أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية خلوف - زندقات














المزيد.....

زندقات


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 16:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الزنادقة الجدد
يقول بشّار بن برد :
إبليسُ أفضلُ من أبيكم آدم
فتبينوا يا معشر الفجار
النارُ عنصره وآدم طينة
والطين لا يسمو سمو النارِ

ماهي الزندقة، أو الهرطقة

يعتقد أن الزندقة أطلقت تاريخياً لأول مرة من قبل المسلمين لوصف أتباع الديانات المانوية أو الوثنية ومدعو النبوة والذين يعتقدون بوجود قوتين أزليتين في العالم وهما النور والظلام ، لكن تغير المصطلح مع الزمن، و أصبح يطلق على الشعراء، والكتّاب ، ومن يخالف الإسلام .
لن أتوسع في المفهوم ، لكن الحركة ترجع إلى عهد العباسيين حيث أصبحت
الزندقة تهمة يرمى بها أحيانا أي مخالف للآراء السائدة في زمانه دون النظر حتى لجوهر الرأي.
يعتقد البعض إن تهمة الزندقة وجهت إلى ابن المقفع كجزء من الخلافات السياسية داخل الأسرة العباسية ولكن البعض الآخر يرى في بعض من كتاباته وبالأخص في باب برزويه من كتاب كليلة ودمنة مؤشرات على الإلحاد حيث يقول:
"وجدت الأديان والملل كثيرة من أقوام ورثوها عن آبائهم وآخرين مكرهين عليها وآخرون يبتغون بها الدنيا ومنزلتها، فرأيت أن أواظب علماء كل ملة لعلي أعرف بذلك الحق من الباطل ففعلت ذلك وسألت ونظرت فلم أجد من أولئك أحدا إلا يزيد في مدح دينه وذم دين من خالفه ولم أجد عند أحد منهم عدلا وصدقا يعرفها ذو العقل ويرضى بها"

الزندقة اليوم
لي صديقة كانت في شبابها جميلة، لم تترك عرس إلا ورقصت فيه ، وصورها في الفيديوهات، بعد أن تجاوزت الأربعين بقليل تجلببت . رأيتها مرة تشتري حذاء لابنها الصّغير ، ومعه ابنها الكبير، توشوش الكبير فيطلب من البائع أن يعطيه الحذاء المناسب ، كانت تزورني لأن لها دعوى لدي، وسألتها ماذا كنت تقولين لابنك؟ قالت : " صوت المرأة عورة ، عليّ أن أخفي صوتي" قامت بعد ذلك بعمل مجزرة على ألعاب ابنتها فقطعت رؤوسهم جميعاً. رأيت الفتاة تحضن لعبة دون رأس. سألتها: أين رأس لعبتك؟ قالت:" قطعته أمي لأن البشر لا يخلقون الرؤوس"
هنا ، وفي القرن الواحد والعشرين تأخذ الزندقة مكاناً أوسع ، فكل مبدع زنديق، وكل فنان أو شاعر زنديق ، ظهرت زندقة جديدة هي زندقة الإسلامي الذي يلغي الآخر تحت حجة الدّين، بل أكثر من ذلك يبيح دمه.
الآلهة الجدد وعبّادهم
مع الزندقة الجديدة ظهر آلهة في الفن و الأدب و السياسة ، لهم جماهير واسعة
تعبدهم، فإن قلت أن نزار قباني قد لا يكون شاعر الحبّ، وعلاقته مع بلقيس كانت من خلال العرّاب ياسر عرفات، فأنت زنديق، و إن قلت أن ماكرون قد زار فيروز وكرّم ماجدة الرّومي لأنهما تنتميان إلى الممانعة فأنت زنديق. عليك أن تقول أن فيروز إلهة ، وماكرون كرّم الإلهة فتحول بدوره إلى إله، إن قلت أن غيفارا له بعض الجرائم فأنت زنديق .
المشكلة ليست في الإيمان بحد ذاته، فالإيمان حالة وجدانية يتخيّل فيها الإنسان أن الخير هو الله، أصبح الإيمان حالة تقيّة اجتماعية، أعرف أن أحد الكحوليين، و الذي استعصى عليه الإقلاع عن الإدمان قد وضع على صفحته على الفيس آيات قرآنية ، ويذهب إلى صلاة الجمعة هو ووكلاء الله من المسلمين على الأرض. لو نظرت إلى وجوههم ، ولغة أجسادهم ، لعرفت أنهم مصابون بتخمة الطعام، و تخمة تبييض الأموال.
نحاف تهمة الزندقة من أولياء الله الجدد، وقد يجرنا ذلك إلى سؤال : هل كان الخوف من التهمة وراء إخفاء الناس معتقداتهم؟ الجواب نعم، فنظام الأسد يحاسبك حتى على الحلم ، يكون مصيرك الموت. يحق له، فهو إله و أنت زنديق، وكذلك أولئك الذين وجهوا الثورة السورية جهة الإسلاموية ، هم ينطقون بالحق، و الحق سيف مسلّط على رأسك إن كنت من عامة الشعب . من هو الزنديق اليوم إذن؟ قد يكون " الإسلامي، الأسدي، الممانع، ماكرون بوجهه الإيراني ، وبعض من يعبد هؤلاء هم الزنادقة. لا تسألني بعد اليوم عن الزنديق !



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم تنجح الثورة السّورية؟
- قصة تاريخية عن سجن عكا
- المتحوّل و الثابت في مثل الأصدقاء
- شعوذة أمريكية.:السيد كيو ، و جماعته
- أين يمكن أن نجد أنفسنا؟
- التّعاطف
- مثقف ثوري رغم أنّه مهرّب بشر
- تخلّف المرأة
- هرطقات سورية
- الإمارات و الأديان، و إسرائيل
- تقيّة سياسية، و اجتماعية
- تعاطف سوري على مواقع التواصل مع - بيروت-
- الكورونا والفساد في حكومة بوريس جونسون
- و هكذا أصبح الأمير الفظّ قوّة في الشّرق الأوسط
- فساد عالمي يجعلك لا تفهم مجريات الأحداث في بيروت
- أغاني للشّام وبيروت
- تنجيم سوري
- بورنو ثوري على مواقع التواصل
- الأدب في خيم اللجوء في الدّاخل السّوري
- حقوق المسنين في سورية


المزيد.....




- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...
- إسرائيل تعود إلى سياسة -فرّق تسد- الطائفية لتفكيك سوريا
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ومتع أطفالك بأحلى الأغا ...
- سامي الكيال: ما حصل في سوريا هو هجمة منظمة على الطائفة الدرز ...
- بالفيديو.. -بلال فيتنام- يصدح بالأذان بأكبر مساجد هو تشي منه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية خلوف - زندقات