أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - كمال سبتي طائر الجنوب الرمادي














المزيد.....

كمال سبتي طائر الجنوب الرمادي


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


حينما شد طائر الجنوب رحاله فوق ضفاف الفرات كان يبحث عن ملتقي النهرين في الخليج, ليرفرف بجناحيه فوق السفن المشرعة التي تودعها النوراس وهي تطلق صفاراتها الأخيرة معلنة رحيلها نحو بحر العرب ومضيق الرجاء الصالح, لقد تمسك بكل قوته بأعمدة الصواري لخوفه من الأمواج المتلاطمة فطيرنا الصغير قد تعود الطيران قرب ضفاف الفرات في الناصرية متفيأ في بستان الحاج عبود وسوق الصفا فير وبستان زامل الذي تغرد فيه أجمل البلابل, في غفوته فوق الصاري المتأرجح أستنشق الرطوبة وعبق البحر فأصابه دوار البحر الذي أعاد إليه حادثة أبو نؤاس حينما ولجي مع مجموعة أصدقائه [ يسارية الهوى ] كان من ضمنهم الشاعر البصري حيدر ألكعبي في فرع يطلع على شارع السعد ون قرب سينما سمير أميس, أعترضتهم مفرزة من الأمن ودون سابق إنذار أشبعتهم ضربا مبرحا حتى سقطوا على الأرض وهم مضجرين بدمائهم, فتركوهم رجال الأمن الصدامي على الأرض واستقلوا سيارتهم, ثم حمل هولاء بعضهم البعض إلى القسم الداخلي لمعهد الفنون الجميلة في منطقة الشورجة , كان يدور وشريط الإحداث يلاحقه ولم يشعر بالبحارة الذين ساعدوه وجعله يستلقى على الأريكة في القفص الخشبي فأسلم نفسه لنعاس , ووجد نفسه هائما في شواع الناصرية يبحث عن مقهى أبو أحمد وصديقة وأستاذه أحمد ألباقري والأمراء الصغار وجوادالازرقي وسهيل عبد لله وحيدر ألكعبي وجاسم سبيتي وعباس ذيبان المصور وشارع الهوى وحديقة غازي وبهو الادارة المحلية وتلك الوجوه السمراء المتلاحقة في شوارع الناصرية الذي كان يتدافع معهم للاحتماء من لهيب الشمس الحارقة ببقايا الظلال.
بعد أنقضت رحلة البحر والبكاء على ضياع كنوز السند يباد التي أطبقت عليها أمواج البحار العاتية , وفقدانه الأمل في العثور على عشبة الخلود قرب جلجامش ,عاد كمال سبتي مسرعا من باريس إلى بغداد متلحفا بقصيدته الف وتسع مائة وثمانية وسبعين التي ودع بها [الأمراء الصغار ] # وحاول فيها إن يقرا نظرات ترتوتسكى وهو يصعد القطار منفيا إلى المكسيك, أصدر كمال ديوانه الأول وردة البحر في بغداد 1980 قبل أن تسحق الورود ثقل بساطيل العساكر في ميدان الحرب ,وأتبعه بديوانه الثاني 1983 بتساؤل مشروع [ هل ظل شيء ما ] تسائل بصورة احتجاجية على الحرب التي جاءت على الأخضر واليابس وهرب من خرابها وجحيمها , ليصدر فيما بعد ديوانه الثالث عام 1986 [حيكم بلا مدن ] صورة شعرية تعبر بجماليتها وموسيقيتها الداخلية عن حالة الاستبداد والغربة الموحشة [ نسلمكم العراق أرض بلا شعب ,كما يقول صدام ] .
ظل كمال سبتي ملتزم فكريا بالأفكار اليسارية والديمقراطية على طريقته الخاصة وحينما وصل في نهاية الثمانينات هارب من الخدمة الإلزامية والوطن كله كمال يقول , حل ضيفا على بيت الشاعر التقدمي العراقي سعدي يوسف في بلغراد, وبعد ان نفض عن جناحيه غبار السفر, سلم شاعرنا الكبير دواوينه الأربعة وكانت على شفاه ابتسامة صغيرة كطفل فرح وعيونه مغرورقة با الدموع التي كادت تتدحرج فوق خديه, وهو مختنقا بحشرجة صوته الذي يقبض على العبارات التي حبسها في صدره وكادت تتطافر هنا وهناك ... وهو يقول , بدأت أشعر بزهو مبعثه خلوا كتبي من كلمة واحدة عن الدكتاتور وحربه وكان سعدي هو أول عراقي التقيه بعد الهرب وكانت كتبي هي تاريخي الشخصي في عراق الدكتاتورية والحرب وكما أنها كانت غريبة في بغداد فأنني كنت أود أن أرها غريبة في عيني أول عراقي التقيه .
واصل كمال سبتي رحلته من بلغراد ليعيش في مدريد ثم انتقل لب هولندي لتكون محطته الأخيرة التي أسدل فيها جناحيه ليغفوا إلى الأبد .
Majid.sha61@ hotmail.com




______________________________________________________________


# لقب يطلقه الشاعر كمال ألسبتي على أصدقائه من اليساريين والشيوعيين
# وجد كمال سبتي متوفي في شقته في جنوب هولندا منذ أربعة أيام دون معرفة أصدقائه به في17 أبريل 2006



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار وكتابة التاريخ !!؟
- الشراكة الوطنية مصلحة الوطن اولا
- ثغر العراق الباسم يودع الشعر ويستقبل الرصاص !!؟
- الجماهير الشعبية العراقية هي الوحيدة القادرة على وقف نزيف ال ...
- الطبقة العاملة العراقية بين تعقيداتي الماضي وأشكاليات المستق ...
- الحرب على الارهاب واستراتيجية الحرب الدائمة
- الحكومة العراقية الجديدة والمشروع الوطني الديمقراطي !!؟
- أزمة الائتلاف العراقي الموحد السياسية سوف تقود البلاد نحو ال ...
- هل يحتاج شيعة العراق الى دلائل وبراهين للاثبات وطنيتهم !!؟
- المواطنة الاتحادية والحرب الطائفية الغير معلنة !!؟
- الحزب الشيوعي العراقي نحو المؤتمر الوطني الثامن _من اجل تفعي ...
- الطريق الثالث لدحر الارهاب وأنتصار الديمقراطية في العراق
- قافلة جديدة من شهداء الحقيقة
- مرة أخرى خسر الارهابيون ريهانهم
- القتلى المجهولى الهوية وفرق الموت !!؟
- الشهداء يتسألون ...هل محكمة مجلس قيادة الثورة سيئة الصيت !!؟
- المذكرات الشخصية وأحكام التاريخ الصارمة
- هل تعلمت القوى السياسية العراقية من مأساة 8شباط المشؤوم !؟
- الثقافة الوطنية العراقية والمتغيرات الراهنة
- فلسطين بين جذب الحمائم وشد الصقور


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - كمال سبتي طائر الجنوب الرمادي