أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين- القسم الخامس














المزيد.....

مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين- القسم الخامس


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


((البدائية ليست مرحلة زمنية قابلة للتحديد الزمني، كما انها ليست خاصية لهذه الحضارة او تلك، انما من الممكن فهمها بوصفها حالة عقلية، تتمثل في صورة ما في كل زمان ومكان)) فريدريش فون ديرلاين.
لم تشهد مدينة الثورة اية عمليات تطوير في بناها التحتية، فمجاري الصرف الصحي وخطوط نقل الطاقة الكهربائية ومياه الشرب والمستشفيات والمدارس هي هي منذ بداية الثمانينات، وقد دأبت كل القوى التي سيطرت عليها، وبشكل جاد على عدم تقديم اية خدمات، فميليشيا جيش المهدي الذي سيطر عليها بشكل تام منذ 2004 لم يقدم اية خدمات لها، اكتفى فقط بتغيير اسمها من "مدينة صدام" الى "مدينة الصدر" وغير أسماء المستشفيات فيها "مستشفى الچوادر" أصبح "مستشفى الامام علي" ومستشفى القادسية اصبح مستشفى الصدر ومستشفى الحبيبية صار مستشفى الزهراء، أيضا قام بتغيير أسماء المدارس والشوارع، وسمح للأهالي بالاستيلاء على جميع المساحات الفارغة هناك، لبناء مساكن او محلات تجارية، فاذا ما اردت ان تبني بيتا في ساحة ما، او تفتح محلا تجاريا في "جزرة وسطية" فما عليك الا الاتصال بأحد القيادات النشطة لجيش المهدي، اما اذا كنت ممن يقربون لهم فلا داع للاتصال او التوسط، لكن اذا لم تمتلك هذين الجانبين فما عليك الا ان تقول ان هذا "موكب حسيني" ، وتضع مجموعة من الصور لرموز دينية قديمة وحديثة، وبعد مرور سنة او سنتين سيكون هذا المكان ملكا لك.
ميليشيا جيش المهدي هو السلطة الفعلية والواقعية هناك، لا يتقاسم هذه السيطرة مع أحد، ولا يسمح بذلك، هو القوة الوحيدة التي شكلت الواقع الجديد لمدينة الثورة، ويعد جيش المهدي اول التأسيسات المسلحة بعد 2003، وهو من أكبر واقوى الميليشيات الاسلامية الموجودة في العراق، وقد خرجت منه عددا من القوى المسلحة، قد تكون أبرزها ميليشيا "عصائب اهل الحق" بقيادة قيس الخزعلي.
حافظ جيش المهدي على بقاء مدينة الثورة متخلفة، فقد باتت سلوكيات وممارسات أهلها بدائية جدا، نشر ورسخ الفكر الطائفي بقوة، فخطباء الجوامع والحسينيات ومجالس العزاء كلها تتحدث عن فترة دينية محددة "الزمن القدسي" ولا يمكن ان يتحدثوا بغيرها، المدارس الابتدائية ورياض الأطفال تقيم الطقوس الدينية، وفي أشهر محددة تتعطل المدارس بشكل تام، فالتعليم معناه "وعي"، وهذا يشكل تهديدا لوجودهم، اما الطقوس فأنها تثبتهم في السلطة.
جيش المهدي يعيد انتاج نفسه ويزدهر بشكل كبير في أشهر الطقوس، فالطقس كما يقول عالم الاجتماع الفرنسي روجر باستيد ((يرد المجتمع الراهن الى وضع المجتمع البدائي، او مجتمع الالهة))، وشهر "عاشوراء-محرم" هو شهر الطقوس بلا منازع، يبدأ أعضاء جيش المهدي بنصب المواكب الحسينية، وتقديم الدعم اللامحدود لبقية المواكب، فاذا ما دخلت وتجولت هذه الأيام –عاشوراء- في مدينة الثورة فستلاحظ مدى الحالة الانفعالية التي تتملك الناس، مكبرات الصوت "السبيكرات" تنتشر في كل مكان، وبأعلى الأصوات، جميع السيارات تشغل اللطميات، الأطفال في الشوارع تمسك ب "الزناجيل" الى ساعات متأخرة من الليل، الجوامع والحسينيات والمواكب والبيوت جميعها تشكل صوتا واحدا مدويا، ضجيج ما بعده ضجيج، فضلا عن أصوات مولدات الكهرباء والعيارات النارية للأطفال ومواكب اللطم السائرة، هذا الانفعال الديني يخدم بشكل كبير القوى المسيطرة، فحتى لا تلتفت الناس الى مصالحها وحاجاتها، فيجب على القوى المسيطرة انتاج وإعادة انتاج الطقوس الدينية بشكل متكرر، وإدخال وعي ان الناس "مقصرة" مهما فعلت، او ترسيخ عقدة الذنب، وهو ما تفعله القوى المسيطرة منذ سبعة عشر عاما.
يتبع لطفاً....



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية تنتصر- هزيمة الإسلاميين في السودان
- قناة دجلة وإعادة انتاج الإسلام السياسي
- الشيوعيون والطقوس الدينية
- الى ماذا يشير بيان اتحاد الطلبة الأخير؟
- تساؤلات حول الاحتجاجات الجماهيرية والطقوس الدينية
- الحزب الشيوعي العراقي. ما الذي يجري؟
- ليس لدى الكولونيل -الكاظمي- ما يقوله
- الانحطاط الأخلاقي لسلطة الإسلام السياسي -المالكي أنموذجا
- أنا ريهام يعقوب، الصيادي انت منو؟
- مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين-القسم الرابع
- مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين-القسم الثالث
- مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين-القسم الثاني
- مدينة الثورة- الاشكال الاولية للدين
- الطابع الفاشي لنظام الإسلام السياسي في العراق-القسم الثاني
- الطابع الفاشي لنظام الإسلام السياسي في العراق-القسم الاول
- -المرجعية- - صمام امان- لمن؟
- مرشح التواثي -الشهيد الحي- ولابسي الاكفان- الانجازات
- لحظة اختطاف- لحظة اغتيال- لقاء تلفزيوني
- الإسلاميون ضد الفن والحياة
- الاغتصاب وبراءة المغتصب مستمر في ظل حكم الإسلام السياسي


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين- القسم الخامس