أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - حق التظاهر في حماية الحق العام














المزيد.....

حق التظاهر في حماية الحق العام


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التظاهرات حق مكفول اقره الدستور العراقي مادام لا يتعارض مع حق الآخر، سواء كان الدولة أم الأشخاص. حق التظاهر والتعبير عن الرأي، مكفول ايضاً قانونيا و لا يجوز تقييده أو التصدي له، شريطة الحفاظ على السلم العام ، وفقا للدستور نفسه.
عندما نحلل تاريخ التجارب الديمقراطية بالعالم نجد الديمقراطية في كل تجاربها كانت تولد بشكل صعب وليست بسهولة والأمر هنا بطبيعة الحال ينسحب حتى على الثورة الفرنسية وبمبادئها الأساسية الحرية والإخاء والمساواة من ثمة تطورت إلى حكم الجمعية الوطنية وكان حكم ديكتاتوري، ناهيك عن التجارب الأخرى ، هناك بلداناً يعتبرها العالم أماً للديمقراطيات، لإتاحتها مساحات واسعة لحرية الرأى والتعبير، لكن عندما يتعلق الأمر بالخروج على القانون نجدها تتعامل بقوة وحزم، حفاظاً على حياة مواطنيها، و هناك بلداناً أخرى تتشدّق بالديمقراطية والحريات وتتدخّل فى شئون دول كبرى، بحجة مساندة المعارضة أو غيرها، لكنها تضيق ذرعاً بالمعارضين من أبنائها. ولكن مازال لدينا فئة كبيرة من الناس لديها فهم خاطئ ومغلوط عن حق التظاهر السلمي الذي كفله القانون ، هذه الفئة ما تزال تعتقد أن من يتظاهر هو ضد الوطن والنظام وهذا قطعاً غير صحيح ،لأن التظاهر السلمي في إطار القانون يعد وسيلة حضارية للتعبير عن الرأي حول موضوع أو مشكلة من المشاكل التي تواجه الناس وان الأمن والمحافظة عليه من أهم الواجبات، وأعظم المكتسبات، وإذا زال الأمن يولد الخوف عند الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ، وبالتالي لا بد من نشر الوعي والفهم الصحيح لكيفية ممارسة حق التظاهر السلمي بحيث يصبح كل متظاهر حريص على الأموال العامة والخاصة كحرصه على ماله الخاص ويقع على عاتق الدولة من خلال أجهزتها المختلفة منع كل من يندس بين المتظاهرين للتخريب والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة بهدف تشويه صورة المظاهرة السلمية. وأساس حق التظاهر يكمن أيضا فى المواثيق الدولية التي صدقت عليها والتزمت بها جمهورية العراق أمام المجتمع الدولي. فالإعلان العالمي لحقوق الانسان يقرر حق كل شخص فى التمتع بحرية الرأى والتعبير ، وحقه فى حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية (م20). والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية كان أكثر تفصيلا فى هذا الشأن، حيث نصت (م21) منه على أن يكون الحق فى التجمع السلمي معترفا به، ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق إلا تلك التى تفرض طبقا للقانون وتشكل تدابير ضرورية، في مجتمع ديمقراطى، لصيانة الأمن القومى أو السلامة العامة أو النظام العام أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم.
ان التظاهر السلمي مشروع حيوي اذا ما كان يهدف ضمان الحق فى تنظيم الاجتماعات العامة والمواكب و التظاهر السلمى، بحسبانه من صور التعبير الجماعي عن الرأي، و هو الوسيلة الوحيدة فى يد الشعب لوقف أى قيود على إرادة الأمة ولتحقيق مطالبه و يجب ان يحترم فيه المصالح العامة والمال العام في نفس الوقت دون المساس بمصالح الناس وارزاقهم والتظاهر له تعريف قانوني وهو شكل من أشكال التعبير الجماعى عن الرأى، وهو بطبيعته سلمى الطابع، ويلتزم بالقانون فى التعبير واحترام حقوق الآخرين.
أن وجود نصوص قانونية تقيد حق التظاهر والتعبير عن الرأي، قد تؤدي بالضرورة إلى تقييد ذلك الحق، ما يؤدي الى التضييق على المتظاهرين، وسلبهم هذا الحق الجوهري بشكل أو بآخر كما في النظم الدكتاتورية ، ذلك لان وضع القانون يتم من قبل السلطات التي تكون هدفا للتظاهر . وهناك قيد واحد هو عدم الإخلال بالنظام والآداب العامة فقط ويجب صيانته .
وإذا ما أردنا أن نناقش مشروعية التظاهر هل هو شرعي أم غير شرعي، فانه ومن خلال القرائن والأدلة القانونية القاطعة نجزم إن االتظاهرات شرعية، وإنها إحدى وسائل الحريات الممنوحة للشعب العراقي بموجب الدستور ولا جدال في ذلك، لان التظاهر صحيح لا محال ويختلف عن الاعتصام من حيث مكوث الأفراد في الشوارع وفي الساحات وفي الدوائر العامة ومبيتهم فيها مما يسبب تعطيل أو إغلاق منافذ الدخول والخروج فيها .
الدستور العراقي الصادر في 2005 في بالمادة (38)، أشار إلى إن حرية التعبير عن الرأي بكافة الوسائل وهي مكفولة من الدولة، وأورد بعض الأمثلة منها، حق التظاهرمشروع دستوري ولم يأتي على ذكر كلمة الاعتصام.،والتظاهر هوحق من حقوق الانسان الطبيعية، وهو الاصل الذي تنبثق منه كل الحقوق والحريات، وهو الركن الأساسي في الحقوق الممنوحة للإنسان في المواثيق والعهود الدولية والإقليمية والوطنية. فقد جاء في المادة (19) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ما يلي: (1- لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة. 2- لكل إنسان حق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين دونما اعتبار للحدود سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.
ومن هنا نود ان تذكر القراء الكرام ايضاً لما تقدم من أننا لانعارض تنظم الاجتماعات العامة والمواكب والمظاهرات السلمية من حيث المبدأ، لكن التحفظ على توقيتها وغيبة البرلمان المنتخب الذي يمثل الشعب العراقي من تمثيله الحقيقي على ان يقف الى جانب الجماهير بأجراء اصلاحات سياسية ومحاربة الفساد وتنظيم هذا الحق تنظيما عادلا و هو الذى يستطيع دون غيره أن يكون مع المتظاهرين في تحقيق مطالبهم ويقيدهم بالتدابير الضرورية لحمايتهم وحفظ الأمن القومي والنظام العام وحقوقهم وحرياتهم .
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاثار العراقية ... المنهل العظيم
- الازمة الاقتصادية العراقية .... واحلام الحلول
- الارهاب الفكري اخطر انواع الارهاب
- السلوك الانساني بين الجوانب الايجابية والجوانب العدوانية
- التواصل الاجتماعي في نظرة تاريخية للتنشئة
- هل ستكون الانتخابات العراقية فاصلة تاريخية...؟
- المرأة العراقية وتغيب دورها الحقيقي في المشاركة المجتمعية
- القدوة والقيادة...ما لها وما عليها
- الموظفون ضحية سوء ادارة الموازنات المنهوبة
- تركيا والازمات الاردوغانية المتعاقبة
- الجامعة العربية من اللاءات الثلاثة الى حفريات التطبيع
- العلاقات الدولية وظاهرة الاحادي
- الهويات المعلقة ، النشيد . والعلم ، واليوم الوطني
- الاصرار على العبث السياسي يفشل احلام السياسيين
- رجل الدولة الحقيقي والعلامات الفارقة
- الرؤية الخاطئة في تطبيق المسؤوليات
- النفاق السياسي والهبوط الى الطائفية
- العلاقات يعني الحفاظ على المصالح
- الكاظمي ...تحركات مشوبة بالريبة والغموض
- تمتمات لوطني الجريح


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - حق التظاهر في حماية الحق العام