فساد عالمي يجعلك لا تفهم مجريات الأحداث في بيروت

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6638 - 2020 / 8 / 6 - 12:21
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

هذه المقالة مترجمة عن صحيفة الغارديان ، وهي تعرض موضوع السفينة التي كانت تحمل المتفجرات بشكل لن يفهم الإنسان العادي ماذا جرى. أوطان ارتبط زعماؤها بمافيا المال والسلاح .

انفجار بيروت: غضب يتصاعد على المسؤولين بعد إهمال التحذيرات
كتبه:

مايكل صافي في عمان وأندرو روث في موسكو ومارتن شولوف في بيروت
عن الغارديان


يتصاعد الغضب والفزع في بيروت حيث اعترف المسؤولون أن انفجارا هائلا في الميناء أدى إلى مقتل 135 شخصا على الأقل وإصابة الآلاف وتشريد العديد من الأشخاص كان متوقعا وكان موضوع تحذيرات متكررة.
مع استمرار اشتعال النيران في العاصمة اللبنانية ، ربطت مسودة ورقية ناشئة الانفجار بمخبأ ضخم من نترات الأمونيوم كان يوصف ذات مرة بأنه "قنبلة عائمة" وموجود في الميناء منذ عام 2014. مؤخرًا ، قبل ستة أشهر ، حذر المسؤولون الذين يفحصون الشحنة أنه إذا لم يتم تحريكه "سوف تنسف كل بيروت"
أدى الكشف عن أن إهمال الحكومة ربما لعب دورًا في أسوأ انفجار في تاريخ بيروت إلى إثارة غضب جديد تجاه الطبقة السياسية في لبنان بين السكان الغاضبين بالفعل بسبب الأزمة المالية المستمرة التي أغرقت نصف البلاد في الفقر. هاجم متظاهرون في وسط بيروت موكب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري واشتبكوا مع حراسه الشخصيين في عرض علني للغضب الأوسع الذي يتصاعد ضد السياسيين اللبنانيين في أعقاب الكارثة.
من شرفة محطمة ، عُلِّق حبل رفيع مع لافتة. "رؤوس من ستعلق؟" يقرأ. كما انتشر مصطلح" أغلقوا أنوفكم" عبر وسائل التواصل الاجتماعي اللبنانية في إشارة إلى الغضب الذي أعقب الصدمة والحزن الأولي.
قالت الحكومة ، مساء الأربعاء ، إنها وضعت عددا غير محدد من مسؤولي ميناء بيروت قيد الإقامة الجبرية في انتظار التحقيق في كيفية تخزين المواد شديدة الانفجار على بعد أقل من 100 متر من حي سكني. كما أعلن مجلس الوزراء الوطني حالة الطوارئ لمدة أسبوعين ، مما يمنح فعليًا الجيش سلطات كاملة في العاصمة.
وارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 135 قتيلاً بحسب الصليب الأحمر اللبناني مع إصابة 5000 آخرين. وقال محافظ بيروت ، مروان عبود ، إن ما يصل إلى 300 ألف شخص أصيبوا بأضرار في منازلهم ، مما ترك البعض غير صالح للسكنى. ولا يزال العشرات في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض
كان السّكان في جميع أنحاء المدينة يزيلون الزّجاج المحطّم وأنقاض أخرى من منازلهم صباح الأربعاء ، حيث بدأ إلقاء اللوم عن المأساة على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية اللبنانية.

وألقى رئيس الوزراء اللبناني مساء الثلاثاء باللائمة في الانفجار على مخزن يزن 2750 طنا من نترات الأمونيوم ، وهي مادة كيماوية تستخدم في القنابل والأسمدة ، كانت مخزنة في الميناء. زعمت تقارير إعلامية من عام 2014 أن سفينة مملوكة لروسيا تحمل تلك الحمولة تم حجزها في ميناء بيروت في ذلك العام ، بعد توقف طارئ في المدينة ورفضت السلطات الجمركية الإذن لها بالمغادرة لأنها اعتبرت غير صالحة للإبحار.
زعم روسوس القبطان السابق للسفينة ، في مقابلة مع صحفيين روس قبل ست سنوات ، أن مالك السفينة ، حسبما ذكره إيغور جريتشوشكين ، قد تخلى عنها مع الطاقم ، الذين كانوا "محتجزين كرهائن" من قبل سلطات الجمارك. "المالك ترك السفينة. الشحنة هي نترات الأمونيوم. إنها مادة متفجرة. وقد تم التخلي عنا. نحن نعيش لمدة 10 أشهر على برميل بارود"
لم تستطع صحيفة الغارديان التحقق من صحة المزاعم حيث لم تتمكن من الاتصال بمالك السفينة .

وفي رسالة أخرى نشرها صحفي كان على اتصال بالطاقم ، وصفت السفينة بأنها "قنبلة عائمة وطاقمها رهينة على متن هذه القنبلة"

وقال محاموهم في مذكرة عام 2015 ، إن الطاقم ، ومعظمهم من الأوكرانيين ، احتُجزوا على متن السفينة لمدة عام تقريبًا قبل إطلاق سراحهم ، وتمت مصادرة نترات الأمونيوم واحتجازها في الميناء في مستودع.
في مقابلة مع راديو أوروبا الحرة يوم الأربعاء ، نفى قبطان السفينة وجود مشاكل مع السفينة وقال إنها احتُجزت بسبب عدم دفع رسوم الميناء. وأكد الاتحاد الدولي لعمال النقل ، الذي سعى للحصول على رواتب متأخرة للطاقم وإعادتهم إلى الوطن ، أن السفينة محتجزة جزئياً لأنها مدينة للميناء بفواتير غير مدفوعة قيمتها 100 ألف دولار. في مقابلة مع إذاعة أوروبا الحرة يوم الأربعاء ، قال قبطان السفينة في ، بوريس بروكوشيف ، إنه كان على اتصال مباشر مع مالك السفينة.
قال بدري ضاهر ، مدير عام الجمارك اللبنانية ، لقناة ل بي سي
، أرسلت وكالته ست وثائق إلى القضاء تحذر من أن المواد تشكل خطرا. وقال: "طلبنا إعادة تصديرها لكن ذلك لم يحدث". "نترك الأمر للخبراء والمهتمين لتحديد السبب"
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مجهول مقرب من موظف بالميناء قوله إن فريقا فحص نترات الأمونيوم قبل ستة أشهر وحذر من أنه إذا لم يتم نقله فسوف "يفجر بيروت بأكملها". وقال مصدر آخر إن عدة لجان وقضاة تم تحذيرهم من أن المواد الكيماوية "لم يتم فعل أي شيء" للتخلص منها".

لا يزال من غير الواضح ما الذي فجّر نترات الأمونيوم ، والتي تتطلب حرارة شديدة للاشتعال. وقال عبود ، الثلاثاء ، إن بلدية بيروت أرسلت رجال إطفاء إلى الموقع ردا على تقارير عن اندلاع حريق ، وأنهم فقدوا بعد الانفجار - مما يشير إلى اشتعال الحريق لفترة كافية حتى بعد وصل الطاقم إلى مكان الحادث.
أظهرت عدة لقطات من اللحظات التي سبقت الانفجار أيضًا دخانًا رماديًا كثيفًا يتصاعد من الميناء ، جنبًا إلى جنب مع سلسلة من الانفجارات الصغيرة التي تنبعث منها أبخرة حمراء ، ثم انفجار هائل يتضمن أكثر من 1300 ضعف كمية نترات الأمونيوم المستخدمة في تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995.

نقلت رويترز عن مصدر مجهول يوم الأربعاء زعمه أن الحريق اندلع في مستودع رقم تسعة قبل أن يمتد إلى المستودع 12 حيث يتم تخزين نترات الأمونيوم. مصدر الحريق الأولي غير معروف للجمهور.
وأظهرت الصور الجوية لطائرات بدون طيار حفرة عميقة من الأرض المدمرة حيث كان يوجد مستودع 12 ، بجوار صف من صوامع الحبوب المدمرة والمنطقة المحيطة مدمرة بالكامل تقريبًا.
وقال وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة ، إن الأضرار التي لحقت بالصوامع تركت البلاد مع أقل من شهر من احتياطيات الحبوب ، لكنه ادعى أنه لا يوجد خطر من نقص الغذاء. قال "لا توجد أزمة خبز أو طحين". "لدينا مخزون كاف وقوارب في طريقهم لتغطية احتياجات لبنان على المدى الطويل".
وقال عبود إن الأضرار الناجمة عن الانفجار امتدت إلى أكثر من نصف بيروت ، ومن المرجح أن تتجاوز تكلفة الأضرار ثلاثة مليارات دولار.

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية مساء الأربعاء عن حزمة مساعدات بريطانية للبنان ، بما في ذلك ما يصل إلى 5 ملايين جنيه إسترليني في شكل تمويل إنساني طارئ ، بالإضافة إلى نشر خبراء البحث والإنقاذ ، والمساعدة الطبية المخصصة ، ومساعدة النقل الجوي الاستراتيجي ، والدعم الهندسي والاتصالات.

لم يعد الكثير من شرق بيروت صالحًا للسكن ، وهو أمر يعترف به ضمنيًا قلة من السكان وأصحاب المتاجر الذين ينتقون أعمالهم المدمرة. قال عصام ناصر ، مدير متجر الإطارات الذي وقف بشكل متناقض وسط ما كان في السابق وكيل سفريات ، وصالون بيتزا ، وبارًا راقيًا: "لا أعرف كيف سنتغلب على هذا". . "هل تعتقد حقًا أن هيروشيما كان من الممكن أن تكون أسوأ من هذا؟"
كان صوت جبال الزجاج التي جرفت من الشرفات وتسللت على الطرق بمثابة موسيقى تصويرية لليوم. سار عمال الطوارئ المتعبون في الشوارع ، وكان بعضهم يحمل مطرقة ثقيلة والبعض الآخر يحمل المياه. تم تحويل موقف سيارات في منطقة الجميزة إلى مركز فرز. وكانت نقالات بلاستيكية برتقالية اللون ملطخة بالدم تصطف من جانب إلى آخر.
بعد أن أصبحت نموذجًا مرادفًا للدمار والفوضى في الثمانينيات ، انتعشت بيروت من الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا لاستعادة سمعتها كملعب متشدد للأثرياء ومسرح للمؤامرات السياسية في الشرق الأوسط.

لا تزال ثقوب الرصاص تخيم على العديد من المباني ، وظلت الكهرباء متقطعة ، وانقسامات الحرب الأهلية لم تتم تسويتها ، لكن لبنان تحدى المتشائمين على مدى ثلاثة عقود ، وجذب استثمارات من جميع أنحاء المنطقة وملايين الدولارات من تحويلات المغتربين التي غطت الشقوق في مؤسساتها وبنيتها التحتية.

يبدو أن هذه المسيرة قد انتهت في عام 2020 ، حيث كشفت الحسابات الوطنية عن حشو قروض لا يمكنها سدادها ، والركود البيروقراطي والإهمال الذي يعيق حياة العديد من اللبنانيين المتهمين بالمساهمة في واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ البلاد الحديث.
كتب ستيفان بازان ، مستشار لبناني ، في منشور على فيسبوك انتشر على نطاق واسع يوم الأربعاء: "ما حدث بالأمس هو نتيجة عدم كفاءة ما يسمى بالأشخاص المسؤولين".

"كم عدد الكوارث التي لا تزال تنتظر لبنان؟ نفدت الكهرباء ، والمياه مسمومة ، والطعام مشبوه ، والأسلحة في كل مكان. لقد سرقوا أموالنا ومستقبل أطفالنا".

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات