أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - السكران لا يكذب ابدا … ! ( قصة قصيرة )















المزيد.....

السكران لا يكذب ابدا … ! ( قصة قصيرة )


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6707 - 2020 / 10 / 18 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


توجس وخيفة … تقظّان مضجع زينب ، وتقفان حائلا ، وسدا منيعا بينها ، وبين النوم … ارق شبه دائم … تتقلب على جمر النار … والاستاذ فؤاد زوجها نائم في العسل … كانه طفل بعد الاستحمام … يغط في سبات عميق … تسمع له شخيرا منفِّراً … ربما من التعب ! تعب … ؟! اي تعب هذا … ؟ وهل يتعب هذا الناعم حتى يشخر ؟ ان في الامر سراً لا تعرفه … ! يا ترى اي نوع من التعب هذا ؟ عمله مريح ، ولا يستدعي هكذا شخير ، واستغراق في النوم كانه ميت … بعيد الشر … ! دخلت في طور جديد من القلق … ثم اخذت تنظر الى زوجها نظرات شك ، وريبة … وتهز راسها ، وتحرك يديها كأنها تريد خنقه ، وتقول : آخ … آخ منك … يا ابن نعيّمة !
فكرت … فكرت ثم قررت ان تدخل على گوگل ، وتكتب شخير الزوج … او شخير فقط بلا الزوج … بلا تبن ! حتى تعرف تفاصيل عن هذا الشخير ، هل هو من التعب ام من شئ اخر … انها تعرف ان في نهاية اي علاقة حميمة بينهما يستغرق زوجها في النوم … نعم ، ولكنه لا يشخر مثل هذا الشخير … ما الذي جرى ويجري دون علمها ، يا ترى ؟!
ثم دعونا من الشخير … ما سر هذه الهدايا التي يغدقها عليها دون حساب !
قررت اولا ان لا تتسرع ، وان تخصص له عين واحدة من الاثنين ، وتراقبه من بعيد لبعيد دون ان يشعر … !
فهي منذ اليوم الذي بدء يعاملها معاملة لطيفه ، ورومانسية لم تعهدها فيه سابقا ، وياتيها بالهدايا بمناسبة ، ومن غيرها حتى بدء الفار يلعب بعبها ، وبدءت تتسائل عن هذا الكرم الحاتمي ، وهذه المشاعر الفياضة التي هبطت عليه … فهي لم تعهده كذلك ، وتتذكر المرة الاخيرة التي اهداها هدية بمناسبة عيد زواجهما قبل سنتين او اكثر حتى قالت له مرة مداعبة ً بانه يكتب على سطر ، ويترك الاخر ، وتعني بانه قد ياتيها بهدية في مناسبة ، ويترك اكثر من مناسبة ، ولا يقدم لها شيئاً !
ثمة شئ يحدث من وراء ظهرها … ما هو ؟ لا تعلم لحد الان !
وفكرت في استشارة صديقتها الروح بالروح رغد على الرغم من ان زوجها كان قد نبهها منذ البداية بان لا تنشر غسيلهم على حبال الجيران والصديقات ، وكان يوصيها دائما بالحذر من الصديقات بالذات فهن لا يردن خيرا على الرغم من اظهارهن عكس ذلك … !
ولكنها قررت ان تتجاهل تحذيرات زوجها هذه المرة ، وتذهب لاستشارة صديقتها رغد … لانها فسرت تحذيره هذا محاولةً منه لحماية نفسه ساعة الزنقة … ولأنها بصراحة قد ناءت بحملها لوحدها ، ولا تستطيع تحمل المزيد … ستجن !
ماذا قالت لها رغد صديقتها الروح بالروح بعد ان شرحت لها الموضوع من البداية حتى النهاية … ؟ قالت لها رغد : بان زوجها اكيد عنده علاقة مع امرأة ثانية ، وانه يخونها … والرجل عندما يخون زوجته يغرقها بالمشاعر ، والهدايا من دون ان يشعر لان ضميره يؤنبه اذا كان عنده ضمير على هذه المغفلة التي تقبع في المطبخ مع البصل ، والباذنجان ، والبطاطا ، وهي لا تدري من الحياة شيئاً … !
جن جنون زينب ، واخذت ترغي ، وتزبد ، وتتوعد ، وتهدد … لكن رغد هدئتها ، وقالت لها … ما هكذا تورد الابل ، يا صديقتي ! دعينا نفكر حتى لا يؤدي التهور الى ان يكتشف الزوج المحتال اننا اكتشفنا الملعوب ، ويعود الى رشده ، ويوقف هذه الهدايا التي فضحته من دون ان يدري ، ويشعر … دعينا نضع خطة محكمة نستدرجه بها الى كمين يعترف هو بنفسه عن هذه العلاقة ، وبعدها نتركه لك لتفعلي به ما تشائين !
ولكن كيف … ؟ … كيف ؟ دعينا نفكر … نفكر … فاقترحت رغد اخيرا بعد تفكير طويل اقتراحا غريبا ، وتركت مهمة تنفيذه الى زينب … وبعد ان شرحت رغد الفكرة رحبت بها زينب ، واستلطفتها ، وقالت انها هي … هي التي ستكشف المستور ، وتُظهر الحقيقة ، وانها قدها ، وقدود … !
ما هي الخطة … ؟ ببساطة تعتمد الخطة على حكمة سمعتها رغد مرة ، او قرأتها لا تتذكر … تقول : من فضائل السكران انه لا يكذب … وان الخمر تشل الجزء المسؤول عن الكذب عند السكران … فيمتنع عن الكذب ، ويخرج ما بداخله بعفوية ، ودون قيود ، او تدخل منه … طوال فترة سكره ، وهذه واحدة من اهم نقاط ضعف الرجال … !
وما على زينب الا استدراج زوجها الى السكر ، وسيعترف لها بكل شئ … ولكن المشكلة ان فؤاد قد امتنع عن الشراب منذ فترة طويلة بسبب معارضة زوجته ، ونفورها من الشراب فكيف ستعيده اليه ثانية ، وباية حجة … تركت رغد لها هذا الامر ، وعليها ان تجد وسيلة ، وتدبر امرها !
وصادف ان كان عيد زواجهما على الابواب فقررت زينب ان تكلف شقيقها ان يشتري لها زجاجة خمر من النوع الممتاز ، والذي يفضله زوجها ، ولا يستطيع مقاومة تناوله عندما يراه … دهش الاخ من نوع هذه الهدية التي تريد شقيقته ان تهديها الى زوجها ، وهو يعرف زينب لا تحب الخمر ، ولا شاربها ! لكنه نفذ الطلب … اخذت زينب القنينة ، وهي متاففة ، ومنزعجة ، ولكن ما باليد حيلة …
وفي تلك الليلة هيأت زينب صينية ، ووضعت فيها ما لذ وطاب من طعام ، ومزة … جلس الزوج غير مبالٍ لانه في الحقيقة كان قد نسي هذه المناسبة اصلا ، ولم يهيئ لها هدية … فشعر بالحرج ، واعتذر من زوجته ، وقبلها ، ولكنها لدهشته ، وجدها سهلة ، ومتسامحة على غير عادتها ، وقالت له : ولا يهمك حبيبي … بسيطة … انا مسامحاك … انا هيأت لك مفاجأة حلوة ستعجبك … !
فدخلت الغرفة ثم خرجت بعد لحظات ، وهي تخبئ الزجاجة خلف ظهرها ثم قالت : حزر … فزر … ترام … ترام ، واخرجت الزجاجة ، واشهرتها امامه … ثم وضعتها على المائدة ، وسط دهشة زوجها بل صعقته ، وهو ينقل نظره بينها ، وبين الزجاجة فاغرا فمه دهشةً … فرك عينيه ، وكأنه لا يصدق ما يرى ، ولا ما يسمع … وقال بصوت خافت ، وكأنه يخاطب نفسه : معقول … !
حبيبي هذه مناسبة عزيزة ، وخاصة … يباح فيها المحظور ، وانا لا استطيع ان امنع عنك شيئاً تحبه ، ولا يهون علي … حرام … فاشرب ، وتمتع ، ودعنا نعيش ليلتنا هذه بفرح ، ومرح … وفؤاد يبحلق بها ، وكانه مصعوق بتيار عالي الفولتية من هول المفاجأة … حتى شعر بالحاجة الى من يقرصه ، او يدلق عليه دلو ماء ليستوعب الامر … ثم يتقدم بعد ان تاكد بان ما يحدث حقيقةً ، وليس حلماً ، ويفتح القنينة مستغرقاً في لحظته الراهنة يحدوه الفرح ، وهو يدندن بلحن خفيف … ثم يبدء ، والسرور بادياً على محياه … !
وبعد الكأس الثالثة ، والرابعة اخذ فؤاد يهز وسطه من دون موسيقى ، وبعد الكأس السادسة ثم السابعة اخذ يضع الكأس على راسه ، ويرقص رقص الحجالة ، وبعد كأس اخرى تحول الى الغناء بصوته الاجش القبيح ، وبعد الكأس ما قبل الاخيرة تحول فجأة … واصبح رقيقا ، ورومانسيا ، وبدءت الكلمات تتعثر على لسانه ، وثقل لسانه ، واصبح يخلط الشيش مع البيش ، ويقرأ الديك حمار … وهو يسير بقوة نحو الذوبان … حتى استوى على الاخر … نظرت اليه زينب بعيني صقر يتاهب للانقضاض على فريسته ، وقالت مع نفسها : دقت ساعة العمل زنوبة … !
تمدد فؤاد من الاعياء ، والخدر على ( القنفة ) مستسلما لعذوبة الاحلام الوردية التي بدءت تفور في راسه ، ووجدانه بتاثير الشراب ، وهو يبتسم مسرورا على الآخر …كانه يسترجع نوعا معينا من الذكريات … ثم استلمته المحققة الجنائية زينب كولومبو :
حبيبي … حبيبي … ؟ بمنتهى الرقة ، واللطافة المصطنعتين …
نننعمم … وهو يضع كفه حاجزا فوق عينيه كانه يمنع الضوء عنهما ليرى ما امامه جيدا … ثم يضيّق عينيه ، ويبحلق بها …
ننعععم حببيبببتي … وكانه يتعلم النطق لاول مرة !
انت تحبني … ؟
ها … انتتتِ … اننتتِ منو … ؟
همت بضربه بالقدح الذي بيدها ، ولكنها تمالكت نفسها …
نسيتني حبيبي بسرعة … ؟ وهي تضغط على اسنانها بعصبية …
لا … صدددگ انتِ منووو … آني ووين شايففچ … ؟ يجيبها ، وهو يتجشأ بصوت عالٍ … !
لا يا … ابن نعيّمة … ! قالتها بصوت خافت … ثم همت مرة اخرى بضربه بما بيدها … لكنها توقفت !
نععمم … ؟! يستفهم عما قالت !
آني زوجتك ، وحبيبتك زنوبة نسيتني … ؟
ززنووبة … زنووبة ؟ محاولا التذكر … ثم اخذ يغني … زنوبة آه زنوبة آه … ويطق الاصبع !
وهي متمالكة نفسها بصعوبة … زين حبيبي … آني شنو اسمي … ؟
ينظر اليها فؤاد بعينين يوشك ان يلتقي جفناهما … بتاثير النعاس ، والخمر … ثم تنفرج اساريره فجأةً … يبتسم ابتسامة عذبة … آه … آه … ثم ، وهو يحاول معانقتها … !
حبيبببتي ههداوووي !!
وعينك ما تشوف … الا النور … !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادتنا … هم من ضيعونا !
- ويعود الحب الى وصاله … ! ( قصة قصيرة )
- قف ايها الزمن ، ما اتعسك … !! ( قصة قصيرة )
- هل يمكن ان يدخل حصان طروادة الاخواني الى مصر عن طريق المصالح ...
- حسن الختام … !! ( قصة قصيرة )
- الحاجة سندس … ! ( قصة قصيرة )
- ومن الجمال ما قتل … ! ( قصة قصيرة )
- الاخوان … وبداية الانهيار !
- حسون … ! ( قصة قصيرة )
- غدر الصديق … ! ( قصة قصيرة )
- قرينة الشيطان … ! ( قصة قصيرة )
- اسماء تستحق التبديل … ! ( حكاية … من الواقع العراقي المعاصر ...
- وجهة نظر حول التطبيع … !
- الاخوان … وتوالي الاحباطات !
- موهوب ، ولكن بطريقته الخاصة … ! ( قصة قصيرة )
- المصيدة جاهزة تنتظر فأرا … !!
- هل للسعادة من باب … ؟! ( قصة قصيرة )
- سعيد ، ولكن … ! ( قصة قصيرة )
- ابن زنا … ! ( قصة قصيرة )
- ما موقف الاخوان في حال وقوع صدام بين مصر وتركيا ؟!


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - السكران لا يكذب ابدا … ! ( قصة قصيرة )