المسرح في مصر الفرعونية 3

فتحي سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 00:08
المحور: الادب والفن
    

المسرح فى مصر الفرعونية(3)

عدد قراء المقال 69


وبتكرار وترسيخ هذه المفاهيم أصبح طمس الحقائق التاريخية ، وتزيف التراث الإنسانى وإنكار دور الحضارة المصرية فى نشأة العلوم والفنون وكأنه مسلمة لا تقبل النقاش ، ويكفى أن نقرأ عبارة سير " توماس هيث " التى تلخص رؤية الغرب التى تدرسها جامعات الغرب وتنقلها الجامعات المصرية خاصة أقسام التاريخ والحضارة والعلوم الأنسانية ، يتساءل " هيث " فى كتابه " الرياضيات عند الأغريق " ترى ما هى تلك الملكة الخاصة التى تميز بها الأغريق فى مجال الرياضيات ؟ ويجيب فى ثقة ، أن عبقريتهم الخاصة بالرياضيات لم تكن سوى وجه أخر لعبقريتهم الفلسفية وأن الاغريق دون الشعوب القديمة جميعها ، توفر لديهم حب المعرفة من أجل المعرفة ذاتها ، والحقيقة الجوهرية أن الاغريق سلالة مفكرين أفذاذ.


مثل هذا الكلام يراه أغلب الأساتذة فى الجامعات المصرية كلاما علميا أكاديميا يترجمونه ويروجونه فى كتاباتهم ومحاضراتهم للدرجة التى أدت إلى أن معظم خريجى الجامعات المصرية يعتقد اعتقادا راسخا فى صحة هذه المفاهيم .
وليس أدل على الزيف الذى أصبح بديلآ للحقيقة أن نجد مفكر مصرى أصيل مثل " ثروت عكاشة " يندهش عندما يعلم أن السيدة " كريستيان " الفرنسية تحدثه بحماس عن وجود مسرحيات كانت تمثل فى مصر الفرعونية خلال الألف الثانية ق.م ، ويعلق على ذلك قائلآ :" والحق أنى قد راودنى شعور مزدوج ازاء هذه الحقائق ، أولها شعور بالخزى أمام جهلى بهذا الموضوع ، وثانيهما شعور بالاعتزاز بوطنى


آراء متعارضة حول المسرح فى مصر القديمة
فى أول صالون ثقافى تعقده جماعة تحوتى للدراسات المصرية بتاريخ 8 / 1 / 1999 قدم د . أبو الحسن سلام رئيس قسم المسرح بكلية الآداب – جامعة الأسكندرية بحثآ عن المسرح فى مصر القديمة ، استهله بالتمهيد الأتى " تضاربت الأراء واحتدمت حول نشأة المسرح عند الفراعنة مابين مؤيد بالأسانيد والمرجعيات ، ومعارض لذلك الرأى محتج اعتماداً كليا علي بعض الركائز أهمها :
•عدم وجود مبان مسرحية أو دور للعرض المسرحى كما هو الحال بالنسبة للمسرح اليونانى .
•تمركز النصوص المسرحية الفرعونية التى وجدت حول قصص دينية تتعلق بإيزيس وأوزوريس وحورس وأسطورتهم .
•صمت النصوص فى اللغة المصرية القديمة أوخلوها من كلمات ذات دلالة على التمثيل أو المحاكاة .
•عدم وجود نقوش على النصب أو فى البرديات تشير إلى وجود فنانين يتصلون بهذه المهنة ، باستثناء نصب صغير وجد فى أدفو .


وفى هذا الصالون ذكر د . أبو الحسن أن المؤيدين لفكرة وجود مسرح مصرى قديم هم :
•جورج بنديت ( أمين قسم الأثار المصرية بمتحف اللوفر بفرنسا عام 1900 .
•شيفر الألمانى(1904) وقف عند أسرار أوزريريس وجمع نصوصا من عهد سيزوستريس الثالث .
•كورت زيتة (1928) اكتشف نصا مسرحيا عبارة عن دراما دينية فى مصر القديمة ( بردية الرامسيوم المسرحية) .
•برستيد : أشار الى وجود مسرح مصرى قديم فى كتابه " فجر الضمير" .
•د. سليم حسن : أورد نصوصا مسرحبة فى كتابه " الآدب الفرعونى "
•الأرديس نيكول : تأرجح بين التأييد والشك فى كتابه " المسرحية العالمية " وهو يميل إلى أن كتاب الدراما الأغريقية قد استفادوا كثيرا فى مسرحياتهم من الطقوس الفرعونية .


•دريوتون : أهم من أثبت وجود مسرح مصرى قديم وحقق نصوص من الوثائق ،وأصدر كتاب " المسرح المصرى القديم " فنٌد فيه كل الآراء المعارضة .
•د. لويس عوض : أثبت وجود مسرح مصرى قديم عن طريق الشواهد والاستنتاجات والنصوص .
•فيرمان ( عالم الأثار المصرية إنجليزى الجنسية ) حقق مسرحية " انتصار حورس " وأخرجها لطلابه فى الجامعة ونشرت فى سلسة المسرح العالمى .
•شلدون تشبسى : يؤيد فكرة وجود مسرح فرعونى فى كتابه " تاريخ المسرح فى ثلاثة آلاف سنة ".
أما المعارضون فلم يذكر سوى أسمين هما :
•فيدمان الألمانى : الذى عارض بنديت .
•د. عبد المعطى شعراوى : فى كتابه " المسرح المصرى المعاصر – أصله وبداياته " .
ويعرض " د. ثروت عكاشة " فى مقدمة الكتاب الذى ترجمه عن " المسرح المصرى القديم " لدريوتون " تطور الآراء حول البحث عن وجود مسرح فى مصر الفرعونية .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل