أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - شباب ثورة تشرين واختبار الانتخابات














المزيد.....

شباب ثورة تشرين واختبار الانتخابات


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة تشرين التي لم تسبقها ثورة في العراق مثلها، حققت الكثير، وأعطت من خيرة شبانها وشاباتها ما يقرب من السبعمئة من أحبائنا.

لكن دعونا نترك العواطف جانبا، ونقر إنها لم تبلغ للأسف، ولأسباب منها موضوعية ومنها ذاتية، مرتبة فرض شرعية الثورة، لتلغي كل الشرعيات الأخرى، كشرعية القوانين المعيقة لعملية التغيير، والتي اضطرت الثورة أن تخضع لها بدلا من أن تخضعها هي لها؛ تلك القوانين المجحفة، والتي تقف جدارا صلدا في طريق التغيير الذي تطلعت إليه الثورة، وأعطت من أجله التضحيات الكبيرة.

أهم هذه القوانين هما قانون الأحزاب وقانون الانتخابات. فكان يجب الإصرار على ألا تجري هذه الانتخابات بالذات، إلا عبر الترشيح الفردي حصرا. هذا فيما يتعلق بقانون الانتخابات، أما بالنسبة لقانون الأحزاب فكان يجب المطالبة بإزالة كل الشروط التعجيزية أمام تأسيس الأحزاب، وأهمها الرسوم المبالغ كثيرا بها، وجعل الحد الأدنى للأعضاء ٢٠٠٠ عضو، ونحن نعرف إن أكثر الأحزاب التي أسست اشترت عضوية الألفين بدفع ٢٥ ألف لكل من يستعد أن يسجل اسمه عضوا في الحزب، ويعطي صورة وثيقته التعريفية مع توقيعه. بينما في الدول الديمقراطية المتقدمة لا نجد مثل هذه الشروط، ففي ألمانيا على سبيل المثال، لا رسوم، ولا حد أدنى لعدد الأعضاء، ولا رخصة تأسيس للأحزاب، بل ليس على المؤسسين إلا أن يعلموا بتأسيس حزبهم. هذا ما لم يلتفت إليه للأسف ثوار تشرين، فلو كانوا قد فرضوا وبإصرار أن تجعل رسوم التأسيس ٣ ملايين و٥٠٠ ألف دينار، بدلا من ٣٥ مليون، وأن يجعل عدد أعضاء الحزب الذي يراد تأسيسه ٥٠٠ أو ربما ٢٠٠ أو فقط ١٠٠ بدلا من ٢٠٠٠ عضو، لَتَيَسَّرَ عندها لمجاميع ثورة تشرين أن تؤسس أحزابها، ولو إننا كنا نتمنى أن يتحدوا في حزب، أو حزبين، أو أقصاها ثلاثة أحزاب، بدل التشتت، لكن كان يمكن حتى مع التعدد بعد ذلك العمل على توحيد نلك الأحزاب في حزب أو حزبين أو ثلاثة، حسب الاتجاه الفكري المعتمد.

والآن يقف الكثير من شبابنا أمام عروض مغرية لشراء ثورتهم، بمنحهم المساعدات المالية المغرية جدا، لينضموا إلى حزب (سين) أو حزب (صاد)، أو يؤسسوا هم حزبهم، بتمويل من المالكي، أو الحكيم، أو الحلبوسي، أو الكربولي، أو الخنجر، أو الصدر.

وبعضهم يقول لا خيار لنا، إذا أردنا أن ندخل مجلس النواب لنواصل عملية التغيير، إلا من خلال القبول بأحد هذه العروض، ليقبلوا بأقل العروض سوءً.

لا أتصور إن شبابنا يمكن أن يقبلوا دخول مجلس النواب من أموال سرقت من قوت العراق، ولا أظنهم سيقبلون دعم الفاسدين، وهم الذين خرجوا ضد الفساد والفاسدين وضحوا بخيرة زملائهم. لا أظنهم يقبلون لأنفسهم دخول مجلس النواب بتمويل من قوى الإسلام السياسي، وقوى الطائفية السياسية من الطائفتين، والقوى الولائية، وقوى الفساد المالي. ثم كيف يريدون مواصلة عملية التغيير من خلال مجلس النواب، بينما الذين ساعدوهم ماليا للوصول هم أنفسهم أعداء التغيير.

صمدتم أمام الرصاص الحي، صمدتم أمام القنابل المسيلة للدموع المحرمة دوليا، صمدتم أمام الاختطاف والاعتقال والتعذيب والتهديد، فاصمدوا أمام فتنة الانتخابات بالمال المحرم.

سيقول البعض عني: هذا يكتب مرتاحا من أمام حاسبته، ويُنظّر لمثاليات، لا توصلنا إلى أهدافنا. إذن ما الحل؟ وهو سؤال مشروع.

الهدف النظيف لا يجوز الوصول إليه من خلال طريق غير نظيف.

فما زالت الدوائر الانتخابية قد أصبحت وفق القانون الجديد صغيرة نسبيا، وما زال بالإمكان سلوك طريق الترشيح الفردي، فليرشح كل منكم نفسه ترشيحا فرديا، وعندها لا تحتاجون إلى نفقات كبيرة لدعايتكم الانتخابية، فأنتم معروفون بين زملائكم وجماهيركم، وما عليكم إلا أن تتعبوا أنفسكم قليلا بالترويج لأنفسكم بالتجول في المناطق التي تحتملون أن تحصلوا على عدد جيد من أصوات ناخبيها ضمن دائرتكم الانتخابية. أو رشحوا أنفسكم في إطار قوائم علمانية أو مدنية غير ملوثة، ولا تتلثوا بأموال الطبقة السياسية التي ثرتم ضدها.

واعلموا إنكم ربما لا تستطيعون التغيير في انتخابات ٢٠٢١ إلا بنسبة دون الـ ٥٠%، وربما دون ذلك بكثير، كأن يكون بنسبة ٢٠%، لكن هيئوا أنفسكم لانتخابات ٢٠٢٥ لتجلعوا التغيير بنسبة ٩٠%، وهذا بشرط إدامة روح ثورة تشرين، ولو بأساليب جديدة.

١٧/١١/٢٠٢٠



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الانتخابات الأمريكية غير ديمقراطية
- كيف يتحول الداعية الإسلامي إلى داعية إلى العلمانية؟
- الثورة نوعا وكما والكاظمي بين الأمل واليأس
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/2
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/1
- المرجعية ولقاؤها ببلاسخارت ومسيرتها في الفقه السياسي
- لا النظام الرئاسي ولا الدوائر المتعددة يؤديان إلى التغيير
- قانون العقوبات العراقي لا يساوي بين الجنسين
- العراق بين اليأس والأمل
- أيها الميليشياويون المرجعية قد حرمت الميليشات
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 7/7
- مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 6/7


المزيد.....




- شاهد: مقتل 6 مدنيين في قصف روسي استهدف خاركيف بصواريخ إس-30 ...
- العدل الدولية: ماذا نعرف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ...
- علاج جديد مبتكر قد يعالج الشلل الناتج عن كسر في الرقبة
- لماذا يرغب بايرن ميونخ بالشاب كومباني مدربا؟
- في ذكرى الدستور.. شتاينماير يندد بالعنف ضد السياسيين
- أهم ما يجب أنه تعرفه عن الدستور الألماني في ذكراه الـ 75
- مصدر مصري رفيع المستوى: موقف إسرائيل غير مؤهل لصفقة وقف إطلا ...
- -حزب الله- يرد على اغتيال المقاتل فران وإصابة طلاب لبنانيين ...
- الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخا ...
- الفصائل العراقية تعلن ضرب أهداف حيوية في ميناء حيفا بصواريخ ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - شباب ثورة تشرين واختبار الانتخابات