أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - تجلّيات في حضرة المتنبي...كتابة جديدة














المزيد.....

تجلّيات في حضرة المتنبي...كتابة جديدة


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


أوقفتُ المتنبي
في " البابِ الشرقيِّ *"
وقلتُ له ُ:
- هَلْ رأيتَ الظلاميينَ
ينتحلونَ وجوهَ ملائكةٍ
ويفخخونَ البلادَ
بكيمياءِ الموتِ
والفتنةِ الفادحة ؟

وهَلْ رأيتَ البرابرةَ
يقضمونَ الوردَ
ويَمزّونَ بأكبادِ العصافيرِ
ويدوسونَ على أجنحةِ الأطفال
وقلوبِ الامهاتِ
وفراشاتِ الندى ؟

وهَلْ رأَيتَ المُتظاهرينْ
وصبايا وفتيانَ تشرينْ
وهُمْ يتساقطونْ
كعصفٍ مجنونْ
برصاصِ الوحوشِ الحي
وكواتمِ وسكاكينِ المُلَثّمينْ
والقَتَلةِ المأجورينْ
والغُرباءِ المُستوردينْ ؟

وهَلْ رأيتَ الحَمامَ
الحُبَّ
الانوثةَ
العشبَ
والأغاني
تُقبرُ في مدافنِ الأوبئة ؟

وهَلْ رأيتَ كيفَ قلبُ البلدْ
وقدْ تناهبتهُ الهَمَراتُ
والمفخخاتُ
المآربُ .... المكائدُ
وعواصفُ الأبدْ ؟
فقالَ لي :
( أرقٌ على أرقٍ
ومثليَ يأرقُ
وجوىً يزيدُ
وعبرةٌ تترقرقُ ) **
فتأوّهتُ - حدَّ اللوعة ِ -
وقلتُ لهُ :
كفاكَ الشعرُ إذَنْ
شرَّ السافلِ
والجاهلِ
والعاطل
وكفاكَ سُمَّ الوصولي
والكحولي
والذيولي
والغامضِ والقاتل
فقالَ لي :
بوركتَ ياسليلي وسَنَدي وحبيبي
ثُمَّ صاحَ هادراً كعاصفةٍ
أربكتِ الجنديَّ الواقفَ
في ( نصبِ الحريةٍ) ***
ضاقَ ذرعاً بأنْ أضيقَ بهِ)
ذرعاً زماني وأسْتَكرمتْني الكرامُ
واقفاً تحتَ أَخْمصَيْ قَدْرِ نفسي
واقفاً تحتَ أَخمَصيَّ الأنامُ )
وحينَ شكوتُ إليهِ الذينَ
أقاسمُهم خزامى رغيفي
وأَسْقيهمْ ينابيعَ روحي
وأغْمرُهم بدفءِ بيتي
وأَسْترُ عُرْيَهمْ وعارَهم
ولكنّهم يَعضّونَ قلبي
ويسرقونَ مباهجي
وضوءَ عيوني
فتنفَّسَ مقهوراً ... ويَعْني
لكأنكَ .... انّي :
" أفيْ كلِّ يومٍ تحتَ ضَبْني شويعرٌ
ضعيفٌ يقاويني قصيرٌ يُطاولُ
لساني بنطقيَ صامتٌ عنهُ عادلُ
وقلبي بصمتي ضاحكٌ منهُ هازلُ "
ثم تَبَسّمَ رائقاً
وأشارَ لحصانٍ يعصفُ جذلاناً
في ( نصبِ الحرّيةِ )
وقالَ لي : كنْ نافراً مثلهُ
ومثلَ (جوادِ سليمْ)
وتذكّرْنا حينَ تضيقُ عليكَ
وحينَ تُبتلى بمناكيدِ
ورعاعِ الأرضِ
وعيّاريها الحمقى
ونفحَ بروحي الظمآى
عبيرَ القولِ
ضوءَ الحكمةِ
سرَّ الرؤيةِ
وبهاءَ الشبابْ
وقالَ لي :
( أعزُّ مكانٍ في الدُنا سَرْجُ سابحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ )
ثمَّ إِحْتَضَنني وباسَ جبيني
عاضداً ساعديَّ ومضيئاً طريقي
وقالَ لي : اسْتَوْدعكَ الصبرَ
المِسْكَ ... السرَّ
ياحبيبي وسليلي وصديقي
ثمَّ فارقتُهُ هامساً :
ألقاكَ هناااااااكَ...
حيثُ الفراديسُ تنتظرُنا
لا المتشاعرونَ الصغارُ
ولا "الحواسمْ"
ولا الغنائمْ
ولا العمائمْ
ولا الأَفاعي
ولا الذئابُ
بيننا ياصاحبي
وجعٌ واحدٌ
وحُلُمٌ واحدٌ
ووطنٌ واحدٌ
وقَدَرٌ واحدٌ
وقصيدةٌ وكتـــــــابُ
---------
اشارات
---------
* الباب الشرقي : واحد من ابواب بغداد الشهيرة
** كل ماهو بين اقواس من اشعار المتنبي ؛
وتوجد ثمة اشطر وضعها الشاعر افتراضياً
على لسان المتنبي تعزيزاً لدرامية الحوار
وحلميته الشعرية ؛ وفيها قصدية متعمدة
*** نصب الحرية : أهم وأعظم نصب تذكاري عراقي
ويرمزُ للثورة والحرية وقد أبدعهُ الفنان الخالد جواد سليم



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم على الوجوه والقمصان والاصابع
- هكذا هُنَّ أُمُّهاتُنا - نسخة مُصححة
- الهايكو بوصفهِ ظاهرةً شعريةً مُستوردة
- لَعِب ولهو وكورونا
- في مديح الأُنوثة
- العناقُ نكايةً بالكورونا
- قلوب تمشي على الأَرض
- حَمام فاسد ومتوحّش
- أَسئلة الشعراء
- هايكوات الكورونا
- الحب رغم كوابيس الكورونا
- حب دافئ ولذيذ كشوربة عدس
- ببغاء أَحمق
- أَنتِ تُشبهينَ الحبُ
- تفاحة الجحيم
- قصائدُ البنتِ التي تعشقُ الحبَّ والنايات
- ومضات ثورة الفقراء
- أَرسمُ وطناً وأَسكنهُ الى الأَبد
- قصائد
- روائح وغوايات


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - تجلّيات في حضرة المتنبي...كتابة جديدة