أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير كامو)














المزيد.....

قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير كامو)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


أنا ومارتن لوثر
1.
أحتج مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي المسيحي بحكمته (إذا كان الضحك ممنوعا في الجنة فلا أود الذهاب إليها) بعد ان أدرك ان هناك من يشيد معابد للدموع والعويل.. ويعمل على انتزاع شفاهنا وأسناننا عنوة ويُكفر أي وجه يبرز تعابير البسمة، ويخفي وجه الله الجميل حتى يحيل أيامنا الى مجلس عزاء دائم..
الغريب في الأمر بأني سمعتُ هذا الكلام كله أكثر من مليون مرة وتمنيت ان امارس ما يدعو إليه لوثر ولكني لم أجد ما يدعو للضحك في كوكب المهمشين، ورضيتُ ان أبقى اضحوكة لأسيادي..

2.
أثارتني لا بل أرهقتني مقولة مارتن لوثر (ما يتعلق به قلبك ويثق فيه فهذا إلهك الحقيقي).. فكرتُ ملياً بهذه الحروف ، وبدأت أعوم بأسئلتي، حتى توقف عقلي تماماً، رافضاً الاجابة نيابة عن القلب، وهو الامر الذي أرغمني على استدعاء قلبي التائه، عساه يعوضني خسارة العقل؛ عله يعرف بمن يتعلق ويؤمن..
إلا انه وصلني على حافة الهلاك هو الآخر.. ولم أعِ الاجابة إلا بعد توقفه عن النبض، وعلمتُ لاحقاً بأنه كان يستمد الحياة من حبيبتي، حيث كان مقيماً في قفصها الصدري.

أنا وكونفوشيوس

1.
كثيراً ما كنتُ استنزف أوقات عمري بخُطب وجلسات لا جدوى منها إلا الثرثرة وفوضى الحديث، ولم أكن لأفهم وقتذاك معنى الاصغاء، لولا تنبيه الفيلسوف الصيني كونفوشيوس بمقولته التي قرأتها ذات صدفة (الصمت هو الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبداً)..
أرغمتُ نفسي على مصاحبة السكوت لقراءة نفسي وفهم ما يدور حولي على نحو فعلي، غير اني لم اجد للصمت وجود في حياتي المتشعبة.. وبدأت أشعر بخيانة الجميع.. لحظتها فقط اقتطفت لساني كأي زهرة في حديقة عامة..

2.
جالست عدداً من البسطاء الذين يظنون انفسهم فلاسفة في شؤون الحياة وما بعدها... مما أرغمني على اقتباس حكمة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس (إننا لم نعرف شيئا حتى الآن عن الحياة، فكيف نعرف عن الموت؟)..
أصغى الجميع إليّ وصار الصمت مالك الجلسة.. غير ان أحدهم أجابني وهو يغادر الثلة بازدراء:
وكيف لا نعرف الموت، فهل تعتقدنا أحياء..

أنا وألبير كامو
1.
ظلَ راسخاً في ذهني تعريف المؤلف الفرنسي ألبير كامو للثائر بأنه (رجلٌ يقول لا)، وعلى الرغم من استفحال ورم الصمت المستشري بداخلي والذي توارثته عن أجدادي.. احتفظت بهذا التعريف عله يساندني في مراحل عمري العلاجية.. غير انهم اعتقلوني وقطعوا لساني بدافع الجاسوسية والإلحاد!.

2.
منذ صداقتي الاولى مع القلم ، بدأت أسطر ما أؤمن به من وجهات نظر وآراء أزعجت السلطات، وهو الأمر الذي عرضني للملاحقة والتشرد..
لم أكن خائفاً مما قد يواجهني من متاعب، لا بل كنت أجد متعتي وجل سعادتي ساعات الهروب، لا لأني أحد أبطال هذا الزمان، ولكني كنت مؤمناً بمقولة المؤلف الفرنسي ألبير كامو (الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم)..
ويوم انتهت اللعبة، وجدت نفسي ماثلاً أمام المشنقة أردد المقولة ذاتها لأخيف المصير الذي ينتظرني، إلا انه ما من شيء تغير سوى حبل الاعدام الذي ألتف بإرادته حول عنقي.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وأصحاب الحكمة.. قصص قصيرة جداً
- أنا والأسماء.. قصص قصيرة جداً
- اشتعالات.. ق.ق.ج
- أنا والكبار.. قصص قصيرة جداً
- أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهنَ.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (إعلان، رَسمتُ إلهي ، شوق مُتأخر ، زيف)
- قصص قصيرة جداً (أحلام الجياع عَفنْ اكذوبة عالم الوحدة)
- شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*
- قصص قصيرة جداً (اعتذارات ، الدفاع عن الرب ، سؤال مجهول الاجا ...
- قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول ...
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)
- قصص قصيرة جداً ( أمي عانس! لكنهم! رموز البكاء)
- أيام القيامة.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (سرقة، احتشام العرايا، تحريض الموتى )
- قصتان قصيرتان (ربيع مُظلم، الحقيبة)
- قصص قصيرة جداً (سجين الحياة ، صراع (ج) (س) ، مقبرة الصمت )
- قصص قصيرة جداً (احتضان قلب ، بيضاء حبيبي.. وانا أحمر، رشوة ا ...
- قصص قصيرة جداً (شيخوشة الموت، استقالة ابليس، زاد الحرب)


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير كامو)