أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - أجنحة تطير ولا تطير














المزيد.....

أجنحة تطير ولا تطير


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


ويكونُ باب الموت أوسع من صباحي
ليمرّ كنعانُ المقدّسُ
في تراجيديا من الأشجار والأحجارِ
اكسرْ جرّة الفخار يا جدّي لنرميها حجرْ
واطلع حريقاً في عيون الأرض زيّنها شررْ
هم يُنزلون على سريرِ الحلم دبّاباتهم
ويسيّجون عذاب عشاقٍ بتابوتٍ
تزنّرْ يا أبي برحيق ليمونٍ
ووزّعنا على الطرقاتِ شرقاً أو شمالا
أجسادنا طلعت من الأشباحِ
أيدينا سياج القدسِ
والأسماء غاباتٌ فلسطينيّةُ الذكرى
هنا ارتفعت مرايانا لنبصر روحنا العالي تعالى
وهنا نقشنا في الندى ميراثنا
حتى الحصى كانتْ له أحوالُه الأولى
وقد كبرَ الحصى
أربى على حدّ النّبوّةِ واستطالَ
كأنه شجرٌ خرافيٌّ يحاربُ بالبراعم والثمارِ
يظنه الأعداءُ وهماً برتقالا
وهو الحجارةُ زُوِّجت بدمائنا فازداد قاطفها جمالا...
*
كنعانُ صبّحناكَ بالجثث الجديدةِ يا أبي
فاحرس أساطيرَ الهضابْ
مشّط لنا شَعر الترابِ بشمسك الخضراء
أطلِقنا على الأعداء قتلى
واسرح بأغنامِ الغضبْ
هذي مراعينا دمٌ يزداد نسلا
والعشبُ خلاّقُ اللهبْ
من كلّ بيتٍ خارجون بلا خيامٍ أو بيوتْ
وادخل علينا فجأةً
سترى الأجنّةَ في حناياها تموتْ
والقدس أجنحةٌ تطير ولا تطيرُ
تديرُ قِبلتها إلى طفلٍ يزغردُ في يديه الوحشُ منتشياً
بنزع الدّرّة الحمراء من أحشائه
أحشاؤه وطنٌ سيبقى أعزلاً من خالقيهْ
وطنٌ تغرّبَ عن ذويه
وعن ولاةٍ أُتخموا بقذارةٍ
لم يستطيعوا أن يطيعوا ولولاتِ الأمهاتِ
ولم يجوعوا مرّةً ليضاء في أحداقهم بحرٌ ليافا
بحرٌ على برٍّ, سنوسِعُها الضفافا
فالروحُ فاضت عن أقانيم الجسدْ
والذئبُ قوّاد الجنودِ, تشقّنا أنيابه
ويدقّنا تلموده الفاشيُّ عظماً ينتهي في الريحِ
بحرٌ لا يُرَدُّ
سنشتهي دمنا مآذنَ للأبدْ
حيّ على الأقصى
أطعنا يا محمّدُ موتكَ العبثيَّ
سمّناكَ واحدنا الأحدْ
فاشهد علينا يا جميلُ
بأنّ هذا الضّعف في عينيكَ
والإعجازَ في شفتيكَ
نَذرٌ في تراث القادمينْ
سندور حول دمائك الثكلى
نعلّقُ وجهكَ الدّرّيّ في أيقونةٍ ملئت جماجمْ
ستنير صوتَ المنشدينْ
وتكون تمّوزَ المواسمْ
لستَ الأخيرَ
هناك كونٌ لا ظلال له
سيقلب لعبة الطاغوت واللاّهوتِ
موتي يا عروش الوهم موتي
يا أخطبوط الليل في شطآننا
لا تقربوا هذي الصلاة
ويا سكارى سوف نحمل صخرة الأقصى على أكتافنا
ونشعّ في محرابه جيلاً يورّث منبر الرؤيا
لحجّاجِ الحجرْ
العرش ليس لنا وهذي دولةٌ ورقيّةٌ تحت المطرْ
تبّت عروشكمُ وتبّْ
ماذا سيُغني صولجانٌ من ذهبْ
لو أُفرِغَ الأقصى من الأحلام
وانتهت الحكايةُ دون مهر نبيّها
وأصابَ مسراه العطبْ
تبّت صروحكمُ فلولا دودكم
ما مات في الكرم العنبْ
*
كنعانُ يعول في الجموع
يهزّ أقدام الطفولةِ
يستعينُ على الجنود بكفّه الخضراء
يسبق حاملاتِ النعشِ
لا, لا تدفنوهم
ودعوا الأساطير الجديدةَ تحتويهم
من رآهم بعدما أدّوا الرّحيل؟
ومن تربّى في مسيل دمائهم؟
لا تهجروهم وازرعوهم
شجراً وزيتوناً ومئذنةً سيرفعها بنوهم
طوبى لهم
يلدون أذرعةً وأعناقاً بديلةْ
يمشون قبل الحلم, بعد الحلم في ليل القصيدةْ
وأرى القصيدة خلفهم خجلى
أرى ليلى وفاطمةً وأحمدَ
كالثمارِ على غصون الله
لا, لا تقطفوهم واتركوهم
ليواصل الأطفال ركعتهم على الحجر المعتّقِ, قبّلوهم
وخذوا كتابَ جموحهم بيمينكم يوم القيامةْ
فهمُ الإشارةُ والبشارةُ والعلامةْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نامت الأنثى / سافرت
- كيف تصبح شاعرا مشهورا في ستة أيام
- العرب والنموذج الأمريكي
- وليد معماري
- زفة بحرية
- غموض غير متععمد
- عن واقعية ماركيز وسحره
- الشاعر نزيه أبو عفش والبحث عن الجمال المفقود
- ياسمين على جبين ياسين الحاج صالح
- محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر
- مفتاح آخر على باب سردابها
- الشاعر موحشاً
- رقصة على أرض موحشة
- من آناء الليل والنهار
- قصائد تنقصها البداية
- بعض المختلف في شعر نزار قباني
- احتمالات بائدة
- ردا على عينيك
- قراءة في غابة برجها
- نثرٌ آخر للحب


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - أجنحة تطير ولا تطير