أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - القراءة مثل الحب .. تأتي مبكرا














المزيد.....

القراءة مثل الحب .. تأتي مبكرا


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 15:06
المحور: الادب والفن
    


لم تكن في طفولتي طفولة، ولكن كانت هناك مكتبة صغيرة في صوان بصالة البيت، أغرتني الكتب المرصوصة بداخلها أن أسحب كتابا لأقرأه وراء كتاب. لحسن حظي كان معظم الكتب روايات عربية وأيضا أجنبية مترجمة، ثم قادتني خطواتي إلى مكتبة مدرستي الاعدادية فالثانوية، وفيهما وجدت ثروات أدبية وفكرية كان من بينها كتاب صغير مضغوط بعنوان" فقه اللغة" يضم مرادفات وأضداد الكلمات. إلى الآن مازال هذا الكتاب عندي، مما يعنى أنني استوليت عليه حينذاك بطريقة ما ! في كل الحالات فتحت عيني على مكتبة في البيت وأخرى في المدرسة. أتذكر ذلك، بمناسبة الاحتفال السنوي باليوم العالمي للكتاب في 23 أبريل، وهويوم لا يقتصر على الاحتفاء بالأدباء وصناعة الكتب بل ويمتد إلى تعزيز ونشر مفهوم وعادات القراءة. أيام كنا ندرس في الستينيات كان مقرر علينا حصة كل أسبوع مخصصة للقراءة داخل المكتبة. للأسف اختفت هذه الحصة من برامج التعليم المدرسي الآن، ولا أدري كيف هي أحوال المكتبات بصفة عامة ومكتبات المدارس التي يستحيل من دونها الحديث عن تعزيز عادة القراءة لدي الشباب، لكن الاحصائيات بهذا الشأن غير مبهجة، إذ لا توجد مكتبات في أكثر من أربعة آلاف قرية مصرية تضم نحو ستين بالمئة من السكان. أضف إلى ذلك نسبة الأمية المرتفعة التي وصلت عام 2019 حسب معطيات الجهاز المركزي للاحصاء إلى نحو عشرين مليون نسمة، أضف إلى ذلك محدودية الدخول، مما يجعل من الأمية وقلة ذات اليد عدوا رئيسيا للقراءة والكتب. وقد جاء في معطيات مرصد الأحوال المصرية أن 88% من الأسر المصرية لا يقرأ أي من أفرادها أي شيء على الاطلاق! وعندما عقد المؤتمر القومي الأول للمكتبات المدرسية في أبريل 2013 لاحظ د. مصطفى حسام الدين أستاذ المكتبات بجامعة القاهرة أنه : " لا توجد سياسة عامة لتطوير المكتبات العامة فى مصر لا كجزء من السياسة الوطنية للمعلومات ولا بشكل منفصل، سياسة مكتوبة ومعلنة تحدد أهداف هذا التطوير والأسس التى يستند إليها والخطط الاستراتيجية والمتوسطة والقصيرة التى وضعت لتنفيذ هذه السياسة". وعندما نتحدث عن " التنوير" أو نتحدث عن مواجهة الارهاب، فإننا في واقع الأمر، وإلى حد كبير نتكلم عن القراءة، والوعى، وعن المكتبات، والكتب، وحصة القراءة في مكتبة المدرسة التي لم يعد لها وجود الآن. ومن المؤسف أن معظم الآباء يتصورون أنهم يقومون بدورهم حين يتكفلون بطعام وشراب وملابس ومصاريف أطفالهم. وقد سألتني ذات يوم سيدة فاضلة:" ابنتي تحب القراءة أنا لا أقصر في مطالبها من ملبس وطعام وغير ذلك، لكن بالنسبة للقراءة لا أدري ماذا أفعل؟". نظرت إليها طويلا ثم قلت لها بصراحة:" إن الطعام والشراب والمأوى يكفي لنمو بطة أو ماعز، أما الطفل فيحتاج إلى أكثر من ذلك لكي ينمو إنسانا، يحتاج إلى مكتبة، وأنت لا تربين دجاجة بل إنسانا". أعتقد أن الأسرة بحاجة إلى الالتفات لأهمية المكتبة داخل البيت، حتى لو كانت مكتبة صغيرة، على أن تضم روايات وأعمال مكتوبة للأطفال، مثل كتب كامل الكيلاني وغيره. وحين يفتح الطفل عينيه على الكتاب، ويحس مبكرا بمتعة اقتحام عالم الخيال، ومعايشة شخصيات وأحداث أخرى فإنه لن يكف عن القراءة لاحقا. إلى الآن، مازالت حية في ذاكرتي المشاهد الأولى من الروايات الأولى التي بدأت قراءتها وأنا صبي، كما مازال حيا لا يفارق عيني وهج لمبات دار الأوبرا القديمة وأنا صبي صغير جالس أشاهد لأول مرة في حياتي " العشرة الطيبة " لسيد درويش. القراءة والفن، مثل الحب، يجب أن تبدأ مبكرا.
***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطولة حرفة المصريين اليومية
- مـحـبــوب الــشــمــس .. يـحـيــي الــطــاهــر عــبــد الــل ...
- قطاع طرق الكمأدات الطبية
- بطة - قصة قصيرة
- أنطون تشيخوف .. بطولة الأطباء
- لا شيء يهزم الانسان ..
- قروش أمي الخمسة
- المصريون .. الضحك في وجه الخطر
- يوميات التلصص .. حسن مدن
- العألم في الجيوب والحقائب
- أغــانـي الـمـهـرجــانــات في مـصـر .. قضايا مـلـتبـسـة
- اكتشافات فنية مدهشة جدا
- الـــحـــب الأول
- غريبان . قصة قصيرة . أحمد الخميسي
- القاهرة تحتفل بمئوية الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الخميسي
- ضوء أبيض . قصة قصيرة
- العراق .. رمح الله في الأرض
- الرواية - لايت - .. لا صلصة ولا ثوم !
- إبراهيم فتحي .. الاخلاص للحقيقة وحدها .
- الـثـقـافـة في مـواجـهـة الـعـربـدة الـتـركـيـة


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - القراءة مثل الحب .. تأتي مبكرا