أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟















المزيد.....

ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟!

في احاديثنا الخاصة، وكتاباتنا، وحواراتنا، مع الاسلاميين كثيرا ما نجامل، ونحاول ان نلصق "تهمة" الديمقراطية بالاسلام. رغم ان كل علمائه، وشيوخه يعتبرونها بدعة غربية. فتاريخ الاسلام السياسي منذ النبي محمد، وخلفائه الراشدين، حتى نهاية الدولة العثمانية خلا من أي ممارسة ديمقراطية. فكما ان من عيوب ديمقراطية اثينا، وروما اقتصارها على الاحرار، والنبلاء من الطبقة الحاكمة. فان التجارب الاسلامية القديمة، والحديثة اثبتت فشلها ديمقراطيا، عندما وضعت شروطا، وقواعد لا تتناسب مع الديمقراطية التي تعني حرفيا حكم الشعب. ولذلك فان المصلحين الاسلامين مثل الكواكبي، والافغاني، ومحمد عبده، وحركة المشروطية، وقبلهم كلهم حركة اخوان الصفا ادركوا الحقيقة، وياسوا من الاسلام السياسي. كثيرا ما نجامل، كما ذكرت، او يتباهى محدثينا الاسلاميين بتجارب، وامثلة من عمر بن الخطاب، او علي بن ابي طالب، او عمر بن عبد العزيز، اوهارون الرشيد او غيرهم. متناسين ان أي منهم لم يكن منتخبا. وان بيعة الاول، والثاني جاءت مثل بقية الراشدين من مجموعة متنفذة فرضت نفسها بقوة المال، او السلاح، او الجاه، او النسب. والخلافة الوراثية منذ معاوية بن ابي سفيان تنفي هي الاخرى أي صفة ديمقراطية. وان تحجج مدع، او جاهل، ان الكثير من دول اوربا الغربية لا زالت ترئسها عوائل ملكية فهم يتناسون عن عمد ان كل ملوك، وملكات اوربا بلا سلطة سياسية، وانهم رؤساء شرف ابقوا لاسباب سياحية،او مواقف تاريخية معينة، او كرمزلوحدة وطنية ما، او اعتبارات اخرى. واغلب هؤلاء الملوك، والملكات لا يحق لهم حتى الانتخاب، وقيد الدستور صلاحياتهم. وان حصل، وادلوا بتصريح سياسي ما تقوم الدنيا، ولا تقعد حتى يعتذر الملك، او الملكة. والا فالجمهوريون على الابواب، وهم يزدادون باستمرار رافضين الامتيازات التي ترثها العوائل المالكة رغم التقييدات المستمرة. ناهيك عن سخرية الصحافة، ونشرها لفضائح العوائل المالكة التي تعتبر مكارم امام فضائح، وجرائم ملوكنا، وعلمائنا، وقادتنا، ورؤسائنا الاسلاميين.

عن أي ديمقراطية يتحث الاسلاميون، ومجامليهم من الكتاب العلمانيين بكل اصنافهم. محمد فرض على المسلمين كنبي، ولا تجوز مجادلته رغم انه قال "انما انا بشر مثلكم". وابو بكر الصديق اختارته مجموعة اجتمعت لاسباب طبقية، ولا تمثل جموع الدولة الاسلامية التي شملت كل الجزيرة العربية تقريبا. ولهذا بدات ماسميت بحروب الردة. ولم تكن" الردة" الا انتفاضة عرب الجزيرة الاحرار ضد حكم الصوت الواحد، والحاكم الواحد، والعشيرة الواحدة قريش. وعمر بن الخطاب جاء بنفس الطريقة ورغم توسع الدولة فان مجموعة صغيرة منعزلة هي التي فرضته على الاسلام، والمسلمين بعد ان اوصى به ابو بكر، والحال نفسه ينطبق على عثمان الثري الذي قاد دولة المستضعفين الاسلامية فقتل على يد من رفضوا استئثار اغنياء قريش بالسيطرة على حكم جمهرة المسلمين الفقيرة. وقتلة عثمان جاؤوا يعلي خليفة على المسلمين ولما رفضته الاغلبية في الشام بدات الحروب. وعلي كان يصر هو الاخر ان يكون الحاكم عربيا، ومن قريش وقد عزل كثير من حكام الولايات لانهم لم يكونوا قرشيين. ثم ماهو راي الغالبية العظمى من المسلمين الذي صاروا ضحايا حروب الخليفة المنصب والرافضين لحكمه لمختلف الاسباب.

والشورى التي يتحثون بها "وشاورهم في الامر" كانت مجرد للاستئناس فكان النبي، او الخليفة هو من يقرر بعد التشاور حتى وان كان على خطأ. وغزوة احد مثال واضح، وتجربة ابي بكر مثال اخر، وفرض عمر خالد بن الوليد قائدا للجيش رغم الملاحظات. ان حروب الردة، ومقتل عثمان، وحروب علي ادلة، واضحة على فقدان لغة الحوار، وانعدام فعالية حكم التشاور. فالفرد هو من يقر وليس الشعب، جمهرة المسلمين وقتها، رغم الادعاء "وامرهم شورى بينهم". اذا اخطا الخليفة لا احد يحاسبه. في حين تبدل الحكومات المنتخبة بالانتخابات، او تسقط نتيجة ازمة وزارية فيكلف مجلس النواب غيرها مؤقتا، حتى ينتخب الشعب غيرها. فمتى حصل هذا في التاريخ الاسلامي؟ في سقيفة ابي بكر؟ ام فظاظة عمر؟ ام ترف عثمان؟ ام حروب علي؟ ام قمع الامويين؟ ام مقاصل العباسيين؟ ام احتراب الاندلسيين؟ ام قوازيق العثمانيين؟ ام مجازر حرس الثورة الاسلامية الايرانية؟ ام مذابح طالبان؟ ام جرائم الميليشيات الاسلامية في العراق؟ ام ارهاب القاعدة الذي يخطف ارواح الاف الابرياء في كل مكان بامر من "الشيخ" اسامة، او وكلائه، وامرائه؟

الاسلام دين، والدين علاقة روحية بين الرب، ومن يعتقد به. والسياسة للسياسيين وقد توصلت التجربة البشرية بعد مسيرة مضنية، ونظريات شتى، وحكم ديني، ومذهبي، وعقائدي، وعسكري، وتوتاليتاري(شمولي)، وديكتاتوري، ان الدديمقراطية على اساس انتخاب الشعب ممثليه لبرلمان يناقش، ويحاسب حكومة الاغلبية السياسية. وقد يجدد الشعب "البيعة" لهذه الحكومة، او ينتخب اغلبية جديدة من حزب، او ائتلاف سياسي اخرهو الحل الافضل لتداول السلطة. فلا مجالس شورى، ولا اهل حل وعقد، اومجلس اعيان، او اشراف، ولا بيعة تقوم بها العشيره، او القرية، او العائلة تصلح لان يحكم الشعب نفسه بنفسه. لقد راينا كيف نصب الخميني نفسه وليا للفقيه لا يعارضه احد بعد ثورة الشعب الايراني. فهو ولي الامام المعصوم. وكيف ثبت الاسلاميون العراقيون "الموقع الخاص" للمرجعية(ولاية فقيه مبطنة) في دستور عجيب غريب. فدعونا من المجاملات الرخيصة، والتجارب الشخصية المعزولة لهذا الخليفة، او ذاك فانصاف ذمي في كوفة علي، او اغاثة فقير في زمن عمر لا تعني ان كل الذميين كانوا يامنون على انفسهم، ولا كل الفقراء وجدوا ضمانا لهم، ولا كل المسلمين قالوا كلمتهم. الاسلام السياسي، والديمقراطية متضادان، فالنصوص الدينية ثابتة لا تتغير(مقدسة) في حين تتطلب الحياة العملية، وتفترض الديمقراطية مرونة عالية، وتغيرات مستمرة، ومحاسبات دائمة، ومراقبة يومية.
فمن يستطيع ان يحاسب من يدعي انه يحكم باسم الله وكتابه؟؟!

اتذكر مرة انني كنت اتحاور مع اسلامي حول الاخلاق، وانها تربية، وسلوك، وليس بالضرورة وصايا الاهية يلتزم بها الفرد، كما كان يصر. وصادف ان مر شخصا، سقطت محفظة نقوده منه فالتقطها صاحبنا المؤمن العائد لتوه من صلاة الجماعة. توقعت ان يركض وراء الرجل ليسلمه المحفظة، لكنه، وضعها في جيبه بعد ان تفحص كمية النقود التي احتوتها. استغربت، وسالته، أي ايمان، واي اخلاق هذه، وانت تسرق علنا؟ فرد بوقاحة صاعقة:

هذا رزق من عند الله !!!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر اتحاد كتاب السفارة العراقية
- اثخنوك الجراح يا بصرتي الجميلة
- من حق ايران امتلاك الطاقة النووية ولمختلف الاغراض
- الشيوعيون يدعمون حماس والعرب والمسلمون يحاربوها
- متى يقف بريمر الى جانب صدام في قفص الاتهام؟؟
- احنه بختك يا جعفري العراق يرجع گري
- تعلموا اللقاءات الصحفية من تركي الدخيل
- تمخض مبارك فولد خرطا
- مقتدى الستياني يستعد لاحراق العراق
- لماذا لا يتبع زعماء اتباع اهل البيت سيرة اهل البيت؟؟
- جمهورية المتعة والفسنجون، وحكومة الرشوة والروزخون
- مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة
- منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!
- سلاما حزب الشهداء
- عبد ايران اللاحكيم خطر على وحدة العراق
- عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الح ...
- الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة الى حكومة ا ...
- وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين
- مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و ...


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟