أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العالم...التعاون والتشاور وتغليب القيم الانسانية














المزيد.....

العالم...التعاون والتشاور وتغليب القيم الانسانية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن العالم يقف على مفترق طرق و يواجه اليوم مشكلات وقضايا عديدة، ولا سبيل لحل هذه المشكلات الا بالتعاون والتشاور والتنسيق بين كل الدول المحبة للخير على مختلف المستويات وإن على الامم المتحدة ومجلس الامن أن تتخذ قرارات بشأن استخدام امكانياتهما الدبلوماسية والمالية للدفاع عن الحرية والديمقراطية بعد ان استبيحت القيم الانسانية في الكثير من المناطق والدول وخاصة الولايات المتحدة الامريكية بعد ان أجج دونالد ترامب رئيسها الحالي مشاعر الكراهية والخوف، وبث بذور الفرقة. فاستهدافه البشع لأعضاء الكونغرس من النساء إنما يفضح عنصريته وكراهيته للأجانب وفي صميم سياساته البغيضة وفي الحوادث الاخيرة اثبت ذلك " وبعض المدن تعيش اليوم مشروعاً عنصرياً لا يمكن ان يكون امراً عفوياً " واصبح سلوكا عادياً.
المنظمات الدولية اذا ما كانت لا تملك القدرة على دعم الشعوب السائرة في سبيل تحقيق التحول الديمقراطي في دعمها وتغليب ميزان القوة لصالحها في مواجهتها اوالتنكر لتلك القيم لتحل محلها أنظمة استبدادية و الإخفاق في ذلك وترك تلك البلدان تتخبط في أزماتها ليتحول العالم الى كوارث واصبح موضوع حرية الانسان مجالاً للعديد من العلوم الانسانية، و كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعني أن للبلدان إمكانية إتيان بالفعل الحر أو عدمه ، مع عدم الاضرار بالاخرين. وهذا ما دفع البعض إلى تلخيص حقوق الانسان في مصطلح الحرية، وهي صيغة الاكثر سهولة والاكثر اكتمالا ِّ بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،لإن لحرية الانسان ارتباطا ُوثيقاً بالاخلاق والدين والفلسفة. كما أن هذا الحق يعتبر أساس منظومة حماية حقوق الخليقة الانسانية ؛ إذ إن هذا الحق يتطلب ممارسته توفر هامش من التحرك الغير مقيد، لكنه شديدة ِّ الحساسية تجاه جملة المتغيرات الدولية التي تطبع المجتمع الدولي وتؤثر على الانظمة الداخلية ِّ للدول، سواء أكانت هذه المتغيرات ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية. ومن ِّ أبرز آثار هذه المتغيرات ممارسات الانسان لحريته.
إن تاريخ الكثير من الشعوب شرقا وغربا بالأمس واليوم حافل بالنضال ضد الاستبداد والمطالبة بالحقوق ، وفي سبيل الحرية ، والعدالة الاجتماعية وإن كل السياسات والضغوطات المتبعة تجاه قضايا دول مثل ايران ،سوريا،العراق ، لبنان، فلسطين ،اليمن والبحرين وشعوب غيرها إنما هي سياسات استعمارية استغلالية تحاول ان تزيد من مآسي المنطقة وشعوبها ولكن لا يمكن من ان تستطيع ان تخضعها و المؤكد أن الاستبداد بدأ يشهد انحساراً واضحاً لبعض مظاهره على الأقل في هذه البلدان وتباشير الخلاص وكسر الأغلال التي كانت تكبل هذه الشعوب دقت نواقيسها ومنهم من تحرر ويقف بشموخ رغم كل المحاولات في لي ذراعه ومنهم على وشك لامحال ،لان الدين الاسلامي هو أساس الحياة في هذه الدول وله ارتباط وثيق مع بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية فيها ولكن على كل حال هناك مفاهيم كثيرة للحرية تدور حول مدى قدرة الإنسان، وعلى مدى ما يتمتع به الإنسان من اختيار؟ وهل أفعال الإنسان فعلاً أفعال هو مختار فيها وتعبر عن إرادته وعن قناعته؟ أم أن الإنسان مجبر وتفرض عليه كثير من الإكراهات؟، فالنص القرآني أعطى أهمية بالغة للحرية الدينية، ووضع أسس ممارسة هذا الحق والضوابط التي يجب الوقوف عندها، قال الله تعالى في سورة البقرة : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )وعليه فالحرية الدينية سند الانسان في التحرر الداخلي، وتسهم في تحطيم كل الاصنام والاوثان التي تسلب حريته، بل تزيد من تعقيداتها لديهم وتذهبهم باختلاق أزمات أخرى جديدة، ما يصعب عليهم التلاعب بأحلام وطموحات الشعوب واستغلالها لصالح سيادتهم الاستبدادية ، ومع الاسف إن أوروبا المعاصرة عرفت في القرن العشرين نظما استبدادية قمعت الكثير من الشعوب بأساليب متطورة و أحرزت الحكومات السلطوية خطوات كبيرة ومبتكرة إلى الأمام .
ومن هنا يستوجب من الانسان الحر المتسلح بالثقافة ان يقف مع صيحة الجماهير ومواجهة من يمارس على أرزاق الامة النهب، ومن يعتدي على كرامتهم، ويستهين بهم في الداخل او الخارج فنهضة الحرية بالحقيقة هي ثورة الكرامة هي ثورة اقتصادية و سياسية ضد الاستبداد فالناس لا يتحدثون عن الحرية بالمعنى الفلسفي والمعنى الديني المطلق وإنما يتحدثون عن الحرية في مواجهة ما يكبل إرادتهم من حكم الطغات ومواليهم و نهابي لقمة عيشهم، و معتدي على كرامتهم، فالحرية في مواجهة الاستبداد بكل أنواعه الاستبداد وبالتالي هذه النهضة هي نهضة الحرية بكل معانيها ، و الحوار مع هذه القوى خدمة لمصلحة المجتمع لابد منها على ان لا يتنازل عن حقهم، ويعبر عن مواقفهم ، و لا ينقل رؤيته الشخصية، بل لا بد أن ترتبط هذه الرؤية بالصراع السياسي والاجتماعي الذي يزخر به مجتمع ما ، ومن هنا تبرز أهمية قوة المجتمع المدني المؤمنة بالحوار، فلا جدوى، ولا قوة لحوار المثقف مع السلطة باعتباره يعبر عن رؤية معينة إلا إذا ساندته قوة اجتماعية صلبة من قوى المجتمع المدني ، فالبون شاسع بين الخبير الذي يتعاون مع السلطة لإنجاز عمل فني معين ليلتقي الأوامر ، ولا يسمح له بإبداء الرأي إلا ضمن اختصاصه الفني، وبين الانسان الحر المدافع عن رؤية مجتمعية وحضارية معينة والذي يناضل من أجل الحريّة والتقدم ، ويتصدى لكلّ محاولات احتكار السلطة، وتسخيرها لفائدة فئات اجتماعية محظوظة على حساب مصلحة المجتمع والناس..
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران ..فنزويلا ، السفن - الخمس -المحملة بالتحدي
- الاقتصاد العراقي ... تمزق وانهيار وخزينة خاوية
- العملية السياسية وغياب الدولة المنتجة
- الدبلوماسية الخاطئة للاتحاد الاوروبي في العراق
- التكافل الاجتماعي بطول الوطن
- زيارة الكاظمي لهيئة التقاعد وتجربة المسؤولية
- الاخلاق الفردي والتأثير المجتمعي
- حكومة الكاظمي.. التحديات والمسؤوليات الصعبة
- واشنطن في العراق والامال على ازمة لداعش
- المنهج الاخلاقي في المواطن والمسؤول
- العراق... فقدان التخطيط الاستراتيجي
- مزاد الوزارات و ازمة الاخلاق الوطنية أ
- رمضان شهر الاقتراب الى الله سبحانه
- العنف الاسري ...بين الاعلام والحلول
- بين طموحات الغرب ..وجياع البطون
- حكومة الكاظمي ..المهام والمسؤولية
- قطار التكليف في العراق واتجاهات الرياح
- العراق ... ازمة التكليف وصراع المحاصصة
- تحجيم التحدي الاكبر بالتعاون الدولي
- يوميات سجين فيلي


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العالم...التعاون والتشاور وتغليب القيم الانسانية