أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - الهايكو بوصفهِ ظاهرةً شعريةً مُستوردة














المزيد.....

الهايكو بوصفهِ ظاهرةً شعريةً مُستوردة


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


لقد لاحظتُ ومن خلال قراءاتي ومتابعاتي الحثيثة هنا وهناك : ان هناك ظاهرة أدبية تدعو للتأمّل والحوار والنقاش والجدل ؛ الا وهي ظاهرة استهجان وعدم تقبّل وتلقي واستساغة
{ شعر الهايكو } وتكاثر الشعراء الذين يقومون بكتابته في الوسطين الثقافيين العراقي والعربي .
ويمكنني أَن أُشير : الى أَنَّ { البعض } من الادباء والكتّاب وخاصة المتضخمي الذوات والأناوات وعباقرة النقد والتنظير التفكيكي والبنيوي والابستمولوجي والبوتيقي }
قد راحوا يُعلنون بمناسبة وبدونها عن استغرابهم
وعدم قناعاتهم كوننا نحن مجموعة من الشعراء العراقيين والعرب قد اتفقنا وقررنا ؛ كما يدّعون ويُروجون هنا وهناك؛
بأننا قد هجرنا وتركنا كتابة الشعر العربي بكل اشكاله وأنماطه وتياراته.
؛ ومن ثم توجهنا وهاجرنا بكل اهتمام وشغف ومثابرة لكتابة شعر {الهايكو } الذي هو نوع وشكل وتيار وفضاء شعري ياباني الاصل؛ بمعنى انه شعر { مستورد } .
وإزاء هذه الظاهرة والقضية الادبية والثقافية التي اعتقدها مهمة ومثيرة للدهشة والتساؤل والاستغراب ؛ استطيع القول بكل وضوح وصراحة :
ان هذا {البعض} يتناسى وربما يجهل ويتجاهل ان كل الشعر العربي الحديث والمعاصر بقصائده ونصوصه من شعر التفعيلة وقصيدة النثر والنص المفتوح وقصيدة الومضة والسونيتات وغيرها ؛
هو في الاصل اوربي وغربي الجذور والنشأة والقواعد والاسس والمنطلقات والتجارب والرؤى الفنية والجمالية ... فهل معنى هذا انه شعر { مستورد } ايضاً ؟
وليس بضاعة ادبية عربية شرعية النشأة والابتكار والصنعة .ولايُخفى ان هذا الشعر الحديث والمعاصر ؛ قد حدثت وحصلت له في بدايات انطلاقته حالات كثيرة من عدم الاستساغة
والاستهجان والتشكّي من عدم القدرة على التلقي والتذوّق والقبول حتى ؛ ولهذا فقد جرى تغييبه ومصادرته واتهام منتجيه من الشعراء الرواد
بتشويه الشعر العمودي والاساءة للتراث العربي واللغة العربية أَيضاً . اذاً وإزاء هكذا واقع حال فاننا نريد أن نتساءل : تُرى ماالذي اختلف او تغيّر في الامر ايها السادة النقاد والمُنظّرون العباقرة ؟
أليسَ هي ذات القضية التي كان الشعر المعاصر والحديث قد عانى منها في بدايات انطلاقته وحتى صيرورته الصعبة والشاقة ومن ثم رسوخ وجوده وكينونته كحقيقة ادبية وثقافية
ولدت بعد عملية قيصيرية عسيرة جداً نتيجة لطبيعة وظروف وتحولات ذلك العصر الصاخب والمُلتبس الذي كان من المنطقي والطبيعي ان تحدث خلاله مجموعة من التحولات والتغيرات الادبية والثقافية والفكرية والمعرفية ؟
وقد صدقَ مَنْ قال : ان كل جديد مرفوض ومطرود ومنبوذ في عالمنا العربي الذي يعاني انسانه أولاً ومثقفه ثانياً من الكثير من العُقد والامراض الجسدية والنفسية؛
ناهيك عن الجهل والتخلّف والأمية والدونية والذل والخنوع وووو الخ ... الخ. ويبدو حقاً أن شرُّ البلية مايُدعونا للضحك الذي يشبه البكاء على واقع حال ثقافتنا العربية الراهنة
التي تعاني من الجمود والركود والتردي والتراجع المحزن ؛ وكذلك يدعونا هذا المصير الموجع والقاسي والغامض الى القلق والأسف على احوال ومصائر ادبائنا وكتّابنا ومثقفينا
الذين يبدون انهم مازالوا يعيشون في عصور ماقبل ظهور ونشوء وانطلاق المذاهب والتيارات والاجناس والانماط والثورات الشعرية المعاصرة
والحداثوية وماوراء الحداثوية ونزعات المغايرة والمغامرة الابداعية التي ابتكرتها وإحترفتها وانجزت من خلالها كل ماهو ابداعي وجمالي مجموعة
من الشخصيات المبدعة والمتحضرة والمثابرة والجادة والمجتهدة ؛ وكذلك فان هذه الشخصيات قد جاهدت واجتهدت وسهرت من اجل ابتكار وانجاز أهم
وأشهر المذاهب والتيارات والحركات والنتاجات الادبية والفكرية والمعرفية والفلسفية في العالم .
-------------------
22-8-2020-اوتاوا
-------------------
* شاعر عراقي - كندا



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَعِب ولهو وكورونا
- في مديح الأُنوثة
- العناقُ نكايةً بالكورونا
- قلوب تمشي على الأَرض
- حَمام فاسد ومتوحّش
- أَسئلة الشعراء
- هايكوات الكورونا
- الحب رغم كوابيس الكورونا
- حب دافئ ولذيذ كشوربة عدس
- ببغاء أَحمق
- أَنتِ تُشبهينَ الحبُ
- تفاحة الجحيم
- قصائدُ البنتِ التي تعشقُ الحبَّ والنايات
- ومضات ثورة الفقراء
- أَرسمُ وطناً وأَسكنهُ الى الأَبد
- قصائد
- روائح وغوايات
- إبحرْ بعيداً
- هايكوات لوركا في السهول
- هايكوات خريف مُبكّر


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - الهايكو بوصفهِ ظاهرةً شعريةً مُستوردة