أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ثقافة نبذ التطرف.. فيلم (الضيف) انموذجاً














المزيد.....

ثقافة نبذ التطرف.. فيلم (الضيف) انموذجاً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 21:05
المحور: الادب والفن
    


يُعد التطرف واحد من اهم القضايا الاساسية التي تشغل المجتمعات المعاصرة.. بوصفه ثقافة سلبية تعبوية، وفكر ظلامي قائم على اقصاء الآخر.. أي آخر مختلف بالفكر والوعي والتعبير..
وتعمل الفنون بتعدد مجالاتها جاهدة لخلق ثقافة تنويرية تخالف تلك الثقافة الظلامية، وتطمح لخلق مساحة تسهم بنبذ ذلك الخطاب الرافض للاختلاف..
من هنا.. ومن هذه الرسالة الانسانية السامية انطلق فيلم (الضيف) وهو فيلم درامي مصري من إنتاج سنة 2019. من إخراج هادي الباجوري، وتأليف إبراهيم عيسى، بطولة خالد الصاوي، وأحمد مالك، وشيرين رضا، وجميلة عوض.
تتمحور أحداث الفيلم في إطار درامي، يحكي قصة اسرة تنويرية من اب مسلم متحرر وام مسيحية وابنتهما الطالبة الجامعية.. عائلة الدكتور يحيى حسين التيجاني وهو مؤلف وباحث ومفكر يدعو في كتاباته وابحاثه الى تحليل الخطاب الديني على نحو يمتاز بالسلاسة والموضوعية.. فيما يرمي سهام نقده اللاذع للثوابت الاجتماعية الزائفة المتوارثة من صُناع الفكر السلفي المتطرف.. مما يجعله عرضة لتهديدات بالتصفية بسبب آرائه الجريئة..
يحل على العائلة ضيف شاب متطرف بدعوى من زميلته الشابة التي تنجذب إليه وتحاول اقناع عائلتها به... إلا ان الضيف يخطط ويدرس امكانية اغتيال الدكتور يحيى التيجاني...
اعتمد المؤلف في كتابة العمل على دراسة وجهات النظر المتناقضة على نحو موضوعي حيادي من خلال الوقوف عند مصادر معتمدة.. ليكتب صوراً ومشاهد مكثفة منطلقاً من حدث فرعي هامشي (زيارة الضيف لبيت حبيبته) ثم ينتقل بنا الى جملة احداث يشاكس فيها وعلى نحو جزئي العقل الجمعي ويخالفه ...
اعتمد الفيلم في اغلب مشاهده على حوار مثير بين الفكر الليبرالي والفكر المتشدد .. واغلب الحوارات كانت بين الفنان خالد الصاوي الذي أجاد واحترف تمثيل دوره بإتقان عالٍ وربما يُعد دوره في هذا الفيلم واحداً من اهم الادوار التي مثلها في السينما المصرية.. والفنان أحمد مالك، وهي حوارات مشدودة، عميقة، مؤثرة تعتمد النمط الايقاعي المشدود الذي يجذب المتلقي بوصفه يحمل الحجة والدليل.. فقد تمكن المؤلف منح شخصيات عمله اصواتها الخاصة وانفعالاتها الانسانية وهو الامر الذي اسهم في تعدد الاصوات داخل النص ليكون بيئة اجتماعية غير مصطنعة..
وقد وظف المؤلف ادواته الابداعية كلها ليضع امام المشاهد مجموعة رسائل مهمة من دون تشتيت الفكرة الاساسية.. ومن بين تلك الرسائل امكانية التعايش بين الاديان على نحو عام وآلية التعايش بين المسلمين والاقباط في مصر على نحو خاص..
يسلط الفيلم الضوء على قضية الحجاب، وحقيقة وجوبه وحرية المرأة في ارتدائه.
فضلاً عن قدرة الوعي على استيعاب وتقبل الاختلاف والتعامل معه بوصفه وجهة نظر تخالف قناعة الاخر ولكنها لا تعتمد اقصائه... ونقتبس هنا حواراً موجزاً من المشاهد الاخيرة:
المتطرف وهو يوجه سلاحه بوجه الدكتور: أجمع العلماء على كفرك، لأنك تنكر ان الاسلام دين ودولة، وتطعن في الخلافة..
الدكتور من خلف مكتبه والسلاح مصوب باتجاهه: الاسلام دين، وليس دولة وهذا رأيي وان لم يعجبكم ردوا عليه.. لا تكفرونني... انا اكتب بقلم .. ترد عليّ بمسدس؟! ارحموا الاسلام من تشويهكم..
فيلم (الضيف) واحد من الافلام العربية المهمة التي تستحق المشاهدة والانتباه.. ربما لأنه صُنع على نحو احترافي متقن ومتكامل، كما انه يتناول قضية مفصلية مهمة لكل انسان..



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الغضب في فيلم (12 رجلاً غاضباً)
- ثنائية الموت والحياة وتوظيف الزمن الساخر..قراءة في (الساخر ا ...
- وزارة الشباب والرياضة.. دعوة صريحة لقتل الابداع العراقي
- الوصية ما قبل الأخيرة.. قصة قصيرة
- الموت والحياة .. أحياناً! / قصة قصيرة
- قصص قصيرة جداً (وطن خرافي، انحناء، عزلة الحب)
- بيت السيدة العجوز.. قصة قصيرة
- قبر فوق السحاب.. قصة قصيرة
- قصص قصيرة جداً (غرف غائبة ملاحقة)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبول كلي أنا وشيشرون)
- قصص قصيرة جداً (أنا وألبرت أينشتاين أنا وبول فاليري)
- ينقصنا شيء ما...
- قصص قصيرة جداً (أشلاء من السماء الموت لمرة واحدة رقصة المو ...
- قصص قصيرة جداً (أنا وأنديرا غاندي، أنا وهيلين كيلر)
- قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبيرل باك، أنا ومارلين مونرو،أنا وبتي سم ...
- قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير ...
- أنا وأصحاب الحكمة.. قصص قصيرة جداً
- أنا والأسماء.. قصص قصيرة جداً
- اشتعالات.. ق.ق.ج


المزيد.....




- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...
- نجمة عالمية تتألق بفستان استثنائي منذ عام 1951 في مهرجان كان ...
- عند الفجر وقت مثاليّ جدا للكتابة.. نيكول كيدمان محبطة من ند ...
- -ظل والدي-.. أول فيلم نيجيري يعرض في مهرجان كان السينمائي
- -النمر- يحضر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي بأج ...
- تضارب الروايات حول دخول مساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس
- قطاع غزة.. 55 قتيلا بينهم فنانة في غارات استهدفت نازحين ومنا ...
- ‏انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس ...
- رواية -حارة الصوفي-.. التأريخ بين قبعة الاستعمار وطربوش الهُ ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ثقافة نبذ التطرف.. فيلم (الضيف) انموذجاً