أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)














المزيد.....

قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 19:06
المحور: الادب والفن
    


أنا وفيكتور هوغـو
1.
منذ الصبا وأنا ومولع بحروف الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوغو.. وكنتُ قريباً من كتاباته كلها؛ وكأنها تخاطبني دون غيري من القراء، حتى ان أقواله صارت تلازم فكري وترتبط بلفظي.
وذات سهرة جمعتني بوالدي العجوز الذي أكل الزمن تعابير وجهه وغيبها تماماً، حتى بدا وكأنه أبتلع أسنانه الباسمة..
أردت انتزاع هموم الدنيا وأثقالها من صدره ، فبادرت بأقتباس حكمة لفيكتور هوغو (سر العبقرية هو أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة) وبقيت أرصد وأنتظر إجابته، حتى نَطقَ بصوت كئيب:
دعكَ من مثالية الكتب، وأنظر بعيون مفتوحة لما يدور حولك..
لحظتها فقط ستعلم ان أطفالنا يشيخون في بطون أمهاتهم.
2.
زَرعتُ حبيبتي في بستان قلبي، ورويتها من شراييني..
وعلى الرغم من دنيا التطرف التي أعيش فيها رغماً عني، لم أخف مما قد يواجه عشقي هذا، وبقيت أرسم للحب لوحة حياة خاصة ومستقبل لا حدود له..
كنت مؤمناً بمقولة الاديب الفرنسي فيكتور هوغو (في قلبي زهرة لا يمكن لأحد أن يقطفها) مما زادني قوة وعزيمة.. غير انهم قطفوا روحي وسحقوا بستان قلبي بأقدامهم.
3.
لساني عاجز عن النطق منذ الولادة، ولا سبيل للحديث مع الناس إلا بلغة الاشارة التي يجهلها من حولي حتى تلك الفاتنة التي أمني نفسي بمحبتها..
أزمة الموقف وحاجتي للحب أدخلتني في رحلة بحث طويلة عساني أعثر على حلول أو بدائل.. وبدأت أفتش هنا وهناك عن لغة تعبيرية يمكن للجميع أن يفهمها..
طالت الرحلة حتى أنقذني أحد الأصدقاء في معهد الصم والبكم بعبارة فيكتور هوغو (الموسيقى تعبر عما لا يمكنك قوله ولا تستطيع السكوت عنه).
جالست آلة الكمان التي هجرتها منذ يوم تعلمت العزف عليها باحتراف، وراجعت الحكمة في ذهني حتى انشق الفجر..
ومع ساعات الصباح الأولى وجدتُ نفسي أعزف لحبيبتي لأكون أروع عشاق العالم الصامت.


أنا وشوبنهاور
1.
منذ ولادتي وأنا مسلوب الكرامة، وكأني لا أنتمي لجنس البشر..
تربيت مهمشاً، راكعاً، خاضعاً لكل من يصادفني بوصفي شبه انسان..
وذات يوم قرأت مقولة الفيلسوف الألماني شوبنهاور (فقدان الشيء يعلمنا قيمته أحياناً) حكمة لم أفهم منها إلا فقداني لمفهوم الانسانية.
2.
بعد أن دخلتُ دنيا السياسة، عَملتُ على أن أكون شديداً وحاسماً في اتخاذ قراراتي.. وهو الأمر الذي أثار غضب الجماهير وامتعاضها..
لم تغب عن بالي لحظة وجودي بين تلك الحشود المتظاهرة أمام قصري، حيث حاولت احتواء الموقف بتواجدي معهم وسماع طلباتهم..
أذكر ان أحد شباب التظاهرة هتف بمقولة نسبها لشخص أسماه شوبنهاور (يجب على رجال السياسة أن يقرأوا كتب الخيال العلمي وليس كتب رعاة البقر والقصص البوليسية)
لحظتها أبتسمت له أبتسامة عريضة، وشكرت الرب بصوت عالٍ لأنه لم يعلمني أبجدية الحروف.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً (أنا وبيرل باك، أنا ومارلين مونرو،أنا وبتي سم ...
- قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير ...
- أنا وأصحاب الحكمة.. قصص قصيرة جداً
- أنا والأسماء.. قصص قصيرة جداً
- اشتعالات.. ق.ق.ج
- أنا والكبار.. قصص قصيرة جداً
- أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهنَ.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (إعلان، رَسمتُ إلهي ، شوق مُتأخر ، زيف)
- قصص قصيرة جداً (أحلام الجياع عَفنْ اكذوبة عالم الوحدة)
- شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*
- قصص قصيرة جداً (اعتذارات ، الدفاع عن الرب ، سؤال مجهول الاجا ...
- قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول ...
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)
- قصص قصيرة جداً ( أمي عانس! لكنهم! رموز البكاء)
- أيام القيامة.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (سرقة، احتشام العرايا، تحريض الموتى )
- قصتان قصيرتان (ربيع مُظلم، الحقيبة)
- قصص قصيرة جداً (سجين الحياة ، صراع (ج) (س) ، مقبرة الصمت )


المزيد.....




- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)