أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - مُعارض بطبعه … ! ( قصة قصيرة )














المزيد.....

مُعارض بطبعه … ! ( قصة قصيرة )


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


مددت يدي مصافحا … استقبلها بحماس … تشابكت الايدي ثم همهم كل منا بعبارة … تشرفنا … وهكذا تم التعارف بيننا ، وبدءت صداقة جديدة مع الاخ عصام … وبعد تعدد اللقاءات بيننا وجدته رجلا رائعا ، ويصلح صديقا للعمر كله … فهو طيب ، كريم ، نشمي ، ومخلص … به كل الصفات الانسانية التي نتمناها في اصدقائنا ، وفي المقربين منا ، وحتى في انفسنا …
ولكني ، وبمرور الايام اكتشفت فيه صفة واحدة مزعجة … نغصّت علي علاقتي مع صديقي ، وحبيبي عصام ، وربما ستكون سببا في انهاء صداقتي في وقت مبكر … تريدون اكيد ان تعرفوا ما هي هذه الصفة … ؟ طيب … اقول لكم : انه معارض بطبعه … بمعنى : اذا قلت له نعم قال لا ، واذا قلت له لا قال نعم … ! معارض من اجل المعارضة ! او لنقل انه محاور مشاكس … لا يُطاق ، ولا يُحتمل !
كيف يمكن ان تُحل هذه المشكلة ؟ والتي كثيرا ما كانت تسبب لنا خصاما ، وزعلا ، واحيانا التحاما ، وجدلا بيزنطيا لا طائل منه قد يصل بنا الى الزعيق ، ومرة من المرات الى اشتباك بسيط بالايدي … فهو يريد اثبات ان نعمه او لائه هما الصحيحان ، وان نعمي او لائي هما الخطأ … ؟ اي رايه هو الصحيح ، ورايي هو الخطأ … وانا اريد اثبات العكس … ثم نعود الى نقطة البداية دون ان نتفق على نقطتنا او نقاطنا الخلافية … هل هي نعمه او لائي ام لائه او نعمي … ونبقى معلقين بين الاثنين دون ان نحسم امرنا … !
هل فهمتم شيئاً … ؟
حتى كنت احيانا أُفضل ان الزم الصمت او اشترك في الحديث بنصف عقل … لاننا كنا في نقار دائم كالحموات … او اسايره حتى منتصف الطريق ، وبعدها ينقطع نفسي ، ويدب الخلاف ، والنقار … ثم اقول له ، وانا على حافة اليأس :
هل نحن في الاتجاه المعاكس حتى تبدء المعركة بالكلام ، وتنتهي بالكراسي … هل تريدنا ان نصل الى هذا الحد ؟ ثم اتعمق اكثر فاقول :
عصام انت تعرف اني احبك ، وليس عندي استعداد ان اخسرك فدعنا نتفق … اذا كان ، وحصل بيننا خلاف ان نرجعه الى العقل ، والمنطق ، ونرى بجانب من سيكون هذا المسمى العقل ، والمنطق ، اوكي … ؟
يجيبني بعناد المعارض : المشكلة ليست عندي ، وانما عندك … انت مشكلتك انك عنيد …
كيف لا اكون عنيد ، وانا على حق …
وانا الاخر كيف لا اصر على موقفي ، وانا على حق …
وهكذا … كلما ردمت ثغرة انفتقت اخرى … !
احيانا اقول مع نفسي لم لا اكون انا المعارض بطبعي ، وليس هو … الا يمكن ان يكون قوله نعم ، وانا لا … الصحيح هو فعلا نعم ، وانا من قلت لا هو … الخطأ ؟ ممكن ، وجائز … لكننا نتناقش احيانا في مسائل بديهية لا تقبل غير احتمال واحد ، وليس فيها مثلا :
محتمل ، بين بين ، نعم ولا ، لعل وعسى ، انه سلاح ذو حدين ، خير الامور الوسط ، ممكن ، يجوز ، احتمال … الخ وغيرها من العبارات التوفيقية التي نتداولها في حياتنا اليومية … ومع هذا نختلف ، ونتناقر كالديكة … !
مثلا : ورد على خاطري مرة سؤال على سبيل المزاح … تصورت انه سيحسم الامر بيننا ، ورجوته ان يتقبله دون زعل :
قال : تفضل … بمنتهى البرود !
واحد + واحد = كم
وبعد صمت عميق لثواني اجاب … بعد ان نظر الي نظرة غريبة : هل تريده بالعقل ، والمنطق ؟
قلت : بالعقل طبعا … لانه لايحتمل المنطق !
قال : ساجيبك بالاثنين … النتيجة ، يا صديقي العزيز : ثلاثة … وقد تكون اربعة !
قلت بهدوء مصطنع بعد ان تمالكت نفسي بشق الانفس حتى لا يرتفع ضغط دمي ، وانفجر :
كيف ثلاثة او اربعة ، وانت اذا سالت مجنون سيقول لك اثنان !
صحيح … لكن هذا مجنون ، وليس عاقل … ثم يواصل :
والجواب الصحيح هو :
ثلاثة ، وقد يكون اربعة كما قلت … وساثبت لك ذلك … ! يكمل :
تصور معي امرأة حامل مع اخرى حامل … كم العدد ، يا حلو ؟ اربعة … اليس كذلك … ؟
واذا امرأة حامل ، والاخرى لا … المجموع ثلاثة … صح ؟ صح ؟ قالها ، وهو يضحك …
واضطررت الى مشاركته الضحك … ولا ادري ااضحك عليه ام على نفسي ام على جوابه الغريب هذا !
انا لم اقل لك امرأة زائد امرأة … قلتها ، وانا اشعر بان عقلي اصبح اسير منطقه الغريب ، وبشئ من الهزيمة لانه وجه نفس سلاحي الى صدري … المنطق !
اليست الامرأة واحد ام انا غلطان … ؟ ومن فمك ادينك !
ولكنك حسبتها اثنان … وانا اكاد العن المنطق ، وابو المنطق !
حسبتها اثنان … حسب المنطق ! لو قلت لي مثلا رجل زائد رجل … لا استطيع ان احسب الرجل اثنان لانه لا يحبل … ايضا حسب المنطق ، اليس كذلك ؟
وهكذا ان وضعته على راسه ينقلب على رجليه ، وان وضعته على رجليه ينقلب على راسه … !
هل فهمتم شيئاً … ؟!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق … على حادث اللا أم التي القت بطفليها في نهر دجلة !
- تعليق على قطع رأس المدرس الفرنسي … !
- آلام غسان … ! ( قصة قصيرة )
- الاعلام المصري .vs الاعلام الاخواني … !
- اشجان الماضي … ! ( قصة قصيرة )
- الرسالة المجهولة … ! ( قصة قصيرة )
- الصعود الى الجنة … ! ( قصة قصيرة )
- السكران لا يكذب ابدا … ! ( قصة قصيرة )
- قادتنا … هم من ضيعونا !
- ويعود الحب الى وصاله … ! ( قصة قصيرة )
- قف ايها الزمن ، ما اتعسك … !! ( قصة قصيرة )
- هل يمكن ان يدخل حصان طروادة الاخواني الى مصر عن طريق المصالح ...
- حسن الختام … !! ( قصة قصيرة )
- الحاجة سندس … ! ( قصة قصيرة )
- ومن الجمال ما قتل … ! ( قصة قصيرة )
- الاخوان … وبداية الانهيار !
- حسون … ! ( قصة قصيرة )
- غدر الصديق … ! ( قصة قصيرة )
- قرينة الشيطان … ! ( قصة قصيرة )
- اسماء تستحق التبديل … ! ( حكاية … من الواقع العراقي المعاصر ...


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - مُعارض بطبعه … ! ( قصة قصيرة )