أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فتحي سيد فرج - التخاذل في مواجهة العنف 2















المزيد.....

التخاذل في مواجهة العنف 2


فتحي سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 07:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


‍الظاهرة العربية
تتمركز اغلب الدول المسماة بالعالم العربي والإسلامي في المنطقة الممتدة من حدود الصين والهند شرقا وإلي شواطئ المحيط الأطلسي غربا، ومن جبال القوقاز وشواطئ البحر المتوسط شمالا إلي حدود الصحراء الكبرى ووسط أفريقيا جنوبا، وهي المنطقة التي نشأت فيها اقدم الحضارات الزراعية، وهبطت علي أقوامها الأديان السماوية الثلاث، والتي كانت تمثل أغلب الأوكومين ـ أي المنطقة المأهولة بالسكان ـ في العالم القديم، والمركز المتوسط بين بلدان العالم المتقدم والآخذة في التقدم في العصر الحديث. ورغم أنها تملك من الثروات والسكان نسبة عالية مقارنة بغيرها من أطراف المعمورة، ألا أنها تعتبر من أفقر البلدان واقلها في النمو الاقتصادي والمستوي الثقافي والتقدم العلمي والاستقرار السياسي في العصر الراهن.
وإذا كان كارل ماركس لم يستطع أن يضعها ضمن السياق العام لمراحل التطور، فأنه اشتق لها نمطا خاصا للتطور سماه النمط الآسيوي للإنتاج. أما سميرامين فأنه وضعها ضمن التشكيلة الاجتماعية الاستثنائية وهي التشكيلة الخراجية، وقد اتفق الاثنان علي أن هذه المنطقة لم تستطع التطور الطبيعي للدخول في المرحلة الرأسمالية والإنتاج الصناعي، وان كانت قد خضعت لقوانين السوق بفعل التغلغل الاستعماري والتوسع الرأسمالي، أصبحت دولا متخلفة تتخصص في إنتاج المواد الخام ذات اقتصاد تابع في إطار تقسيم العمل الدولي.
ومن أجل فهم وتفسير سكونية التطور في العالم العربي والإسلامي يجب العودة إلي ظروف النشأة وطبيعة العملية الإنتاجية وما يتولد عنها من علاقات اجتماعية. فحول الحضارات الزراعية النهرية كانت جماعات من البدو الرعاة ترتحل باحثة عن منابع المياه الشحيحة أو تقوم بالزراعة علي قدر ضئيل من الأمطار، وبالتالي نشأت في هذه المنطقة ثقافة هي وليدة خصوصية العمل الاجتماعي في مجال الزراعة والرعي.
وتميز فكر الصحراء والزراعة التقليدية بأنه فكر سكوني استاتيكي علي عكس فكر البحار والطبيعة المتغيرة. وأن كان هناك قدر من التباين بين طبيعة المجتمعات التي قامت علي الزراعة النهرية، وبين طبيعة مجتمعات البدو الرحل، فالمجتمعات النهرية تقوم علي الاستقرار والانتماء إلي الأرض وتعي فكرة الوطن، أما حياة الرعاة الرحل فتجمعهم رابطة الدم ولا يدركون معني الوطن. إلا أن كلا المجتمعين يشترك في النظر إلي السماء باعتبارها المانحة للرزق لذلك يسود بينهما منهج الفكر الغيبي والثقافة الغنوصية وانتفاء إرادة الفعل ومسئولية الإنسان، وأن الحياة مجرد تعبد لطلب الخلاص في الآخرة.
لقد حققت هذه المجتمعات فترات ازدهار حضاري قدمت فيها إنجازات باهرة في سياق التقدم الإنساني إلا أن الأغلب الأعم من تاريخها كان فترات تدهور حضاري بفعل سكونية حالة التطور. وكانت المرحلة الإسلامية ابرز مثال علي ذلك. فرغم أن المنطقة العربية قد لعبت دورا في حركة التجارة العالمية إلا أن الموارد الأساسية كانت تأتي من مصادر أخري متعددة إضافة إلي ما تدره التجارة، فلقد كان الفيء الذي يتحقق من مغانم حروب الفتوحات، والخراج الذي كانت تدفعه البلدان المفتوحة، والجزية المفروضة كضرائب علي غير المسلمين تمثل القاعدة المادية والأساس الاقتصادي للحضارة الإسلامية.
تـزامنت مراحل الازدهار مع تزايد هذه الموارد، فالتجارة هي أكثر النظم الاقتصادية تشجيعا للنشاط العقلي ذلك أن التجارة ارتياد للمجاهل وكشف للأسواق والطرق المؤدية إليها، وتفتق للذهن عن منتوجات جديدة، واحتكاك متواصل بالحضارات الأخري، وتبادل وأخذ وعطاء معها، وإذا ترجمنا هذه المظاهر المادية إلي مظاهر معنوية عقلية، وجدنا العقل أيضا هو ارتياد وكشف واحتكاك، وانه ينمو مع نمو التجارة أكثر مما مع نظام رعوي، أو نظام زراعي سكوني خاضع لدورات الطبيعة وقدرها.
وهكذا أصبحت الفكرة المعتزلية التي كانت تدافع عن العقل والإرادة الإنسانية الحرة الفلسفة الرسمية للدولة في ذروة الازدهار التجاري وعصور الفتوحات الإسلامية.
ولكن بتحول طرق التجارة، وتوقف حركة الفتوحات , ودخول الناس في الدين الإسلامي أفواجا، أخذت الحضارة العربية تتدهور، وانفتح الطريق أمام السلفية، وتفتت الإمبراطورية إلي دول ودويلات، مما أدى إلي انتصار الهجمات الخارجية من المغول والصليبيين.
في النقاش حول أصول الرأسمالية يقول سمير أمين انه:" تتصادم مدرستان فبالنسبة للبعض تولدت الرأسمالية تحت تأثير الاكتشافات العلمية الكبرى للقرن السادس عشر وبسبب التجارة الأطلسية، أما بالنسبة للبعض الآخر فهي تظهر كنتيجة لتفكك العلاقات الإقطاعية ".
وإذا نظرنا للسبب الأول فلقد كان العلم في العالم العربي والإسلامي أكثر تقدما علي مدي ثمانية قرون من القرن الثامن وحتى القرن الخامس عشر الميلادي، وتحققت إنجازات في الطب والفلك والفيزياء والكيمياء وغيرها من ميادين الفكر والأدب، ولكن كل ذلك توقف وحدثت قطيعة معرفية لأسباب عديدة سيق شرحها في العدد التاسع والعدد العاشر من تحديات ثقافية، وفي الوقت الذي استطاعت أوروبا أن تستفيد من هذا التقدم دخل العالم العربي والإسلامي في مرحلة انهيار حضاري وتردي علمي وثقافي ما نزال نعيش آثارها حتى اليوم، وبهذا تكون قد ضاعت فرصة الاستفادة من التقدم العلمي الذي تحقق في العالم العربي والإسلامي وأن يكون سببا في إمكانية الانتقال إلي المرحلة الرأسمالية.
أما بالنسبة للسبب الثاني فان سمير أمين يستطرد قائلا " في الواقع أن الشروط الضرورية لتطور الرأسمالية تنحصر في شرطين أساسيين: التكديح، وتراكم رأس المال النقدي" ورغم أن تراكم الثروات قد تحقق في العالم العربي في أكثر من فترة تاريخية، ولكنه كان مجرد تراكم بدائي. مرة في مرحلة ازدهار حركة التجارة والفتوحات الإسلامية الكبرى، ومرة أخري بعد اكتشاف البترول في العصر الحديث إلا أن كلا الفرصتين ضاعت لعدم توفر باقي الشروط، فمجرد توفر الثروات لا يعني تحولها إلي رأس مال حيث أن ذلك يحتاج إلي عوامل أخري، من أهمها وجود الطبقة القائدة التي تقوم باستثمار هذه الثروات وتحويلها إلي رأس مال بالعمل المنتج وتحويل الصناعات الحرفية إلي صناعات كبري، وأن يكون هناك نظام سياسي ومدني قادر علي إدارة شئون المجتمع يرتب للطبقة شخصيتها السياسية ويتيح لها قدرا من السلطة الاجتماعية، والاهم من كل ذلك أن يكون هناك ملكية فردية لوسائل الإنتاج، وكل ذلك لم يتحقق في العالم العربي بسبب السياق التاريخي الذي أعطي للحاكم سواء أكان خليفة أو سلطان أو ملك أو أمير أو رئيس أن يكون المالك الأوحد لكل وسائل الإنتاج، وان تستخدم الأيديولوجية الثوقراطية في تغطية وتبرير حرمان جموع المنتجين من نتائج جهودهم.
أن المجتمع الذي يريد أن يتحكم بمستقبله يجب أن يتمتع بأفق إستراتيجي وتطور سياسي، ولكن المجتمع العربي والإسلامي لم يكن يتحكم في الطبيعة، وذلك بسبب ضعف القوي المنتجة فلقد تراكمت الثروات ولكن تم توجيهها أما للاستهلاك الترفي أو لبناء معالم مكرسة للأبدية، وليست موجهة في موضوعها لخدمة الإنسان.
في‍ كتابه " ما الخطأ ؟ تأثير الغرب واستجابة الشرق الأوسط " للمستشرق الأمريكي برنارد لويس أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة برنستون، والذي قدم قراءة وافية له رضا هلال في جريدة الأهرام بتاريخ 2 أبريل 2002 يقدم برنارد إجابة وأن كانت تأتي من الطرف الآخر ألا أنها تحمل وجهة نظر تستحق التأمل. حيث يضع يده علي إشكالية الثروة والسلطة في العالم الإسلامي فيقول أن هناك اختلافا بين الغرب والشرق الأوسط في مسألة صنع الثروة أي النمو الاقتصادي.
ففي الغرب يحقق الفرد الثروة في السوق ثم يحاول من خلال هذه الثروة الحصول علي التمثيل السياسي والوصول إلي السلطة. أما في الشرق الأوسط فان الفرد يقتنص السلطة، ثم يحاول من خلال إفساد السلطة الحصول علي الثروة.
تلك الإشكالية التاريخية في الشرق الأوسط تغطت في النصف الثاني من القرن العشرين باستيراد النموذج الأيديولوجي والسياسي في كل من النازية والفاشية تحت اسم " الاشتراكية الوطنية أو القومية في العالم العربي ثم الاشتراكية الإسلامية في إيران. كما يستخلص برنارد لويس أن استجابة العالم الإسلامي للتأثير الغربي وقفت عند حدود " التغريب " ولم تصل إلي حدود التحديث، فالشرق الأوسط وقع تحت إغواء تغريب الملبس والمأكل والموسيقي والفنون، في حين أن دول شرق أسيا استمدت من الغرب " التحديث " ولذلك ساهمت في تطبيقات العلم والتكنولوجيا، وحافظت علي طريقتها في الحياة.
ويؤكد برنارد علي أن نكوص العالم الإسلامي في مسائل تحرير المرآة والعلمانية والمجتمع المدني والعلم، وصولا إلي صعود " الأصولية الإسلامية " التي تريد العودة بالشرق الأوسط إلي الأصول الإسلامية وان كل جهود الإصلاح كانت مخيبة للآمال، فطلب النصر من خلال جيوش حديثة انتهت بسلسة من الهزائم المهينة، وطلب الازدهار من خلال التنمية الاقتصادية انته في العديد من دول الشرق الأوسط باقتصاديات مفلسة فاسدة في حاجة إلي العون الخارجي، وفي دول أخري باقتصاديات تابعة تعتمد علي مورد واحد، وطلب الديمقراطية انتهي بنظم استبدادية رثة تتراوح بين نظم أوتقراطية تقليدية وديكتاتوريات حديثة خاصة في طرق القمع، إلي أن أصبحت الدول الإسلامية في التنمية الاقتصادية أو توفير فرص العمل أو محو الأمية أو الإنجاز التعليمي والعلمي أو الحرية السياسة واحترام حقوق الإنسان تأتي في أخر قائمة دول العالم.
تلك كانت وضعية الشرق الأوسط كما يرصدها برنارد لويس، وهي الوضعية التي تجعل المسلمين يسألون: من فعل ذلك بنا؟، وقد وجد المسلمون إجابات عديدة أراحهم إمكانية ينحوا باللوم علي الآخرين، المغول، الأتراك، الصليبين، الاستعمار، اليهود، وانتفاء أمريكا. وهناك إجابات آخرون في إمكانية الموضوع ليس انحطاط العالم الإسلامي، والمأكل السبب يعود إلي صعود الغرب، وهذه إلا تثير سؤالا: لماذا تقدم الغرب في الوقت الذي تخلف فيه العالم الإسلامي.
في ختام كتابه يتوصل برنارد لويس إلي انه علي المسلمين أن يوقفوا لعبة اللوم علي الآخرين، وبدلا من أن يسألوا من فعل ذلك بنا عليهم إمكانية يسألوا " ما الخطأ الذي ارتكبناه ؟ " وذلك السؤال سيقودهم إلي سؤال آخر: " كيف نصحح الخطأ ؟ " وينتهي إلي انه ليس أمام شعوب الشرق الأوسط الاقتصادي طريقان: الطريق الأول إمكانية يستمروا في خيار الانتحار، والطريق التوراة إمكانية يتخلوا عن اجترار المظالم ودور الضحية ويسووا خلافاتهم ويجمعوا قدراتهم ومواردهم في مسعى جماعي خلاق ليجعلوا الشرق الأوسط مرة آخرون كما كان في الماضي مركزا رئيسيا للحضارة وعليهم أن يختاروا.
بعد هذا الاستعراض لكلا الظاهرتين، ظاهرة العنف المتجزر في الثقافة الأمريكية، وظاهرة سكونية التطور وتردي أوضاع العالم العربي والإسلامي والتي كانت السبب الأساسي في تخاذله أمام العنف الأمريكي يمكن إمكانية نستخلص بعض الملاحظات من كلا الظاهرتين:
أولا ـ إذا كانت الحاجة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لإشعال الحروب من حين لآخر لفوائدها الإيجابية التي تنعكس علي الاقتصاد الأمريكي ولزيادة مساحة الهيمنة يفسر الاتجاه الإستراتيجي الذي اعتنقته كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لا فرق بين الإدارات الجمهورية والديمقراطية، والتي يمكن اعتبارها حالة مرضية تدل علي عدم النضج الحضاري، ربما يمكن علاجها عندما يصل المجتمع الأمريكي إلي مرحلة اكتمال النضج الحضاري، ولكن الأمر المحير هو حالة التخاذل في العالم العربي والإسلامي صاحب التراث والتاريخ والحضارات العريقة والتي تعبر عن أزمة مستحكمة وحالة مرضية مزمنة قد تهدد بقاءه واستمراره وقد تؤدي إلي خروجه من التاريخ.
ثانيا ـ من الملاحظ أن القرارات الصادرة عن سير الأحداث في الإدارات الأمريكية كانت نتيجة دراسات قامت بها مؤسسات ومراكز بحوث وشارك فيها متخصصون، وبالرغم من انهم كانوا يستهدفون تقديم النصح بالدرجة الأولي لمتخذي القرار إلا أن هذه الدراسات كان يغلب عليها الطابع النقدي للسياسة الأمريكية، وكان متخذي القرار وأصحاب السلطة في أمريكا يقبلون بالنقد والنصح معاً. أما في العالم العربي فقد كانت القرارات انفعالية، والمواقف بغير أساس علمي يتخذها أشخاص دون الاستناد إلي تحليل لطبيعة الصراع، وكان الاعتماد في الغالب علي الدور الذي تلعبه قوي خارجية والتناقضات الثانوية بين موقف أمريكا وأوروبا وغيرها من الدول التي لها مصالح تدافع عنها بغض النظر عن الحق والمنطق، ورغم أن بعض المثقفين العرب قد قدموا دراسات ذات طابع نقدي للواقع العربي كان من الممكن أن يسترشد بها أصحاب السلطة العرب، إلا أن هناك فجوة بين السياق الثقافي والسياق السياسي بين الثقافة بمعناها النقدي وبين متخذي القرار وأصحاب الحكم والتحكم في العالم العربي.
ثالثا ـ كان الإعلام العربي يقف خلف الحدث لم يقدم تفسيرا أو تحليلا سليما لمجريات الأمور، وإنما كان هدفه تبرير ما يصدر عن الجهات العليا وما يقوله الحكام العرب، ولعل دور محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي الذي تعلقت به عقول وقلوب المواطنون العرب، لأنه كان يقول ما يتمناه وما كان يأمل فيه العرب حتى لو كان بعيد عن الحقيقة، ولعل ذلك يجسد ظاهرة الوهم العربي وعدم الوعي بمقدار التخلف والتردي الذي نعيشه، وأن العرب مجرد ظاهرة صوتية الكلمة تكون في أحيان كثيرة بديلا عن الفعل والعمل.
رابعا ـ يعلن الأمريكان بكل وضوح وبمنتهى الصراحة انهم عازمون علي إعادة تشكيل وبناء الشرق الأوسط والعمل علي تغيير الثقافة السياسية للمنطقة، حيث أنهم استيقظوا في 11سبتمبر ليكتشفوا أن العالم العربي الذي عرفوه قد اصبح مكاناً خطيراً، ومن ثم سوف يتم استبدال الصفقة التقليدية التي سبق أن أبرمتها أمريكا مع العالم العربي، والتي كانت تنص علي تزويد العرب لأمريكا بالبترول مقابل عدم تدخلها في شئونهم الداخلية، صفقة تقول أرسلوا لنا البترول ولن نطالبكم بما نطالب به شيلي والفلبين وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا، هذه الصفقة انتهت في الواقع بعد أحداث سبتمبر، فلم يعد يمكن السماح للسعودية بالاستمرار في نهجها الذي يحض علي كراهية ومعاداة الأمريكيين، ويجب أن تنتهي الوهابية المتعصبة التي تفرض عدم استقرار المنطقة.
أما فيما يتعلق بمصر فانه لا يمكن الموافقة علي الاستمرار في الوضع الراهن فيجب أن تتبع ديمقراطية ليبرالية كاملة، وهكذا علي سوريا وإيران وباقي دول المنطقة، يجب عليها تنفيذ كل ما يطلبه الأمريكان.
وحرب العراق هي البداية لتجربة تاريخية لإعادة تشكيل العالم العربي والإسلامي علي غرار ما حدث من قبل مع ألمانيا واليابان، فالعرب غير مؤهلين لإدارة شئون حياتهم بشكل ديمقراطي، ولا يعرفون كيف يستثمرون ثرواتهم، سوف نحول العراق إلي دولة حرة وديمقراطية وان تكون نظام نموذجي يجب أن تحتذيه دول المنطقة، فلن يسمح لوجود أمثال بن لادن، وصدام حسين، أو منظمات إرهابية تهدد أمن إسرائيل.
كنت أتصور أن تقوم قائمة العالم العربي والإسلامي وأن تنشغل كل منظماتهم ودوائرهم الرسمية وغير الرسمية، وتنشغل الصحافة وكل وسائل الإعلام، ويتم العرض علي الرأي العام ومشاركته، لشرح ودراسة هذا الأمر الجلل، فالأمر جد خطير، ولكني أري أنه بعد الدمار والخراب الذي حل بالشعب العراقي، وبعد أن تم نهب كنوزه وأثاره وما يرتب لنهب ثرواته، بعد أن تم كل ذلك عادت الحياة الطبيعية في كل البلدان العربية لوتيرتها الرتيبة، واستأنفت القنوات التليفزيونية بثها الترويحي ولشتائمي، واجتمع بعض الحكام العرب واصدروا بيانات الشجب، وعادت تصريحاتهم الانفعالية بعد لقاءاتهم التاريخية، ولكن بدون فعل أو عمل حقيقي علي مستوي التحدي الذي يواجهه العالم العربي والإسلامي فمتي وكيف نستفيق، وإلي أين المصير.




#فتحي_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدروس الخصوصية
- قراءات ورؤى
- البدائل المقترحة لتمويل التعليم
- لغة واحدة ...ام لغات متعددة
- لغة واحدة 00أم لغات متعددة
- الاتجاهات الفكرية للإبداع فى مصر
- بينالى الاسكندرية الثالث والعشرون لدول البحرالمتوسط
- مرصد الإصلاح العربى
- العلم والنظرة الى العالم
- تفكيك الثقافة العربية
- إشكالية النهضة عند الطهطاوى
- قراءات ورؤى حول مشروع النهضة


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فتحي سيد فرج - التخاذل في مواجهة العنف 2