أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سيد فرج - الاتجاهات الفكرية للإبداع فى مصر















المزيد.....

الاتجاهات الفكرية للإبداع فى مصر


فتحي سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الإبداع هو أساس مجتمع المعرفة ، وهو النمط الحضارى الذى تتحول إليه بسرعة عديد من المجتمعات المتقدمة حيث كان لابد من مواجهة التحديات المعاصرة فى مجال نفاذ الموارد الطبيعية ، ومشكلات البيئة والصحة وندرة المياه وغيرها ، وأن يجتهد العلماء والمفكرون فى الوصول الى حلول أبداعية لها ، وأن يقوم كل مجتمع بالاسهام فى ابتكار حلول لمشكلاته المحلية ، وان استطاع الوصول الى حلول لبعض المشكلات الإنسانية .
وقد شهد القرن العشرين ظهور الثورة العلمية والتكنولوجية ، بالإضافة الى ثورة الاتصالات والمعرفة ، وكل ذلك اعتمد بشكل اساسى على الإبداع والابتكار فى ميادين العلم والتكنولوجيا ، وإذا كان بعض العلماء والمفكرين المصريين قد اهتموا بموضوع الإبداع وقدموا جهودا مرموقة تعتبر إضافات علمية أصبحت معروفة ومعترف بها فى الأوسط العلمية على المستوى العالمى ، الا أنه لم يحدث حوار فعال حول هذه الجهود أو محاولة الاستفادة منها فى مواجهة مشكلات الواقع المصرى خاصة فى مجال التعليم ورفع مستوى الأداء والإنتاجية والجودة فى المجالات المختلفة .
ولا أستطيع ان ادعى اننى سوف أقدم حصرا لجميع الاتجاهات الفكرية التى تناولت موضوع الإبداع فى مصر ، بل سيكون التركيز على بعض الاتجاهات التى تمثل ظواهر علمية ، لكل اتجاه منها أساس نظرى ومنطلقات فكرية ، وربما بعض البحوث والتجارب التطبيقية والممارسات العملية ، وقد يكون بين هذه الاتجاهات قدر من الاتفاق وقدر آخر من الاختلاف ، ولكن هذا لا يمنع أن يكون لكل منها بعض المميزات ، ويصبح الهدف الاساسى لهذه الورقة الأولية هو مجرد إلقاء الضوء على هذه الاتجاهات ابتغاء التحاور العلمى الراقى حولها لمحاولة تشكيل رؤية قد تستفيد من مميزات كل اتجاه وتحقق الشمول والتكامل بينها بما يساهم فى ترسيخ المنجزات العلمية والوصول بها الى تحقيق حلول لبعض مشكلات الواقع المصرى .

أولا : مراد وهبة وفلسفة الإبداع
تتسم أفكار د . مراد وهبة بالجرأة والتحدى لكل ما يواجه الواقع من تردى وهو لا يتوقف عن نقد الواقع ، بل يقدم دائما أفكار ورؤى تثير العصف الذهنى والمناقشات الحادة لأنها تتجاوز التقاليد ، فهو يرى انه إذا توقف الإبداع انتهت الحضارة ، ويمكن تلخيص فلسفته الإبداعية فى الأتى :
• الإنسان حيوان مبدع .
• الإبداع إدراك لعلاقات جديدة من شأنها تغيير الواقع .
• الإبداع هو الذى مكن الإنسان من تجاوز أزمة الطعام التى تعرض لها بعد زمن طويل من الصيد والقنص ، بابتداع الزراعة محدثا أول تغيير يقوم به الإنسان فى الطبيعة بعد أن كان مسايرا لها مانحة أم مانعة .
• أن صفات ما نسميه الذكاء هى صفات للعقل ، وهذا يستتبع تنحية الذكاء من بين المفاهيم العلمية .
• إننا نعيش ثقافة الذاكرة ، وذلك سبب اساسى لتخلفنا ، والتقدم لا يمكن أن يتم إلا إذا تجاوزنا ثقافة الذاكرة الى ثقافة الإبداع .
• الابتداع يقوم على التفكير الافتراقى وليس التفكير الاتفاقى .
• المطلوب تغيير الثقافة ، وهذا ليس ممكنا من غير رؤية مستقبلية . فنجن نفكر انطلاقا من الماضى الى المستقبل عبر الحاضر ، والصحيح الانطلاق من المستفبل والتعامل مع الحاضر والماضى على ضوء هذه الانطلاقة .
• إننا شعوب جوابية ، والشعوب المتقدمة شعوب ذات ثقافة تساؤلية .
• ما يعوق العقل عن التقدم محرمات ثقافية من شأنها بث الدوجماطيقية فى الفكر مما يخلق أصحاب الحقيقة المطلقة الذين يقفون حجر عثرة إمام طبيعة الأشياء التى تتمثل فى اللايقين الذى ارسى قواعده هيزنبرج .
• دور التعليم يتمثل فى زرع الابداع لتجاوز ثقافة الذاكرة ، ومواجهة المحرمات الثقافية .

ثانيا : مصطفى سويف وبحوثه فى الإبداع
للدكتور مصطفى سويف أنجاز علمى بارز فى دراسات علم النفس الاجتماعى والحضارى خاصة فى مجال دراسات الإبداع ، وهى دراسات مبتكرة ومعروفة عالميا ، وإذا كان د . سويف قد حدد مصير الإنسان بالإبداع فهو يقول : إما أن نبدع فنبقى ، أو لا تبدع فنفنى ، لذا فقد وضع تسس بحوث الإبداع فى علم النفس المصرى ، و كذلك صمم برنامجا متكاملا لشرك فى تنفيذه مجموعة كبيرة من تلاميذه الذين أنجزوا العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه ، كان بعضها اضافة علمية فى مجال الابداع ، فالدكتور عبد الحليم محمود حدد مجالات الاهتمام بالإبداع فى أربعة مجالات هى : السياق الاجتماعى ، وعملية الإبداع ، والإنتاج الابداعى ، والقدرات الابداعية ، وميز بين عناصر السياق الاجتماعى التى تؤثر فى الإبداع .
كا تصدى د . زين العابدين درويش للإجابة على سؤال هام . هل التفكير الابداعى يمكن تنميته ؟ وهل يمكن زيادة المهارات الابداعية للإفراد والمجتمع ؟ ومن أجل الإجابة على هذه الأسئلة قام بتصميم دراسة تجريبية محكمة ولا يخفى أهمية هذا الموضوع لكل مخطط تربوى على وجه الخصوص ، ولصناع القرار على وجه العموم ، حيث إن تنمية الإبداع تساعد المجتمعات فى مجال التقدم العلمى والتكنولوجى ، وقد حرص الباحث فى تصميم برنامجه لتنمية التفكير الابداعى على تبنى اتجاه متكامل فى التدريب على مهارات الأداء الابداعى ، وذلك بإكساب أفراد التجربة مزيدا من الفهم والمعرفة بطبيعة العملية الابداعية ومكوناتها والقدرات العقلية الأساسية لها ، والمعوقات المختلفة التى تحول دون إطلاق القدرات الإبداعية .
أما د . مصرى حنوره فانه يرى الطاقات الإبداعية كامنة لدى كل إنسان ، ويمكن من خلال برامج مختلفة تنميتها حتى يصبح الابداع سمة من سمات مجموعة كبيرة من البشر ، لذا فانه اهتم بموضوع تنمية الإبداع من منظور تكاملى حيث ان الظاهرة الإبداعية ليست مجرد فعل كما انها ليست مجرد فرد مبدع أو ناتج ابداعى فردى ، بل أنها كل ذلك وهى أيضا أساليب ثقافية وإعلامية وعلاقات اجتماعية وممارسات سياسية ونظم إدارية ، بحيث انه عندما يتوفر مناخ نفسى واجتماعى وسياسى واقتصادى معين فان ذلك يؤدى بالضرورة الى تحقيق ظاهرة ابداغية على درجة معينة من التفوق ، كما انه يرى إن الإبداع لا يتعلق فقط بمجالات الفكر والفنون والآداب ، ولكنه فى الواقع يشمل كل مجالات النشاط الانسانى .

ثالثا : سيكولوجية الابتكار عند حلمى المليجى
يبدأ د . المليجى بتساؤل هام : هل الطفل الذكى هو الطفل المبتكر ؟ وللإجابة على هذا التساؤل قام ببحث تجريبى لمحاولة الكشف عن القدرات العقلية للتفكير الابداعى وعلاقتها بالتحصيل الدراسى وقد استنتج من هذا البحث انه يمكن التمييز بين نوعين من الاطفال الموهوبين ، نوع يتميز بقدرات ابتكارية عالية ، ونوع آخر يتميز بذكاء مرتفع . وقد أيدت التجارب والأبحاث فى كافة أنحاء العالم هذا الاستنتاج ، وما يؤكد ذلك إن اختبارات الذكاء التقليدية تخفق فى تمييز المبتكرين ، ويرجع ذلك الى أن اختبارات الذكاء تقيس المعرفة والذاكرة وما يمكن تسميته بالتفكير اللام ( التقاربى ) اى الحصول على المعلومات ثم الاتجاه الى إجابات معينة يعتقد أنها هى الإجابات الصحيحة ، بينما يقوم الابتكار على ما يمكن تسميته بالتفكير المتشعب ( التباعدى ) اى استخدام المعلومات فى الحصول عل حلول متنوعة .
وقد أثارت تلك الاستنتاجات قدرا من التساؤل ومحاولة التحقق من صحتها ، وقد نجح المليجى عام 1965 فى عزل القدرات الابتكارية عن الذكاء العام ، كما اهتم بتوضيح مدى الاستفادة من هذه النتائج فى إمكانية اختيار الأشخاص للمنح الدراسية ، والاختيار المهنى ، حيث انه كثيرا ما يخفى التحصيل الدراسى المستوى الحقيقى للذكاء العام والقدرات الابتكارية ، كما قام د . المليجى بتوضيح العوامل المعوقة والمسهلة للابتكار والتى يمكن تلخيصها فى الأتى :
• التربية الموجهة نحو النجاح : حيث إن التربية والثقافة فى بلادنا تعد الأفراد للنجاح الدراسى فقط وتهتم بالتفوق العلمى ، ولكن هذا ليس الصورة الوحيدة للتفوق فى المجتمع .
• الامتحانات المدرسية تقيس التحصيل فى نطاق محدود : فعادة ما يأتى المبدعون فى المراتب الادنى من التفوق فى الامتحانات المدرسية .
• الامتثال لضغط الزملاء والاتساق العام يكون مسئولا بقدر عن الهبوط فى مستوى التفكير الابداعى .
• العقاب عل كثرة التساؤل ومحاولات الاستكشاف .
• التأكيد الزائد أو فى غير موضعه على ادوار الجنسين .
• معادلة الاختلاف بالشذوذ : فبعض الناس يعتقدون ان التشعب فى التفكير وتباعد الافكار من علامات الشذوذ
ومن أهم عوامل تسهيل الابتكار إثابة الأنواع المختلفة للمواهب والإنجازات الإبداعية ، ومساعدة الأطفال فى التعرف على قيمة مواهبهم الإبداعية ، وتوفير مسئولين ومشرفين لرعاية وحماية الأطفال الموهيين .

رابعا : المركز المصرى للتكوين المعرف والطفل المبدع
لأول مرة فى مصر يتم إشهار جمعية أهلية هدفها الاساسى هو الإبداع ، فقد تم إشهار المركز المصرى للتكوين المعرفى والطفل المبدع بمدينة الإسكندرية تحت رقم 1351 لسنة 2000 ويقوم الأساس الفكرى لهذا المركزعلى بلورة رؤية علمية من خلال تطوير لبعض أفكار عالم النفس السوسرى " جان بياجيه " والتى ترتكز على تأثير التركيب البيولوجى للإنسان على قدراتة العقلية وتأثير البيئة على إدراك الفرد ، فالطفل منذ مولده يسعى الى المعرفة ابتداء من التعرف عل مكونات البيئة التى يعيش فيها ويتكيف معها ، من خلال مراحل متدرجة وعبر عمليتى الاستيعاب والتمثل ، فيمر بمرحلة السلوك الحسى الحركى ، ومرحلة ما فبل إدراك المفاهيم والتى يكرر فيها الطفل طرح الأسئلة ، ومرحلة التخمين ، ثم مرحلة التجريب ، الى ان يصل الى مرحلة التجريد وإدراك القوانين وعندها يكتمل النضج المعرفى ، كا ان هناك عوامل اربعة للنمو المعرفى هى : النضج البيولوجى ، والتجارب والمهارات المكتسبة ، والعوامل الاجتماعية ، وعامل التوازن الذى يتخلق من تفاعل العوامل السابقة .
وقد اهتم بياجيه بالاجابة على سؤال : كيف تنمو المعرفة ؟ وكيف يتكون الذكاء ؟ على عكس العديد من العلماء الذين اهتموا بكيفية الحصول على المعرفة أو ماهية المعرفة ، ومن خلال الحوارات حول أفكار بياجيه وغيره من العلماء والمفكرين كون المؤسسون لمركز التكوين المعرفى تصورا فكريا يقوم عل اساس ان لكل مرحلة من مراحل النمو خصائص وشروط يجب توافرها لكى يصل الفرد الى النضج المعرفى بشكل سليم ، وبالتالى فانه يمكن تكوين أجيال مبدعة من خلال التعامل مع خصائص كل مرحلة وتوفير الشروط الملائمة لتكوينها. هذا الى جانب التأكيد على أن البشرية تمر بمراحل شبيهة بمراحل الفرد ، ويمكن القول بأننا نعيش مرحل التجريب ولم تصل البشرية الى مرحلة النضج المعرفى العام ، وربما يفسر ذلك كثرة المنازعات والحروب والاعتداء على البيئة وإهدار الموارد ، وعندما تصل البشرية الى مرحلة النضج المعرفى يرتقى تعامل الإنسان مع أخيه الكانسان ومع البيئة والموارد .

خامسا : الإبداع والمشروع الحضارى عند د . أنور عبد الملك
فكرة الإبداع تنبع من الذات المعنية ، اى من مجتمع قومى متحدد وانطلاقا من تراكم منجزات وامكانات الخصوصية الثقافية المتميزة، وتقوم على أساس المشروع الذى مر بثلاثة مراحل : فقد تسابق المشروع الاجتماعى الذى كان يقتصر على تنظيم الموارد من حيث الإنتاج والتوزيع وتنظيم هيكل النظام الاجتماعى على ايدى فئة أو فئات اجتماعية معينة ، مع المشروع القومى الذى ينبع من القوى الحية فى مجتمع ما عند نقطة التهديد ، وهو يتعدى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ويعمل على إعادة تشكيل الحياة فى إطار الوطن بأسره وباسم جميع عناصره التكوينية وفئاته المتناقضة انطلاقا من مبادىء عامة يلتف حولها الوطن ، وقد تسابق المشروعان الاجتماعى والقومى منذ عصور الثورات الأوروبية وخلال موجات التحرر الوطنى ، ولكن ظهر فى أفق علوم الإنسان والاجتماع منذ سنوات قلائل مفهوم جديد هو المشروع الحضارى الذى يتميز عن النوعين الآخرين بأنه مشروع شامل من حيث انه يجمع بين إطراف الزمان ، وإطراف المسيرة الزمنية للمجتمعات المعنية منذ تكوينها وحتى مستقبلها المرموق .
وجوهر المشروع الحضارى عند أنور عبد الملك يهدف الى تحديد مكانة صاحب المشروع ، ويطرح العديد من الأسئلة : من نحن بالنسبة لحركة التاريخ التى نحن فى قلب عملية تشكلها ؟ ثم كيف يمكن إن نصبح طرفا فعالا فى المبادرة التاريخية من خلال إدراك العلاقة بين الإطار الجغرافى – التاريخى ؟ وهنا يصبح لزاما على المشروع الحضارى ان يأخذ فى الاعتبار العناصر التكوينية كى يصيغها فى إطار معقول ومقبول من الحاضر وفى المستقبل ، وتؤدى هذه الرؤية الى تأكيد معانى الاستمرارية وكذا التغيير الممكن والمرغوب فى رحابة التطور والتجديد وإعادة التشكل لملائمة تحديات العصر ..

سادسا : الإبداع تجدد حضارى عند شوقى جلال
الحياة الإنسانية ليست استطرادا عفويا أو عشوائيا شأن الحياة النباتية أو الحيوانية ، بل هى فعالية محملة وعيا تاريخيا وهدفا مستقبليا ، والإنسان إذ يحكمه نشاط القوانين الموضوعية ، إلا انه بفضل ما يملكه من وعى فهو فى وضع يؤهله لان يخلق ظروفا جديدة ، ويمكن النظر الى المجتمعات فى تاريخ تطورها من زاوية " النشاط التجديدى " : متى يتوفر هذا النشاط ؟ ومتى ينعدم ؟ وفى اى ظروف ؟ .
فالإبداع نفى لاى إطار تقليدى ، وتمرد للوصول الى نهج جديد فى تناول ظواهر الواقع ، وقدرة على الطرح الجديد للمشكلات الأساسية والتماس الحلول الصحيحة من بين الواقع المتنافر ، انه خروج على النص وقدرة على التحرر من قيده ، وبذا يكون الإبداع أداة تكامل مع المجتمع وارتقاء به ، ومن الملاحظ أن النشاط الابداعى يتسع نطاقة إبان الثورات وفى مجال أنجاز الأعمال الهامة والتحولات الجذرية كما ان الإبداع رهن بطبيعة ثقافة المجتمع والإطار المؤسسى .
ويرى شوقى جلال إن التعريف القاموسى للإبداع بمعنى : إيجاد شىء جديد وغير مسبوق ينطوى على معنى الخلق من عدم ، ونفى لاى وجود سابق عليه ، وهو ينظر الى الإبداع فى إطار فكرى تاريخى ، كما انه لا يرى انه مجرد موهبة فردية أو ملكة فطرية ، أو انه يقتصر على الأدب والفن بل أن عملية الابتداع الفنى تشبه الى حد كبير عملية الكشف العلمى . ويعرض لمستويات الإبداع استنادا لعالم النفس الاجتماعى " ايرفنج تايلور" والذى يقسم الابتداع الى ثلاثة أنواع :
• إبداع تعبيرى : يتمثل فى الرسوم التلقائية للأطفال ، وهو تعبير مستقل دون اهتمام بالمهارات والتقنيات ونوعية الإنتاج .
• إبداع ابتكارى :يتميز بالمرونة فى إدراك علاقات جديدة .
• أبداع تجديدى : نجده عند قلة من الناس وينطوى على تعديل هام للقواعد الأساسية لمجال بأكمله فى العلم أو الفن ، وفى جميع الأحوال لا يكون الإبداع مقطوع الصلة بالواقع بل هو امتداد وانفعال وفى نفس الوقت تجاوز له يمثل حلا للأزمة وارتقاء لوضع .
كما يرى إن دوافع الإبداع قد تكون تحقيقا للذات أو محاولة للهروب من روتين الواقع ، وهناك دوافع خارجية مثل الثواب ودوافع شخصية أو اجتماعية مثل الحاجة الى التحرر من الأفكار الشائعة والإحساس بالاستقلالية أو المسئولية الاجتماعية ، كما يرى إن المبدع فرد لا يختلف فى طبيعته عن الآخرين ، بل يختلف من حيث الخصائص والقدرات ، وان الإبداع قدرة عقلية عامة ، وان الشخصية المبدعة تتصف بصفات عديدة بعضها انفعالى ذاتى وبعضها تعليمى مثل الطلاقة : اى القدرة على إنتاج اكبر قدر من الأفكار عن موضوع معين فى وحدة زمنية محددة ، والفضول المعرفى ، والأمانة الفكرية ، وقبول المسئولية لأداء العمل وتحمل نتائجه ، والدقة الموضوعية ، والمرونة الفكرية : اى القدرة على تغيير الحالة الذهنية والأفكار كلما تغير الموقف ، والاصالة : اى إنتاج حلول جديدة وعدم تكرار أفكار الآخرين والقدرة على اكتشاف علاقات بين الأشياء والظواهر وترتيب عناصر غير مترابطة فى صياغة جديدة ، والدأب والمثابرة ، والمبدع بطبيعته يكثر من الأسئلة ويتميز بالتوتر والانفعالية والقلق إزاء كل ما يحد من انطلاقه ولهذا يضيق بالقيود ويكون نزاعا الى الحرية والتحرر وهو قادر على إدراك الأشياء ياسلوب جديد وتلقائى شبيه بالأطفال وفى حالة من الاندهاش الدائم وله ميل الى الدعابة والفكاهة والمرح .
ويعقد شوقى جلال علاقة بين الإبداع والفانتازيا ، باعتبار ان الفانتازيا قوة أو قدرة تعطى شيئا جديدا ، وتجسد ما ليس موجودا وتصوره وكأنه موجود ، ومن ثم فهى تكون معارضة للواقع وتقوم على التهويم والخيال ، وهو يرى إن العملية الابداعية تنطوى على أربعة مراحل
• طور التهيؤ أو الإعداد : وقوامها الوعى بوجود مشكلة .
• طور الحضانة : وتتضمن فترة انتظار وترقب حيث المشكلة كامنة ولكنها فاعلة تنضج داخليا .
• طور الإشراق : اى انبثاق حل المشكلة .
• طور التحقق : حيث تمتلىء جميع الخانات الفارغة وتكتمل الصور بزوال العقبات علاوة على عملية المراجعة .
ومن المتفق عليه إن العقل غير الواعى يقوم بدور هام خلال طور الحضانة وإثناء الوصول الى الاستبصار الابداعى

التنشئة الاجتماعية والإبداع
نجاح الإبداع يقوم على النشوء التكوينى والثقافى للمجتمع ، وقد يكون نتيجة احتكاك بين ثقافتين أو أكثر ، وتلعب الثقافة الاجتماعية والتعليم والتدريب دورا محوريا لخلق القدرة الابداعية والعمل على ازدهارها واتساع نطاقها وتعزيز الحفز اليها وإزالة أسباب أعاقتها .

سابعا : هناك اتجاهات أخرى لبعض علماء ومفكرى التربية وعلم النفس السلوكى والاجتماع والفلسفة وغيرهم يمكن الاستفادة منها فى تطوير أفكار الإبداع . وهذه ليست سوى ورقة أولية ، الهدف الاساسى منها هو حث الكل على ضرورة الحوار وعقد المؤتمرات حول هذه الاتجاهات لإمكانية أنجاز مشروع مصرى متكامل لفكر الإبداع .



#فتحي_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بينالى الاسكندرية الثالث والعشرون لدول البحرالمتوسط
- مرصد الإصلاح العربى
- العلم والنظرة الى العالم
- تفكيك الثقافة العربية
- إشكالية النهضة عند الطهطاوى
- قراءات ورؤى حول مشروع النهضة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سيد فرج - الاتجاهات الفكرية للإبداع فى مصر