أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أدونيس.. مدافع التطبيع














المزيد.....

أدونيس.. مدافع التطبيع


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6658 - 2020 / 8 / 26 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يخطر لى أن يرد الشاعر أدونيس على مقال لى فى كتابه «المحيط الأسود»، لكنى وجدته يكتب فيقول: «آخر ما قرأته فى هذا الصدد مقالة كتبها الكاتب المصرى أحمد الخميسى يحملنى فيها وحدى مسئولية عدم انعقاد المؤتمر الخاص بالهولوكوست الذى قيل إنه كان سيعقد فى بيروت، ويجرمنى تبعًا لذلك، وحدى طبعًا، ويقول الخميسى: لا يحتاج تعليقًا موقف أدونيس الذى نال كل الرضا والعطف من سفير إسرائيل فى باريس نفسها، وهو شرف لا يفوز به إلا كبار الشعراء وبشق الأنفس (أخبار الأدب ٢٠٠١)».

ويمضى أدونيس قائلًا: «نعم هكذا وحدى، إضافة إلى أن هذا القول كاذب ومختلق كليًا. ويعرف الذين تابعوا القضية أن هذا الشرف شاركنى فيه آخرون، فلماذا لم يشر هذا الكاتب إلى الآخرين؟ أو إلى واحد بينهم على الأقل؟ أو لعله لا يتجرأ لسبب أو لآخر أن يشير إلى اسم محمود درويش أو إدوار سعيد، أو لعله يحب التحريف لوجه الله! فوقع سخط هذا التحريف علىّ وحدى!».
ولولا موجة التطبيع الثقافى التى اندلعت من جديد مؤخرًا لما فكرت فيما كتبه أدونيس الذى يقترب من التسعين من عمره، وما زال يسعى للفوز بجائزة نوبل بكل الطرق. وبداية سنلحظ فى حديث أدونيس أنه لا ينكر احتفال السفير الإسرائيلى به، إنه فقط يريد أن يضيف اسمًا مثل محمود درويش الذى لم يأت أحد على ذكره حينذاك، لعله بذلك يموّه على مواقفه الكثيرة العديدة التى انطلقت نارها من مدافع التطبيع مع إسرائيل، حتى إن اتحاد الكتاب العرب قام بطرده من عضويته عام ١٩٩٥، بسبب مشاركته فى مؤتمر غرناطة بإسبانيا عام ١٩٩٣ مع صهاينة إسرائيل وإلقائه كلمة تستشرف آفاق السلام الثقافى بأى ثمن، ولو كان غض النظر عن المذابح الإسرائيلية وتاريخ الكيان الإجرامى فى الوجدان العربى. ويطرح أدونيس فى حوار معه عام ٢٠١٢ بصحيفة الجارديان البريطانية تصوره للصراع الفلسطينى الإسرائيلى فيقول: «لا أرى حلًا للقضية الفلسطينية فى المستقبل القريب.. فقصة الفلسطينيين مأساة بلا حل»! هكذا يتفضل أدونيس بالقول إنها مأساة، لكنه لا يحدد موقفه من تلك المأساة، وعلى العكس يرى أنها بلا حل، أى أنه يقول فعليًا: علينا أن نقبل بالأمر الواقع. وقد كان التطبيع وما زال مرفوضًا فى كل وثائق الهيئات الثقافية والشعبية المصرية والعربية، وأذكر بهذا الصدد أن اتحاد الكتاب المصرى برئاسة فاروق خورشيد قام بفصل الكاتب على سالم من عضويته بعد زيارة الأخير لإسرائيل فى ٧ أبريل ١٩٩٤، وأصدر الاتحاد بيانًا جاء فيه: «إن على سالم لا يمثل سوى نفسه»، بينما برر سالم الزيارة التى قام بها بسيارته من العريش إلى رفح ومنها لإسرائيل بضرورة التعرف إلى «الآخر»! وكافأت جامعة بن جوريون سالم بمنحه الدكتوراه الفخرية. أما الرسام جورج البهجورى فلم يحصل من زيارته لإسرائيل فى يوليو ٢٠٠٨ على أى شىء ولا حتى شهادة تقدير فى الرسم. ولا يمثل أدونيس حالة فردية فى مجال التطبيع الثقافى، فقد انضم إليه الشاعر اللبنانى سعيد عقل مؤلف أغنية فيروز الوطنية «زهرة المدائن» وحين اجتاحت إسرائيل لبنان عام ١٩٨٢ كتب عقل يشكر القوات الإسرائيلية على ما قامت به، مؤكدًا أنه كان ليقاتل إلى جانبها لو أسعفته الظروف. أما المخرج اللبنانى زياد دويرى فقد بقى فى تل أبيب عام ٢٠١٠ حوالى العام لتصوير فيلمه «الصدمة»، وبرر ذلك بأن الأمر يتطلب «عرض الروايتين»، أى الإنصات إلى صوت الاحتلال وتفهمه بنفس القدر الذى ننصت به إلى صوت الشعب الذى احتلوا أرضه. وهنا أتذكر قول كافكا: «الأدب يعنى أن تهجر معسكر القتلة»، لا أن تصبح من رصاصهم الموجه إلى الوعى بالقضية الوطنية. وطالما قال التاريخ كلمته فى أولئك فبدل اسم المملوك الخائن خائر بك إلى «خائن بك»، وظل يلاحق بالعار الهلباوى محامى الإنجليز فى دنشواى وغيره.
وفى النهاية فإن كل كاتب يختار موقعه ومكانه، ليس سعيًا وراء جائزة نوبل أو غيرها، لكن سعيًا وراء الحقيقة.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جــــئـــت أنـــت قـصـة قــصـيــرة
- تـــصــادف أنــنــي .. قــصـة قـصـيـرة
- الــفـــلــوس فــي حــيــــاتــــي
- شجن - قصة قصيرة
- شـــجــــن - قـصـة قــصـيــرة
- تدوير الفكر الثقافي والسياسي
- المسافة من التحرش إلى الاعدام
- محمود رضا .. خفقة الراية الجميلة
- لماذا نكتب ؟
- حمار وحلاوة .. الشارع والثقافة
- عن الأدب والسياسة الآن
- عنف الديكتاتورية
- بياضة - قصة قصيرة
- ترامب لايحمي الأمريكيين .. لكن السوريين ممكن !
- أيام ضاحكة مع أحمد فؤاد نجم
- - حجر - يخص المرء وحده
- توماس راسل .. مذكرات حكمدار القاهرة
- حكايات لا تحدث إلا في الصحف
- وداعا سيبوفيلدا .. كاتب المقاومة والكبرياء
- القراءة مثل الحب .. تأتي مبكرا


المزيد.....




- لماذا استهدف اللصوص قاعة أبولون في متحف اللوفر.. وماذا سرقوا ...
- بعد احتجاجات -جيل زد-: المملكة المغربية تزيد الإنفاق على الص ...
- قلعة حلب تفتح أبوابها.. رمز الصمود يعانق الحياة من جديد
- ويتكوف وكوشنر في إسرائيل لبحث المرحلة التالية من اتفاق غزة
- ما خطط الغزيين في مصر للعودة بعد إعلان وقف الحرب؟
- مستوطنون يقتحمون الأقصى ويواصلون اعتداءاتهم بالضفة
- الهجرة العكسية.. أكثر من 80 ألف غادروا إسرائيل في عام واحد
- الدعم السريع تستهدف مدينة الأبيض ونزوح مئات العائلات من الفا ...
- أمنستي: حكومة تنزانيا تزرع مناخ الخوف وتكثف القمع قبل الانتخ ...
- بعد تحذيرات براك.. غارات إسرائيلية على مناطق عدة جنوبي لبنان ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أدونيس.. مدافع التطبيع