أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- قانون القوّة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- قانون القوّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع ما يجري على السّاحة الدّوليّة لن يحتاج إلى كثير من الذّكاء ليصل إلى حقيقة أن لا وجود للقانون الدّوليّ، ولا للشّرعيّة الدّوليّة، وأنّ شريعة الغاب هي السّائدة، فمثلا الدّولة الأعظم والأقوى الولايات المتّحدة الأمريكيّة التي بدأ نجمها بالأفول بعد ظهور قوى اقتصاديّة عالميّة منافسة لها، بدت في عهد ترامب كالضّبع الجريح، وترى في نفسها شرطيّ العالم، فانسحبت من عدّة منظّمات دوليّة إنسانيّة، كمنظّمات حقوق الإنسان، ومنظّمة الصّحة العالميّة، وغيرها. وشرعت بمحاصرة و"معاقبة" بعض الدّول كإيران وسوريّا، وتفرض عقوبات تجاريّة واقتصاديّة على دول ومنها دول عظمى كروسيا والصّين، وعلى شخصيّات دوليّة كالمدّعي العام في محكمة الجنايات الدّوليّة. وانسحبت من اتّفاقات سابقة وقّعتها ووافقت عليها، كانسحابها من الإتّفاق النّووي مع ايران. وتقوم بتقسيم العالم من جديد حسبما يتّفق ومصالحها، وتجلّى ذلك باعترافها بالقدس العربيّة المحتلّة كعاصمة لحليفتها اسرائيل، كما اعترفت بالسّيادة الإسرائيليّة على الجولان السوريّة المحتلة، ووهبت اسرائيل ما نسبته 30% من مساحة الضّفّة الغربيّة لتضمّها إليها، وتجاهلت تماما الحقوق الطّبيعيّة الثّابتة للشّعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة على تراب وطنه.
وأمريكا برئيسها ترامب تتعامل مع العالم كصفقة تجاريّة ومدى أرباحها منها، وعلينا الإنتباه أنّها تعتبر العالم العربيّ من المحيط الذي لم يعد هادرا إلى الخليج الذي صار فارسيّا كمحميّات أمريكيّة، فهي المستفيد والرّابح الأوّل من البترول الذي لم يكن يوما عربيّا، وتفرض على وكلائها الذين يديرون هذه البلدان نيابة عنها ما تريد دون أن تستشيرهم، وما عليهم إلا تنفيذ الأوامر، حتّى أنّها جرّدتهم من "سلاح الشّجب والإستنكار" الذي سمحت لهم باستعماله في مرحلة تاريخيّة معيّنة، ومن يخالفهم فإنّ الحرب عليه واستبداله أمر مفروغ منه، من هنا جاء احتلالهم وتدميرهم للعراق وقتل وتشريد شعبه عام 2003، ومن هنا جاءت حربهم المستمرة على ليبيا منذ أواخر العام 2010، وعلى سوريا منذ العام 2011، وعلى اليمن منذ العام 2015، ومساهمة وكلائها في لبنان لتدمير الإقتصاد اللبناني، من أجل القضاء على حزب الله، وإعادة لبنان إلى الوصاية الفرنسية! وتقسيم السّودان قبل ذلك.
ومن هنا جاء تهافت محميّة الإمارات لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، وستتبعها محميّات أخرى حسب برنامج مخطط ومدروس.
وأمريكا التي تريد تجيير المنطقة العربيّة وإخضاعها لسيطرة ربيبتها اسرائيل، ما كانت لتنجح في ذلك دون وجود كنوزها الإستراتيجيّة في المنطقة، الذين ضللوا الشّعوب وأدخلوها في سلك العبوديّة دون أن تعي ذلك، ولن تتردّد في استبدال خيول رهاناتها عندما يستنفذون مهمّاتهم، وما جرى لنظام حسني مبارك في مصر وزين العابدين في تونس ببعيد.
ومن اللافت أنّ هناك من العرب من يعتقد أنّ له دولة مستقلّة وذات سيادة، وهذه قضيّة تحتاج إلى دراسات وأبحاث؛ لنقف على مدى الخراب الذي نعيشه. تماما مثلما هم من يراهنون على القانون الدّوليّ والشّرعيّة الدّوليّة، متناسين أنّ القويّ يفرض قوانين شريعة الغاب التي تخدم مصالحه، والحديث يطول.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب
- بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر


المزيد.....




- الأردن: مستوطنون إسرائيليون اعتدوا على قافلتي مساعدات في طري ...
- فيدان .. تركيا ستنضم إلى استئناف جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بمح ...
- -معلومات مضللة-.. موسكو تنفي اتهامات بروكسل لها بانتهاك حقوق ...
- مراقب الدولة في إسرائيل يبدأ تحقيقا عسكريا بهزيمة الجيش أمام ...
- شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن عملها وقيادتها السيارة
- صاحب -ثلاثية نيويورك- و-4 3 2 1-.. بول أوستر يودع الحياة عن ...
- فيضانات كينيا تجبر السلطات على إجلاء السياح من محمية ماساي م ...
- فيديو: وزير الخارجية الفرنسي يستكمل جولته الإقليمية بلقاء نظ ...
- شجب حقوقي لإدانة الناشطة السعودية مناهل العتيبي بـ-الإرهاب- ...
- السعودية.. جريمة مروعة في نجران تثير غضبا كبيرا والسلطات تتح ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- قانون القوّة