أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - رسائل قصيرة إلى دعاة عزل الذكور عن الإناث في المدارس














المزيد.....

رسائل قصيرة إلى دعاة عزل الذكور عن الإناث في المدارس


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ـ أنتم تعودون إلى نقاش قديم لأنكم في الحقيقة لم تستطيعوا تخطي لحظة الماضي إلى ما بعدها، فتعالوا معنا إلى الحاضر حتى نستطيع أن نتفاهم.
ـ فكرتكم عن العزل مرتبطة بترسانة مفاهيم الفقه القديم، كما أنها مرتبطة بالدولة الدينية القديمة، وأيضا بمجتمع "الحريم"، وكل هذه المؤسسات لم تعد قائمة منذ زمن بعيد، من هنا غربتكم.
ـ الكل يناقش معضلة المدرسة العمومية حسب اهتمامه، نتفهم أنكم تتحدثون في اختصاصكم، الذي هو الحجْر على الناس ومراقبتهم، لكن ذلك يعرضكم للسخرية ولا يحلّ للأسف معضلتنا المؤرقة.
ـ من يدعو إلى عزل الذكور عن الإناث ينطلق من عقليته التي تهتم كثيرا بما تحت الحزام، ولا تشغلها شخصية المتمدرسين ولا عقولهم، وما تنسونه أن أبناءنا بحاجة إلى تربية صالحة لا إلى رقابة بوليسية أو عسكرية، لأن الرقابة لا تؤدي إلا إلى عكسها.
ـ بدعوتكم تلك تلغون التربية باعتماد الرقابة، والحقيقة أن الثانية لا يمكن أن تحلّ محلّ الأولى، وعوض أن تنتبهوا إلى عطب التربية والدعوة إلى إصلاحها، تدعون إلى العودة إلى المجتمع القديم، مجتمع "المسيد" و"الحريم".
ـ الفضيلة ليست أن تكون عفيفا لأنك لم تجد من تضاجع، بل الفضيلة أن تكون عفيفا في علاقتك بالجنس الآخر، أن تعمل مع الأنثى دون أن تفكر في جسدها، هذه هي التربية الحقيقية. أما العزل فهو تربية للوحوش الكاسرة.
ـ حققت الفتيات نسبة عليا في التفوق الدراسي بالباكالوريا لسنوات متتالية، معدل 67 في المائة في مقابل 33 للذكور، هل تريدون عزلهن لأنهن يثبتن خطأ تقديراتكم ؟ وهل تراجع الذكور سببه انشغالهم بأجساد الفتيات ؟ يا له من تقدير خاطئ !.
ـ أنتم تقترحون عزل الذكور عن الإناث في المدرسة، ماذا بعد المدرسة أو خارجها ؟ هل ستعزلونهم عن بعضهم في الشارع أيضا ؟ وفي الحدائق وقاعات المسرح والسينما ؟ وفي المطاعم والسهرات الموسيقية ؟ وفي ملاعب الكرة ؟ إذا كنتم لا تستطيعون عزلهم في كل هذه الفضاءات فكيف تختارون فضاء التربية وتلقي العلوم بالذات ؟ ألا تعلمون بأن مبادئ التعامل بين الجنسين بشكل حضاري يتم داخل فضاء الدرس، حيث يتم تعليم المتمدرسين مبادئ العيش المشترك واحترام الآخر ؟ شخصيا أنا وأبناء جيلي تعلمنا احترام النساء من المدرسة، حيث كنا نرى الفتيات تناقشننا بذكاء وبروح منفتحة وتحصلن على أفضل النتائج، وكنا نخوض تنافسا شريفا من أجل أفضل المعدلات الدراسية.
ـ في فقهكم يُعتبر "الشيطان" ثالث اثنين في كل "خلوة" بين ذكر وأنثى، ألا ترون بأن التواجد الجماعي المختلط داخل حجرة الدرس يحفظ من "الخلوة" ؟ وأنه بالتالي كفيل بطرد الشيطان ؟
ـ في انتظار أن تهتدوا إلى الحق وتعودوا إلى الواقع، نذكركم بأن كل التجارب التي سبقت في عزل الجنسين عن بعضهما لم تؤد إلا إلى مزيد من الأمراض النفسية، كما لم تترك في الأذهان والأجساد إلا آثارا في غاية السلبية.
إن التجارب الإنسانية الناجحة قد أظهرت بما لا يدع مجالا للشك بأن المجتمعات الراقية هي مجتمعات حرية واختلاط وتعايش واحترام وقيم نبيلة، كما أظهرت تجارب مجتمعاتنا الإسلامية بأننا الأسوأ أخلاقا والأكثر سقوطا في مهاوي الرذيلة في ظل انتشار الحجاب والنقاب والبرقع والفولار وكل الألوان الداكنة، وفي ظل أنظمة اجتماعية تسلطية يحكمها هوس الجنس ملفوفا بالرقابة الدينية والوعظ الشرس والمنافق. هل حققت الأنظمة الدينية المتشددة في العزل والرقابة نموذج الفضيلة الأخلاقية المرجوة ؟ كيف كانت النتيجة في السعودية والسودان والطالبان وإيران وداعش وغيرها من الكوارث ؟ خذوا العبرة من هؤلاء واتعظوا ! وفي حالة ما إذا أفلحتم في تحقيق نموذج واحد أفضل مما نحن عليه، اتبعناكم وكنا لكم من الشاكرين.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغاربة والوعي بالانتماء إلى إفريقيا
- الإسلاميون والعسكر، تحالف ضدّ الديمقراطية
- عن ضرب النساء الذي ليس ضربا
- يسألونك عن العِرق، قل هو إلا خرافة وإعلان حرب
- هل يُعجّل كمال فخار بتحرير الشعب الجزائري من براثن الاستبداد ...
- حول الأمازيغية ورموز الدولة، نقط على الحروف
- الفضاء العام بين السلطة والمتطرفين
- الحق في الإيمان والحق في الإلحاد
- أذكى من هوكينغ وأبلد من حمار
- الجزائر ، السودان، ليبيا: أي أفق للجماهير المنتفضة ؟
- تدريس العلوم ليس موضوعا هوياتيا أو إيديولوجيا
- لماذا يلجأ الإسلاميون إلى الإشاعة الكاذبة ؟
- بيان من أجل الشفافية
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير التربية الوطنية
- أيها المغاربة، احموا أعيادكم وأفراحكم من ثقافة الموت والكراه ...
- باختصار شديد: سيستمر الإرهاب ما دامت أسبابه قائمة
- الحريات العامة بين الدستور والقوانين والممارسة السلطوية
- الفنان إحيا بوقدير: سحر الصوت والكلمة والإيقاع
- -الجهاد الكروي-
- منع ندوة الحريات الفردية لا ينهي النقاش في المجتمع


المزيد.....




- الرهبان الكمبوديون يكرمون قتلى الاشتباكات الحدودية مع تايلان ...
- -الأوقاف السورية- تعلّق على فيديو السيارة في الجامع الأموي
- منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا ...
- منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا ...
- حاخام يهودي: ندمت لتأخري في وصف ما يجري في غزة بالإبادة
- كيف يدان اليهودي إذا نطق بالإبادة في غزة؟
- دول عربية وإسلامية ترفض سيطرة إسرائيل على غزة
- فيديو يثير الغضب.. شخص يتجول بسيارة داخل الجامع الأموي
- لجنة وزارية عربية وإسلامية ترفض خطة إعادة احتلال قطاع غزة
- وفاة جمال الدين بودشيش شيخ أكبر طريقة صوفية بالمغرب


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - رسائل قصيرة إلى دعاة عزل الذكور عن الإناث في المدارس