أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير جمعة المالكي - اغتيالات باسم الاسلام 4 - من قتل الحسين















المزيد.....


اغتيالات باسم الاسلام 4 - من قتل الحسين


زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 02:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في كل عام وتحديدا في العاشر من محرم ينقسم المسلمون الى فرقتين الاولى تحتفل وتوزع حلويات العاشوراء في مصر وبلاد الشام ويحتفل اهل المغرب في اليوم التاسع من محرم باشعال نارا في الأحياء تسمى "شعالة"، ويقفزون فوقها بفرح عارم وتصل الاحتفالات ذروتها في العاشر من محرم الذي يسمى "يوم زمزم"، وفيه يتراشق الناس بالماء البارد وتتحول الأحياء الشعبية إلى ساحة معركة، يلاحق فيها الأصدقاء والجيران بعضهم بعضا لرشهم بالماء، في حين يرش القرويون في البوادي الماء على ماشيتهم ومحاصيلهم طلبا للبركة والوفرة. وينتهي هذا اليوم بوجبة كسكس يطبخ مع لحم القديد أو "الذيالة"، أي ذيل الخروف الذي تم تخزينه من أضحية عيد الأضحى خصيصا لتناوله في عاشوراء كما يتم توزيع "الفاكية " وهي خليط من الفواكه والمكسرات . وفي الجانب الاخر يتلاطم الشيعة ويضربون الصدور على مقتل الحسين ابن علي واهل بيته في معركة الطف في كربلاء سنة 61 بالتقويم المسمى الهجري المصادف 680 ميلادي . فمن قتل الحسين ولماذا هذا الاختلاف في ردة الفعل ؟
قد يبدو السؤال ساذجا عندما نسأل من قتل الحسين لانه قتل في معركة وتولى حز راسه "شمر ابن ذي الجوشن الضبابي الكلابي قائد ميسرة الجبش الذي كان يقوده " عمر ابن سعد ابن ابي وقاص الزهري القرشي " . والذي ارسلة " عبيد الله ابن زياد ابن ابيه " امير الكوفه بامر من " يزيد ابن معاوية ابن ابي سفيان الاموي القرشي " . ولكن هل حقا هولاء هم القتلة ؟ هل كان مقتل الحسين حدثا ام نتيجة ؟ لمعرفة الجواب نحتاج الى مراجعة الاحداث لمعرفة متى تقرر ان يقتل الحسين ومن قرر ذلك اعتمادا على مصادر "اهل السنة والجماعة" حصرا .
لو عدنا الى التاريخ الذي ورد في الكتب التي بين أيدينا نجد ان الرسول في أواخر سنوات حياته كان يحاول ان يوصي باهل بيته خوفا مما كان يعرف انه سيصيبهم من بعده وهذا كما ورد في الاحاديث من المصادر المعتمدة فنرى "الحاكم النيسابوري؛ محمد بن عبد الله بن حمدويه بن نعيم الضبي، الطهماني النيسابورى، الشهير بالحاكم، ويعرف بابن البيع، أبو عبد الله " في كتابه " المستدرك على الصحيحين " ، تحقيق "مصطفى عبد القادر عطا" ، منشورات دار الكتب العلمية ، 1422 – 2002 ، الجزء 4 ، كتاب الفتن والملاحم – صفحة 534 ، "8500 - أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن حدثنا الفضل بن محمد ثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد بن مسلم عن أبي رافع إسماعيل بن رافع عن أبي نضرة قال : قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا و تشريدا و إن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة و بنو مخزوم " . وقال عنه الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه " . كما يروي " الطبراني؛ سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم" في كتابه المعروف باسم "المعجم الكبير للطبراني " ، تحقيق "حمدي عبد المجيد السلفي" ، منشورات مكتبة ابن تيمية ، الجزء العاشر الصفحة 104 الحديث رقم 10031 " حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ ، قال حدثنا أَبِي ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، وَالْأَسْوَدِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْمَرَّ وَجْهُهُ ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا نَزَالُ نَرَى بِوَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ ؟ فَقَالَ : إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا ، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ مِنْ بَعِدي بَلَاءً وَتَطْرِيدًا " . من هذه الاحاديث ندرك ان الرسول كان يخبر بما سوف يصيب اهل بيته من بعده وان من سيطارد ويقتل اهل بيته هم (من امة الإسلام ) و تحديدا (من قريش ) بل انه يحدد اشد الأعداء عليهم . كما ان هذه الاحاديث تحدد من هم اهل بيت الرسول فهم من قتلوا وشردوا من بعده وليست نساءه فلم يشير التاريخ الى ان احد نساء الرسول قتلت او شردت . اذن فالرسول يبين ان اهل بيته ومنهم الحسين سوف تفتلهم (امة الإسلام )
اذا استمرينا بالرجوع الى الاحاديث لنعرف اكثر عن المصير الذي ذكره الرسول انه سيصيب ال بيته نجده يبلغ ابن عمه وزوج ابنته بان ( الامة الإسلامية ) سوف تغدر به (أي بعلي ) كما يروري الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ، كتاب معرفة الصحابة ، الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة (150) ، " 4676 - حدثنا : أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة ، ثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : عمرو بن عون ، ثنا : هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس الأودي ، عن علي (ع) ، قال : إن مما عهد إلي النبي (ص) أن الأمة ستغدر بي بعده ، هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه" . كما نجد ان الرسول يبلغ علي بانه سيتم الغدر به من قبل (الامة ) وانه سيقتل بضربة سيف على راسه كما ورد في كتاب المستدرك على الصحيحين ، كتاب معرفة الصحابة ، كتاب معرفة الصحابة الجزء : ( 3) - رقم الصفحة (153) "4686 - عن حيان الأسدي سمعت عليا ، يقول : قال لي رسول الله (ص) : أن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه ، هذا حديث صحيح" . وقد اكد موضوع الغدر ما رواه " ابن حجر العسقلاني؛ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر" ، في كتابه "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ، تحقيق "سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري وآخرون " منشورات دار العاصمة - دار الغيث، 1419 – 1998 ، كتاب المناقب - باب فضائل علي (ر) ، الجزء : ( 16 ) - رقم الصفحة (66) " 3920 - وقال الحارث : ثنا : عبد الرحمن بن زياد ، مولى بني هاشم ، ثنا : هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس الأودي ، عن علي ، قال : قال رسول الله (ص) : إن هذه الأمة ستغدر بك من بعدي." وكذلك اكد ذلك مت رواه "المتقي الهندي" في كتابه " كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" ، الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة 297 "31561 - عن علي ، قال : إن مما عهد إلى النبي (ص) : أن الأمة ستغدر بي من بعده" . هنا يتبين من هذه الاحاديث ان علي سوف تغدره (الامة ) وتقتله .
كذلك فان كتب الاحاديث تروي ان الرسول تكلم في مقتل الحسين ابن علي فقد روى كل من الحاكم النيسابوري في المستدرك والمتقي الهندي في كنز العمال والهيثمي في مجمع الزوائد بن عساكر في تاريخ دمشق واخرون عدة احاديث عن الرسول وهو يخبر بقتل الحسين على يد (امة الرسول ) ويحدد موقع القتل في العراق على جانب القرات في كربلا بسواد الكوفة وسسنكتفي بحديث واحد رواه الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج2 / ص 465، حديث رقم 822" قال صلى الله عليه وسلم: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها ، فقال لي : إن ابنك هذا : حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها.قال : فأخرج تربة حمراء" . ( صحيح ) . وقد بلغت قمتها في بيعة غدير خم التي رواها مسلم والنسائي والترمذي واحمد ابن حنبل والحاكم باسانيد صحيحة عندما قال الرسول " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " . عند هذه النقطة كان يجب ان يتم التخلص من الرسول لضمان السلطة من بعده .
كانت اول محاولة لاغتيال الرسول اثناء عودته من تبوك كما يرويها احمد بن حنبل في مسنده المسمى " مسند الإمام أحمد بن حنبل " تحقيق شعيب الارناؤوط وعادل مرشد ، طبعة مؤسسة الرسالة ،الجزء 39 ، حديث ابي الطفيل عامر ابن واثلة ، الصفحة 210 ، الحديث رقم 23792 ويمكن العوده الى تفاصيلها واسانيدها في الجزء الثالث من سلسلة اغتيالات باسم الإسلام . والتي تم ذكر منفذي المحاولة كما ورد في كتاب المغني لابن حزم الاندلسي وهم من كبار الصحابة . ثم كانت الطامة الكبرى قبل وفاة الرسول عندما طلب ورقة وقلم ليكتب للمسلمين كتابا (لن يظلوا بعده ابدا ) وهي الحادثة التي تسمى "رزية يوم الخميس ا" التي رواها البخاري فتم منعه من قبل المحيطين به وقالوا ان الرسول "يهجر " أي يخرف وقد روى ابن تيمية ان من قال ذلك هو " عمر ابن الخطاب " كما ورد في كتابه " منهاج السنة النبوية " ، تحقيق " محمد رشاد سالم " الصفحة رقم 24 . وكذلك ما ذكره أبو حامد الغزالي في كتابه " سر العالمين وكشف ما في الدارين " تحقيق " موفق فوزي الجبر " بعدها توفي الرسول مسموما فمنع عمر ومن معه دفن الرسول ثلاثة أيام حتى "ربا بطنه وانتشر خنصره " كما ورد في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم الجزء العاشر، تأليف عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج سنة النشر: 1415 – 1995، تحقيق محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا منشورات دار الكتب العلمية بيروت لبنان . وكذلك ما ورد في كتاب نهاية الإرب في فنون الأدب، تأليف أحمد بن عبد الوهاب النويري شهاب الدين ، تحقيق الاستاذ عبد المجيد ترحيني منشورات دار الكتب العلمية بيروت لبنان ، الجزء 18. حتى اضطر اهل بيته الى دفنه في غرفته سرا حيث كان عمر ومن معه شاهرا سيفه بحيث ان عائشة بنت ابي بكر زوجته كانت ممن فوجيء بدفنه بدليل الحديث الذي رواه احمد ابن حنبل و البيهقي في سنن البيهقي الكبرى " قالت والله ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء " . بمقتل الرسول مسموما اختفى اول أصحاب الكساء الخمسة وبقي أربعة ( علي , فاطمة ، الحسن ، الحسين ) .
لكن مقتل الرسول لايعني ان الطريق معبدة لاستلام السلطة فهناك ابن مسعود وحديثه عن ليلة الجن كما يرويها الطبراني في المعجم الكبير " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، قال حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْبَجَلِيُّ الذَّهَبِيُّ ، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ ، عَنْ حَرْبِ بْنِ صُبَيْحٍ ، قال حدثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : اسْتَتْبَعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغْنَا أَعْلَى مَكَّةَ ، فَخَطَّ عَلَيَّ خُطَّةً وَقَالَ : لَا تَبْرَحْ ، ثُمَّ انْصَاعَ فِي أَجْبَالٍ ، فَرَأَيْتُ الرِّجَالَ يَتَحَدَّرُونَ عَلَيْهِ مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ حَتَّى حالُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، فَاخْتَرَطْتُ السَّيْفَ وَقُلْتُ : لَأَضْرِبَنَّ حَتَّى أَسْتَنْقِذَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ : لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ ، قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى أَمَّنَا الْفَجْرُ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَائِمٌ فَقَالَ : مَا زِلْتَ عَلَى حَالِكَ ؟ قُلْتُ : لَوْ لَبِثْتَ شَهْرًا مَا بَرِحْتُ حَتَّى تَأْتِيَنِي ، ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ بِمَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْنَعَ ، فَقَالَ : لَوْ خَرَجْتَ مَا الْتَقَيْتُ أَنَا وَلَا أَنْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي أَصَابِعِي فَقَالَ : إِنِّي وُعِدْتُ أَنْ يُؤْمِنَ بِيَ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ ، فَأَمَّا الْإِنْسُ فَقَدْ آمَنَتْ بِي ، وَأَمَّا الْجِنُّ فَقَدْ رَأَيْتَ ، قَالَ : وَمَا أَظُنُّ أَجَلِي إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَسْتَخْلِفُ أَبَا بَكْرٍ ؟ فَأَعْرَضَ عَنِّي ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ لَمْ يُوَافِقْهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَسْتَخْلِفُ عُمَرَ ؟ فَأَعْرَضَ عَنِّي ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ لَمْ يُوَافِقْهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَسْتَخْلِفُ عَلِيًّا ؟ قَالَ : ذَاكَ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَوْ بَايَعْتُمُوهُ وَأَطَعْتُمُوهُ أَدْخَلَكُمُ الْجَنَّةَ أَكْتَعِينَ " . حسب هذا الحديث ان الرسول رفض او لم يوافقه ان يخلفه أبو بكر او عمر ودعا الى ان يخلفه علي . كما ان الأنصار كما يروي ابن الأثير؛ علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، أبو الحسن عز الدين ابن الأثير ، في كتابه " الكامل في التاريخ " ،تحقبق أبو الفداء عبد الله القاضي، منشورات دار الكتب العلمية ، 1407 – 1987 ، المجلد الثاني الصفحة 189 " قال عمر : أيكم يطيب نفسا أن يخلف قدمين قدمهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فبايعه عمر وبايعه الناس . فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلا عليا . قال : وتخلف علي ، وبنو هاشم ، والزبير ، وطلحة - عن البيعة . وقال الزبير : لا أغمد سيفا حتى يبايع علي " . لذلك كان يجب اللجوء الى القوة وهنا جاء دور قبيلة اسلم وزعيمهم أبو الأعور السلمي احد المشاركين في محاولة اغتيال الرسول في العقبة فدخلوا المدينة بثلاثة الاف رجل حتى قال عمر " ما هو إلا أن رأيت" أسلم " فأيقنت بالنصر كما روى ذلك الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك
بعد دخول قبيلة اسلم واستتباب الامر لابي بكر بقيت عقبة واخدة ان علي ابن ابي طالب لم يبايع وعتدما طلب عمر من ابي بكر اني يامر امره بعلي كما يروي ابن قتيبة الدينوري في كنابه الامامة والسياسة تطق أبو بكر بالكلمات التي أدت الى موت الزهراء ابنة الرسول قال أبو بكر " لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه " . اذن هي الزهراء هذه المرة . هنا يجب ان نتذكر ان عمر ابن الخطاب بقي بعد ان استنجدت الزهراء بابيها محاولا حرق دارها كما يروي ذلك عمر كحالة في كتابه أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام . . لقد اصبح لزاما ان تختفي الزهراء لتستقر الخلافة لابي بكر . واختفت الزهراء كما فصلنا في الجزء الثاني من هذه السلسة حيث لم تعش الزهراء بعد هذه الحادثة سوى 75 يوما وماتت ساخطة على ابي بكر وعمر كما يروي البخاري .
بعد مقتل الزهراء استتب الامر لابي بكر الذي تم التخلص منه بالسم بعد ان أدى دوره في إزاحة بني هاشم ليعهد بالحكم لعمر ابن الخطاب بتدخل من عثمان الذي كان يكتب الوصية لابي بكر فلما اغمي على ابي بكر ولم يذكر اسم عمر كتب عثمان اسم عمر ، وكانت مكافأة ابي بكر من الخليفة الجديد ان منع ابنته عائشة من إقامة مجلس عزاء على ابيها كما روى الطبري في تاريخه الجزء 3 ص 421 ، وورد في طبقات ابن سعد ج 3 ص 209 ), تذكر رواية أخرى أن أم فروة اخت ابي بكر صارت عوراء العين بعد الضرب المبرح من الخليفة الجديد عمر بن الخطاب كما ورد في كنز العمال ج 8ص118كتاب الموت ، تاريخ الطبري ج4 حوادث سنة 13 , لابن الاثير ج2 ص 204. وتنتهي حياته اغتيالا بعد ان مهد الطريق امام بني اميه للوثوب على الحكم فقد ولى يزيد ابن ابي سفيان الشام وبعد وفاة يزيد سلم الولاية لمعاوية ابن ابي سفيان . كذلك مهد الطريق امام عثمان ابن عفان الاموي القرشي ليتولى الحكم خلفا له عن طريق اختيار اشخاص معينين لما سمي بالشورى . فقتل عمر بعد ان أوصى عمرو ابن العاص بالاعتناء بالرجل الذي سيقتل علي ابن ابي طالب لاحقا كما يروي "الذهبي؛ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد الله" ، في كتابه "سير أعلام النبلاء " ، تحقيق "حسان عبد المنان" ، منشورات بيت الأفكار الدولية ، الخلفاء الراشدون، الصفحة 439 ، متحدثا عن "ابن ملجم " فيقول "وكان ممن قرأ القرآن والفقه، وهو أحد بني تدول، وكان فارسهم بمصر، ويقال : «هو الذي أرسل صبيغا التميمي إلى عمر، فسأله عما سأله من مستعجم القرآن» ،وقيل : «إن عمر كتب إلى عمرو بن العاص: أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد؛ ليعلم الناس القرآن والفقه، فوسع له مكان داره، وكانت إلى جانب دار عبد الرحمن بن عديس البلوي يعني أحد من أعان على قتل عثمان " .
استمر التمهيد لبني امية للسيطرة على الحكم بعد ان تولى عثمان الحكم تحقيقا لمقولة ابي سفيان " يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب ولا جنة ولا نار ولا بعث ولا قيامة" . ولكن الاحداث خرجت عن السيطرة عندما ثار اهل الامصار على عثمان وقام بعض الصحابة بقتله ومنهم الصحابي عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو من المهاجرين ممن شهد بيعة الرضوان والصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي الذي روي له في الكتب الســـــــــتة ، وهو مَن وثبَ على عثمان فجلس على صدره ، وبه رمق، فطعنه تسع طعنات، وقال: أما ثلاث منهن فللّه ، وست لما كان في صدري عليه .والصحابي جبلة بن عمرو الساعدي من البدريين ومحمد ابن ابي بكر . كانت هذه الثورة خارج المخطط وكان تولي علي ابن ابي طالب للخلافة مفاجاءة لم تكن ضمن المخطط لذلك تم استدعاء الرجل الذي أوصى به عمر وارساله الى العراق ليقتل علي ويصل خبر مقتله الى السيدة عائشة بنت ابي بكر فتسجد فرحا كما ذكر ابن الاثير في كتابه الكامل في التاريخ الجزء الثالث الصفحة 259 والبلاذري ومسكويه الرازي في تاريخه "لما انتهى إلى عائشة قتل علي رضي الله عنه قالت:فألقت عصاها واستقرت بها النّوى ** كما قرّ عيناً بالإياب المسافرُفمن قتله؟ فقيل رجل من مراد فقالت:
فإن يك نائيا فلقد نعاه ** غلام ليس في فيه التراب فقالت زينب ابنة أبي سلمة: ألعلي تقولين هذا؟ فقالت: إنّي أنسى فإذا نسيت فذكّروني. فلم يبقى من الخمسة سوى الحسن والحسين أبناء علي ابن ابي طالب يذكرون الناس بما حصل من دفع ال بيت النبي عن مكانهم .
وصل كرسي الحكم الى معاوية ابن ابي سفيان فقرر ان لا يخرج مره ثانيه من بيته لذلك فقد عمد الى التخلص من الحسن ابن علي ابن ابي طالب بسلاحه المفضل وهو السم وعمد الفرع الاموي في المدينة الى منع دفن الحسن مع جده رسول الله مستعينين بتاثير السيدة عائشة بنت ابي بكر فدفن في البقيع . عند هذه النقطة لم يبقى من الخمسة أصحاب الكساء سوى الحسين ابن علي ابن ابي طالب .
بقي موضوع توريث الخلافة الى يزيد يؤرق معاوية في اخر أيامه وهو يرى ان الامراض تستهلك جسمه بعد ان اصابته اللقوة والدبيلة لذلك فقد اعلن في حياته ان ولي عهده هو يزيد وفرض ذلك بالقوة ولكنه حذر ابنه من ان الحسين سوف لن يبايعه .
ومات معاويه وتولى يزيد وحصلت الاحداث في كربلاء وهنا يجب ان نثبت نقطه حاول الكثيرين ان يثيروا بها شغبا على قضية الحسين وهي ان عبد الله ابن عباس وعبد الله ابن عمر ومحمد ابن الحنفيه قد حذروا الحسين من الذهاب الى العراق ولكن اهل العراق خدعوه وهذه من اكثر الأكاذيب تهافتا فلو رجعنا الى الاحاديث التي رووها عن النبي نجد ان النبي ابلغ علي ان ابنه سيقتل في الكوفه في منطقة الطف أي ان الحسين كان يعلم انه سيقتل لا بل ان موضوع قتل الحسين بحسب الروايات التي جاءت في الكتب كان يعرفها حتى اليهود فقد روى الطبراني في المعجم الكبير، منشورات مكتبة ابن تيمية، الجزء الثالث 2827 الصفحة 118 " قال: وحدثنا سليمان، حدثنا محمد بن محمد التمار البصري، حدثنا محمد بن كثير العبدي، حدثنا سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرحمان، عن العلاء بن أبي عائشة، عن أبيه:
عن رأس الجالوت قال: كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها، فلما قتل حسين جعلت أسير بعد ذلك على هينتي " . ان خروج الحسين كان جرس انذار للمسلمين فليس هو انتحار بل هو تنبيه الى ان الظالمين لن تردعهم حرمة او دين عن الظلم ,
في النهاية فلننظر الى من قاد الجيوش لقتل الحسين وأهله فالحاكم كان (التابعي ) يزيد ابن (الصحابي ) معاوية ابن (الصحابي ) أبو سفيان و (الصحابيه ) هند بنت عتبة التي (لاكت باسنانها كبد الحمزة عم الرسول ) . والوالي (التابعي ) عبيد الله ابن (التابعي ) زياد ابن ابيه و (التابعيه ) سميه صاحبة الراية الحمراء في الطائف وكان قائد الجيش هو (التابعي ) عمرو ابن (الصحابي ) سعد ابن ابي وقاص وام سعد "حمنة بنت سفيان الاموية " . وقائد الميسرة هو (التابعي ) شمر ابن (الصحابي) شرحبيل بن اعور الضبابي من قبيلة كلب . فالقوم أبناء القوم .



#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)       Zuhair_Al-maliki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة السنة (الهجرية)
- اغتيالات باسم الإسلام 3– محاولة (الصحابة ) اغتيال الرسول في ...
- اغتيالات باسم الاسلام 2 - من قتل الزهراء ؟
- خرافات المتأسلمين 18- خرافة عثمان ذو النورين
- اغتيالات باسم الإسلام 1 – من قتل الامام
- خرافات المتأسلمين 17- خرافة الفاروق
- خرافات المتأسلمين 16 – خرافة الصديق
- خرافة المتأسلمين 15 - خرافة اعز الاسلام باحد العمرين
- خرافات المتأسلمين 14 - خرافة العشرة المبشرة بالجنة
- خرافات المتأسلمين 13- خرافة الحميراء
- خرافات المتأسلمين 12 - خرافة ذات النطاقين
- خرافات المتأسلمين 11- خرافة العنكبوت والحمامتان
- خرافات المتأسلمين 10 - ولادة الرسول في 12 ربيع الاول
- خرافات المتأسلمين 9 - خرافة اصح كتاب بعد كتاب الله
- خرافات المتأسلمين 8- خرافة صيام عاشوراء
- خرافات المتأسلمين 7- محرم والهجرة النبوية
- خرافات المتأسلمين 6 – المودة بين الصحابة
- خرافات المتأسلمين5- خرافة عدالة الصحابة
- خرافات المتأسلمين- 4- صلاة التراويح
- قانون ماغنيتيسكي اتجاه جديد في القانون الجنائي الدولي وقضية ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير جمعة المالكي - اغتيالات باسم الاسلام 4 - من قتل الحسين