جورج فلويد وفصائل المقاومة

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 29 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بداية السنة الحالية
قامت أمريكا بضربة جوية لمطار بغداد بواسطة طائرة درون مسيرة سقط فيها أبو مهدي المهندس شهيداً وكان ذلك عقب حرق باب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وسط بغداد والذي جاء بسبب تعدد الضربات الجوية لعدداً من مقرات فصائل الحشد الشعبي راح ضحيتها عدداً من المقاتلين أبناء الفصائل المسلحة المنتشرة على طول مدن وحدود العراق التي تخوض معارك شرسة لمواجهة عصابات داعش في زور كنعوص شمالي الشرقاط ووادي حوران غرب الأنبار وبعض الخلايا المنتشرة على طول الخط الممتد مع تلال حمرين من غرب محافظة ديالى في منطقة العظيم الى شمالي مدينة بيجي .
وكان المهندس رجل المهمات الصعبة في قيادة عمليات تحرير أكثر مدن العراق التي تعرضت لغزو عصابات داعش ومنها عمليات تحرير أطراف مدينة الموصل بأتجاه منفذ اليعربية عند الحدود العراقية السورية وشكل المهندس رأس حربة في قتال داعش وكان يمثل هيبة الحشد الشعبي وقيادته في هيكلية الدولة بعد تصويت البرلمان على ضم الحشد الشعبي لصفوف القوات الأمنية وبات يمثل ركيزة أساسية كأحدى صنوف القوات المسلحة وقد شكلت حادثة المطار علامة فارقة في مسيرة جهاد الحشد الشعبي والفصائل المقاومة للوجود الأمريكي والذي كان يمكن أن تكون بداية النهاية لذلك الوجود الإجرامي .
في الشهر الخامس من العام الجاري
جورج فلويد مواطن أمريكي أسود قتل على يد شرطي يدعى ديريك شوفن من مركز شرطة مينيابولس بعد أن جثى على رقبة فلويد حتى فارق الحياة وكان جورج مواطن عادي تعرض للقتل دون ذنب وهو ما أثار الرأي العام لدى الزنوج أنتشرت على أثرها التظاهرات والأحتجاجات في أكثر من (2000) مدينة وبلدة أمريكية مع عصيان مدني ومقاومة لرجال الشرطة بعد حرق الممتلكات ونهب لعدداً من المحال التجارية وحرق للسيارات وقطع للطرق وتدمير عدداً من النصب والتماثيل الوطنية طيلة أربعة أسابيع تضامنت معهم جهات داعمة في أكثر من (200) دولة بعد أنطلاق حركة( حياة السود مهمة) وقد فرضت الحكومة الأمريكية حظراً للتجوال في (200) مدينة حيث أدت التظاهرات والأحتجاجات العنيفة الى أحراج الرئيس الأمريكي ترامب الذي أمر بالقبض على قتلة فلويد ومحاكمتهم بجريمة القتل العمد مع صدور تشريعات عدة على مستوى الحكومة الفدرالية وعلى مستوى البلديات تهدف الى الحد من السلوك الوحشي للشرطة تجاه الزنوج ومكافحة سلوك الشرطة العنصري .
يتبادر الى الذهن سؤال ماذا فعلت فصائل المقاومة في العراق عندما قامت الحكومة الأمريكية بأغتيال أبو مهدي المهندس وماذا كانت ردة فعل قادة المقاومة تجاه الغطرسة الأمريكية التي أذلتها أرادة الزنوج عند مقتل فلويد ، الحكومة الإيرانية قامت بالرد على مقتل سليماني وأدى قصف بصواريخ باليستية (أرض أرض) الى تدمير قاعدة عين الأسد غربي الأنبار مع أصابة (109) جندي أمريكي فيما أتخذ ترامب قراراً بعدم الرد على الهجمات الأيرانية لتفادي التصعيد بين البلدين وكان ذلك مدعاة للفخر بالنسبة لأيران في أنها قامت بالأنتقام لمقتل سليماني .
فصائل المقاومة لم يكن لها رد واضح تجاه أغتيال المهندس سوى بيانات يأسه لم تعبر سوى عن ضعف الإمكانيات في قوة الرد المناسب وأختيار الوقت المناسب وذهبت تلك الجريمة أدراج الرياح في سجل أمريكا كما ذهبت غيرها من جرائم قصف وحشي لمواقع الحشد الشعبي في القائم وكربلاء وجنوب بغداد مما زاد من عنجهية ترامب في التعامل مع الملف العراقي وعدم أحترام مطالب البرلمان العراقي في خروج القوات الأمريكية من العراق مع أستهداف الحكومة العراقية عند توقيع عقدها مع الصين بتظاهرات تشرين الفوضوية التي أدت الى تكريس المصالح الأمريكية وزيادة قوة نفوذها ، ومع تزايد هجمات بعض الفصائل المسلحة في الآونة الأخيرة ضد المصالح الأمريكية يعطي أنطباعاً في عدم جدوى تلك الضربات بعد أخفاق تلك الفصائل في أستغلال ظروف جريمة أغتيال المهندس وقلب الطاولة على الأمريكان كما فعل الزنوج .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل