأمام.
ماذا لو نجحت البلدان الإفريقية في إرساء أنظمة ديمقراطية ناهضة، تضمن سمو القانون والتوزيع العادل للثروة، والمساواة التامة على أساس المواطنة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفصل السلطات ، واحترام الحريات الفردية والجماعية ؟
ماذا لو أنها شيدت أنظمة تربوية قائمة على العلم والجودة والكفاءة والحرية والإبداع ؟ لا شك أنها ستتمكن من تغيير العقليات التي صنعها الاستبداد الطويل الأمد، والتي أصبحت أفضل حارس لهذه الأنظمة من الداخل قبل الخارج.
إن التحديات التي تواجه بلدان الجنوب كثيرة، وقد تزداد وضعيتها تبعية وتدهورا إذا لم تضع خططا مستقبلية للخروج من أزماتها، ولعل الترسيخ الديمقراطي هو السبيل الأوحد لذلك.
إن الذي جعل بلدانا كانت إلى أمد قريب فئران تجارب وتحولت إلى بلدان مستقلة وناهضة بقوة وممسكة بزمام أمرها، هو الحكامة الجيدة والقيادة الرشيدة وسيادة الوعي المواطن، وفي غياب هذه المقومات جميعها سنظل نمارس الدفاع البلاغي عن أنفسنا، دون أن نغير من حقيقة أوضاعنا شيئا.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجر الصحّي وحقوق الإنسان
- الوباء ، الطائفية والاخلاق
- لماذا لا نأخذ العبر من تاريخ الأوبئة ؟
- أغاليط تشوش على حملة التحسيس ضدّ الوباء
- في الحاجة إلى ضمير جَمْعي منتج وفعال
- الوباء والدعاء
- حزب في رعاية الله
- نزعات اختزالية ضدّ الديمقراطية
- مصادرة كتاب من معرض الكتاب فضيحة دولة
- أعطاب العقل الإسلامي من خلال تعقيب شيخ الأزهر
- الهوة بين قانون العقوبات والمجتمع يعرقل العدالة الجنائية
- خمور البشير و-آدابه العامة-
- في رثاء محمد شحرور
- حدود الحريات الفردية مناقشة لبعض آراء وزير حقوق الإنسان
- كل التضامن مع الدكتور خالد منتصر في معركته ضدّ -الأصنام-
- ماذا تعلمت بلدان جنوب المتوسط من سقوط جدار برلين ؟
- دراسة ثانية تؤكد ريادة المغرب في انعدام الأمانة
- هل فهم المغاربة معنى الحريات الفردية ؟
- لماذا لا نعيش -إسلام النرويج- ؟
- رسائل قصيرة إلى دعاة عزل الذكور عن الإناث في المدارس


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - حتى لا نظل فئران تجارب