أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المنهج الاخلاقي في المواطن والمسؤول














المزيد.....

المنهج الاخلاقي في المواطن والمسؤول


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان العدل شيء والمساواة شيء آخر ،فالعدل ان تعطي نفس الفرصة للاثنين . المعتدل هو الانسان الوسطي لاافراط ولاتفريط عنده بل لابد ان يملك توازن والكون بُني على العدل والانتظام . والرحمة قيمة انسانية نبيلة حالها حال الصدق ، والعدل ، والانصاف وهي خلق عظيم يجب ان يتحلى بها الانسان الذي يريد ان يكون مرضيا عنه من الله سبحانه وتعالى ، ان الهدف الرئيسي من نشأة السلطة و الدولة جاءت لتحقيق صالح المجتمع من انصاف وعدل و خير أفراده ككل ، و هو ما لا يتأتى إلا من خلال أيمان الإفراد بالصالح العام و الخير المشترك والمسؤول الصالح من يحمل الأمانة التي ناط الله به يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) 70 الاسراء و حملها الامانة بعد أن أشفقت من حملها السماوات والأرض والسلوك المسؤول أو المسؤولية هي أن تؤدي العمل المطلوب منك على أكمل وجه في الوقت المحدد. وهذا التعريف للمسؤولية ليس بالأمر الهيِّن الذي يأتي نتيجة صدفة، بل نتيجة تربية وإيمان واستعداد وشعور وممارسة لقيمة المسؤولية. وهناك نقيض المسؤولية ــ اللامسؤولية، وتعني الإهمال والتكاسل والتسويف. إذا كانت المناهج التربوية المختلفة تسعى إلى إيجاد المسؤول الصالح، فإن منهج التربية الإسلامية يعمل على بناء الإنسان الصالح وهذا لا يعني ان البعض من المذاهب تغفلها ابداً والكثير من المذاهب تدعوا الى اصلاح الفرد في المجتمع .
الإنسان الذي يشعر أنّ الخلق كلهم عيال الله، أقربهم منه أنفعهم لعياله. والذي يستشعر أنّ الناس جميعاً لآدم وآدم من تراب، وأنّه لا فرق بين إنسان وآخر "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلّا بالتقوى .
المسؤول الصالح هو من يتحدى نفسه أولا، ويتمسك بضميره وبما يمليه عليه من ثوابت وقيم أخلاقية تجعله أرفع من التوافه، وأنزه من أن ينزلق في متاهات الحرام البائسة وأخلاقياته وملتزم بمسيرة العفة ومبادئها، ويجمع بين الحق الصادق فيما يتصدى له من مهام ومسؤوليات.
هناك دعائم أخلاقية لا يصحّ أن يغفلها المسؤول، فإن حدث وأهملها أو تغاضى عنها لأي سبب من الأسباب، فإنه سوف يضطر إلى مجافاة الحق، ومغادرة الصدق في أقواله وحتى أعماله، فمن يتنصل عن الحق سوف يهجر الصدق، وغالبا ما يكون المسؤول الفاشل متنصّلا من الاثنين، فهو لن يكون صادقا لأنه يعارض الحق، ومعارضته للحق تقف وراؤها الأطماع والمنافع والمحاباة وعقد الصفقات، ومحاولة الاستفادة من المنصب إلى أقصى حد ممكن، وبهذا يتّخذ من الوعود الكاذبة أسلوبا وطريقة في معالجة إخفاقه في أداء واجباته التي أُؤتمنَ عليها.
اما المواطن الصالح يسعى لتنمية ذاته خلقيا وعلميا ونفسيا لأن في قوته قوة لوطنه وفي سعادته سعادة لوطنه والعكس صحيح وهو الذي يرى كل من يسعى جاهدا مخلصا في سبيل تقدم الوطن ورقيه شريكا له في حب الوطن ينبغي أن تفتح أمامه كل الأبواب فإذا كانوا يقولون:” قيمة كل امرئ ما يحسنه” و قيمة ما يقدمه لنفع نفسه والآخرين من حوله وهو الذي يقدم مساهمته بالفكر أو بالجهد أو بالمال في كل ما ينفع الوطن و الذي يعتبر نفسه منافحا عن هذا الوطن ضد أعدائه المتربصين به، و يحمل هم وطنه سواء عاش في داخله أو بعيدا عنه وهو كيان قانوني من الممارسات و السلوكيات للافراد الذي ينظمه القانون على مستوى علاقة الفرد بأفراد آخرين ، او على مستوى علاقته بالدولة و هي العلاقة الذي تلعب فيه الدساتير و التشريعات دورها لتحقيق هذا التوازن ما بين المصلحة العامة للمجتمع ككل و المصلحة الشخصية . يذهب أرسطو إلى أن الخير واحد بالنسبة للفرد و الدولة .
أن خير المجتمع أكثر كمالا و أسمى و أجدر بالسعي من الخير الفردي ، ويتفق أفلاطون مع ما ذهب إليه أرسطو من أن ما هو خير للدولة يكون بالطبيعة خيرا للفرد . تقاس المواطنة الصالحة بمقدار ما يسهم أهلها مع المختلفين معهم فكريا أو عقائديا في بناء الوطن واستثمار ثرواته وصيانة حقوق أبنائه وحماية أرضه من العدوان وفي ذلك بقاء الجميع وفي غيابه ذهاب الجميع ولا قيام للوطن بلا مواطن حر كريم،في تعني معرفة المواطن حقوقه وواجباته تجاه وطنه وتمثله بأحسن وجه بالسلوكات والقيم التي تُسهم في بناء الوطن وتقدمه ، فمتى سنعي ضرورة حب الوطن بالطريقة التي يجب أن نحب بها ذكرياتنا الجميلة ورائحة الشجر والنخيل وماء البحر والتراث المعتق بالجغرافيا والتاريخ؟ متى يجب علينا أن نقدس الوطن في كل الأحوال والظروف والتعقيدات السياسية وغيرها؟

عبد الخلق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق... فقدان التخطيط الاستراتيجي
- مزاد الوزارات و ازمة الاخلاق الوطنية أ
- رمضان شهر الاقتراب الى الله سبحانه
- العنف الاسري ...بين الاعلام والحلول
- بين طموحات الغرب ..وجياع البطون
- حكومة الكاظمي ..المهام والمسؤولية
- قطار التكليف في العراق واتجاهات الرياح
- العراق ... ازمة التكليف وصراع المحاصصة
- تحجيم التحدي الاكبر بالتعاون الدولي
- يوميات سجين فيلي
- الذات الانساني يحبس انفاسه
- الانسانية الامريكية المفقودة في تاريخها
- اليوم ... . أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ
- هل ستظهرالملامح الانسانية في زمن الكوارث
- كورونا وكشف المستور في الدولة العراقية
- الامل في زمن كورونا
- دروس من كورونا ...العيش بعز
- كورونا وانغلاق القيم الانسانية في العالم
- عقدة رئاسة مجلس الوزراء العراقي في الا نهاية
- العراق...احتلال وانتهاك قبل وصول باتريوت


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المنهج الاخلاقي في المواطن والمسؤول