قصة تاريخية عن سجن عكا

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6662 - 2020 / 8 / 30 - 17:42
المحور: القضية الفلسطينية
    

أرض فلسطين
فلسطين: 1947 هروب من سجن بريطاني
أوليفر هولمز مراسل القدس
عن الغارديان
كشفت عائلة موظف حكومي بريطاني قام ببناء سجن سيئ السمعة للإمبراطورية البريطانية في فلسطين ، أنه سرب مخططات البناء لمقاتلين يهود ، مما ساعدهم على بدء عملية اقتحام أسطورية للسجن في عام 1947.

يُنسب اقتحام سجن عكا كحدث حاسم أدى إلى القرار البريطاني بإنهاء ما كان يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه انتداب مرهق في فلسطين. حتى الآن ، ظلت تفاصيل كيفية نجاح العملية المعقدة للغاية بعيدة المنال.
يعتقد جيل مارغوليس ، ابن شقيق المهندس المعماري البارز بيريس إتكيس ، أن لديه الإجابة. قال لصحيفة الغارديان: "كانت لديهم في الواقع مخطط السجن بأكمله من الرجل الذي صنعه."

"كنت أقرأ التاريخ وظل الناس يقولون ،" كيف فعلوا ذلك؟ كيف حدث هذا ؟ في بعض الأحيان تحتاج إلى القليل من المعلومات الداخلية. حسنًا ، كان لديهم الكثير من المعلومات الداخلية - كانت لديهم الخطط الدقيقة".

وصف مقال لصحيفة الغارديان ، تم تقديمه في وقت متأخر في 4 مايو 1947 ، إضراباً مخططًا له في ذلك اليوم على السجن ، الذي تم بناؤه على أنقاض قلعة صليبية من القرن الثاني عشر.
وقال المقال إنه بينما كانت محمياً بخندق مائي من عدة جوانب ، استولى "الإرهابيون اليهود" على الحمامات التركية المجاورة ، وهي أحد الجوانب القليلة للسجن ، لاقتحامه. "انطلاقا من تلك النقطة المتميزة ، نجحوا في إحداث ثقب في الجدار."
في الوقت نفسه ، ألقى مسلحون قنبلة يدوية في جزء منفصل من السجن كنوع من التسريب ، وكان أحد المهاجمين على الأقل متنكرا في زي مهندس ملكي بريطاني. وكتبت في الصحيفة تقول: "اليهود والعرب ، الإرهابيون والمجرمون ، هربوا معا" ، مقدرة أن حوالي 250 سجينا فروا من السجن.
كان إتكيس ، وهو يهودي روسي ومواطن أمريكي ، مهندسًا بارزًا يعمل لصالح القوات البريطانية. أثناء مساعدة لندن على تأسيس فلسطين كمركز استراتيجي في شرق البحر الأبيض المتوسط ، كان الدافع الحقيقي للصهيوني المتحمس هو تطوير ما كان يعتقد أنه سيكون دولة إسرائيل المستقبلية.
بعد خمسين عامًا من وفاته ، وجد ابن أخيه ، مارغوليس ، مذكرات إيتكس نصف المكتوبة أثناء بحثه عن حياته. في ذلك ، قال إتكس إنه استخدم أيضًا صلاته البريطانية في عام 1921 لنقل الأسلحة من مستودع الأسلحة البريطاني في يافا ، والذي "أقرضه" بعد ذلك إلى القوات اليهودية في تل أبيب أثناء أعمال الشغب .
بينما اكتشفت القوات البريطانية أنه نقل البنادق - وأرسلت إتكس إلى الشمال القاحل كعقوبة - تم نسيان الحادث أو تجاهله. بعد عقدين من الزمان ، حصل على وسام الملك للخدمة في قضية الحرية لبناء ميناء عميق المياه في مدينة حيفا ولإنشاء شبكة واسعة من الطرق.

بينما تنتهي مذكرات إتكس قبل الهروب من سجن عكا ، روى القصة خلال زيارة إلى بروكلين في الخمسينيات من القرن الماضي لابنة أخته ووالدة مارغوليس ، أليزا. أخبرها إتكيس أنه شارك في الخطط "لأن السجن كان بمثابة قلعة ، وما لم يكن لديهم الخريطة ، فلن يكون هناك سبيل للخروج."
وقالت إن إتكيس أظهر لها أيضًا إنجيلًا تم توقيعه شخصيًا من قبل ونستون تشرشل ووزارة الحرب ، وشكره على تطوير ميناء حيفا ، والذي كان يُنظر إليه على أنه أمر حيوي لجهود الحلفاء في ذلك الوقت.

لكن تورطه في قصة الهروب من السجن قد يكون أكثر الأعمال ذات الأهمية في حياته المهنية. لطالما كان يُنظر إليه على أنه رمز دراماتيكي لقدرة لندن المتدهورة على الحفاظ على سيطرتها في فلسطين الانتدابية ، والتي انتهت بعد عام.
مناحيم بيغن ، الذي قاد جماعة الإرغون الصهيونية شبه العسكرية التي أعلنت مسؤوليتها عن الهروب من السجن ، وصف الهجوم بأنه أهم هجوم له "تأثير مدمر على هيبة الحكومة البريطانية". أصبح بيغن فيما بعد رئيس وزراء إسرائيلز

يقول جيل مارغوليس إن عمه الأكبر لم ير أي تناقض في العمل لكلا الجانبين. قال: لم يكن الأمر معاديًا لبريطانيا. أعتقد أن الشيء المثير للاهتمام هو أنه لفترة من الزمن ، كانت الإمبراطورية والحركة الصهيونية يسيران في نفس الاتجاه بأهداف مختلفة. بالنسبة له ، كان بناء الدولة شيئًا كبيرًا ، وكان قادرًا على فعل ذلك مع الإمبراطورية التي وضعت الموارد فيها" "
أما بالنسبة لسبب استمرار تورطه في واحدة من أكثر السجون شهرة في الإمبراطورية البريطانية ، فقد قال مارغوليس إنه لا يريد أن يثير اهتمامًا لا داعي له"

"لبقية حياته ، كان لديه معاش بريطاني . أعتقد أنه قال إنه لا يريد المخاطرة بذلك من أجل القليل من المال الإخباري. لم يذكر شيئاً في أي مكان لهذا السبب بالذات.

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل