أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مازن كم الماز - مقدمة سادية لكتاب مازوخي - ترجمة مازن كم الماز














المزيد.....

مقدمة سادية لكتاب مازوخي - ترجمة مازن كم الماز


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 16:49
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


هذه مقدمة سوبرفيرت لكتاب ليوبولد فون ساشر - مازوخ "نساء يرتدين الفرو" النسخة المنشورة عام 2008

إن غرضي هنا هو أن أدمر أي متعة يمكنك أن تحصل عليها من هذا الكتاب . قد تعتقد أنك تجلس الآن بشكل مريح , أو ربما تستلقي في سريرك , لكن ذلك ما يفعله جسدك فقط . أما في عقلك فهناك حالة واحدة فقط للقراءة - وضعية الخضوع . عندما تقرأ فإنك دائما تجثو على ركبتيك و تتقبل بتواضع دروسك من الإله الكاتب . كل قارئ هو مجرد زومبي , عبد , روبوت , يريد أن تتم برمجته و إرشاده . ضع جانبا أفكارك الخاصة بك لتقرأ أفكاري أنا . افعل ذلك , افعله الآن . إذا كنت تعتقد أن أي كاتب يكترث لقرائه فعليك أن تعيد التفكير مرة أخرى . وحدهم أحط الكتاب قدرا يحمل أي تقدير أو اعتبار لقرائه . أما بالنسبة لكاتب غظيم فإن القارئ هو فقط عقبة بينه و بين الشهرة . هذا هو السبب في أن الكتب العظيمة يصعب فهمها لدرجة لا تصدق . انظر إلى كتاب استيقظ يا فينيغان . لا يقوم الكتاب بأية مبادرة للمساومة . إنه لا يهتم بك . الكشف الوحيد في الكتاب هو أنك كقارئ في عالم الكاتب تعادل دودة أو عقب سيجارة فقط . كل ما يفعله جويس هو أن يسحقك على الأرض بكعب حذائه . أعرف ما الذي تتوقعه من هذه المقدمة . تريد أن تعرف كل خلفيات القصة . أن تعرف أن ليوبولد فون ساشر - مازوخ ولد عام 1836 , نشر قصته "نساء يرتدين الفراء" عام 1870 , و مات عام 1895 . أن تعرف أنه جاء من جزء من الأمبراطورية النمساوية تعرف اليوم بأوكرانيا . أنه كتب بالألمانية و نشر عددا من الكتب و القصص الأخرى , و حقق شهرة أدبية في حياته . تريد أن تعرف أن فيتشيته ظهرت في كثير من أعماله و أنه كتب قصته "نساء يرتيدن الفرو" بناءا على خبرته كعبد لامرأة تسمى فاني فون بستور . أن تعرف أن أعماله و شخصيته هما ما دفعتا الطبيب النفسي كرافت - إيبينغ ليحدثنا عن ما أصبح يعرف بالمازوخية . لكني لا أريد أن أخبرك أي من هذا . قد يفيدك أن تعرف هذا . ربما لا . لكن هذا يسبب لي الملل بكل صراحة كما أني أنا أيضا لا أكترث بك و بما يفيدك أو ما تريده . الشيء الأساسي هنا هو متعتي أنا . إن الكاتب هو السيد في العلاقة الأدبية . و القارئ هو العبد . إذا أردت أن أخبرك أي شيء عن نساء يرتدين الفرو فعليك أن تستمع فقط ( دون أي اعتراض أو تفكير ) . و إذا لم أفعل فإنك ستستمر بالاستماع ( أو القراءة ) على أي حال . ليس أمامك خيار . أنا من يملك صوتا هنا . أما أنت فمجرد الأذن التي تستمع . اعتد على كل هذا . إذا كنت تتوقع أن أخبرك شيئا ما مفيدا عن هذا الكتاب فأنت غبي . أنا لا أنوي أن ألقي أي ضوء على هذه القمامة . أريد فقط أن أقول أشياءا تزيد التباس و غموض هذا الكتاب , أن ألقي به في الظلام , و أدفنه كما تفعل الحيوانات ببرازها . هذا كان أيضا ما فعله بقية الكتاب أو المؤلفين . لم يذكر فرويد ساشر - مازوخ و لا مرة في دراسته الموسعة عن المازوخية . من المحتمل أن يكون نيتشه قد قرأ ساشر - مازوخ , و هو الذي شغلته كثيرا تلك العلاقات بين السادة و العبيد , لكنه لم يذكر كاتب نساء في الفرو أيضا . و لم يذكره شبنغلر في انحطاط الغرب . أما كافكا الذي استمد الكثير من "نساء يرتدين الفرو" في قصته "التحول" لم يذكره أيضا . جويس الذي كان صاحب ميول مازوخية أشار إليه مرتين فقط في أوليسيس . لكن ذلك كان الاستثناء لا القاعدة . أما موقف بقية الكتاب من ساشر - مازوخ فكان عموما يشبه موقف هنري جيمس : "لم أقرأ كلمة واحدة لساشر - مازوخ . قرأت القليل جدا من رواياته و قد حذروني منه" . حذروك منه - لماذا ؟ لأن ساشر - مازوخ ليس لديه الكثير ليعلمه للآخرين ككاتب . يقر كتاب سيرته أن نوعية و مستوى أعماله انحدرت بشكل كبير بعد "نساء يرتدين الفرو" . "تحفته الفنية" هذه كتبت بتصوير مشاهد صغرى , أشبه باللهاث بين نوبتي جلد بالسوط . حتى هنا انظر إلى الطريقة التي يفسد بها ساشر - مازوخ وصف فيتشيته تجاه الفرو . تسخر واندا من مقارناته : تصرخ واندا " المرأة التي ترتدي الفرو ليست إلا قطة كبيرة , بطارية كهربائية قوية ؟" . قطة كهربائية , بطارية قطط - هذا مهيج حقا . هذا قول ذكي فعلا .... كلا , إنها استعارة مشوشة .. قرف ... ثم مرة أخرى , إذا سخرت منه واندا فإن هذا لأنه يريد أن يكون عرضة للسخرية . يفعل ساشر - مازوخ كل ما بوسعه ليتملص من تمكنه العالي من أعراضه لأنه لا يريد أن يكون سيدها , بل عبدها . كل كلمة محسوبة بدقة لتظهر الكراهية و الاحتقار . يفرط ساشر - مازوخ في التبسيط ( عليك أن تكون إما سيدا أو عبدا ) . إنه يمزج بين الاستعارات ( بطارية قطط ؟ ) .. إنه يناقض نفسه . انظر إليه كيف يفسد أعراضه . إنه لا يعتبرها مازوخية , التي لا توجد ككيان سريري متكامل أو واحد . بل كشيء ما فوق حسي . "كنت أزداد تشوشا مع كل يوم , أكثر خيالا , و أرتفع فوق الحس" . إنه يستمد أصل هذا المصطلح من أفلاطون -

تعليق المترجم - إذا كانت هذه الكلمات قد كتبت لجنس يسجد لأوهامه خوفا و استسلاما , لجنس يجهد كل الجهد ليرى كل قبح نفسه و عالمه في مرآته العمياء على أنها جمال مصطنع لكن مقرف و مقزز حتى الموت .. لجنس يفر من قدره إلى قدره محاولا الاختباء وراء أي تفاهة كي لا يرى نفسه و لا ما حوله .. فإنها تصبح أحق بحق قبيلة كبرى مهووسة بتفاهاتها التي ورثتها , قبيلة كبرى عاجزة سوى عن النواح و الشكوى و التسول , هي التي يرتفع صخبها اليوم داعية لانتصار أخلاق و ثقافة العبيد واسمة و متهمة الجنس و القوة و الشجاعة في هذا العالم بالإجرام و الظلم بينما تمجد الضعف و العجز حتى العنانة و تدعو الآخرين لتمجيد العاجزين و التافهين و المتسولين ... قبيلة كبرى تعيش حالة تثبيت , لا ترى الآخر إلا مغتصبا و لا ترى نفسها إلا ضحية و لا تستعذب فقط دور الضحية بل تستلذ بهذا الدور حتى القذف .. القبيلة التي ولدت بينها و تسمي نفسها خير أمة أخرجت للناس


نقلا عن
https://supervert.com/essays/venus-in-furs/



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الدفاع عن البورنوغرافي ( المواد الإباحية ) ؟ لداني فري ...
- نقاش مع هشام البستاني عن المثقف الممارس و الانتهازي و الحداث ...
- عن أبو عمشة و أبو محمد الجولاني و باسل شحادة و عمر عزيز
- دفاعا عن الفاشية الإسلامية , إنه مصطلح صحيح , و إليكم لماذا ...
- إلى خير أمة أخرجت إلى الناس
- المعارضة السورية و أحرارها و ثوارها
- الله يسامحك و يرحمنا يا ياسين الحافظ
- إحسان الفقيه و هي تحاول أن تقدم الإخوان كأبطال العالم في الت ...
- ما تعنيه السياسة و أن تكون سياسيا أو مثقفا سياسيا مؤدلجا
- الأعزاء في حركة الإخوان المسلمين في سوريا , تعليقا على مطالب ...
- الحرية و العدالة و حقوق الإنسان
- نحو سوريا مدنية ديمقراطية
- نحن و ما بعد الحداثة
- أم هارون : بين شيطنة الفلسطيني و أنسنة اليهودي و مهاترات الأ ...
- إلى عالم جديد , لا يختلف كثيرا عن العالم القديم
- نصيحة لينين للفقراء و الفلاحين و المضطهدين في أوقات الثورات
- خواطر رمضانية كورونية
- الكورونا , الثورة , الثورة المضادة , الرأسمالية , ما بعد الح ...
- ما بعد قدوم غودو الربيع المفترض
- بيان بمناسبة ذكرى الثورة السورية العظيمة


المزيد.....




- واشنطن تعرب عن استنكارها -أعمال العنف والخطاب التحريضي- ضد ا ...
- مجموعة من الدروز تهاجم جنديا إسرائيليا حاول فتح طريق أغلقوه ...
- واشنطن تبحث عن -حل وسط- بين مقترحات روسيا وأوكرانيا لتسوية ا ...
- القوات الجوية البوليفية وفرق الإنقاذ تبحث عن طائرة مفقودة في ...
- إدارة ترامب تطالب المحكمة العليا بالسماح بإنهاء الحماية القا ...
- مصر.. سقوط عصابة من الأوكرانيات اللواتي حولن فيلّتهن إلى مصن ...
- مشاهد جديدة من شقة بوتين في الكرملين (فيديو)
- قاض برازيلي يضع الرئيس الأسبق فرناندو كولور تحت الإقامة الجب ...
- الكاميرون تعلن انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي لمحاربة ا ...
- اليمن.. طاقة نظيفة زمن الحرب تغير حياة اليمنيين


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مازن كم الماز - مقدمة سادية لكتاب مازوخي - ترجمة مازن كم الماز