أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في شرق الاوسط وسبل الحل المحتملة المدخل 1-1















المزيد.....

من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في شرق الاوسط وسبل الحل المحتملة المدخل 1-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 09:07
المحور: القضية الكردية
    


القضية الكردية في الشرق الأوسط وسبل الحل المحتملة
المدخل
القضية الكردية هي من أشد القضايا تعقيداً في الشرق الأوسط، تتخذ طابعها من نمط تكوّن الواقع الذي تستند إليه، ولا مفر من أن تشابك القضية الكردية بشكل أكثر في المستقبل ـ مثلما كان في التاريخ وحتى يومنا هذا ـ سيؤدي إلى كثير من المشاكل الجديدة إذا لم يجر تناولها بطريقة صحيحة، وتمتلك القضية الكردية صفة أكثر شمولية من قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي التي تشغل العالم كثيراً، كما أنها وجدت في موقع أكثر عمقاً منها من حيث الشكل، ويؤدي عدم ظهور هذه المشكلة كلياً إلى تقييمات ناقصة وخاطئة، نظراً لوجودها في أكثر المناطق استراتيجية من زاوية تعداد السكان والجغرافيا والظروف الاجتماعية والسياسية، وتأتي في المقدمة من حيث نوعية القضايا وثقلها.
ويؤدي تقسيمها بين الفرس والعرب والأتراك كقوميات أساسية في المنطقة، إلى تأثير واسع لها على مستوى المنطقة بأكملها، وحل هذه المشكلة في جزء من الأجزاء يسفر عن الضغوط على الدول لحلها في الأجزاء الأخرى، مثلها مثل الأواني المستطرقة، ويكون التأثير مشابهاً في حال حدوث عكس ذلك. إن الظروف الجغرافية الوعرة جعلت عامل الكفاح المسلح مندرجاً على جدول الأعمال دائماً، فقد خلق الاحتلال الذي حدث في جميع مراحل التاريخ مقاومة بشكل أو بآخر، وكأن الحياة تسير مع حالة نفسية التمرد الطبيعية، وقد وصل تعداد السكان إلى أربعين مليون نسمة لوجود الإمكانيات الطبيعية المتطورة، ويشكل هذا الرقم كماً كبيراً من أجل إقامة الحسابات الاستراتيجية عليه.
لقد أدى توجه العشائرية التي كانت شكلاً تقليدياً عبر التاريخ نحو الانحلال المكثف، وإلى عدة تجديدات في البعد الاجتماعي لأول مرة، إذ حول حرمان المشاكل الاجتماعية من طرق الحل الحديثة تلك التجديدات إلى أرضية لظهور أزمات ثقيلة، ففي الوقت الذي تجددت فيه الكثير من المجتمعات وتخلصت من مشاكلها، تطور التجديد الكردي باتجاه معاكس، وأضاف إلى التعقيدات التاريخية تعقيدات جديدة، ناهيك عن الحل، فإنكار الوجود الكردي أو عكسه بصوره مختلفة تكاد تكون السياسة المسيطرة، ومن جانب آخر فإن الإمكانيات التقنية المتزايدة والمعرفة في العالم تؤدي إلى انفجار الوعي والمطلب، وعدم تطور طرق الحل الديمقراطية في كافة أنحاء الشرق الأوسط يؤدي إلى انفجارات غير متوازنة، تجلب معها الكثير من الأحداث المأساوية، لقد جعل انسداد طرق الحل الدينية التقليدية وطرق الحل الحديثة، خيار العنف طريق الخلاص الوحيد الذي بقي دائماً على جدول الأعمال، ويعني ذلك سفك الدماء والمأساة وتعمق المأزق في أجواء عدم توازن القوى، والأسوأ والأكثر سلبية من ذلك هو أن المؤسسات الدبلوماسية الإقليمية والدولية، تظن أن إنكار وتأجيل هذه القضية بدلاً من الاهتمام بها رغم كبرها واحتلالها مكاناً أوسع من القضايا المشابهة لها سياسة عقلانية، وأدت المصالح المتبادلة على الموقع الجغرافي الاستراتيجي، إلى ظهور المواقف اللاإنسانية من خلال ديبلوماسية سرية كمنهج سياسي أساسي دون أن يتم الالتزام بأية قيمة أخلاقية.
لا شك أن الأسباب الداخلية تلعب دوراً هاماً في وصول القضية الكردية إلى هذه الحال أكثر من الأسباب الخارجية، لقد تم إيصال القضية الكردية إلى وضع متشابك وغير معروف لدرجة أن أصحاب المواقف الحقيقيين وفي مقدمتهم الكرد أنفسهم بقوا حيالها عاجزين عن كيفية إظهار مواقف منسجمة وذات نتيجة مرضية.
لذلك فإن ما يجب القيام به قبل كل شيء هو تناول الظاهرة الكردية بكل جوانبها، لفهم ما يقال عن هذه الظاهرة من جميع الجهات، بدءاً من أصحاب الرأي الذين ينكرون هذه الظاهرة، وصولاً إلى أصحاب المواقف العاطفية، وتوحيدها في تعريف أقرب إلى الصحة، وحتى إذا لم يتم تحقيق ذلك فيجب دفع هذه الظاهرة والقضية إلى جدول أعمال الأوساط المعنية بموقف أكثر علمية وبأبعاد واضحة ومفهومة، فالنقاش المستند إلى الظواهر العلمية سيزيد على الأقل القاسم المشترك المتعلق بكيفية الوصول الى طرق حل سلمية، إلا أنه من الواضح انه لا يمكن الوصول إلى أي هدف من خلال حوار الطرشان مثلما حدث حتى الآن. إن المنطق الذي يقول "قمت بذلك وانتهى" بمبادرات أحادية الجانب، قد بات معروفاً على أنه أسوأ منطق، يجب الالتزام بنهج الحوار عبر التاريخ وفي يومنا هذا أيضاً كأفضل طريق للحل في جميع أنحاء العالم، وجعل ذلك أساساً لهذه القضية، حيث لم يربح أي طرف من فرضه الأمرَ الواقعَ على الطرف الآخر، ولن تتم إزالة هذه الظاهرة كما لم يتم إخراجها من كونها مشكلة، ولم يجر الوصول إلى أية إمكانية للحل من خلال تلك الممارسات.
وفي هذا الوضع فإن تعريف الظاهرة الكردية يحظى بأهمية كبيرة، وأكبر خلاف يتمركز حول كيفية تعريف هذه الظاهرة، هو بقاء العرب تسمية الكرد بـ "عرب اليمن"، والأتراك يسمونهم بـ"أتراك الجبل"، والفرس يعتبرونهم من أنفسهم، أو أن يرى الكرد أنفسهم أصفى الشعوب وأنقاها، لا يمكن أن تكون هذه المواقف السياسية الناتجة عن ذلك مختلفة عن غيرها، ولا مفر من أن تجلب المواقف السياسية المميزة معها ممارسات مميزة، إذ لا يؤمل سوى أن تجلب معها صراع العميان ومآسي ومآزق لا يمكن الخروج منها.
إن ممارسة واقع التمرد وحملات التنكيل التي تمت حتى الآن تؤكد صحة هذا التقييم، وحتى الانطلاقة العملية بقيادة حزب العمال الكردستاني PKK الذي لم يستطع أن يتخلص من هذا التطور الأحادي الجانب، ومن تقييمه هكذا من قبل الآخرين رغم جهوده وادعاءاته العلمية.
لا شك أن الظاهرة الكردية لم تنزل من السماء، إنها تظهر قرباً هاماً مع القضايا المشابهة في العالم، لكنها تحمل مزايا بارزة خاصة بها، وما يجب القيام به هو سبر جوانبها الخاصة بها بمقدار تشابهها مع القضايا الأخرى، ويمكن أن تؤدي السياسات المستندة إلى التشبيهات العامة فقط، إلى نتائج لا يمكن الخروج منها، كما يمكن الوصول إلى النجاح عند الممارسة الواقعية التي تتيح إمكانية الوصول إلى نتائج مستنبطة من الخصائص الأصيلة بشكل جيد، حيث لم تتم تجربة ذلك حتى الآن، ولهذا لم يتخلص أي طرف من الأطراف من الفشل في هذا الموضوع.
لقد تم إظهار مواقف مشابهة ومعاكسة حيال القضية الكردية في التاريخ وفي يومنا هذا، ويمكن تقييم هذه المواقف في ثلاثة فئات عند أخذنا لخصائصها العامة.
الأولى هي المواقف الناكرة لوجود الظاهرة الكردية، وبحسب هذه المواقف لا يوجد شيء اسمه كردي، أو أنها قضية شيطانية مصطنعة من قبل أعداء البلد الذي يوجد فيه الكرد، ولذلك فإن ما يكتب ويقال باسم القومية الكردية أو الوطنية الكردية هو نوع من الاعتداء وموضوع محرم، لذا يجب نفي وجود هذه المشكلة، بل ويجب إزالتها، ومع الأسف أن القرن العشرين الذي تطورت فيه الموضوعية والعلمية، يشهد هذه الآراء أكثر من أي عصر مضى نتيجة لوجود قوميات حاكمة، إلا أنها واقعة لا مفر من قبولها حتى لو كانوا عميان، كونها منطقة تحمل خصائص اقتصادية وسياسية واجتماعية وبنية لغوية مميزة حتى ولو تم اعتبارها من القومية نفسها، ويراد عدم استيعاب المناطق والثقافات البعيدة من أن تحمل تكاملاً ضمن عدة قوميات كالأوروبية والأمريكية المتطورة، إن المواقف التي تقول: "نحن مجتمع واحد إلا أن الأجانب يقومون بالتفرقة رغم وجود الفروقات الكبيرة هي بصفة أحكامٍ إنكار يندر ما نرى رؤية مثيلاَ لها في التاريخ، ولكن أصحاب هذه المواقف يفقدون الثقة والمصداقية، سواء من خلال الأنشطة المتواصلة، أو من خلال التطور التقني والعلمي الذي لا يعرف الرقابة، إن الظاهرة التي تستند إليها القضية قد أرغمت حتى المتنكرين لها إلى تطوير مواقف مميزة، وإلى قبول أهون الأمرين دون رغبة.
أما أصحاب الرأي الثاني فهم يقفون في موقع معاكس، يحاولون تطوير سياسة من خلال مواقف وسلوكيات ليس لها علاقة بهذه الظاهرة كثيراً، عبر مواقف تفتقر إلى العاطفة والموضوعية، وهذا ما نسميه بأسلوب أدب الحماسة، لنترك جانباً حل القضية الكردية التي تعتبر قضية متداخلة يصعب الخروج منها بهذه الطريقة، فان هذا الأسلوب يلعب دوراً سيئاً في تعقيد المشكلة، وبعضهم يحاول تطبيق هذا المنهج من خلال المفاهيم القومية البدائية أو المنظور الديني، ويعتقد بعضهم الآخر أنه يطبق ذلك باسم اليسار والثورية، إن كردية القرن العشرين قد أفنت عمرها بهذه المناهج وأصبحت أكثر تعقيداً، ووقعت في وضع يخلو من أية تطلعات، هذا الموقف ألقى كل الذنب على قوة الدولة أو الموقع الذي يشكل حاجزاً للطرف المضاد، ولا يشعر بضرورة النقد الذاتي الجذري للتعرف على أخطائه ونواقصه، وما وصلت إليه هذه الشريحة هي الشخصية والروح التي فقدت طموحاتها وتطلعاتها والتردي إلى وضع الاستعداد للاستسلام لكل الظروف، وهذا يعتبر استسلاماً للعبودية، ولمفهوم القدرية الذي يقول "هكذا جاء وهكذا سيستمر" المتوارثة من أيام الأجداد.
يجب أن نتحدث عن شريحة أخرى تلعب دوراً بين هذين الرأيين، وهي الشريحة التي تلعب دوراً منذ أقدم مراحل التاريخ على شكل عمالة تقليدية، وهي التي تعرف كيف تقوم بتجديد نفسها حسب المرحلة، وقد أصبح ممثلوها ماهرين في كيفية اتخاذ مواقف مؤيدة للطرف الأقوى، وهم يظهرون مهارة في جعل الأسرة والسلالة باقية في الطبقة العليا، ويجعلون مصالحهم دائمة باتخاذ مواقف إلى جانب الطرف المتربع على السلطة، من خلال توظيف أعضائهم في جميع مراكز القوى المحتملة كشركة لأسرة، ويواصلون ذلك كسياسة أساسية لهم.
المهم بالنسبة لهؤلاء ليس الرأي والمبدأ والأخلاق، فمبدؤهم وكل ما يملكونه مرتبط بمكان وجود مصالحهم، إن هذه الشريحة الوسطى هي التي سممت القضايا الاجتماعية وجعلت الخروج منها مستحيلاً، هؤلاء يمتلكون القوة ولديهم تجاربهم التاريخية، ويعرفون مع من وكيف يقيمون علاقاتهم..؟ وكيفية إبراز أنفسهم، ولا يعرفون احترام أية قيمة معنوية ومبدئية متينة للمجتمع، لأن ذلك لا يتوافق مع مصالحهم، وربما تكمن ظاهرة أكثر خصوصية في هؤلاء ولا يمكننا رؤيتها في العالم، فهذه الشريحة هي المسؤولة عن وجود الظاهرة الاجتماعية وعن كل المشاكل الناتجة عنها، وإن لهؤلاء موقعاً يمكن معه إفشال أية خطوة إيجابية، لأنهم يخدمون الدولة بأبخس ثمن، هم ماهرون في التلاعب بنجاح مع كلا الطرفين، وحتى أنهم يواصلون علاقاتهم مع أحد الطرفين في الخفاء ويستطيعون الاستفادة من الطرف الآخر، وإذا لم نقم بالكشف عن هذه الشريحة بكل جوانبها وتحليلها وإذا لم نستطع تحييدها، فلا يمكن استيعاب وفهم الظاهرة بشكل صحيح، كما لا يمكن إيجاد أي حل صحيح للقضية.
كرأي ثالث يمكننا أن نشير إلى مواقف الشريحة التي تدعي أنها علمية، إذ لا تمتلك هذه الشريحة إمكانية الاستيعاب للقدرة العلمية، رغم أن لديها نوايا حسنة، والظواهر التي تحددها مجزأة وبعيدة عن أن تكون منتظمة، وضعها يشبه من يحاول وصف الفيل من خلال تلمس شعرة منه، ولهذا يمكن أن تلعب هذه الشريحة دوراً سلبياً يماثل دور أصحاب الآراء الأخرى على الأقل، إن نصف الرأي ليس أقل خطورة من رأي خاطئ منظم، ويحتاج الموقف العلمي إلى تركيز جاد على مستوى متقدم، ولا يمكننا أن ننتظر من النهج العلمي نتيجة دون تحقيق تراكم يعتمد على النظرية والبحث والتدقيق والملاحظة، وتوجد عدة نتائج لمواقف نظرية تعتمد على الملاحظة ولكنها لم تتجاوز أكثر من أن تكون معلوماتية، لأنها لم تخلص نفسها من الجوانب الدوغمائية واليوتوبية كونها لا تستهدف الحل، ويعتقد أصحاب هذا الاتجاه أن وجودهم في موقع لا مسؤول، كعدم إمكانية الحل بالطرق العلمية، هو أمر علمي أكثر من أن يعملوا من أجل سياسة واقعية قابلة للتطبيق، إلا أن العلمية هي الأداة الواقعية الوحيدة لإيجاد حل للمشكلة، فإذا كان حل كل المشاكل المشابهة في العالم ممكناً، لا يمكن تحميل ذنب عدم الحل للمنهج العلمي، إن ذلك لا يعبر سوى عن عدم استخدام هذا المنهج بهدف الحل بطريقة مقتدرة ونزيهة، فكما لا يجوز القول: لا يمكن مداواة مرض معروف وقد تمت معالجته سابقاً، فلا يمكن القول ايضا: لا يوجد حل لمشكلة اجتماعية ناضجة ومشابهة لذلك، وفي هذه الحال لا يمكن التحدث إلا عن أطباء غير مؤهلين وغير مقتدرين، وعدم كفاءة الطرق العلاجية أو الخطأ في استخدامها، ولذلك فإن الإصرار على المنهج العلمي هو طريقة الحل الصحيحة والوحيدة.
لم تؤدِ المواقف القومية والاشتراكية التي بدت علمية، إلى أية نتيجة إيجابية تذكر على أرض الواقع حتى يومنا هذا، بل كان لها دور كبير في السلبيات، وبات واضحاً مدى الربح والخسارة في النتائج التي نجمت عن الشرائح التي تتبنى مواقف الرأي الرسمي والرأي العميل، ولا توجد أية شريحة تستطيع التحدث عن إيجابية على مستوى الساحة الإقليمية كما في عموم البلاد، إن القضية الكردية مع القضايا الأخرى هي السبب الأساسي في الأزمات التي تعاني منها الدول الموجودة في الساحة الإقليمية، مما يعني إفلاساً لمناهجها السياسية.
لا يمكن التحدث عن النتائج التي أدت إليها المفاهيم السياسية التي تعمل بالتستر على المشكلة وتعمل على جعلها تهرأ، وتجعل من ذلك أساساً للحل لأنها بعيدة عن سبل الحل، بالإضافة للوضع المتأزم الذي تشهده الدول المعنية، حيث أن هذا الوضع المتأزم له علاقة مباشرة بالذهنية السياسية الحاكمة في الشرق الأوسط، فإذا كنا نتحدث عن تفوق الحضارة الأوروبية، فإن ذلك نابع من مواقفها العلمية نحو حل مشاكلها وتجربتها في استخدام طرق الحل الديمقراطية حتى النهاية.
إن حزب العمال الكردستاني الذي أظهر موقفه المؤمن بالاشتراكية العلمية تجاه الظاهرة والمشكلة الكردية، يواجه ضرورة ممارسة النقد الذاتي في الواقع التطبيقي له، بعيداً عن الوصول إلى الحل رغم تحقيقه تطورات هامة، حيث يجب أن نفهم جيداً أن الإيمان بنزاهة الاشتراكية العلمية والالتزام بها بشكل قريب من النمط الدوغمائي لا يكفي لوحده، حيث لم يستطع الحزب أن يكون علمياً بما فيه الكفاية، إن العلمية نفسها تأخذ الشكوك ذات المضمون والمعنى أساساً لها وليس الإيمان، وأدى استبعاد الشكل العلمي عن النهج ـ لأن الإيمان كان موجوداً منذ البداية ـ إلى سهولة الانزلاق إلى الدوغمائية، فمن الواضح أن الإيمان إذا وصل إلى مستوى الدوغمائية يصبح كالستار الذي يحجب رؤية الحقيقة حتى ولو كان له أساس علمي، ناهيك عن سهولة دخول الشخصيات التي تنتمي إلى المجتمع الإقطاعي غير المتطور باتجاهاتهم العاطفية والدوغمائية رغم أنها تعرضت لتربية علمية بسيطة تحت تأثير ثقافة الشخصية الحاكمة التي تهيئ الأرضية لتشكيل عوائق مهمة أمام الموقف العلمي.
يظهر وضع أشبه بخداع النفس عندما تتوحد المغالطة بالمعرفة وعدم الكفاءة العلمية مع هذه الأرضية، ومهما كانت التضحيات والشجاعة كبيرة، يتم استغلال النتيجة بأسوأ الأشكال من لدن الآخرين، فهي تصل إلى وضع التحول إلى أداة بيدهم، وهذا ما ظهر في واقع حزب العمال الكردستاني بكثافة، وهذا الوضع يتطلب إعادة النظر في كل المواقف والمناهج الإيديولوجية والسياسة والتنظيمية والممارسة والأساليب بشكل شامل ليتم تجاوز السلبيات عن طريق النقد الذاتي وتصبح الإيجابيات مهيمنة.
ما يجعل قيام حزب العمال الكردستاني بدراسة واقعه العملي أمراً ضرورياً لاستخلاص النتائج من الدروس والتجارب الماضية لأزمة الاشتراكية المشيدة وأزمة الحضارة الرأسمالية في جميع أنحاء العالم، مما يجعل استكمال وتفعيل الخطوات التي اقدم عليها في هذا الاتجاه في المؤتمر السابع الطارئ واستكمالها في المؤتمر الثامن أمراً مصيرياً، فالطريق الأساسي يقتضي إظهار الموقف المطلوب وإنجاحه من خلال معرفة كيفية الوصول الى النتيجة السياسية الأكثر حلاً والأكثر احتمالاً بالمنهج العلمي.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثال ...


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في شرق الاوسط وسبل الحل المحتملة المدخل 1-1