أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد لفته العبيدي - انتفاضة معسكر الرشيد ...قراءة الماضي لمعرفة الحاضر واستشراق المستقبل















المزيد.....

انتفاضة معسكر الرشيد ...قراءة الماضي لمعرفة الحاضر واستشراق المستقبل


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 10:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يستذكر الوطنيون والديمقراطيون العراقيون يوم الثالث من تموز ذلك اليوم القائض من عام 1963 الذي أنطلق فيه الرصاص من بنادق الكادحين والشغيلة من جنود معسكر الرشيد ورفاقهم من ابناء الثورة والكريمات وشارع الكفاح وباقي مناطق بغداد التي تصدت للإرهابيين الفاشيست من قطعان الحرس القومي المجرمين .
لازال صدى بيانات جريدة طريق الشعب وندائاتها عالق في أذهان هولاء الجنود الميامين ورفاقهم من الشغيلة والكادحين وهم يقرئون [ ناضلوا بكل الوسائل والأساليب ... بادروا للعمل ... شكلوا لجان الجبهة الديمقراطية للإنقاذ الوطن ... أيها الجنود ورجال الشرطة لا تطلقوا النار على شعبكم .........] , وهم متيقنين إن محاولتهم لملمت الجراح والقيام في الاتصالات وجمع شتات رفاقهم الذين شتتهم ضربات الانقلابين الدمويين في 8شباط 1963 , وتعرضوا إلى أبشع حملة دموية وزج بألا لاف منهم في المعتقلات التي فاضت بهم , فسيقوا إلى المدارس والملاعب والمستشفيات ودوائر الدولة التي جعلوا منها معتقلات ودوائر للتحقيق والتعذيب والاغتصاب يشرف عليها المجرم ناظم كزار ,وخالد طبرة , وعمار علوش , ومنذر الونداوي , يشاركهم الكثير من الخونة الوشاة أمثال عباس الخفاجي وجلال المختار وغيروهما .
أستطاع الرفاق الذين نجوا من هذه الحملات الإرهابية من أمثال إبراهيم محمد علي (المسئول السياسي للتنظيم )ومساعده محمد حبيب أقامت الصلات الواسعة مع العديد من الرفاق من اربيل مرورا في الفرات الأوسط (كربلاء والكوت) وانتهاء في البصرة , بينما تولى حسن سريع( قائد الانتفاضة ومساعديه) إعادة الصلة في رفاقهم العسكريين في معسكرات الرشيد و المحاويل والوشاش و أبو غريب والتاجي والإذاعة .
وحينما شعر هولاء الشجعان باقتراب ساعة الصفر بعد إلقاء القبض على أثنين من رفاقهم العرفاء في معسكر الرشيد , عقدوا العزم أثناء اجتماع لهم في أكواخ كادحي الثورة على قيام انتفاضتهم المجيدة في 3 تموز 1963 التي أرعبت البعثين والقومجية وقضة على مضاجعهم , بعد إن تبخرت أحلامهم وأوهامهم في القضاء على الديمقراطيين واليساريين والشيوعيين , وأصبح بيانهم رقم 13 في خبر كان , بالرغم من فشل انتفاضة معسكر الرشيد لكنها لازالت تجربة متميزة في تاريخ القوات المسلحة العراقية لم تتكرر وهي في ذات الوقت درس وطنيا وثوريا أظهر طاقات الجماهير الشعبية في الدفاع عن مصالحها وحقوقها , ويمكن تلخيص أسباب فشل الانتفاضة إلى القضايا الأساسية التالية :
أولا: الوقوع في أخطاء فنية كثيرة أضاعت فرصة الانتصار , ومنها تغير الخطة في اللحظة الأخيرة دون إبلاغ القوات الأخرى المنفذة للعملية ,وعدم الاهتمام في كتيبة الهندسة المتواجدة في معسكر الرشيد التي لعبة دورا كبيرا في إجهاض الانتفاضة , واحتلال مطار الرشيد دون تحرير الطيارين المسجونين في سجن رقم واحد الذي يضم أكثر من 500سجين من الضباط والضباط الكبار الذين تم سوقهم بقطار الموت إلى مدينة السماوة ومن ثم السجن الصحراوي في نقرة السلمان الشهير .
ثانيا : لم تسند هذه المبادرة الثورية من القوى اليسارية والديمقراطية وكان التحضير لها مربك وعجول , وكانت القوى السياسية الأساسية المعنية في المبادرة وهو الحزب الشيوعي العراقي نظر إليها على أنها مبادرة يسارية مغامرة , فكتبت لهم قيادته رسالة جاء فيها التالي
( لقد أتصل هذا التنظيم باللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يعلمها باستعداده للثورة وموعد تنفيذها طالبا منها الإسناد فكان الجواب: يجب الالتحاق بالتنظيم الحزبي والكف عن التنفيذ ... أن عملكم هذا يشكل خرقا للمبادى ومنافيا للضبط الحزبي ) (1)
ثالثا : لقد غاب الحزم والتنظيم وكذلك تسريب موعد الانتفاضة ( الثورة ) الذي بات يعرف به الكثيرين من هذه المجموعة , مما دعا المجموعة القيادية التعجل في التنفيذ عندما اعتقل اثنين من المجموعة القيادية القائدة في المعسكر .
رابعا : التردد والجبن والتأخر عن المواعيد المرسومة للتحرك القوات المنتفظت إلى أهدافها المرسومة , والارتباك الذي ساد الإعلان عن ساعة الصفر والذي ساهم في إضاعة الوقت وسهل على الفاشست قمع الانتفاضة بعد الفشل الذي أنتاب المجموعة الأولى المكلفة باقتحام السجن رقم واحد والمقاومة التي أبدها حراس السجن رقم واحد في معسكر الرشيد.
خامسا : عدم التنسيق مع السجناء السياسيين المتواجدين في سجن رقم واحد والذين كان المفروض بالكثير منهم إن يتقلدوا مناصب مهمة ويشاركوا في العملية , كان ذلك من الأسباب التي جعلت موقفهم سلبي ولم يتحركوا للعصيان وكسر السجن .
سادسا : لقد كان نمط التفكير اليميني الذي ساد في ذلك الوقت أوساط قيادية في الحزب الشيوعي العراقي لم تقع في قبضة الفاشيست , هو أحد الأساسية في عرقلة هذه المبادرة من خلال التعويل على الصراعات بين البعثين والقومين لعودة الوضع إلى طبيعته وحدوث انفراج السياسي , وهي في ذات الوقت قد شلت أيادي القيادة المصغرة الميدانية للحزب الشيوعي العراقي بقيادة الشهداء الخالدين [ جمال الحيدري , ومحمد صالح العبلي , وعبد الجبار وهبي أبو سعيد ] عن العمل للتصدي الحاسم للانقلابين وقد تكشفت هذه السياسية بعد انقلاب القومين بقيادة عبد السلام عارف 18 تشرين ثاني 1963الذي أطيح بالبعثتين وتسلم السلطة
القومين و الذي وصفهم تقرير اللجنة المركزية أب 1964 المسمى [ خط أب] في الاجتماع الموسع أب 1964 بقوله ( ينظر الاجتماع الكامل للجنة المركزية إلى انقلاب 18/ تشرين الثاني/ 1963 كحركة أزاحت كابوس الحكم الفاشي و(الحرس القومي ) عن كاهل الشعب وخلقت ظروفا أفضل لنضال القوى المعادية للاستعمار من اجل صيانة الاستقلال الوطني وتغير سياسية العراق الرسمية وإعادته إلى ركب التحرر العربي .)(2)
وفي مكان اخر كتب في التقرير ( يرى الاجتماع الكامل الخطر الرئيسي الذي يتوجب تركيز الكفاح الفكري ضده من قبل حزبنا في المرحلة الراهنة هو خطر الجمود العقائدي والانعزالية (اليسارية ) التي لها تقاليد عريقة داخل حركتنا الثورية في العراق ولها ظروف موضوعية مؤاتية على الصعيدين المحلي والعالمي.)
إن انتفاضة معسكر الرشيد بقيادة الشهيد حسن سريع و رفاقه بالرغم من كل نواقصها , الاانها استطاعت إن تبرهن على قدرة القوى الديمقراطية على استعادة المبادرة الثورية , وعلى إنسانيتها واحترامها للقانون وسيادته , فعلى الرغم من وجود ألآلاف الضحايا في سجون ومعتقلات أنقلابي شباط الأسود يتعرضون إلى التعذيب والموت يوميا إلا أن المنتفضين تعاملوا مع أسراهم ( طالب شبيب وزير الخارجية , وحازم جواد وزير الداخلية , ومنذر الو نداوي وزير الحرس القومي ومساعده ) بشكل إنساني وحفظوا لهم حياتهم , عكس ما يشاهد اليوم م من قطع رقاب الأسرى والتمثيل بهم بأشنع الصور الإجرامية .
كما كانت انتفاضة معسكر الرشيد انتفاضة وطنية مجسدة لتحالف العمال والفلاحين والجنود من مختلف الأديان والقوميات والطوائف من اجل استعادة الهوية الوطنية لدولة العراقية , بعد استولت عليها قوى سياسية رجعية قال سكرتير حزبهم على صالح السعدي ( لقد جئنا بقطار أمريكي) ويعني أنقلابهم المشئوم في 8شباط الاسود1963 , وهي تؤكد حقيقة غير قابلة للشك إن الصراع الدائر في المجتمع العراقي , صراع سياسي اجتماعي و لم يكن صراع طائفي وان القوى الراهنة المتمثلة في الإسلام السياسي هي التي تدفع بحرف الصراع عن مساره الطبيعي للتمرير أجندتها الرجعية التكفيرية والظلامية .
وفي هذه الانتفاضة الباسلة جسد الديمقراطيين والوطنين واليساريين والشيوعيين مواقف بطولية إمام جلاديهم وفي محاكماتهم الصورية , دفاعا عن قضايا الشعب والوطن ولم يثنيهم الإرهاب بكل ألوانه عن التحرك الشجاع والمخلص لتصدي للمجرمين والقتلة ولم تصدهم جرائم التعذيب والإعدام عن مواصلة النضال من اجل الاستقلال والتحرر والديمقراطية , هذه الدروس لم يتعض منها الصدامين وديكتاتوريتهم الفاشية , ولن يغض منها الان أيضا التكفرين والبعثو سلفين ومليشيات الظلامين وأذابهم الذين يواصلون القتل على الهوية ويدفعون نحو إشعال الحرب الطائفية , وكانت اخر جرائمهم الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في مدينة المحاويل .
إن كل الخيرين من ابنا شعبنا مدعوين إلى قراءة تجارب الماضي لمعرفة الحاضر وأستشراق المستقبل لبلادنا العزيزة العراق , بلاد الأعراق والحضارات .
------------------------------------------------------------------------------------------
1- ص 414 من كتاب تاريخ الحزب الشيوعي العراقي – المجلد الأول- زكي خيري و سعاد خيري – الطبعة الاولى1984 - إصدار اليوبيل الذهبي
2_نفس المصدر الصفحة _ص 422



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على مشروع المصالحة والحوار الوطني
- عزيز السماوي...شاعر القصيدة الشعبية الملحمية المبدع
- ..الوصع السياسي الراهن ومهام القوى الديمقراطية العراقية
- كمال سبتي طائر الجنوب الرمادي
- اليسار وكتابة التاريخ !!؟
- الشراكة الوطنية مصلحة الوطن اولا
- ثغر العراق الباسم يودع الشعر ويستقبل الرصاص !!؟
- الجماهير الشعبية العراقية هي الوحيدة القادرة على وقف نزيف ال ...
- الطبقة العاملة العراقية بين تعقيداتي الماضي وأشكاليات المستق ...
- الحرب على الارهاب واستراتيجية الحرب الدائمة
- الحكومة العراقية الجديدة والمشروع الوطني الديمقراطي !!؟
- أزمة الائتلاف العراقي الموحد السياسية سوف تقود البلاد نحو ال ...
- هل يحتاج شيعة العراق الى دلائل وبراهين للاثبات وطنيتهم !!؟
- المواطنة الاتحادية والحرب الطائفية الغير معلنة !!؟
- الحزب الشيوعي العراقي نحو المؤتمر الوطني الثامن _من اجل تفعي ...
- الطريق الثالث لدحر الارهاب وأنتصار الديمقراطية في العراق
- قافلة جديدة من شهداء الحقيقة
- مرة أخرى خسر الارهابيون ريهانهم
- القتلى المجهولى الهوية وفرق الموت !!؟
- الشهداء يتسألون ...هل محكمة مجلس قيادة الثورة سيئة الصيت !!؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد لفته العبيدي - انتفاضة معسكر الرشيد ...قراءة الماضي لمعرفة الحاضر واستشراق المستقبل