أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - اهمية دراسة العلاقات الدولية وانعطافتها التاريخية















المزيد.....

اهمية دراسة العلاقات الدولية وانعطافتها التاريخية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6653 - 2020 / 8 / 21 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باتت من أهم فروع العلوم السياسية اليوم في المعاهد والجامعات للدراسات هي العلاقات الدولية وهي من التخصصات التي لا يمكن الاستغناء عنها في الروابط بين الامم و من خلالها يمكن دراسة وتحليل الظواهر السياسية بكل أبعادها النظرية والواقعية لمن يتخصص في هذا العلم و بيان القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج التي يتطلبها العامل السياسي، كما تعد أساسا محوريا لمعرفة مدى إمكانيات الدول وقدراتها على أن تكون مؤثرة في السياسة الدولية بمقدار القوة الاقتصادية وحجم الثروة الباطنية أو المنتجة والموقع الجغرافي الاستراتيجي وعدد السكان والمساحة الجغرافية والموقع والقيم الثقافية وطبيعة القيادة السياسية، وغيرها من المحددات و بطبيعة الحال السياسة الدولية ببيئة متجددة تواكب الأحداث والتفاعلات التي يشهدها النظام العالمي على المستويات السياسية، والاستراتيجية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. عليه، يمكن القول بأن العلاقات الخارجية للدول تتغير وتتكيف باستمرار مع التغييرات الخارجية والداخلية على حد سواء.
وتعريف العلاقات الدولية ليس مسـألة سـهلة كما يتصورها البعض بل هي في غاية الصعوبة والتعقيد ، على الـرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت عنـدما انبثـق نظـام الـدول القوميـة الحـديث إلـى حيـز الواقـع اثـر التوقيـع علـى معاهـدة وسـتفاليا الشـهيرة عام 1648 لانهاء ( حرب الثلاثين عاماً منتصف القرن 17) وحتـى يومنـا هـذا، يصـعب علـى الدارسـين والبـاحثين إعطـاء تعريف جامع للعلاقات السياسية الدولية على الرغم من عدم وجود تعريف له يتفق حوله جميع الباحثين والمختصين، فإنّ الاطلاع على بعض التعاريف يوضح لنا أنّ العلاقات الدولية ظاهرة واسعة من المبادلات المتداخلة التي تجري عبر الحدود الوطنية، كما ان انبثاق العديد من المدارس لها يجعل من الصعوبة بمكان إغفال الدور الايجابي لكلّ مدرسة لفهم الظاهرة الدولية وتفسريها ودراسة تحولاتها وتطوراتها، وتعمل كلّ مدرسة على تفكيك جانب مهم منها وتعيد تركيبه و فقاً لفرضياتها التي لا تتوافق بالضرورة مع ما تنطلق منه المدرسة الاخرى،
وهناك تعاريف تتقارب فيما بينها وتتباعد من جهات اخرى فيقـول ستانلي هوفمان في تعريفه ((إن حقـل المعرفــة للعلاقــات الدوليــة يعنــي العوامــل والنشــاطات المــؤثرة فــي السياسات الخارجية وفي قوة الوحدات الأساسية المكونة لعالمنا ))،
ولقد سعت جميـع الدراسـات وخاصـة فـي بـداياتها إلـى محاولـة معرفـة طبيعة هذه العلاقات وتباينت نظرة الباحثين والمفكرين حولها وفيما إذا كانت تتسم بالفوضوية او العقلانية ، ويؤكدون على أن السمة الغالبة على المجتمع الدولي هي الفوضى، فيما نجد رأياً متفائلاً، يشير إلى أن هناك ما يكفي من المؤشرات والدلائل الواقعية التي تؤكد على عقلانية في الكثير من الحالات في العلاقات الدولية ومجالهـا لاسـيما المتداولة فـي الدراسـات الجامعيـة وهـذا يتضح تماما عندما يشير ((الفريـد زيمـرن )) إلـى ((أن دراسـة العلاقـات الدولية تمتد من العلوم الطبيعية من جهة إلـى الفلسـفة الأخلاقيـة مـن جهة ثانية ))، ويعرّف جون بورتون العلاقات الدولية بأنّها: "علم يهتم بالملاحظة والتحليل والتنظير من أجل التفسير والتنبؤ"، ويعرّفها رينولدز: (("أنّها تهتم بدراسة طبيعة وإدارة والتأثير على العلاقات بين الأفراد والجماعات العاملة في ميدان تنافس خاص ضمن إطار من الفوضى وتهتم بطبيعة التفاعلات بينهم والعوامل المتغيرة المؤثرة في هذا التفاعل)).
إن الانتقادات التي واكبت تطور نظرية العلاقات الدولية، وبغضّ النظر عن مصادرها، وعن المدارس المستهدفة بها، لا تنتقص في حقيقة الأمر من أهمية وجدّية الجهود المعرفية المتراكمة في هذا الخصوص، كما أنها لا تحدّ من قيمة العلاقات الدولية كعلم، بقدر ما تحيل إلى دينامية هذا الحقل المعرفي وتطوراته، ومواكبته للمتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية في جوانبها التعاونية والصراعية.
ان العلاقات الدولية تنطوي ابعادها النظرية والتفاعلية على قدر كبير من الأهمية في عالم اليوم في ضوء التحولات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية،، مع تشابك هذه العلاقات وتطورها على مستوى الفاعلين، والقضايا، والأولويات، ووسائل الاتصال. غير أن الأمر لا يخلو من صعوبات وتعقيدات، خصوصاً في ما يتعلق بتناول هذه العلاقات كتفاعل اجتماعي بأبعاده المختلفة أو بالتعاطي معها بوصفها حقلاً معرفياً.
ان الحقائق والوثائق التاريخية تثبت بأن دراسة العلاقات الدولية كمادة قائمة بذاتها من هذه العلوم لم تتخذ طابعا عملياً إلا اواسط الاربعينات من القرن الماضي بعد ان شهد هذا القرن انعطافا حـادا فـي تفسير العلاقات الدولية بنظرية أطلق عليه المدرسة الواقعية وهي بأعتقاد الكثيرين من افرازات الحرب العالمية الثانية وهي التي فرضتها، وان هذه النظرية تعد نفسها أكثر النظريات اتصالا بـالواقع الـدولي وتعبيـرا عـن تعقيداته ، واتخذت خلال تلك الفترة الوجيزة نسبياً مكانة هامة طغت على الأفرع الأخرى لهذا العلم، ويرجع ذلك إلى الحيوية والديناميكية التي تتسم بها موضوعاتها ، فضلا عن الأهمية التي اكتسبتها تلك المادة جراء التقدم التكنولوجي الهائل في كافة المجالات خاصة في مجال الاتصال والمعلومات والمواصلات والتسلح.
في الحال تتميز حركة المجتمع الدولي بكونها دائمة مستمرة ومتسارعة بتواجد الدول لحاجة البعض الى البعض الاخر و إن العلاقات بين الدول على مستوى الساحة الدولية تخضع في احكامها الى القواعد القانونية المنظمة للعلاقات الدولية بين أعضاء المجتمع الدولي، وما يحتويه ميثاق هيئة الأمم المتحدة من احكام صادقت عليها اغلب دول العالم تجنبا لحدوث اي من الحروب او التخفيف من شدة الازمات، وتحقيقا لمسعى السلم والامن الدوليين، وبما تفرضه الاتفاقيات الدولية التي يتم عقدها في هذا الإطار.
الدول العقلانية المنتظمة بسلطاتها هي الجهات الفاعلة التي تسعى إلى تحقيق المصلحة الذاتية لبلدانها وزيادة أمنها وفرصها في البقاء والدفاع عن استقلاله وسيادته اكثر من غيرها ، كما ان المنهجية العلمَّية في دراسة المواطنة والهويَّة الوطنية تستلزم التنقيب في الاسباب والعوامل الكامنة وراء تفاقم العلاقات السياسية وتقويمها نحو الافضل ، والبحث في الخطوط الخلفَّية التي تقوم بتغذية اشكالاتها، ، و يُعدّ التعاون بين الدول طريقة لزيادة أمن كل دولة على حدة و يجب أن تستند هذه العلاقات على المصلحة الوطنية قبل المصالح الشخصية لحكامها ومريديهم ولكن ان هويّة الاوطان يحددها ابناؤها المخلصين و الشعوب تكون منتصرة عندما تستطيع فرض نفسها على بقية العالم بالطفرة العلمية والتكنولوجية المتسارعة وبالاعتماد على الثورة المعلوماتية والاتصالاتية التي سادة العالم بوصفها الثقافة العالمية المدعومةً التي يكاد يكون الغرب منتجها الوحيد ومحتكر امتلاكها دون سواه، وتبقى الرموز واللغة والجغرافيا هي الوجه الحقيقية للهوية العالمية التي هي فوقية وجامعة، دون أن تنزلها اي مقامات تنظيرية مهما اطرتها وبالتالي هي ثقافة واسعة الابواب في السياسة الحديثة .
عبد الخالق الفلاح –باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرشاة رسمت مأساتها وويلاتها لمستقبل مشرق
- الاعتداءات التركية استغلال لهشاشة الاستقرار السياسي
- وحدة الشعب اللبناني عامل للنهوض من كبوته
- نفتش عن لبنان في الدفتر الازرق للبحر*
- استغلال قوانين حقوق الانسان في العملية السياسية
- همسة من عمق الضمير
- العلاقات العراقية الاير انية ... يربطها التاريخ المشترك
- الكهرباء...الطاقة الغائبة في العراق
- تسميات ... مواطنون – وعراقيون وغياب الواقعية
- الحكومة الانتقالية القراءات وفقدان الميكانزما
- الوظيفة العامة ومستلزمات ايجاد الموظف الجيد
- العراق ... قانون تعديل الانتخابات على صفيح من ثلج
- الحزن : تعبيرعن مشاعر الالم بعد الفقدان
- الحوارالامريكي -العراقي المعطيات و التوقيتات
- استقطاعات المتقاعدين يشعل غضبهم
- الاقصاء والتزييف والسلوكيات التعسفية
- الفيليون والانقسامات ...والافتقار لمن يمثلهم
- 20 دولار ثمن اهتزاز امريكا
- - قل الحق حتى على نفسك -
- العالم...التعاون والتشاور وتغليب القيم الانسانية


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - اهمية دراسة العلاقات الدولية وانعطافتها التاريخية