أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - مصالحة مع صيادي الخنازير البرية















المزيد.....

مصالحة مع صيادي الخنازير البرية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واخيرا نجح المالكي في اعداد او استلام مبادرته العظيمة للمصالحة الوطنية وقدمها الى مجلس النواب فصادق عليها على الاصول. واعلن فيها ان المصالحة تشمل الجميع الا من تلوثت ايديهم بدماء العراقيين. وفور اعلان المبادرة استجابت سبع منظمات مسلحة بالاتصال بالمالكي واعلان موافقتها على المبادرة ثم اتصلت ثلاث منظمات مسلحة اخرى فصار عدد المنظمات التي اتصلت بالمالكي من اجل المصالحة عشر منظمات. ولا ندري ان كانت هذه المنظمات تشمل سبع المنظمات التي سبق لها ان اتصلت بالطالباني او المنظمات التي اتصلت بخليل زادة من وراء ظهر الحكومة ام لا. وعلى كل حال فان المسألة قد حلت وما على المالكي الا ان يمد يده الى العشر منظمات لمصافحتها ونزع سلاحها وضمها الى العملية السياسية لكي يسود الامان في العراق كما ساد في مدينة الصدر يوم السبت الاول من تموز. ولا اظن ان هناك مشكلة تعيق هذه المصالحة غير تفحص ما اذا كانت هذه المنظمات من الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ام لا.
وهنا علينا ان نحدد من هم الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين. هل تلطخت ايدي جيوش الاحتلال بدماء العراقيين؟ بالطبع لا. اذ ان جيوش الاحتلال المتعددة الجنسيات لا يقتلون العراقيين بايديهم وانما بقنابل اليوراونيوم المنضب والفوسفور الابيض والقنابل العنقودية والنابالم والصواريخ الذكية والدبابات والمدافع الثقيلة. فايديهم ليست ملطخة بدماء العراقيين. ثم ان جيوش الاحتلال حين تقوم بهجوماتها ومداهماتها لا توجه اسلحتها نحو المدنيين العراقيين وانما نحو الاجانب المتدخلين في الشؤون العراقية والمعتدين على القوات "الوطنية" المتعددة الجنسيات التي تدافع عن وطنها الولايات المتحدة في العراق. واذا صادف وجود الاف من العراقيين اثناء هذا الدفاع عن النفس فهو من ضرورات الحرب فكيف تقضي جيوش الاحتلال على اجنبي يختبئ بين الاف العراقيين بدون قتلهم جميعا؟ ان القوات المتعددة الجنسيات ليست ملطخة اياديها بدماء العراقيين وهي مشمولة بالمصالحة بل ورد في المبادرة انها جزء من المصالحة بدليل اننا لا نرى المالكي في مؤتمر صحفي الا اذا كان خليل زادة واقفا الى يساره.
وهل مرتزقة المحتلين الاميركان الذين قدرهم احد الوزراء بمائة وخمسين الف مرتزق عراقي دربوا خارج العراق وجاؤوا مع المحتلين ولا تعرف حكومة المالكي او الحكومات السابقة لها شيئا عنها ملطخة ايديهم بدماء العراقيين؟ بالطبع لا فهم لا يقتلون احدا الا بامر من الجيش الاميركي والا اذا كان ارهابيا. وهل الحرس الوطني او مغاوير الداخلية او ذئاب الداخلية ملطخة ايديهم بدماء العراقيين؟ طبعا ان هؤلاء المغاوير والجيش العراقي الجديد الذي اعلن احد النواب في جلسة مجلس النواب انه جيش خاضع للمحتلين ولا يأتمر الا باوامر القيادة الاميركية جاؤوا لحماية العراقيين ولضمان الامان في العراق. وحين يشتركون في مداهمات الجيش الاميركي للبيوت وقتل العوائل عن بكرة ابيها لا يقتلون العراقيين وانما فقط يحمون قوات الاحتلال اثناء قتلهم للعراقيين والا حين يأمرهم الجندي الاميركي بقتل الطفل والابن والبنت والاب امام اعين الام قبل قتلها. فايديهم ليست ملطخة بدماء العراقيين.
وهل ايدي الجعفري وعلاوي والمالكي ملطخة بدماء العراقيين؟ بالطبع لا لانهم لا يقتلون العراقيين بايديهم وانما يأمرون قوات الاحتلال باجتياح المدن وشن حرب الابادة عليها. وهل ايادي المرتزقة الدوليين ملطخة بدماء العراقيين؟ بالطبع لا لانهم لا يقومون الا بحماية نواب المجلس والوزراء من الشعب العراقي ولا يقتلون الا من يحاول الاعتداء على النائب او الوزير الذي يقومون بحمايته. وهل ايدي مخابرات الدول الكبرى والصغرى والموساد المتواجدة في العراق ملطخة بدماء العراقيين؟ بالطبع لا لانهم لا يقتلون الا العلماء والاطباء والمهندسين الذين لا يوافقون على الهجرة من العراق. وهل مليشيات الاحزاب الحاكمة ملطخة ايديها بدماء العراقيين؟ بالطبع لا لان المليشيات لا تقتل الا بعضها بعضا وهذا لا يؤدي الى تلطيخ ايديهم بدماء العراقيين والدليل على ذلك ان الميليشيات مشمولة في مبادرة المصالحة ولا تتطلب المبادرة سوى حل الميليشيات او ضمها الى الجيش العراقي وقوات الامن العراقية الجديدة خصوصا وان بعض الميليشيات "لها تاريخ وطني مجيد" في معارضة النظام الصدامي السابق.
فما هي المنظمات المسلحة المشمولة بالعفو في مبادرة المصالحة؟ انها منظمات مسلحة لم تستعمل سلاحها لقتل العراقيين. فربما هي منظمات مسلحة تقتل السوريين والسعوديين والاردنيين والايرانيين والفلسطينيين وغيرهم الذين جاؤوا الى العراق لممارسة الارهاب. وربما هي منظمات مسلحة تحمل السلاح لاستخدامه في الاهازيج والاعراس وللتباهي بجماله امام الناس ولا تستخدمه لقتل البشر. او هي منظمات مسلحة تستخدم سلاحها لصيد الخنازير البرية. فمن المعروف ان حكومات العراق السابقة كانت تدفع مكافأة لكل من يقتل خنزيرا بريا. فهذه منظمات مسلحة ليست ملطخة اياديها بدماء العراقيين.
وبقي نوع اخر من المنظمات المسلحة هي ما يسمى المقاومة اي المنظمات المسلحة التي توجه سلاحها ضد قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات. فهذه تقوم بقتل الاجانب الذين احتلوا بلادها وهذا حق شرعي اعترف به حتى بوش نفسه. فقد نتصور ان مبادرة المصالحة تشمل هذه المنظمات المسلحة اي المقاومة ولو ان ذكر كلمة المقاومة حرام على المالكي وعلى عملاء المحتلين. ولكن هذه المنظمات، منظمات المقاومة تعلن انها تقاتل المحتلين واعوانهم والاعوان يحملون الجنسية العراقية اضافة الى جنسيات الدول المحتلة التي يحملها اغلبهم وحيث تعيش عوائلهم وتعمل شركاتهم وتنتشر املاكهم. فاذا ثبت ان منظمات المقاومة قتلت عددا من هؤلاء العملاء او من جيش المرتزقة الاميركي من الجنود العراقيين فان مبادرة المصالحة لا تشملهم ولا يمكن العفو عنهم لان ايديهم ملطخة بدماء العراقيين. فالمقاومة مستثناة اذن من مشروع المصالحة منذ البداية.
ولكن سرعان ما اعلن بوش ان المصالحة يجب الا تشمل من قتل اميركيا ولا تسمح الولايات المتحدة بالعفو عمن قتل اميركيا. وفورا عزفت اسطوانة "صوت سيده" حين اعلن المالكي ان العفو لا يشمل من قتل احدا من القوات المتعددة الجنسيات. والمقاومة المسلحة بابسط مفاهيمها هي محاربة الجيوش المحتلة واعوانها وهذا لا يعني سوى قتل القوات المحتلة لاجبارها على الانسحاب من العراق. فالمقاومة المسلحة اذن سواء منها التي تلطخت ايديها بالدماء العراقية او التي تلطخت ايديها بالدماء الاميركية ليست مشمولة في مبادرة المصالحة فمن من المسلحين تبقى لتشمله مبادرة المصالحة؟ لم يبق الا صيادو الخنازير البرية.
ولكن هل ان واضعي المبادرة سواء اكان خليل زادة ام المالكي ام الرئيس بوش نفسه يعتقدون حقا بامكان تحقيق المصالحة مع المقاومة المسلحة؟ لا اعتقد ذلك. والتجربة الاميركية غنية في هذا الموضوع من تجاربها السابقة في الفيتنام واماكن اخرى. فالمبادرة هي في الواقع من ضرورات الاستعداد للانتخابات القادمة في الولايات المتحدة بغية تبييض وجهها امام الشعب الاميركي قبل الانتخابات. فلو كان لبوش او لزادة او للمالكي واحد بالمائة من الامل في تحقيق المصالحة مع المقاومة المسلحة لنسوا ضحايا الجيش الاميركي وضحايا الشعب العراقي ولنسوا موضوع الايادي الملطخة في دمائهم ولرحبوا بالمقاومة المسلحة اشد الترحيب. ولا نعرف ما الذي يحصل بعد نزع سلاح المقاومة. ففي الظاهر انهم يضمون المقاومين الى العملية السياسية الاميركية. ولكن من يعرف تاريخ الامبريالية لا يطمئن لذلك اذ ان السياسة المألوفة في مثل هذه الحالات هي ان يقوموا بابادة المقاومين بعد نزع سلاحهم انتقاما للازعاج الذي سببوه لهم اثناء المقاومة.
ويبدو ان بوش شعر بان اعتراضه على المصالحة مع من قتل اميركيا نسف المبادرة نفسها فاوعز لعميله الكبير عبد العزيز الحكيم ان يعلن عن الغاء ما طلبه حتى بعدم استشارة المالكي الموجود في جولته في دول الخليج. فقد اعلن عبد العزيز الحكيم عن ضرورة العفو عن كل من قتل جنودا من القوات المتعددة الجنسيات ونسف قول المالكي وتصريحات رئيس الجمهورية الطالباني الذي اعلن ان جيوش الاحتلال او القوات المتعددة الجنسيات ضيوف "اعزاء" عليه في العراق وان الاعتداء عليهم جريمة يعاقب عليها قانونه.
هل هناك مقاومة مسلحة حقيقية تتنازل وتفاوض المالكي او خليل زادة او الطالباني؟ لا اعتقد بوجود مقاومة مسلحة كهذه. فالمقاومة المسلحة لها شعار اساسي واحد هو طرد المحتلين واعوانهم. ومصطلح المصالحة يعني موافقة المقاومة على نزع سلاحها والتخلي عن مبدئها الاساسي والانضمام في احسن الظروف الى ما يسمى العملية السياسية وهذا يعني الموافقة على الاحتلال وعلى دوام بقائه في البلاد واستمرار تدميره للشعب العراقي وللعراق وتمزيق العراق ونهب ثرواته النفطية وغير النفطية واستغلال ايديه العاملة لزيادة ارباح الشركات الاميركية. فاية مقاومة يمكن ان تفكر بالتفاوض مع المالكي او مع زادة ليست مقاومة حقيقية للاحتلال لانها بذلك تتخلى عن مبادئها لقاء منصب او لقاء بعض الفتات من موائد المحتلين. فالمقاومة الحقيقية تستمر بجميع اشكالها السلمية والمسلحة الى ان لا يبقى لقوات الاحتلال اي امل في البقاء والشعور بضرورة الانسحاب بصورة تبدو كأنها انسحاب "بعد تحقيق الانتصار" كما يصر بوش على تسميته. اذ ذاك فقط يمكن الحديث عن مفاوضات تجري مع المحتلين باعلى المستويات وتحت اشراف دولي وفي مكان امن بالنسبة لممثلي المقاومة يقوم المحتلون في هذه المفاوضات بالتوسل الى المقاومة بالسماح لقواتها بالانسحاب مع العملاء الذين جاؤوا على دباباتها. هكذا انسحبت الولايات المتحدة من فيتنام وهكذا ستنسحب جيوشها من العراق بعد شمول المقاومة السلمية والمسلحة جماهير الشعب العراقي.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين
- قوانين المجتمع الطبيعية وكيفية نشوئها
- الفرق بين الانتقاد والكتابة عن سير الحياة
- كلمة شكر للاخ الدكتور فالح الجبار
- الحركات العمالية والاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
- حميد عثمان ودوره في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- جواب على رسالة انتقادية
- التناقض والانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج
- الشعار الاستراتيجي للمرحلة ومقاومة الاحتلال
- رسالة ثانية الى الاخ احمد الناصري
- التغيرات التي طرأت على الطبقة العاملة وتأثيرها السياسي
- رسالة الى الاخ احمد الناصري
- اليسار العالمي واليسار العراقي - النكسة
- اليسار العالمي واليسار العراقي
- عبادة الحزب
- التطور التكنولوجي وارباح الراسمالية
- حكومة الانقاذ الوطني
- الدراسة المنهجية للماركسية - الاشتراكية
- الدراسة المنهجية للماركسية - الاقتصاد السياسي
- رحمة الله عليك يا نعساني


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - مصالحة مع صيادي الخنازير البرية